قانون الطفل مسموم

قال الله تعالى (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تُطِيعُوا الَّذِينَ كَفَرُوا يَرُدُّوكُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ فَتَنْقَلِبُوا خَاسِرِينَ). (الآية 149 من سورة آل عمران)

محاولة فرض إملاءات الغرب الكافر على المسلمين “كيف يربوا أبناءهم”، مع الاختلاف العقدي العظيم بيننا وبينهم وفي وقت يحارب فيه هذا الغرب الفطرة ويتخبط بشكل لم يسبق له مثيل ولا يستطيع تجاوز تداعيات تخبطه، فهذا يعني أنه الاحتلال بستار “القانون الدولي” والخضوع يعني الذلة.

الغرب ينادي بالحريات والديمقراطية لكنه في الواقع من أشد الدكتاتوريات التي عرفتها البشرية، فهو لا يحترم عقائد الشعوب ولا ثقافاتها، ويسعى بإصرار لفرض كل أفكاره مهما كانت فاسدة على الشعوب بما يسمى “الشرعية الدولية” والابتزاز السياسي والاقتصادي وكل وسيلة قذرة. فتأمل!

قد يبدو صادما للبعض إلا أن المتأمل في ما يجري من فرض قوانين غربية تخص الطفل والأسرة في بلاد المسلمين إنما هو خطوة تمهد لنشر “البيدوفيلي” التي بدأت تمارس في بلاد الغرب بشكل أسهل مما كانت عليه سابقا، تماما كما كان حال الشذوذ، وبنفس المبررات سيتم الدفاع عنها وترويجها.

ما لم نعد للمسلمين عقيدة “الاعتزاز” بإسلامهم، والشعور بالفخر بكل ما يتصل بالإسلام، والنظر باحتقار ودونية لكل ما يخالف أمر الله، فلن نتجاوز هذه المحنة، لا بد من ضخ معاني الاستعلاء بالإيمان والعزة بالإسلام لنهدم صروح الباطل ونعيد انبعاث الهوية الإسلامية وإن رغمت أنوف.

ماذا يعني أن يتدخل الأجنبي في تفاصيل نظامك التربوي والتعليمي، في إعداد أهم مخزون استراتيجي بشري لكل أمة! يعني أنك شعب مستباح وأنك مستعبد! إن تدمير الجيل هو تدمير لكل أمل لهذه الأمة في النهوض، وإن قبوله يعني الاستسلام لعملية تدمير عوامل الانبعاث وترقب سنة الاستبدال.

لا يتم تمرير أي قانون في العالم الإسلامي إلابعد عملية جس نبض تقيس درجة الوعي واليقظة والاستعداد لقبوله بين المسلمين، فما من مشروع مر إلا لأنه وجد الأرضية التي تسمح له بالعمل وإن كان فاسدا.

القضية لعنات جيل كامل من يقدر عليها! إنه الفخ الذي تنحر فيه دعوات العودة للإسلام!

بما أن الحديث عن الطفل، فهذه فرصتنا للمطالبة بتربية إسلامية قويمة للأجيال، بإعادة القرآن والسنة منهج تعليم وحياة، بإعادة هويتنا الإسلامية شامخة باعتزاز، ومن يعترض فلا يحق له أن يمثل أمة مسلمة ولا أسرة مسلمة!

وكيف نفرط بسر تفوقنا ونستبدل الذي هو أدنى بالذي هو خير!

ثم بما أن الحديث عن الطفل، وأنت تشاهد الحرب المسعورة على كل ما يتصل بالإسلام، وكيف يتم استهداف فلذات الأكباد، فماذا بعد لترجع الإسلام حاكما لك ولأسرتك، لتعيد الإسلام في بيتك ومن تحت يدك، هذا امتحان صدق، إن لم نرجع فيه لطريق الله، لدينه القويم، فلنتحمل عواقب التفريط!

كل ما يحدث حولك ليس عبثا، كلها رسائل جادة لتوقظك من غفلتك، لتوقظ كل حس فيك لتنفر لساحات الجد والاستدراك، لحماية أبنائك ومن تحب من غزو غربي “تتاري” يدمر كل مقومات الخير وأسبابه في حياتنا.

ومع أنه لم يبق لنا الكثير ومع ذلك يغيظهم! فهل نسمح لهم بمسحنا، لا نامت أعين الجبناء!

إنها عملية خطف لأبناء المسلمين، إنها قضية عقدية لا تقبل المساومة، إنها قضية وجود لأنها تتصل بالأجيال وليس بمجرد فرد! إنها صيحة نذير لمضاعفة الجهود في صناعة الوعي لدي الطفل قبل الأب، لتوليد مناعة لائقة بجيل موحّد يتحمل الضربات، لمواجهة الكيد بالاستقامة والاستعانة بالله العلي العظيم.

هذه لن تكون آخر الهجمات بل بداية مرحلة مظلمة نضطر فيها للتعامل مع كل ما يحارب الفطرة البشرية، وكل ما تعافه الأنفس السوية، وكل ما لم يسبق أن واجهه أسلافنا من ظلم وطغيان! لنقف صدا منيعا بإسلامنا ضد هذا الغزو والله مولانا نعم المولى ونعم النصير ثم (فسيكفيكهم الله).

شارك
Subscribe
نبّهني عن
guest

0 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments
0
Would love your thoughts, please comment.x
()
x