فرار أكثر من 500 من الروهينجا، اعتقل أغلبهم، وقتل 7 منهم في ماليزيا

فر نحو 528 لاجئا من الروهينجا من مركز احتجاز في ولاية بينانج شمال ماليزيا قبل ساعتين من فجر يوم الأربعاء (20 أبريل 2022م)، إلا أنه خلال فرارهم قتل منهم 7 وأصيب عدد آخر.

وأقامت السلطات الماليزية حواجز على الطرق ونشرت قوات الشرطة والهجرة والخدمات الأمنية لمطاردة اللاجئين الروهينجا الذين نظموا احتجاجا قبيل فرارهم من المركز.

وكان مركز الاحتجاز يستخدم سابقًا كمعسكر لبرنامج الخدمة الوطنية في ماليزيا لمدى قصير.

وبحسب التقارير الصادرة، لقي 7 أشخاص بينهم نساء وأطفال مصرعهم أثناء محاولتهم عبور الطريق السريع القريب من المركز في حوالى الساعة 6:50 صباحا (بالتوقيت المحلي) وصدمتهم سيارات سريعة الحركة كانت تجتاز الطريق، حيث تم تأكيد مقتل 6 قبل أسبوع والضحية السابعة اليوم الأربعاء.

وقال أتان، أحد السكان المحليين الذي شاهد الحادث بينما كان يقود أطفاله إلى المدرسة، لصحيفة نيو ستريتس تايمز المحلية: “ألقيت الجثث على الطريق السريع! لقد كان مشهدًا حزينًا. لقد فقدت أرواح الأبرياء بهذا الشكل !”.

وأظهرت مقاطع الفيديو تم تداولها على وسائل التواصل الاجتماعي لقطات لنساء وأطفال يركضون على جانب الطريق في الظلام. وأظهرت مقاطع أخرى مجموعات من الناس وهم يجلسون جلسة القرفصاء على حافة الطريق السريع بعد أن اعتقلتهم قوات الشرطة.

وقالت الصحيفة إن القرويين القاطنين في المنطقة “ألقوا القبض” على 88 ممن فروا من المركز، وقال مدير دائرة الهجرة، خير الدزيمى داود، إن 362 شخصا أعيد اعتقالهم بحلول الساعة العاشرة صباحا يوم الأربعاء.

وقال خير في بيان إن الروهينجا فروا من المركز بعد اختراق الحواجز والباب. وأضاف أن حوالي 23 حارسا كانوا في الخدمة في ذلك الوقت، واتصلوا بالشرطة ووكالات إنفاذ أخرى للمساعدة.

ولا يزال سبب التمرد الذي حصل في مركز الاحتجاز قيد التحقيق. حيث كان يحتجز فيه 664 شخصا من اللاجئين الروهينجا ساعة الفرار. إلا أن حالة السخط التي أظهرها الروهينجا تشير إلى سوء المعاملة والظروف التي كانوا عليها في الاحتجاز.

وكان من بين القتلى فتاة تبلغ من العمر 14 عامًا أصيبت بجروح خطيرة في حادث على الطريق أثناء فرارها مع بقية اللاجئين، وفاضت روحها في مستشفى سيبرانج جايا.

وأكد قائد شرطة الولاية داتوك محمد شهيلي محمد زين وفاة الضحية، مضيفا أن ضحية أخرى، وهو رجل يبلغ من العمر 21 عاما، لا يزال يتلقى العلاج في نفس المستشفى. 

ومن القتلى رجلان تتراوح أعمارهما بين 20 و36 عاما، وامرأتان تتراوح أعمارهما بين 14 و18 عاما، وصبي يبلغ من العمر 9 أعوام وفتاة تبلغ من العمر 8 أعوام.

وقال الشهيلي إن الشرطة لا تزال تبحث عن 61 محتجزًا آخرين من الروهينجا فروا، بعد القبض على آخر اثنين في الولاية يوم الاثنين.

وردا على سؤال عما إذا كان ذلك يعني أن المحتجزين ربما فروا من بينانج، قال الشهيلي إن هناك احتمالًا لأن حدود الدول المجاورة كانت قريبة. وأضاف: “ما يقلقني هو احتمال اندمج الروهينجا المحتجزين مع السكان المحليين.. لقد مر أسبوع على فرارهم وربما حصلوا على مساعدة من قبيل الطعام، ولهذا السبب تمكنوا من تجنب الاعتقال”.

وفر مئات الآلاف من الروهينجا من ميانمار قبل خمس سنوات وسط حملة عسكرية وحشية تخضع الآن لتحقيق بشأن الإبادة الجماعية في محكمة العدل الدولية.

ولا يزال العديد منهم في مخيمات شاسعة للاجئين في بنغلاديش بينما يخاطر آخرون بالسفر تحت ظروف خطيرة جدا عبر خليج البنغال وبحر أندامان للوصول إلى إندونيسيا وماليزيا  طمعا في حياة أفضل، ولم توقع كلاهما على اتفاقية الأمم المتحدة بشأن اللاجئين ما يعني أنهما غير ملزمتان دوليا باستقبال اللاجئين.

ويعيش حوالي 181 ألف شخص حاليًا كلاجئين وطالبي لجوء في ماليزيا منهم حوالي 57 في المائة من الروهينجا، وفقًا لمفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين. 

ويعيش اللاجئون الروهينجا في ظروف معيشية سيئة للغاية في مخيمات اللاجئين حيث يتعرضون للقمع والاضطهاد والاعتداء في ظل غياب أي سلطة تحفظ حقوقهم وتؤمّن لهم المعيشة الكريمة. 


المعلومات الواردة في هذا المقال من موقع الجزيرة بالإنجليزية وصحيفة نيو ستريتس تايمز بتصرف.

شارك
Subscribe
نبّهني عن
guest

0 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments
0
Would love your thoughts, please comment.x
()
x