إنه الإسلام .. والله متم نوره!

تقصر كل المسافات وتختزل! حين نتحدث بلغة الإسلام، كل العصور تصبح عصرا واحدا، كل الأمصار تتحول لبلد واحد، كل الأجناس والشعوب تتحول لأمة واحدة، ويصبح التاريخ حاضرا نعيشه ومستقبلا نراه. إنها روح الإسلام التي جمعت أجيال المسلمين منذ صدر الإسلام إلى اليوم، فلا نظام يجمعهم ويقودهم خير قيادة غيره.

إن الأداء البشري حين تكون روحه الإسلام يزدان بقوة عجيبة! تصنع من الفراغ مجدا، تخرج من قلب المحن بمنح كبرى، قوة تفاجئ أعداءه! ومن يتأمل التاريخ يجد الدرس يتكرر في كل عصر وبلد، ما أن يجتمع الناس على الإسلام حتى ينقلب حالهم لقوة ضاربة تقتلع أشرس الأعداء، وارجع لعصر التتار والصليبيين وتأمل!

قد يقول قائل ما الذي يميز الإسلام، فكل شعب ينشد الحق ويعد لانتزاعه غالبا ما ينجح بفضل النظام ووحدة الصف وأسباب النصر! قلت الفرق في القدرة الفائقة للإسلام في تحقيق ذلك بسرعة تفوق كل القوى الأخرى، بالقدرة على الانطلاق من العدم من قاع الضعف بقوة لا تُبارى وهذا ما أذهل المستشرقين.

اليوم كل سهام الغرب اجتمعت على تحطيم قدسية الإسلام! وهدم عوامل الانبعاث الكامنة في الأمة، فكل تركيز الخطط الغربية على هذه العوامل، وتدفع لأجل ذلك الأموال والأنفس والإمكانيات، ولا يليق بنا إلا إعادة الشرعية الكاملة الشاملة للإسلام، نعيدها في أنفسنا وأسرنا ومجتمعاتنا ونفرضه فرضا باعتزاز.

ولتحقيق العودة المهيبة الواعدة للإسلام، ابدأ بتعلم الإسلام من القرآن والسنة كعلم لا عادة متوارثة لا تعرف منه عظمة ولا التزام روح وجوارح! ثم خذه بقوة واعتزاز وذلك جوهر التمرد على جاهلية العصر، ثم ابذل الأسباب في إقامة الإسلام في نفسك ومن تحتك، مرجعيتك شريعة الله، نقيم خلافة في قلوبنا قبل الأرض.

(لا تكلف إلا نفسك) ما أعظمها من بداية وما عليك بالنتائج، فقد أعذرت عند ربك جل جلاله، والله يدبر الأمر بمشيئته، حين يرى التغيير قد وقع بالفعل في قلوبنا وأسرنا، فاعلم أن الفتوحات بعد ذلك ستذهلك! ومن يتأمل تاريخ الإسلام يعلم جيدا أن بقدر صدق الالتزام يكون صدق التمكين! فأين المخلصون!

نعم نفتقد لسلطان إسلامي، لكننا نقيمه في قلوبنا ومطالبنا، ونحفظه بقوة يقيننا وإدراكنا أنه الحل الوحيد لا حل بعده ولا قبله! ذلك أن لحظة التمكين الحقيقي تتطلب قلوبا خاشعة وجلة، قد أدت واجبها من الاستقامة في قلب الاستضعاف فاستحقت عز التمكين في اليسر! (لا يستوي منكم من أنفق من قبلِ الفتحِ).

شغلوا الرجل بالمرأة والمرأة بالرجل! وشغلوا الأجيال بالتفاهة والرذيلة والانحلال، ونحن نواجههم بجعل اتباع القرآن والسنة وتحصيل معية الله وتوفيقه، أهم مطلب وشاغل، ندعو له بما تيسر والله يصطفي لدعوته من يشاء من خيار الناس، أما الخبيث فلا حاجة لنا به، والقلة الطيبة هي التي يفتح الله عليها دوما.

لا يليق بالمسلم اليأس ولا العجز ولا البطالة ولا التبعية والانهزامية، لأنه مستعلٍ بإيمانه، يعلم أنه خلق لإعلاء كلمة الله جل جلاه، فليعلها في قلبه ووسطه ولا عليه بعد ذلك بكل قوى الأرض تجتمع عليه! ووالله إن هذه هي الحرية! حرية القلب والانفكاك عن علائق المحتلين والمرجفين، وطوبى لمن عاش حرا.

لن نستبدل الذي هو أدنى بالذي هو خير، لن نستبدل الإسلام بكل منظومات البشر، لأننا لن نقدم أفضل ما فينا ولن نسود الأمم إلا بالإسلام، لتحفظ الأجيال هذه الحقيقة لتتربى عليها باعتزاز لا ضعف فيه، والله يفتح بيننا وبين أعداء الله والدين!

ولا يمكن لمن حمل عقيدة راسخة ويقينا لا ينضب أن يُخذل!

لم يترك الله المؤمن ضعيفا أبدا، إلا ما يفتح له بابا من أبواب رحمته، فتأمل كيف سخر للمؤمنين مواقع التواصل فاجتمع فيها الغرباء في هذا العالم! كيف جمعهم في فضاء لم يكن ليكون في ظرف سابق إلا حلما! ذلك أن مع العسر يسرا! فلتكن هذه المواقع حجة لك لا عليك، ليعلو معها صوت الإسلام والله أكبر.

ضع أمام عينك في كل محنة وابتلاء وكل انفراجة وفرج! في كل فقد وعطاء. أن مشيئة الله فوق الجميع وأن لله الأمر من قبل ومن بعد، فاسعى لأن تكون دائما من أولياء الله فإن أولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون! وكفى بـ”الله مولانا” حصانة وقوة! فمن يجرؤ على هزيمة مؤمن! وما اجتمعت الأمم إلا عليه رعبا!

ارفعوا الهامات تيها وفخرا بعزة الإسلام، فلا عزة لنا إلا به، وسنن الله في الأرض خير شاهد، فاللهم اجعل كل مشاريعنا لنصرة الإسلام، اللهم اجمعنا على الإسلام وانصرنا بالإسلام ومكن لنا بالإسلام وأمتنا شهداء في سبيلك. الحمد لله القائل (يريدون ليطفئوا نور الله بأفواههم والله متم نوره ولوكره الكافرون).

شارك
Subscribe
نبّهني عن
guest

0 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments
0
Would love your thoughts, please comment.x
()
x