لماذا يدعم القوميون الهندوس اليمين المتطرف الفرنسي؛ أحداث الشغب الأخيرة أنموذجاً

أثار مقتل الشاب المسلم نائل مرزوق البالغ من العمر 17 عامًا على يد الشرطة الفرنسية في باريس يوم 27 يونيو احتجاجات عنيفة واسعة النطاق في جميع أنحاء فرنسا.

يلقي قادة اليمين المتطرف في فرنسا باللوم على المهاجرين، وخاصة المسلمين، ويتهمونهم بأنهم سبب العنف المستمر والمشاكل الأوسع التي يواجهها السكان الفرنسيون البيض.

ومن المثير للاهتمام، أن اليمين المتطرف الفرنسي تلقى دعمًا من أنصار الهندوتفا في الهند، حيث تدعم حسابات وسائل التواصل الاجتماعي الخاصة العنف ضد المتظاهرين.

تفيد المزاعم أن مرزوق – وهو شاب مسلم فرنسي من أصول شمال إفريقية، حاول الابتعاد بسيارته بعد أن أوقفته الشرطة لتجاوزه حد السرعة المسموح بها، فقام أحد ضباط الشرطة بإطلاق النار عليه في ضاحية نانتير الباريسية، مما أدى إلى وفاة الشاب.

مزاعم العنصرية تطل برأسها من جديد

أثار مقطع الفيديو الذي يظهر إطلاق النار على مرزوق من قبل ضابط الشرطة احتجاجات عنيفة وأعمال شغب في عدة مدن فرنسية، وتسببت أعمال العنف في وفاة شخص واحد على الأقل، بالإضافة إلى إصابة أكثر من 500 من الضباط ولحوق الأضرار بالكثير من الممتلكات، واعتُقل أكثر من 2400 شخص لصلتهم بالعنف.

أدت وفاة مرزوق إلى إعادة طرح أسئلة طرحت مراراً في فرنسا حول المزاعم المتعلقة بوحشية الشرطة، ومزاعم العنصرية والتمييز في البلاد، خاصة تجاه المهاجرين من أصول شمال أفريقية، ومعظمهم من المسلمين.

 يقطن فرنسا، العضو في الاتحاد الأوروبي، عددًا كبيرًا من السكان المهاجرين المسلمين حيث تعود أصول العديد من أفراد الجالية إلى المستعمرات الفرنسية السابقة في شمال إفريقيا مثل الجزائر وتونس والمغرب. بالإضافة إلى ذلك، هناك أيضًا عدد أقل من اللاجئين وطالبي اللجوء خاصة من دول غرب آسيا مثل سوريا.

على مدار العقد الماضي، شهدت فرنسا صعودًا لافتاً لليمين المتطرف مع اكتساب القادة السياسيين مثل مارين لوبان وإريك زمور زخمًا في السياسة الانتخابية.

اليمين المتطرف يكتسب زخماً

ألقى العديد من قادة اليمين المتطرف الفرنسي باللوم على المهاجرين ، وخاصة المسلمين ذوي الأصول الشمال إفريقية، لفقدان فرنسا هويتها الثقافية الفرنسية التي ترتكز بشكل رئيس، حسب رأيهم، على أعمدة الديانة المسيحية والعرق الأبيض.

يروج هؤلاء القادة لما يسمى بمفهوم (الاستبدال العظيم) ، وهي نظرية مؤامرة عنصرية تدعي أن السكان البيض والفرنسيين يتم استبدالهم ثقافيًا وديموغرافيًا بالسكان غير البيض من خلال مزيج من الهجرة وانخفاض معدلات المواليد.

وتماشياً مع نظرية مؤامرة الاستبدال العظيم هذه، يزعم بعض قادة اليمين المتطرف الفرنسي مثل زمور أن أعمال الشغب المستمرة نتجت بشكل رئيسي عن “الهجرة”.

 قال لوران جاكوبلي ، زعيم يميني متطرف فرنسي “انتشار أعمال الشغب في البلاد الآن يعود التراخي القضائي والهجرة الفوضوية “.

الهندتفا تعبر عن دعمها

بينما كانت الاحتجاجات في فرنسا في أوجها، قام حساب تويتر يعود إلى مكتب يوغي أديتياناث – الكاهن الذي يشغل منصب رئيس وزراء ولاية أوتار براديش الواقعة في شمال الهند – بالرد على تغريدة تعود لحساب مزور تحث أديتياناث على مساعدة فرنسا في السيطرة على أعمال الشغب، وأشاد الأول بما يسمى (نموذج يوغي للقانون والانضباط) باعتباره نموذجًا يجب أن تتبناه فرنسا.

(2) Yogi Adityanath Office on Twitter: “Whenever extremism fuels riots, chaos engulfs and law & order situation arises in any part of the globe, the World seeks solace and yearns for the transformative “Yogi Model” of Law & Order established by Maharaj Ji in Uttar Pradesh.” / Twitter

وأشاد أيضاً أعضاء ينتمون للحزب الحاكم (بهاراتيا جاناتا)، مثل هارش شاتورفيدي، أحد مسؤولي وحدة وسائل التواصل الاجتماعي في أوتار براديش، والمتحدث باسم الحزب شهزاد بووناوالا، بأديتياناث.

كما سلطت قناة (ريببلك بهارات)  Republic Bharat – وهي قناة إخبارية تبث بالهندية – الضوء على نموذج أديتياناث للسيطرة على العنف، وشعبيته المزعومة التي وصلت إلى حد المطالبة بتطبيق النموذج في فرنسا.

منذ وصول أديتياناث إلى السلطة في ولاية أوتار براديش في عام 1438ه – 2017م، ارتفع معدل عمليات الإعدام خارج نطاق القانون في الولاية. وفي حين أن المسلمين يشكلون أقل من 20٪ من سكان الولاية، فإن حوالي 37٪ من القتلى في هذه الوقائع  كانوا من المسلمين بحسب بيانات الشرطة.

لذا فلا ينبغي أن ينظر لاستشهاد الحسابات الداعمة لعقيدة الهندوتفا – التي هي مزيج من الهندوسية والغلو القومي الهندي – على وسائل التواصل بما يسمى ب (نموذج القانون والانضباط) كواقعة منعزلة عن سياقها المقلق –  والدموي! – خاصة مع وجود توأمة فكرية بينها وبين الحسابات المروجة لنظرية تفوق العرق الأبيض تظهر في الاستشهاد ببعض منشوراتهم.

(2) Shefali Vaidya. 🇮🇳 on Twitter: “This isn’t Syria, Iraq or Afghanistan . This is France where 9% of the population has brought down entire cities! Wait till they become majority! https://t.co/QTpFziTuYX” / Twitter

شيفالي فايديا كاتبة عمود في المجلة الإلكترونية الحكومية الموالية لمودي، سواراجيا

(2) Yogi Devnath 🇮🇳 on Twitter: “France Gujarat mindset only on jihad #FranceRiots https://t.co/wCHmdUA9dM” / Twitter

أحد أنصار هندوتفا مرتبط بمنظمة هندوتفا التابعة لأديتياناث، الهندوسية يوفا فاهيني.

(2) 🇺🇸 𝑰 𝑨𝒎 𝑲𝒆𝒔𝒂𝒓𝒊𝒚𝒂 🇮🇳 on Twitter: “The absolute state of France. Import the Third World, become the Third World. #FranceRiots https://t.co/MmE4c3x65J” / Twitter

عضو في أصدقاء حزب بهاراتيا جاناتا، حملة عضوية الحزب في الخارج.

(2) Harsh Madhusudan on Twitter: “In Europe, “far right” parties will continue to do better and when not so “far right” ideas will continue to be adopted by the so-called centrists. Expect more clampdown on asylum seekers, more “Islamophobic” laws and rhetoric as has been the trend. All kosher “Western” values :)” / Twitter

يرى مؤلف يميل إلى حزب بهاراتيا جاناتا أن فرنسا ستكون أفضل حالا في استقبال العمال من الهند بدلا من شمال إفريقيا.

نقلا عن حسابات وسائل التواصل الاجتماعي الغربية المتعصبة للبيض، توقعت بعض القنوات الإخبارية الهندية أيضا أن عمليات النهب والعنف المستمرة في فرنسا يرتكبها مهاجرون مسلمون ضد الشرطة.

وبالمثل، ركزت منظمة “المنظم”، الناطقة بلسان منظمة “راشتريا سوايامسيفاك سانغ” الهندوتفا، على الدور المزعوم ل “الإسلاميين” في أعمال الشغب الجارية.

مناصري الهندوتفا يؤازرون اليمين الفرنسي عبر وسائل التواصل

بعض حسابات وسائل التواصل التي يظهر أنها داعمة للهندوتفا عبرت عن تأييدها لاستخدام اليمين الفرنسي المتطرف القوة للتصدي للمتظاهرين.

(2) Sandeep Thakur on Twitter: “salute to french nationalist 👌 brutally thrashed the jihadis #FranceRiots https://t.co/vRpllZXcD2” / Twitter

ومن الحسابات المناصرة للهندوتفا أيضاً من أشادت بسياسة بولندا تجاه الهجرة واللاجئين – المسلمين منهم بشكل خاص –  الأكثر صرامة وحثت فرنسا على أن تحذو حذوها.

2) Mukesh Chaudhary on Twitter: “#FranceOnFire: A whole residential building was set on fire during #FranceRiots by Islamists who entered France seeking a temporary residence. Macron & Europe must learn from #Poland else they will convert beautiful europeanland-culture into Zombie land. https://t.co/fuCUjKaz3B” / Twitter

(2) Tarangini das 🇮🇳💁‍♀️ on Twitter: “See yourself the difference between #Poland and #France. France allowed illegal migrants and Poland doesnt. France wanted to show the world that it is liberal and poland wanted wellbeing of its own citizens. My question is : barring Poland is EUROPE IN DARK AGES? Will… https://t.co/ePdz8WZtAl” / Twitter

ونسجاً على المنوال نفسه، أوردت قناة (زي نيوز) المثيرة للجدل تقريراً يتضمن فيه مقطعاً مرئياً نُشر لرئيس الوزراء البولندي ماتيوز موراوسكي، يقول فيه أن طالبي اللجوء وتبني الليبرالية تسببا في أعمال الشغل بفرنسا.

وكان موراوسكي – الذي ينتمي لحزب يميني بولندي – كان قد ألمح إلى أن بولندا، وهي دولة وروبية مثل فرنسا، لم تتعرض لأحداث شغب بسبب صرامة سياسات الهجرة لديها.

وعلى الرغم من هذا التعبير الحفي عن الدعم من أنصار الهندوتفا، فإن اليمين المتطرف الفرنسي لم يبد أي ردة فعل، ويبدو أنه في الجملة، غير مدرك للشعبية التي يحظى بها في الهند.

——————-

المعلومات الواردة في هذا المقال ترجمة لمقال نشره موقع scroll.in

بعنوان France riots: Why Hindu nationalists in India are backing the French far right

شارك
Subscribe
نبّهني عن
guest

0 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments
0
Would love your thoughts, please comment.x
()
x