ما ذنب من يبحث عن زوجة صالحة إذا اصطدم بماضيها أو بقي غافلًا عنه؟

السلام عليكم
التوبة تجب ما قبلها كما قال الرسول صلى الله عليه وسلم
سؤالي ما ذنب من يبحث عن زوجة صالحة اذا اصطدم بماضي هؤلاء أو بقي غافلًا عنه مع العلم أن آثاره قد لا تزول من النفوس نرجوا منك التوضيح والنصيحة بالنهاية كلنا مخطئون.

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
هذا سؤال يفرض نفسه حين نتحدث عن التوبة، وخاصة التوبة من ذنوب كبيرة وكبائر، في زمان نعيش حالة تعقيد وتشابك شديد في مجتمعاتنا، فالشاب الملتزم قد يخطب الفتاة لحسن سيرة عائلتها لكنه يصطدم بفتاة غير ملتزمة في ذاتها، ولها سوابق لا يعرفها أقرب الناس لها، والعكس يحدث أيضا، يتقدم الشاب مع أسرة بسمعة حسنة، لفتاة ملتزمة من أسرة محافظة بينما خلفه ملف من السوابق والعلاقات التي تصطدم بها بعد الزواج بسيرة رجل غير ملتزم، نحن أمام واقع نعيشه ويحدث للأسف ولذلك أقول: لا يغني حذر من قدر، فالزواج في الأخير قدر، قد يأخذ المرء بكل الأسباب لاختيار الأفضل لكنه يواجه حقيقة لم تكن بالحسبان، يعيش حياته مستقيما ينأى بنفسه عن الحرام ثم يتفاجأ بامرأة غير صالحة أو تعيش حياتها تقية عفيفة تفر من الحرام ثم تصطدم بزوج زان وفاسد! وهنا نحن أمام حالتين:

إما أنه أمام حالة توبة نصوح واستقامة فلا ينبش في الماضي ولا يؤذي نفسه ما دامه يعيش الصلاح وينعم ببركاته. وهو غير مطالب شرعا بذلك (يا أيها الذين آمنوا لا تسألوا عن أشياء إن تبد لكم تسؤكم).

وإما أنه رابه الأمر ووجد ما يثير الشكوك فله أن يتحقق من الأمر، فإن ثبت له المحذور فيبقى الطلاق حلا، وكذلك المرأة التي تبتلى بزوج يتعدى حدود الله ولا تكتشف ذلك إلا بعد الزواج، لها أن تطلب الخلع أو الطلاق، وبالتالي نحن أمام واقع نواجهه بالحلول الشرعية.

ولذلك نصيحة لكل مقبل ومقبلة على الزواج، لا تنتظر أن يكون الزواج حلا لكل مشاكلك ومثالية كما في قصص الروايات والأفلام، بل الزواج قدر ورزق وامتحان، فأقبل عليه بإعظام التوكل على الله تعالى وأخذ الأسباب والصدق، ثم تعامل معه بشريعة الله تعالى ولن ينالك إلا الخير بإذن الله.

فحتى لو تزوجت عدة مرات وطلقت عدة مرات ما دمت لا تعصي الله ولا تتعدى حدوده فأنت بخير عميم، وخير من ذلك الذي يزني ويقيم العلاقات المحرمة ويغامر بنفسه وبغيره ثم ينتظر من الله أن يوفقه في زواج من صالحة، كيف يرجو توفيقا بالمعصية!

فإن تاب -وهذا من فضل الله عليه- فرحمة الله تسعه والله خبير بصير بعباده له الحكمة سبحانه في كل تجربة زواج ناجحة أو فاشلة أو متعثرة. قد كتب الله لكل نفس أقدارها.

وفي الختام، الزواج الحقيقي الناجح هو زواج يأخذ بيدك إلى الجنة، وزواج يوصلك للمراتب العليا منها، فإن لم تجده في الدنيا فاجعل الصبر عليه والاحتساب فيه والتزام شرع الله فيه وسيلتك لنيل مرضاة الله وفضله العظيم، ففي الآخرة فضل يستوجب المسابقة له بالنفس والنفيس بلا كلل ولا ملل وبيقين لا يعرف الضعف. ولا تقلق فالله جل جلاله لا يظلم عنده أحد! قال تعالى ( قُلْ أَؤُنَبِّئُكُم بِخَيْرٍ مِّن ذَٰلِكُمْ لِلَّذِينَ اتَّقَوْا عِندَ رَبِّهِمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَأَزْوَاجٌ مُّطَهَّرَةٌ وَرِضْوَانٌ مِّنَ اللَّهِ وَاللَّهُ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ).

شارك
Subscribe
نبّهني عن
guest

0 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments
0
Would love your thoughts, please comment.x
()
x