سؤال: لماذا يتغير الناس؟ لم تدم لي صداقة مع صديقاتي مع حرصي على حفظها وكل من أعرفها إلا وتتبدل عني مع الزمن رغم أن بدايتنا تكون مبشرة ويشهد الله علي لا أقصر معها والآن أصبحت لا أثق أي صديقة تتقرب مني، ماذا تنصحينني؟!
يتغير الناس هذه حقيقة ولكن أسباب هذا التغيير قد تختلف ..
يتغيرون لتأثير واقعهم .. الذي يغير قناعاتهم واختياراتهم .. فتتغير قائمة أولوياتهم ..
ويتغيرون لكون قناعاتهم واختياراتهم حماسية سطحية عابرة ليست حقيقية راسخة.
ويتغيرون لعجزهم عن الوفاء وتحمل المسؤولية .. فيفضلون الهروب ..
ويتغيرون لتغير رؤاهم وتصوراتهم بعد أذى يقع عليهم أو ينال منهم ..
ويتغيرون لتغير حالهم وحالة الضعف والحاجة .. من ضعف لقوة يدفع للاستغناء أو وجود بديل أفضل .. يدفع للتفضيل.
ويتغيرون لندمهم على اختيار اتضح لهم بعد ذلك أنه خاطئ ..
ويتغيرون لحالة اضطرار ومصاب جلل يجبرهم على الابتعاد ..
ويتغيرون حين لا يجدون أنفسهم مطمئنين في الوسط الذي هم فيه فيفضلون الابتعاد والبحث في مكان آخر ..
ويتغيرون حين تخمد تلك الروح التي كانت تغذي العلاقة لانطفاء أسباب الانبهار وتلاشي حالة الإعجاب التي تدفع للاستمرار ..
ويتغيرون حين تنتهي فترة المصالح والفائدة المنشودة في العلاقة ..
ويتغيرون بدون سبب لاضطراب نفسي وحالات تيه وعبث .. أيا كانت دوافعها ..
لذلك وبغض النظر عن أسباب التغيير لا تجعلي حياتك رهينة هذا “التغيير” الذي يصيب صديقاتك ..
ستدركين بعد عمر .. أن قيمة العلاقات الحقيقية هي في استمرارها على الصدق والتعاون على البر والتقوى .. وهي التي تستحق منك الوفاء والإحسان .. ونيل ذلك فضل من الله تعالى ..
لا تستعجلوا في تقييم علاقاتكم قبل أن تمر على ابتلاءات المحن والمنح. فهناك يكرم المرء أو يهان. ويتبين من بكى ممن تباكى.
يقول محمود شاكر رحمه الله:”هَوِّن عليك الأمرَ ولا تَحزن؛ فكلّ خَليل يتغير! وليس ذلكَ بغريبٍ في النَّاس .. [طبقات فحول الشعراء (2 /633)]
هون الله عليك وأبدلك صحبة لا تبلى تعينك على الثبات في طريق الجنة. فإن لم تجدي فتشبثي بالقرآن ولا تحزني. فكل شيء عنده بقدر سبحانه. نعم المولى ونعم النصير.
