لا تغفلوا عن ثغور التربية والتعليم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

عندنا في المخيمات السكنية الواقعة بين منطقة تل الكرامة و كفر كرمين لا يوجد تعليم شبه نهائي رغم كثرة السكان وكثير من الاطفال جالسين بلا تعليم لا مدارس و لا معاهد و للأسف البعض يستغل هذه الفرصة و يفتح حلقات خاصة بإيجار معقول لكن المصيبة أنهم ليسوا اهلاً للتعليم رأيت مرارا أخطاء في بعض الأحاديث وأخطاء في القرآن لدى الأطفال لاأهم يرسلون مقاطع مصورة ولا يتم تصحيحها بشكل جيد الموضوع جدا خطير والله نرجوا الحديث في الأمر.

ـرجو أن تكتبي كلمات في الأمر عسى يتحسن الوضع.

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، حياك الله وبركاته،

تسلط هذه الرسالة الضوء على خطر محدق بالأجيال التي تفتقد مؤسسات تربوية وتعليمية، خطر خسارة الأجيال، خاصة مع افتقاد التعليم المنزلي الذي يكون عادة بديلا لهذا الفقد، وبديلا قويا أيضا في حالة كانت المناهج الدراسية العامة ضعيفة أو قاصرة.

وأمام هذا الوضع نحن أمام تقصير واضح في العناية بثغر التربية والتعليم وهو تقصير يشترك فيه الجميع بلا استثناء لأن ضمان حق التربية والتعليم السليم للأجيال مسألة مصيرية، يتحملها ابتداء الآباء والأمهات ثم كل من يعنيه الأمر، لأن التقصير فيها ينعكس على المجتمعات والأمة برمتها فالتقصير فيها لا يبرر ولا بد أن يجبر من الأقدر فالأقرب.

وبما أننا نعيش الانشغال بخطوب ونوازل لا تهدأ في ديار المسلمين، فلا بد أن تنبري فئة مخلصة لسد هذا الثغر، وعادة ما يتكفل المسؤولون الإداريون لكل منطقة بتوفير مثل هذه الخدمات الحياتية للسكان، فإن لم يتوفر ذلك فلا بد أن يبحث الأهالي حلا جذريا لمشكلتهم، بتوظيف معلمين يملكون كفاءة في التدريس وتوفير مدارس محلية، ولو كانت مصغرة.

وأرى في تجربة المدارس القرآنية فكرة ملهمة، فهي تنطلق من مناهج تعليم القرآن والتربية الإسلامية وتؤهل الطفل لاستقبال العلوم الحياتية بعد أن أخذ نصيبه اللازم من علوم الدين، وهذه المنهجية تصنع لنا قلوبا قوية شديدة الارتباط بدينها وعقيدتها وهويتها فتقبل على ساحات العلم الأخرى أكثر إدراكا لمسؤولياتها وقدرة على التعلم من غيرها، تزدان بالصبرة والجلدة.

فتعليم القرآن يكسب الطفل مهارات الحفظ والتسميع والانضباط واستقامة اللسان وغيره من محاسن وفضائل يدركها من وقف على هذا الثغر.

وكثيرا ما ينبغ الحفاظ الصغار في بقية العلوم لعلو همتهم واستصغارهم المهام، فمن حفظ كتاب الله أو تأدب به، يرى بعد ذلك كل مهمة ممكنة ولا يستصعبها. فقد تربى على طول النفس ووضوح الرؤيا وتقدير الهدف وكل بذل في سبيله. فما لم تتوفر المدارس المتكاملة، فلا أقل من فتح مدارس قرآنية، كان لها الدور البارز في تاريخ الأمة، فترة الاضطهاد والحرب على الإسلام في حفظ الأجيال وإخراج القادة النبلاء.

وأقول للأخت الفاضلة، يمكن التعاون بين الأمهات بالتناوب على تدريس الأبناء، بحيث تتولى كل أم مادة بعينها للتدريس، فكثيرا ما تتعب الأم نفسها من تدريس أبنائها خاصة وأن الطفل تختلط لديه مشاعر الحنان والأمومة ومشاعر الالتزام للمعلمة والاستجابة لها.

فإن تعذر فلدينا الكثير من الطاقات التي أكملت تعليمها ولا تجد عملا، ويكفي أن ينشر إعلان في المواقع وسنجد الكثير من الشباب المسلم الذي يبحث عن وظيفة، فلو تبرع الأهالي براتب هذا المعلم بشكل مشترك، وجمع تكاليف المدرسة المحلية بفتح باب التبرعات، لضربنا عصفورين بحجر واحد، كفلنا شابا مسلما يقف على ثغر، وتمكنا من تأمين التعليم لأبنائنا.

أفكار توفير التعليم متوفرة وقد تلجأ بعض الأسر إلى التعليم المنزلي وكل هذا يتطلب وعيا وحرصا ومثابرة لتحقيقة وتتباين الهمم في تحقيقة لذلك لا أفضل من التعاون على البر والتقوى وتخفيف الحمل على الأفراد وتقاسم المهمة جماعيا، إن لم يكن هناك من حل أفضل، وأرجو أن يكون لدى المسؤولين في هذه المنطقة الوعي بأهمية هذا الثغر والقدرة على سده وتأمين احتياجاته.

تبقى لدينا بعد ذلك مشكلة أخرى عويصة سيصعب التعامل معها وهي مشكلة التصدر لسد الثغر من قليل الخبرة كثير الخطأ وواضح التقصير، وهذه مشكلة مركبة حقا، سيكون الحل الوحيد لتخفيف خسائرنا فيها بتوفير تعليم مناسب وموائم ومنافس، يلبي احتياجات الأجيال للمراحل المقبلة وخاصة أبناء الشام، فهم ينتظرون مستقبلا رياديا واعدا بإذن الله تعالى يكون فيه الإسلام قائد المرحلة، والإعداد السليم للأجيال ليس مجرد حاجة فردية تسد بل حاجة للأمة ولنصرة الدين ولتأمين مستقبل المنطقة برمتها. فالله الله في تأمين الأجيال المقبلة، مستعدة وقوية ومتعلمة.

أرجو أن تلاقي هذه الكلمات صدى في المنطقة المعنية وينبري لهذا الثغر الأمين القوي، فإنما هي ثغور تسد ودرجات ترفع وصدق يسجل وثمرات تبارك ثم معذرة إلى ربكم.

شارك
Subscribe
نبّهني عن
guest

0 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments
0
Would love your thoughts, please comment.x
()
x