نشطاء هنود يرفضون حظر الحجاب في المدارس: “الهند ليست فرنسا”

لم يكتف الهندوس باضطهاد المسلمين ومطاردة مصادر رزقهم والتضييق عليهم في المسكن والمسجد، فوصل حقدهم إلى المدارس والجامعات حيث تسعى السياسة الهندوسية الحاقدة لحظر الحجاب في المؤسسات التعليمية في الهند.

ونجح الهندوس في منع الحجاب في ولاية كارناتاكا بجنوب الهند حيث منعت الطالبات المسلمات من دخول المدارس بالحجاب.

وولاية كارناتاكا الهندية هي معقل لحزب بهاراتيا جاناتا القومي الهندوسي برئاسة رئيس الوزراء ناريندرا مودي.

ونشرت مقاطع للفيديو على مواقع التواصل عن مدرسة ثانوية تديرها الحكومة حيث أثار قرارها منع الحجاب أسابيع من الاحتجاجات، ومطالب باحترام حق المسلمات في لبس الحجاب. 

وظهرت مقاطع الفيديو لنساء مسلمات يحاولن دخول المدرسة لكن الإدارة تغلق الأبواب في وجوههن. وأخرى لطالبات يتوسلن الإدارة للسماح لهن بالدخول لإجراء الامتحانات، في كلية كوندابورا الحكومية. دون جدوى، مما أثار سخطا كبيرا.

وخرج الآلاف من المسلمين في ولاية كارناتاكا ينددون بحظر الحجاب. كما اعتصم الطلاب المسلمون خارج بوابة الكلية تضامناً مع الطالبات المسلمات اللاتي رفضن خلع الحجاب والخضوع للقرار المجحف.

وقال وزير الداخلية في ولاية كارناتاكا، أراغا جنانيندرا، إنه “يجب إبعاد الدين عن التعليم، ومنع الطالبات من ارتداء الحجاب في المدارس”.

وجاء تصريح الوزير في وقت يحضر الطلاب المرتبطين بمنظمات هندوسية يمينية إلى المدرسة وهم يرتدون شالات الزعفران، وهو رمز للجماعات القومية الهندوسية.

وهؤلاء الهندوس الحريصين على زيهم بلون الزعفران هم أنفسهم الذين يحتجون على لباس الطالبات المسلمات اللاتي يرتدين الحجاب واستجابت لهم بالفعل إدارة المدرسة فحظرت الحجاب.

وشهد الحرم الجامعي بالمدينة حالة من التوتر بعد أن حضر حوالي 100 طالب هندوسي إلى الفصول الدراسية يرتدون شالات الزعفران للاحتجاج على ارتداء الفتيات للحجاب داخل الفصول الدراسية.

وندد أحد السياسيين الهنود بحظر الحجاب قائلاً إن: “الفتيات المسلمات يُحرمن من الحق في التعليم”، إن الخطوة الأخيرة المناهضة للمسلمين هي جزء من محاولة أوسع “لإضفاء الشرعية على تهميش المسلمين”. وأضاف السياسي الهندي: “لا يمكن للحكومة أن تفرض قرارها على الأديان المختلفة لأن لكل دين تعاليمه الخاصة. ولا يمكن إجبار أحد على الامتناع عن اتباع الواجبات الدينية”.

وقال شاشي ثارور، السياسي الهندي البارز: “إن الهند ليست فرنسا”، مضيفًا أنه “لا يوجد قانون يحظر الأشكال الدينية للزي مثل عمامة السيخ أو الصليب حول العنق أو تيلاك على الجبين (نقطة يضعها الهنود على الجبين)، وكلها محظورة في فرنسا في المدارس الحكومية ولكنها مسموح بها في الهند “.

وهناك مخاوف متزايدة بين الأقلية المسلمة في الهند من أن الحكومة تسعى إلى حرمانهم من جميع حقوقهم في حرية ممارسة شعائرهم الإسلامية في وسط تقارير تؤكد على أن الأقلية المسلمة في الهند قد أظهرت جميع أعراض الإبادة العرقية بما تتعرض له من عدوان وتضييق واضطهاد من الهندوس بدعم حكومي وتواطؤ.

وكتب الكاتب الهندي ديباسيش روي تشودري في مقال له بعنوان “هل الهند تتجه نحو إبادة جماعية ضد المسلمين؟”:”في بلد 84% من سكانه من الهندوس، و14% فقط من المسلمين، حقق حزب بهاراتيا جاناتا  بزعامة مودي الإنجاز المذهل المتمثل في خلق شعور عميق بأن الهندوس ضحية”.

وقال وزير الثروة السمكية بالولاية المسؤول عن منطقة أودوبي إس أنغارا، إن الوضع الراهن الذي أمرت فيه حكومة الولاية بعدم السماح بالحجاب داخل الفصول الدراسية سيستمر حتى تقدم اللجنة المعينة لدراسة القضية تقريرها.

وتعهد متطرفون هندوس يعتنقون أيديولوجية “هندوتفا” بإيذاء المسلمين إذا لزم الأمر لجعل الهند “أمة هندوسية فقط”، ولم يحرّك زعماء الهند ساكنًا وسط تزايد التصريحات العنصرية ضد المسلمين كان آخرها مطالب بإبادة المسلمين وأخرى باغتصاب المسلمات  

(المعلومات الواردة في هذه المقالة من موقع “تي آر تي” و”الجزيرة” الإخباريين).

شارك
Subscribe
نبّهني عن
guest

0 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments
0
Would love your thoughts, please comment.x
()
x