اليوم أكثر من أي يوم مضى!

تأمل حين نصبح في زماننا نفرح لقول عالمة الأحياء الألمانية “كريستيان فولهارد”(1): “إن الإنسان من الناحية العلمية، إما ذكر وإما أنثى فقط، وكل ما يقال غير ذلك هراء محض”.
إلى أي درجة أصبح الوضع مزريا تحت دفع الغرب لهذا التخلف الذي لم يعرف مثله البشر. تماما كمن يسعى لإقناع الناس أن الماء حياة!

تأمل حين يتطلب الأمر إذنا لتعليم القرآن في المدارس كمادة أساسية لأبناء شعوب مسلمة! ولكن لا يتطلب إذنا أن تدرس الفلسفة الغربية وترهات التاريخ الغربي، وغيره من مواد تناسب سياق الهيمنة الغربية. ولو شئت الحق فالأصل أن يكون تعليم القرآن أول ما يتعلمه الطالب قبل أي علم آخر. لكنه الظلم!


اليوم أكثر من أي يوم مضى، أنت مطالب بشدة بالتمسك بالقرآن والسنة، بجعلها قضية حياة أو موت في حياتك وفي واقع أسرتك، لأن العواصف المقبلة لن تبقي للناس من عقل ولا فطرة ولن يثبت إلا من استمسك بالكتاب والسنة، ثم تهدأ العاصفة ويفتح الله على عباده الصالحين، وحينها التمكين يكون مهيبا فطوبى للثابتين.


كل الثغور تدعوك للعمل، سواء لصناعة همتك بنفسك وحفظ أسرتك على الاستقامة، أو الدعوة لله وإنقاذ غير المسلمين من الضلال المبين الذي غرقوا فيه وخاصة أولئك الذين باتوا يبحثون عن بصيص نور يخرجهم من هذه الظلمات، المسلم خلق لإقامة رسالة الإسلام في نفسه وفي العالم، وهذه فريضة فكيف يليق القعود!


ارفع هامتك معتزا بالإسلام، فإنه وقت استعلاء بالإيمان، وعلى الغرب أن يقف خجلا أمام أمة الإسلام، بعد كمّ الكيد والمكر الذي سلطه عليها ولا تزال صامدة، وتشير على كوارثه التي صنعها بيديه بحق البشرية كمطلوب للعدالة، عدالة الإسلام، التي هي أساس العيش الكريم والسعادة في الدارين.


آن لها أن تحكم!


الإسلام كاملا، فقط به سننتصر، أما إسلام مشوّه، إسلام محرّف، إسلام مختزل! فهذا لا يقيم لنا مجدا ولا يصنع لنا صعودا مهيبا يليق بخير أمة أخرجت للناس، اليوم لا توجد قضية تتطلب منك أن تبذل نفسك وأغلى ما تملك إلا قضية الإسلام. ثباتك عليه نصر، زيادة سواد الصالحين نصر، التصدي للغزو نصر!


كل شعائر الإسلام اليوم إظهارها واجب، فهو من جنس الجهاد، حتى أدنى التفاصيل التي تدل على الإسلام إظهارها من الاستعلاء بالإيمان، وعدم التشبه بالكافرين عقيدة ننشرها بين الأجيال ونتواصى بها لنكسر أغلال الانهزامية التي قتلت كل حسّ فينا، من لباسك، إلى أخلاقك، إلى فروضك إلى أهدافك كلها فخر!


نحمل في قلوبنا أجل وأعظم دين اصطفانا الله لنكون حملة لرسالته العظيمة،فهل يليق أن ننحني لغير الله! هل يليق أن ننهزم لعبدة الصليب والأصنام والمادة والشيطان وكل ما حط!


أحيوا المصطلحات القرآنية، ليحفظ الطفل الفرق بين مسلم وكافر، ليدرك عظم ما يحمه الإسلام من حق ومجد ليتربى على ذلك شامخا.


كل ما تراه اليوم، وتهتز له فطرتك من ظلم وحرب على البشرية فكريا وعسكريا، يقودها الغرب، لا بد أن ينعكس عملا في ساحات المسابقة، لم تعد القضية أمة مسلمة، بل أصبحت قضية إخراج البشرية من الظلمات إلى النور. ولن يتحقق ذلك قبل أن يترسخ في قلبك أن كل جاهلية يجب أن تكون تحت قدمك أيها المسلم.

(1) عالمة الأحياء الألمانية “كريستيان فولهارد” الحاصلة على جائزة نوبل في الطب وعلم وظائف الأعضاء في مقابلة مع ( مجلة إيما ) النسوية الألمانية.

شارك
Subscribe
نبّهني عن
guest

2 تعليقات
Oldest
Newest Most Voted
Inline Feedbacks
View all comments
أحمد الغريب

الغرب لا ولن يقف خجلاً بشكل طوعي، فالظالم لابد من مجابهته وردعه، وإن كل ما ورد في هذا المقال هو من نعم الخطاب الذي ينبغي على كل مخلص تعميمه والتزامه كمنهج يبثه في الأمة لاسيما فئة الشباب والجيل الصاعد بعدما وقع التجريف والتجهيل المتعمد على أجيال سبقت وكانت المحصلة الزيغ والتفريط وصولاً للهوان، فلا عودة للعزة إلا بنهج الإسلام الصحيح وإحياء ما تفضلتم بذكره في مقالكم المبارك وهو واجب المرحلة والله المستعان

أحمد الغريب

الغرب لا ولن يقف خجلاً بشكل طوعي، فالظالم لابد من مجابهته وردعه، وإن كل ما ورد في هذا المقال هو من نعم الخطاب الذي ينبغي على كل مخلص تعميمه والتزامه كمنهج يبثه في الأمة، لاسيما فئة الشباب والجيل الصاعد بعدما وقع التجريف والتجهيل المتعمد على أجيال سبقت، وكانت المحصلة الزيغ والتفريط وصولاً للهوان، فلا عودة للعزة إلا بنهج الإسلام الصحيح وإحياء ما تفضلتم بذكره في مقالكم المبارك وهو واجب المرحلة والله المستعان

2
0
Would love your thoughts, please comment.x
()
x