آن الأوان لمهمة الانبعاث

أهم ما في أي مسيرة .. معرفة الوجهة.. والطريق .. والاستعداد لعقبات الطريق.. فأي مسيرة لم تتضح فيها الوجهة، أو الطريق، أو افتقد فيها الاستعداد لمواجهة العقبات .. متاهة وضياع!

وحين تترسخ العقيدة في القلب .. تبصر الوجهة الجنة .. والطريق التقوى .. والاستعداد مجاهدة وتوبة. وكل عون فضل!

أكثر ما تم تضييعه في زماننا.. العقيدة.. لأنها القاعدة التي تُبنى عليها المفاهيم والاستراتيجيات، فكان تمكينا لأعداء الأمة. ولتصحيح المسيرة لا بد من ترسيخ العقيدة، من كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم. ليكون الانطلاق مهيبا مباركا. ثم التفاني والاجتهاد بحسب همة المرء وشغفه بالجنة!

احذر أن تُستغفل وأنت المؤمن من أعداء الله والمنافقين! فالمؤمن كيّس فطن، لذلك صناعة وعي بخريطة الأعداء ومراتبهم أولوية!

وأول الأعداء أقربهم إلى عقلك وفهمك.. إنه إعلام مأجور.. ودعاة على أبواب جهنم.. هم العدو فاحذرهم.

ثم ما أن تعرف أعداءك وأساليبهم وأعوانهم كسرت أغلال الانهزامية وانطلقت.

إن أول نصر تحققه في صراع الحق مع الباطل يكون بحفظك هويتك المسلمة باعتزاز لا يقبل المساومة. ومن حفظ أصوله ثبت وانتصر أما من شك أو ارتاب أو غفل أو بدّل.. تسلل له الوهن.. ونال منه الأعداء بأسهل ما يكون.

أحيوا الاستعلاء بالإيمان.. بلا لجلجة ولا خوف.. اعرفوا قيمة ما لديكم يخضع لكم العالم!

رغم حجم المكر وتداعيات الخطب نشاهد وعيا بين المسلمين مبشرا.. نشاهده بين الشباب بحنين للعزة جارف! لقد آن الأوان أن ندفع بكل قوة لإعادة الإسلام لهرم أولوياتنا.. فمن تنسّم عبير المجد.. أرخص في سبيله النفوس والمهج!

ليكن العهد بعد اليوم: لا حياة إلا للإسلام وبالإسلام .. منهجا وميراثا.

حدثوا الصغار قبل الكبار عن البطولة وعن النصر المبين.. عن وعد الله ورسوله صلى الله عليه وسلم لهذه الأمة. حدثوهم عن غزوة الأحزاب والمشاهد.. عن سنن الله في الأرض والظالمين. حدثوهم عن واجبهم ودورهم.. أحيوا قلوبهم بحب الإسلام وفدائه.. ولا عليكم بعدها.. فإن حب الإسلام إذا سرى نصر ومكّن!

فقه العزة لا الذلة .. فقه الإباء لا الخضوع .. هذا ما نحن بحاجة إليه .. فلدينا كل ما يمكّننا من الانبعاث من جديد.. فالله الله في عوامل الانبعاث .. ومن تأخر وأبى .. فكم من فئة قليلة غلبت فئة كثيرة بإذن الله. لسنا بحاجة لكثرة إنما لجودة! لقلوب كتائب وقلاع .. رجالا ونساء صفوف أولياء!

كفانا هوانا .. كفانا غفلة وتضييعا لديننا وأمتنا. بعد كل ما مضى .. وبعد حجم الخسائر والفجائع.. وسخرية الأعداء وشماتتهم.. آن لقلوبنا أن تنبعث انبعاثا يليق بأمة هي خير أمة أخرجت للناس.

اللهم أبرم لهذه الأمة أمرا رشدا، تعز فيه وليك وتذل فيه عدوك، ويعمل فيه بطاعتك، وينهى فيه عن معصيتك.

شارك
Subscribe
نبّهني عن
guest

0 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments
0
Would love your thoughts, please comment.x
()
x