واجب الإعداد المبكر لصياغة الأبناء رجالا قادة

في الوقت الذي يتزايد فيه الحديث عن ضرورة صناعة وعي سويّ للمرأة وحصانة تقيّة من الدعوات المحاربة والهدامة لأنوثتها ووظيفتها الحيوية في المجتمعات المسلمة، أجد الجهود في هذا الاتجاه قاصرة إن لم تكتمل بجهود موازية ومتلاحمة لإعادة الهيبة للرجل قائدًا في مشهد الأسرة والأمة.

فكل جهودنا في إعادة المرأة لموقعها الحقيقي ستكون ضعيفة إن لم نُعد الرجل لموقعه أيضا، ذلك أن دور المرأة لا يكتمل إلا بوجود الرجل القوام عليها، وأن سهام الدعوات المحاربة لم تستفرد بالمرأة دون الرجل، بل ما وصلت للمرأة إلى بعد تحييدها للرجل وتمكنها من تقزيم وظيفته ومسؤولياته بمنهجية خبيثة مدروسة، لا تزال تستهدف مقومات الأسرة المسلمة وتمنعها الانبعاث قوية مسابقة.

وعودة المرأة لدورها بدون وجود الرجل في موقعه سوء تخطيط وفشل استراتيجي! ذلك أن دور الرجل قيادي وتضييع القيادة تضييع للمرأة وإن صلحت!

دور الرجل ومسؤوليته في ضبط أسرته

ولأنه القائد في الأسرة، ولأنه المسؤول الأول عنها أمام الله تعالى، كما في الحديث، عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “أَلَا كُلُّكُمْ رَاعٍ، وَكُلُّكُمْ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ، فَالْأَمِيرُ الَّذِي عَلَى النَّاسِ رَاعٍ، وَهُوَ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ، وَالرَّجُلُ رَاعٍ عَلَى أَهْلِ بَيْتِهِ، وَهُوَ مَسْئُولٌ عَنْهُمْ، وَالْمَرْأَةُ رَاعِيَةٌ عَلَى بَيْتِ بَعْلِهَا وَوَلَدِهِ، وَهِيَ مَسْئُولَةٌ عَنْهُمْ، وَالْعَبْدُ رَاعٍ عَلَى مَالِ سَيِّدِهِ وَهُوَ مَسْئُولٌ عَنْهُ، أَلَا فَكُلُّكُمْ رَاعٍ، وَكُلُّكُمْ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ” متفق عليه.

نجد من الضرورة الملحة إعادة الاعتبار لهذا الدور، والذي يدخل فيه، تربية الأبناء على تحقيق مراتب الرجولة والقيادة، ويبدأ ذلك من حملهم مسؤولية النصح والتوجيه للنساء من محارمهم لتحقيق معاني العبودية لله تعالى، أيًا كان موقع هذا الابن في الأسرة، فهو مسؤول عن دعوة  محارمه من النساء، إلى تحقيق معاني العبودية لله وحده لا شريك له وإعانتهم على ذلك.

وأما كيف يفعل ذلك فهو يفعله بفقه وبصيرة، وبالنصيحة، وبكل وسيلة ممكنة يطرق بها قلوبهن، قبل أن يذهب لأي شيء آخر في علاقته معهن، عليه أن يرسخ هذا الأصل الأصيل بينه وبينهن، حتى تصبح مجرد رؤيته تذكير لهن بالله!

ولا يحتاج في ذلك لعبوس أو قسوة، ولا لغلظة في الكلام وشدة، فالأمر يكون بسلاسة وبعد نظر، بطرح الأسئلة التي تقرب المعاني الجليلة، بشرح آية، بتقديم موعظة خفيفة، وقليل دائم خير من كثير منقطع، مع إظهار الشفقة عليهن وحب الخير لهن.

وقد يكون بضرب المثال بقصص من التاريخ والواقع عن عاقبة التفريط في التوحيد والخوض في كل ما يفسده، وتبيان الأصول التي لا يصح العمل والعبادة بدونها: الإخلاص لله وحده لا شريك له، وحسن الاتباع للنبي صلى الله عليه وسلم.

فليحدثهن عن حديث النيات، عن واجب ضبط المقاصد والعزائم على نور من الله جل جلاله، فإن صلحت صلح كل ما يليها وإن فسدت فلا تلومن المرأة إلا نفسها.

وهذا دور يغفل عنه الكثير من الرجال في أسرهم ويعتقدون أن العلاقة مع محارمهن هي صلة رحم مجردة من واجب التذكرة بالله تعالى وحثّهن على الاستقامة.

وكم من مجلس عائلي لم يذكر فيه الله فتحول لما يغضب الله، وارتد على أصحابه بسخط الله تعالى والعياذ بالله!

فليعتن الرجل بهذا الأصل المهم في علاقته بمحارمه قبل أن يجتهد في ما هو أبعد، قال الله تعالى (وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الأَقْرَبِينَ) فقد بدأت دعوة النبي صلى الله عليه وسلم بالأقرب! عن عائشة قالت: لما نـزلت هذه الآية: (وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الأَقْرَبِينَ) قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “يا صَفِيَّةُ بِنْتَ عِبْدِ المُطَّلِبِ, يا فَاطِمَةَ بِنْتَ مُحَمَّدٍ يا بَنِي عَبْدِ المُطَّلِبِ إنِّي لا أمْلِكُ لَكُمْ مِنَ اللهِ شَيْئا, سَلُوني مِنْ مالي ما شِئْتُمْ”.[1]

ويدخل في دعوة محارم الرجل من النساء، الحرص على استقامتهن ونصحهن، فخروجهن متبرجات لا يجب أن يلاقي ترحيبه وثناءه عليهن، بل يجب أن يقابله انزعاجه وإظهاره الإنكار لهذه المعصية، وإن لم تكن له سلطة تغيير في البيت فإنكاره هذا سيحدث شيئا في قلب المرأة ويشعرها بالنقص وبفداحة ما تفعله وكم من إنكار في محله انتهى بهداية الفتاة للستر والخشية من الله تعالى، وفي شعيرة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر من البركات والفضل ما لا يدركه إلا من أقام نفسه عليها ابتغاء مرضاة ربه جل في علاه.

ويدخل في ذلك التذكير بالفروض والصلاة والعبادات في مواسمها الفاضلة، وإن التذكرة الجميلة تهتز لها النفوس وإن غفلت.

وإن رأى الرجل من محارمه ما تقر له عينه وتطرب له نفسه من حسن استقامة وإقبال على القرآن وتحقيق لمعاني التوحيد، فلا بد بالموازاة أن يظهر فرحته ومحبته وترحيبه وتشجيعه لذلك، مستخدما طرق متعددة في التعبير عن تأييده للمؤمنة المثابرة، من إهداء الهدايا والثناء في المجلس والدعم والمساندة النفسية والمادية. فالنفوس جبلت على حب من يحسن لها ويقدر بذلها.

وهذه خطوة أولى لإعادة الهيبة للابن الرجل في أسرته، ناصحًا أمينًا، ومرشدًا قريبًا.

تربية الأنباء على مسؤولية الإنفاق  

إن إعداد الرجل للقيام بمسؤولياته في الإسلام، وهي مسؤوليات مهيبة جليلة، لا يكون مصادمة وفجأة، بل يجب أن يكون مبكرًا منذ سن صغيرة، فمن شبّ على شيء شاب عليه.

يَنْشا الصغيرُ على ما كانَ والدُهُ      إنّ العُرُوقَ عليها يَنْبُتُ الشجرُ

وما غفلت عنه الأسر في زماننا هو إعداد هذا الابن الرجل لوظيفة القائد لأسرة مقبلة ولتحمل مسؤوليات الرجال في شريعة الإسلام كفرد بنفسه وكفرد في أمته، فتجد الابن يصل لسن العشرين ولا يزال لم يعرف إدارة مالية ولا استقلالية ولا تحمل مسؤولية أداء النفقة أو إدارة المصروفات أو حتى صلة رحمه ولو باليسير من المال ليعيش معاني القوامة وقول الله تعالى ﴿وبما أنفقوا من أموالهم ﴾.

وهذا يعني واجب تربية الابن على تحمل المسؤوليات المالية مبكرا جدًا، من حيث تعويده على حسن التعامل بالمال والشراء والادخار الذي يحقق به أهدافه، وتعليمه الصدقة والإنفاق وبر والدته ومحارمه بمبلغ من المال في المناسبات والأعياد، ولتسهيل ذلك يجب تخصيص مصروف له، يوضح له الهدف منه، وما يجب أن يفعله به. بل ويستلم بعض المهام المالية في البيت كدفع الفواتير بنفسه ليستشعر المسؤولية.

وأرى من المهم جدا أن يحصل الابن منذ سن التمييز (7 سنوات) على مصروفه الشخصي (مبلغا صغيرًا) ويتابع فيه بحيث يساعده الوالدان على ترشيد مصارفه، وفي سن البلوغ يجب أن تزداد حصة المصروف، ويدخل فيها مهمات مثل: “اشتر لأختك، اشتر لأمك”، وهكذا.

وبعد سن البلوغ، من الجميل أن يشارك الابن إن أمكن، في مشاريع جمع الصدقات وتوزيعها على المحتاجين والفقراء فإن في ذلك أدبًا وتربية على حسن إدارة الأموال وترشيدها، وكل ذلك يوازيه صنع وعي عقدي وخلقي واقتصادي في ذهن هذه الهمة المؤمنة التي تتهيأ لاستلام زمام القيادة.

يجب ألا يتعلق الابن بالمال على أنه هدف بل وسيلة، ولذلك تأتي التربية الإيمانية مصيرية في مثل هذا المسار، حتى لا يتحول لجشع يسلب الناس حقوقهم أو يسيء فهم الغاية مما نفعله فيسرق لينفق ويتصدق!

ومما يساعد في ترسيخ حسن الإدارة المالية تربية الابن على كتم الأسرار واستلام مهام الكبار تدريجيًا، فإن ذلك يصنع في نفسه الثقة والعزيمة وعلو الهمة، فأن تولي ابنك مهمة سرية، لا يعلمها أحد في البيت إلا هو، فهذا يصنع فيه قوة في قلبه ويبصّره بطاقاته ومكانته في الأسرة والأمة. ويكون ذلك في مهمات خيرية، من باب الخبيئة مثلا، أو تفريج الكربات وكل ما يدخل في فلك الأعمال الصالحة والمقاصد الطيبة وصياغة رجل مسلم مؤمن محسن تقي.

ومما يؤذي الابن وقد يصل إلى نتائج عكسية ونقض الغزل، تعييبه في تعاملاته المالية، والإغلاظ عليه من حيث الذم والشتم والإهانة خاصة إن اجتهد في صرف المال في ما يراه حقا وأولوية، فإن تذكيره بأن هذا المال ليس له وأنه مجرد تابع ذليل لصاحبه، هدم وكسر لنفسه، بل يجب ترسيخ مفهوم المال مال الله والإسراف فيه جريمة، وأداء حقوقه فريضة، أخذا وعطاء.

وإن أقبح ما يفعله الآباء عند تسليم الابن نصيبًا من المال، إذلاله به والمنّ به عليه!

فلا يليق أن يأخذ الابن المال الذي سيتعامل به في خدمة أسرته بالمنّ والأذى، بل يجب أن يأخذه بفقه الثقة والأمانة و﴿لَئِن شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ﴾.

ونحقق نتائج رائعة إن رافق ذلك زرع الخشية من الله تعالى وتعظيمه جل جلاله في نفس الابن مبكرًا ورافقه الإحاطة بفروض الدين المتصلة في منظومة واحدة متكاملة.

جاء في الحديث: “الصدقةُ على المسكينِ صدقةٌ وعلى ذي الرَّحِمِ ثِنْتَانِ صدقةٌ وصِلَةٌ”. (صحيح ابن ماجه) ولعل أكثر ما يفرط فيه الناس في زماننا – على كثرة صدقاتهم – هو صلة الرحم، ولعل أكثر ما يفرطون فيه، هو تربية الأبناء على الصدقات وصلة الرحم معا.

فإصلاح هذه الثغرة مهم جدًا لمستقبل الأسرة وإعداد جيل من الرجال قادر على تحمل المسؤوليات الأسرية والمالية وأداء فروضة في باب صلة الرحم والإنفاق والقوامة وكل أشكال القيادة.

وفي الواقع إن ما نراه من أخطاء وفشل أسري يتفشى اليوم في مجتمعاتنا، إنما الأصل فيه – بغض النظر عن الأسباب المتصلة – فشل أسري سابق وسوء إعداد للأجيال لوظيفة قيادة أسرة، فكيف بقيادة جهاد وقيادة أمة!

قال البشير الإبراهيمي رحمه الله:”والاعتمادُ على النفسِ خيرُ ما حَمَلَ الآباءُ عليه أبناءَهم؛ فهو الرائدُ إلى السَّعادةِ، وهو أساسُ الحياةِ الاستقلاليةِ” (آثار الإبراهيمي (46/1).

صياغة الرجل القوام مبكرًا

من معضلات زماننا ذلك التدابر والتخاصم والعداء على بديهيات في شريعة الله تعالى، ومن ذلك حق القوامة للرجل، وإنه لمصاب عظيم أن ينازع الرجل في حق وواجب كفله الله تعالى له لمصلحته ولمصلحة أهل بيته ولمصلحة الأمة برمتها، وبدل أن يُعد ويهيأ لاستلام مهمة القوامة ومسؤولياتها بنضوج وفقه وبصيرة، يحارب ويناكف وتنتزع منه دفة القيادة، ثم تترك السفينة لتغرق!

قال البغوي – رحمه الله -: “القوام والقيم بمعنى واحد، والقوّام أبلغ، وهو القائم بالمصالح والتدبير والتأديب”[2]

والقوامة علم وفن، ومسؤولية وأمانة، وواجب ومهمة، والتقصير فيها معول هدم في الأسرة وكل الأمة، ولذلك يجب أن يتربى الابن منذ صغره على أنه يتهيأ لتحمل مسؤولية الزواج والأبوة، وهذا يعني أن يقدم له الوعي اللازم لاستلام هذه الوظيفة المصيرية في حياته، وحياة من تحت مسؤوليته.

قال الله تعالى: ﴿الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ بِمَا فَضَّلَ اللَّهُ بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ وَبِمَا أَنْفَقُوا مِنْ أَمْوَالِهِمْ فَالصَّالِحَاتُ قَانِتَاتٌ حَافِظَاتٌ لِلْغَيْبِ بِمَا حَفِظَ اللَّهُ وَاللاتِي تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ فَعِظُوهُنَّ وَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضَاجِعِ وَاضْرِبُوهُنَّ فَإِنْ أَطَعْنَكُمْ فَلا تَبْغُوا عَلَيْهِنَّ سَبِيلاً إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيّاً كَبِيراً﴾ (النساء: 34)

وقال تعالى ﴿ وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ وَلِلرِّجَالِ عَلَيْهِنَّ دَرَجَةٌ وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ ﴾ (البقرة: 228 )

وقوامة الرجل تشريف وتكليف، فهي هبة من الله تعالى وتفضيل الله الرجال على النساء، وتكليف للرجل في الوقت نفسه، كي يسعى لجمع كسبه وإنفاقه على زوجته وتأمين مصالحها الدنيوية والأخروية.

قال تعالى ﴿بِمَا فَضَّلَ اللَّهُ بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ وَبِمَا أَنْفَقُوا مِنْ أَمْوَالِهِمْ ﴾

وهذا يعيدنا لأهمية تربية الأبناء على تحمل المسؤولية المالية مبكرًا كما أسلفنا، فهذا الإعداد ركن من أركان صياغة الرجل القوام أيضا.

 وإعداد رجل قوام يعني إعداد رجل قائد يقوم بمسؤولياته قيام الولاة على الرعية .

وهو يتطلب تربية على مقاييس إسلامية قويمة من هدي القرآن والسنة، وما كان عليه السلف الصالح، ليدرك أهمية الولايات المناطة به في شريعة الله تعالى وتكاليفها.

وهكذا يجتمع الشرف مع التكليف ولا يتفرد الشرف بدون عمل! وهو ما يسيء فهمه البعض، فالقوامة صلاحيات توجب إعداد الرجل لتحمل مسؤولياتها، مع الخشية من المحاسبة والمساءلة عنها أمام الله تعالى.

والقيام بالقوامة يتطلب وعيًا مسؤولا عن أهمية أداء هذه الوظيفة بتمام الأمانة والتقوى. فوجود رجل يسيء لقوامته من عوامل الهدم والظلم الموجب للخسران!

والرجل يجب أن يكون  قواما على أكمل وجه كلفته به الشريعة قدر المستطاع، وليس له التنصل من هذه المسؤولية!

وتربية الابن على هذه المعاني يسير مع فهمه لطبيعة الفوارق بينه وبين المرأة ليحسن التواصي بها.

فللرجل مقوّمات جسدية وخلقية تؤهله للقيام بتكاليف الولايات المناطة به في الإسلام، ومنها قوة الجسد وقوة العقل، واعتدال العاطفة، وهي أساس الرأي والعزم وتحمل الأعباء، ولا تستقيم بدون مقومات عقدية وخلقية، ليتمكن من تحمل وأداء مسؤوليات ولاية كبرى أو القيام بشعائر الإسلام التي خص بها الرجل كالجمعة والجهاد والقوامة.

وكل ولاية يتحملها الرجل في الإسلام، تتطلب صفات رجولية ووعيًا عقديًا وأخلاقيًا تستقيم به المسيرة، وهذا ما يستوجب تربية تستوعب هذه التفاصيل المصيرية، تربية تعد لنا رجالا يسدون ثغورهم ويقودون المسيرة بنور من الله تعالى. أما انتزاع هذا الدور منهم أو حرمانهم من أسباب القيام به بكفاءة فهو أكبر جريمة وخيانة للدين والأمة، وهو أبرز عامل من عوامل انهيار الأمة ونهضتها.

فلينشأ الابن على فهم معاني القوامة وليستعد نفسيًا وعلميًا وماديًا لأداء هذه الوظيفة. قد تعلم واجباته وأهمية ثغره، وأحاط علمًا بأوامر الله ونواهيه سبحانه، فأحسن الوفاء لمسؤولياته.

ولا يعني ذلك أن يستكبر الرجل على المرأة أو يعاملها معاملة الإجحاف والظلم، لكونه صاحب ولاية كما يفعل الحكام الطغاة برعيتهم، بل هو مأمور بحسن الوصاية عليها مدركا طبيعة ضعف في الأنثى، وإلا فحسابه عند الله عسير.

وقد نبه الإسلام على ضرورة قيام كل رجل وامرأة بوظائفهما المتكاملة، دون تمني لما فضل الله به بعضهم على بعض، قال تعالى (وَلَا تَتَمَنَّوْا مَا فَضَّلَ اللَّهُ بِهِ بَعْضَكُمْ عَلَى بَعْضٍ لِلرِّجَالِ نَصِيبٌ مِمَّا اكْتَسَبُوا وَلِلنِّسَاءِ نَصِيبٌ مِمَّا اكْتَسَبْنَ وَاسْأَلُوا اللَّهَ مِنْ فَضْلِهِ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمًا).

وإذا نظرنا في هذه المعاني نجد أهمية ملحة لتربية الابن على قوة في جسده وهمته وعقله، وعلى مكارم الأخلاق والمروءة، فمرتبة القيادة تتطلب أخلاق الفارس القائد وليس مجرد سلطة تسلم ليد من لا يعرف قيمتها وتكاليفها. وهذا يعني تكليفه بالمهام التي تعزز فيه هذه الصفات وتبرزها وتقويها. تربية تعتني بازدهار خصاله الرجولية وتعزيز صفاته القيادية.

وتربية الأبناء على هذه المعاني تبدأ مبكرا في البيت برؤيتهم للأب يقوم بدور القوامة، فإن لم يوجد فبالبحث عنها في ميراث النبي صلى الله عليه وسلم والسلف الصالح. وإقامة النفس عليها.

ولعل من أهم ما يجب تربية الأبناء عليه، هو فن العشرة بالمعروف، ويكون ذلك مبكرًا، لأن لدينا خللا كبيرًا في هذا الفن في الأسر، فينشأ الأبناء على قلة صبر وسرعة تذمر، والعشرة بالمعروف روح العلاقة الزوجية، وأساس في استمرارها على تقوى من الله تعالى حتى إن لم يتوفر فيها المودة والمحبة، لذلك جاءت بصيغة أمر في القرآن، قال تعالى: (وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ) (النساء: من الآية19)، وهي تشمل  جميع جوانب الحياة الأسرية، والتعاملات الزوجية التي تقع بين الزوجين، بما في ذلك أسلوب الحديث والرحمة بالزوجة وإسعادها والتغاضي عن نقاط ضعفها التي يمكن التغاضي عنها.

قال ابن كثير رحمه الله في تفسير قوله تعالى: (وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ) “أي طيبوا أقوالكم لهن وحسنوا أفعالكم وهيئاتكم بحسب قدرتكم كما تحب ذلك منها فافعل أنت بها مثله كما قال تعالى: (وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ) (البقرة: من الآية228)، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “خيركم خيركم لأهله وأنا خيركم لأهلي”، وكان من أخلاقه صلى الله عليه وسلم أنه جميل العشرة دائم البشر، يداعب أهله، ويتلطف بهم ويوسعهم نفقة، ويضاحك نساءه حتى إنه كان يسابق عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها يتودد إليها بذلك، قالت رضي الله عنها: “سابقني رسول الله صلى الله عليه وسلم فسبقته وذلك قبل أن أحمل اللحم، ثم سابقته بعدما حملت اللحم فسبقني فقال: هذه بتلك”، فتأمل هذا الفقه وهذه البصيرة!

 ويدخل في تربية الأبناء على مهمة القوامة، تلقينهم أهمية العدل والإنصاف في استخدام هذه الوظيفة فالإسلام ليس مقتصرًا على آية القوامة، بل يؤخذ الكتاب كاملا وبقوة، فهي قوامة مقرونة بالحذر من الظلم والحذر من البغي والاعتداء والجور ماديًا ومعنويًا.

وأفضل قدوة لتعليم الابن القوامة، الاقتداء بالنبي صلى الله عليه وسلم في تعاملاته مع زوجاته، رضي الله عنهن. كما قال بعض أهل العلم:”من أراد خير الآخرة، وحكمة الدنيا، وعدل السيرة، والاحتواء على محاسن الأخلاق -كلها- واستحقاق الفضائل بأسرها؛ فليقتد بمحمد رسول الله صلى الله عليه وسلم، وليستعمل أخلاقه، وسيره ما أمكنه، أعاننا الله على الاتساء به، بمنه، آمين”.

ولا أزال أشدد على ضرورة أن يلقن الأبناء سيرة النبي صلى الله عليه وسلم وسننه مبكرًا، ليتخلقوا بأخلاق خير الأنام ويستقيموا على هدي منهجه القويم- صلى الله عليه وسلم- فيسلموا من فتن الإفراط والتفريط.

تقدير وتفعيل الغيرة وضبطها دون إفراط وتفريط

ومما يحدث في زماننا، ذلك الاغتيال الصامت للغيرة! والتي هي أساس في تربية الابن الرجل القوام بل وفي صياغة جيل فاتح وجيل مقيم لشريعة الله متمكنا في الأرض، ويحدث ذلك بمطرقة وسندان، مطرقة منعه من إنكار ممارسات التبرج والاختلاط وقلة الحياء داخل أسرته وسندان شارع مليئ بالمنكرات يسير وفق سياسة ” كثرة المساس تفقد الإحساس!”.

قال إبراهيم السكران: ومما بنوا على أصل النسبية : “أنهم يطلقون ألقابا تنفيرية على حالة «الغيرة» و«الحمية» على الشريعة والفضيلة، فيطلقون على الداعية الذي يغضب لله ويتمقر وجهه إذا انتهكت الأصول الشرعية متوترا، أو يسمونه نزا، أو أهوجا، ونحو هذه الأوصاف والعيوب، ويسمون الخطاب الدعوي الذي يضج بالحرقة للدين : خطابا متوترا “![3]

إنه واقع أليم جدًا يخنق غيرة الرجل ويجعله يستسلم لواقع يتسامح مع المنكرات بل ويُنكر فيه على من ينكرها، قال تعالى (كَانُوا لَا يَتَنَاهَوْنَ عَن مُّنكَرٍ فَعَلُوهُ ۚ لَبِئْسَ مَا كَانُوا يَفْعَلُونَ).

وهذا يعني أهمية العناية بمشاعر الغيرة في الابن وعدم كبتها وإخمادها في نفسه، فالغيرة من أهم عوامل الانبعاث والنهضة وهي من دلالات سلامة الفطرة السوية.

قال الشيخ أحمد محمد شاكر رحمه الله :”إن اﻷمم التي تفقد ‎الغيرة على دينها وأعراضها، ليس لها إلا الدمار”[4].

وقال الراغب الأصفهاني عن الغيرة: “جعل اللَّه سبحانه هذه القوة في الإنسان سببًا لصيانة الماء وحفظًا للإنسان، ولذلك قيل: كلُّ أمة وضعت الغَيْرة في رجالها وضعت العفة في نسائها، وقد يستعمل ذلك في صيانة كل ما يلزم الإنسان صيانته” [5]

وقال الحسن الندوي في ذلك:”قد شهد التاريخ بأن كل أمة أصيب رجالها في رجولتهم وغيرتهم، ونساؤها في أنوثتهن وأمومتهن، وطغى فيهن التبرج، ومزاحمة الرجال في كل شيء، والزهد في الحياة المنزلية، وحبب إليهن العقم، أفل نجمها وكسفت شمسها، فأصبحت أثراً بعد عين”.

 ولكنها الغيرة المحمودة التي هي غيرة على حرمات الدين والعرض وليس المرضية التي نهى عنها الله تعالى، عن الأوزاعي، عن يحيى بن أبي كثير قال: قال سليمان بن داود عليه السلام لابنه: “يا بني، لا تكثر الغيرة على أهلك فترمى بالسوء من أجلك”[6] ذلك أن الإفراط في الغيرة يجلب التهمة للمرأة ويؤذيها أكثر مما يحميها.

قال ابن القيم رحمه الله:”وغيرة العبد على محبوبه نوعان: غيرة ممدوحة يحبها الله. وغيرة مذمومة يكرهها الله.
فالتي يحبها الله: أن يغار عند قيام الريبة.
والتي يكرهها: أن يغار من غير ريبة، بل من مجرد سوء الظن، وهذه الغَيْرة تفسد المحبة، وتوقع العداوة بين المحب ومحبوبه. وفي المسند وغيره عنه قال:”الغَيْرة غيرتان: فغيرة يحبها الله، وأخرى يكرهها الله، قلنا يا رسول الله صلى الله عليه وسلم: ما الغَيْرة التي يحب الله؟ قال: أن تؤتى معاصيه، أو تنتهك محارمه، قلنا: فما الغَيْرة التي يكره الله؟ قال: غيرة أحدكم في غير كنهه”.[7]

وقال صلى الله عليه وسلم:” إنَّ من الغَيْرة ما يحبُّ الله، ومنها ما يكره الله؛ فالغَيْرة التي يحبُّها الله الغَيْرة في الريبة، والغَيْرة التي يكرهها الله الغَيْرة في غير ريبة “. (صحيح النسائي)

ولتحقيق ذلك في تربية الابناء، نحتاج لأن نربيهم على مرجعية راسخة، تُؤمّن فيهم مكارم الأخلاق منذ سن صغيرة، إنها التربية بالقرآن والسنة وسيرة النبي صلى الله عليه وسلم وسير الصحابة رضي الله عنهم، بقراءات نافعة وقصص هادفة، تحفظ غيرتهم سليمة وذوقهم جميلا، بدون إفراط ولا تفريط.

ويساعد في ذلك إبعادهم عن مواطن الفتن والمشاهدات المفتوحة للنساء بدون حجاب، وتحذيرهم من الاستهانة بالاختلاط منذ سن البلوغ، وتبيان أن هذا الفعل منكر، وتحذيرهم من مشاهدة الصور المحرمة والأفلام المحرمة التي يعتاد فيها الطفل النظر للعاريات ولا يتأثر ويحسبه أمرًا طبيعيًا في المجتمعات، لكنه في الواقع يبني رصيدًا هدامًا فيه. ولا بأس من تشجيعهم على إهداء أخواتهم الحجاب وما يعزز فيهن الحشمة والحياء،

ومداخل ثقافة على الأبناء يجب أن تكون تقية قويمة، حتى يشتد فيهم حس الإنكار لما يخالف شريعة الله تعالى، وكلما تعلم الصحيح من الخطأ استمر ذوقه سليمًا وحسه قويمًا. وكلما نشأ على تمييز الحق من الباطل، قوي قلبه واشتدت بصيرته، ذلك أن نور الله يهدى للتقي!

ومن ذلك أيضا  إخراطه في مشاريع تعزز الغيرة فيه بتفريج الكربات والعمل الدعوي التطوعي وحملات الدعوة للحجاب وغيره من أعمال تحفظ فيه حس الغيرة وواجب القيام بدوره أمينًا قويًا.

قال ابن تيمية رحمه الله: “معاشرة الرجل الأجنبي للنسوة ومخالطتهن من أعظم المنكرات التي تأباها بعض البهائم فضلًا عن بني آدم، قال الله تعالى: (قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم ويحفظوا فروجهم)، (وقل للمؤمنات يغضضن من أبصارهن ويحفظن فروجهن)”.

جامع المسائل | 219/5

ترسيخ أهمية دور الابن في الأسرة

بمجرد أن نربي الابن على أهمية الدعوة للتوحيد في أسرته، وأهمية الدراية بمسؤولية الإنفاق وإدارة المال، وإحاطته علمًا بتكاليف ومسؤوليات القوامة التي هي شرف يجب أن يصونه ويحفظه بحسن عمل وأداء، وبمجرد حفظ غيرته الطبيعية المحببة، نكون قد صنعنا وعيًا مهيبًا لزوج وأب المستقبل،  ولكنه غير كافٍ مع ما يتوعد الأسرة اليوم من أخطار لذلك يجب أن يرافقه وعي مبكر يشمل أهمية الأسرة المسلمة، وطبيعة الأخطار التي تتوعدها وتتربص بها في زماننا بالذات وتقديم إيضاءات منهجية لطرق أعداء الإسلام في حرف هذه الأسرة عن مهامها ووظيفتها في المجتمع المسلم، وضبط نيته ومقاصده من الزواج، اختيارًا وتأسيسًا وأهدافًا، وتصحيح مفاهيم مغلوطة انتشرت أضحت لأجلها الأسرة في مهب رياح الأهواء لا حصنًا حصينًا وقلعة شامخة وعاملا من عوامل انبعاث الأمة وسببًا من أسباب إقامة بنيان الإسلام في الأرض.

فكلما تم توضيح القواعد والأسس مبكرًا، يمكننا أن نطمع برجلٍ قوامٍ واعٍ قادر على تحمل تكاليف بناء أسرته وإقامتها على الإسلام، فيكون أول شرط له في الزواج، إقامة أسرة تحتكم لشريعة الله لا قوانين وضعية ولا أهواء بشرية قاصرة متضاربة.

ويكون ذلك بتعظيم الفضائل في عينه وتحقير الرذائل، وتعويده على حب مكارم الأخلاق وبغض سافلها، وتربيته على التمييز بين الحق والباطل والنظر بهدي القرآن وفقه السنة. إنها عملية صياغة رجل بكل ما تعنيه الكلمة من معاني، على الإسلام الخالص!

 الاقتداء بالهدي النبوي في خفض الجناح للمؤمنين

ومما تفشى في زماننا وتوجه أصابع الاتهام فيه للآخر، هو ذلك الجفاء الذي تسلل للأسر، وتلك الحواجز السميكة التي انتصبت بين القلوب في قلب الأسرة الواحدة، وإنه لأمر مؤلم جدًا أن يكون هناك مسافة كبيرة جدًا بين الأخ وأخته وكلاهما تحت سقف واحد، بينما تجد أقرب الناس له ربما يعيش في بلد آخر أو قارة أخرى يجمع بينما من المودة والمحبة ما يغبطهم عليه الناس!

فالقضية ليس في مسافة حسية بل في مسافة معنوية بين القلوب، لا بد أن يتعهد الأخ أخته ويرفق بها ويصادقها، ويتقرب منها ليكون لها ناصحًا أمينًا لا عدوًا متربصًا ومناكفًا!

فكم من أخت استقامت بفضل الله ثم بفضل رعاية أخيها لها، بالنصيحة برفق والإحسان بمودة. وهو فن يتعلمه الابن مبكرًا، كأن يكلف بإيصال أخته وعدم السماح لها بالخروج لوحدها تتعرض لأذى، أو تكليفه بمساعدتها في اختياراتها بمشاركة محببة، بتعليمه تقديم الهدية والحنان على أخته والعطف عليها، بالسعي لصيانتها والحرص على أن لا يصلها الأذى، ومن ذلك، الحذر من إدخال أصحابه للبيت والاختلاط بأخته، وصناعة هيبة في البيت لا تسمح لمريض قلب أن يقترب من أخته.

فبعض البنات لا يصلهن مريض القلب خشية من هيبة يحملها الأخ أو الأب، وهذا من فضل الله عليها وإن كانت ضعيفة.

وكذلك الحال مع محارمه، فقيامه بواجب النصح لهن، والاهتما بهن في حالات المرض والضعف والابتلاء، هي مواقف تحفر في الذهن لا تنسى، وأيضا حمايتهن من شر في أنفسهن أو في صحبتهن، كأن تكون أخته على علاقة بصديقات مفسدات فيتقرب منها لكي يسد الفراغ النفسي ويمنعها من الانجرار لهم، فبناء ثقة في هذا المقام فقه وبصيرة لكل أخ سيصبح رجلا قوامًا وزوجًا تكتمل به زوجته، وأبًا مربيًا تستقيم على يده ذريته.

 ليتربى الأبناء على سدّ الفجوات العاطفية التي يتسلل منها لصوص الأعراض أو تبدأ منها التنازلات والانحرافات، لحماية أعراضهم، فالابنة يجب أن تحصل على الإشباع العاطفي في بيتها والذي أساسه الثقة في أهلها وحبهم لها وإن قسوا عليها في تربيتها وتأديبها في حال الخطأ، هي موقنة أن أهلها هم الأحن عليها من رجل أجنبي يدعوها لما فيه سخط الله تعالى، وواعية أن أخاها أكثر الناس حبًا وحفظًا لها لا عدوًا قاهرًا يتجبر ويتسلط عليها، فلن تجد حرجًا في مصارحته بخطر يتربص بها أو أذى يلاحقها، لن تتردد في استنصاحه وطلب مشورته محبة ومودة، وهذا من أفضل وسائل الحماية، صناعة حصانة داخلية في القلوب وقوة ردع ذاتية لكل انحراف، بثقة راسخة بين الأخوان.

وفي الختام،فإن خلاصة ما نتحدث عنه هو عوامل وأسباب في صياغة مبكرة للأبناء رجالا قادة وكلما كان الإنسان أكثر تعظيمًا لجزئيات الشريعة كان أكثر تعظيمًا للكليات الضمنية فيها، وكلما كان الإنسان مستهينًا بجزئيات الشريعة كان أكثر استهانة بالكلي المتضمن فيها، فلا طريق لتعظيم الكلي إلا بتعظیم جزئياته وتطبيقاته.[8]

وهي مهمة زادها وذخيرتها الأولى العلم والصبر والتوكل، لأن الخارج موحش جدًا وأمواج الفتن عالية وإعداد قلب الفتى الفارس يجب أن يعتني بكل أسباب ثباته وعلو همته، وهذا تمام البر به.

هذه كانت رؤوس أقلام لمشروع صناعة رجل قائد في أسرته وأمته، والعناية بهذه التفاصيل وإن كان يراه البعض ترفًا، فهو أساس في التربية القويمة وحل شامل للكثير من المشاكل المعقدة والمتراكبة.

لنبني هممًا، تدرك أن “أخس المنازل للرجل منزلة القول بلا عمل، وأخس منها أن يكون الرجل كالدفتر يحكي ما قال الرجال وما فعل الرجال دون أن يضرب معهم في الأعمال الصالحة بنصيب أو يرمي في معترك الآراء بالسهم المصيب”.(9)

والله الموفق.


[1]  أخرجه أحمد في مسنده، وإسناده صحيح.

[2]  تفسير البغوي 1/422.

[3]  مآلات الخطاب المدني ص181

[4]  جمهرة مقالاته (ص490)

[5]   الذريعة إلى مكارم الشريعة ص347

[6]  (أخرجه أحمد في الزهد 217)

[7]  روضة المحبين (ص 297)

[8]  مآلات الخطاب المدني ص224

(9) آثار الإبراهيمي (56/1)

شارك
Subscribe
نبّهني عن
guest

1 تعليق
Oldest
Newest Most Voted
Inline Feedbacks
View all comments
أم محمد

جزاك الله خيرا أختنا على هذه المواضيع

1
0
Would love your thoughts, please comment.x
()
x