تواصي المؤمنين

  • حين تشعر بوحشة غربة وألم فقد وقسوة ابتلاء ثم حرقة عزة الإيمان في وسط معاند لا يساعد، استحضر لحظة واحدة أن الله تعالى ينظر إليك!

استشعر تلك اللحظة بهيبة العبودية الخالصة له جل جلاله!

ليتصدع قلبك وتسجد جوارحك، فتنبعث قويا موحدا من جديد ولو كنت في وضع صعب!

لذلك خلقت.

فسر إلى الله تعالى موقنا، مهاجرا مجاهدا شهيدا.

فلا عيش إلا عيش يكون فيه حب الله ورضاه أعظم مطالبك ولقاؤه مؤمنا حقا أولى أولوياتك!

  • مع ما نعيشه من تدافع شديد وفتن تتوالى، تشبثّ بقوة بأرجى أعمالك، احفظها بروحك وجوارحك وكل ذرة إخلاص فيك، وتشبتّ بقوة أخرى، بأرجى أمانيك في سبيل الله تعالى.

فكلاهما، حلم تحقق وحلم لا يزال ينتظر، مجاديف قاربك إلى شاطئ الأمان الأخير.

أما حلمك الذي تكسر فهو الفداء لهما.

هكذا يخطط المسابقون لله جل جلاله، الذين يدركون قيمة الحلم والهدف وموقع الخسارة والاستدراك. فلا يعرفون هزيمة، كل حياتهم تمكين وانتصار وشهادة.

  • ستدرك في لحظة نضج مباركة، أن حقيقة وجودك وقيمة كل تفصيل في حياتك وجوهرك .. هي في معرفة االله جل جلاله ومحبته والسعي لمرضاته.
    وتلك آية جليلة أخرى من آيات التوحيد وقدرة الله تعالى لا تنفك يتصدع لها قلبك فينبعث قوة في الأرض ضاربة لإعلاء كلمته جل جلاله، وسهما جنديا في سبيله لا يبرح منطلقا حتى يبلغ!
    غير ذلك تيه وعبث ومناظر طريق تؤخرك!

  • أطالوا طريقك كثيرا حين أوهموك أن سبيل السعادة يكون بما يتنافس فيه الناس!
    وجعله الله تعالى قصيرا مؤيدا .. حين ترجع إلى كتابه وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم.

فمصحفك والسماء.
سنة نبيك والجهاد.

  • لن تعرف حقيقة السيادة في الأرض حتى تعيش العبودية لله بحق!

  • في طريقك إلى الله تعالى لا ترافق مرتابا ولا مرجفا.
    لا تستأمن جبانا ولا بخيلا.
    لا تضع يدك إلا في يد مؤثر على نفسه عفيف نفس، تأدب بأدب الأنصار والمهاجرين فصدق!
    وإن لم تجده حولك، ستجده في سير السابقين الأولين إلهاما يطرب له قلبك!

فالحمد لله على نعمة التأييد الرباني على امتداد التاريخ والزمن!

بعضهم أولياء بعض.


الحقيقة هي أن الصراع عقدي في جذوره ومقاصده. لكن الغافلون يجهلون.

  • أرجى ما تقدمه لنفسك في هذه الدنيا وأيامها الغادرة، تربية نفسك على الذكر، باللسان والقلب، في وقت السلامة والدعة، لأنك ستتعلم مع توالي الأزمات والنوازل والخطوب، أن سلاحك الأقوى للثبات هو الذكر! فإن لم تكن قد ربيت نفسك على الذكر فسيخذلك لسانك وقلبك خذلانا مخيفا لحظة الجد!
  • ومع سهولة عبادة الذكر وصفا إلا أن سهولتها فعلا لا تكون إلا مع قلب وفيّ لها.

ولذلك كان أكثر الناس ثباتا وأيسرهم كربا هم الذاكرون الله كثيرا والذاكرات.

ولو علم الناس ما في عبادة الذكر من فضل وبركة، لتشبثوا بها تشبث الغريق يخشى من الغرق!

(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا لَقِيتُمْ فِئَةً فَاثْبُتُوا وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيرًا لَّعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ)

  • أكثر من يعرف قيمة نعم الله تعالى وآلائه .. هم الزاهدون في سبيل الله تعالى ..

ولذلك هم أهل النصرة والوفاء هم أكثر الناس عطاءً وجبرًا.

  • الكلمة العزيزة التي تقتات على روحك وتود إسماعها المؤمنين اليوم ثم لا يلقون لها بالا، ستجد نفسك قد ادخرتها غدا لتسمعها للسابقين الأولين في مجلس يتوق له كل بال.

كل ذي لبّ وجوهر حق جليل لا يبلى!

  • أكثر ما يجعلك تبتسم! عظمة تدبير الله جل جلاله.

تدبير مهيب، يعظم التوحيد في القلوب، ويخضع الجبابرة، ويشفي صدور قوم مؤمنين!

فاحفظوا بيعاتكم مع الله تعالى وامهروها بالدماء، ورددوا بيقين: ربح البيع!

فوالله إني أرى نصر الله والفتح في الأفق القريب!

للمؤمنين بالغيب فقط!

  • النفس على ما عودتها!
    فإن عودتها الكسل والدعة ودنو الهمة، استمرت على ذلك مستثقلة كل عمل نافع ومهمة جليلة.
    وإن عودتها النشاط والزهد وعلو الهمة، استمرت على ذلك تستسهل الصعاب وتسد الثغور المهمة.
    فكيف إن عودتها البطولة والاستعلاء بالإيمان والسعي لميادين الظفر والنصر!
    فإنها تحلق كالطير!

  • سؤال على إكس: ما معنى الاستعلاء بالإيمان!!

سؤال جميل جدا.
استعلاء الإيمان هو الترجمة العملية لقول الله جل جلاله ﴿ وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ ﴾

هو الاعتزاز بتوحيدك، بدينك، وهويتك المسلمة، بكل تفصيل في شريعة الله تعالى، هو أجل وأعز وأعظم من كل ما يتنافس عليه الناس في الدنيا من فانٍ.

هو أن ترفع رأسك فخورا بالإسلام لا تنهزم لعدو ولا يبهرك زخرف يتبجح به الكافر، هو أن تستشعر عظمة وشرف مرتبة أن تكون عبدا لله تعالى وإن أثخنتك الجراح وتكالب عليك الطغاة وبلغ ظلمهم منتهاه.

أنت المنتصر في كل المشاهد بهذا الاستعلاء بالإيمان، إن عشت عشت عزيزا، وإن مت مت شهيدا.

إن الاستعلاء بالإيمان هو المعلم البارز المشترك في سير صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم وبذلك سادوا عزة وشرفا ومكانة.

شارك
Subscribe
نبّهني عن
guest

1 تعليق
Oldest
Newest Most Voted
Inline Feedbacks
View all comments
أم جليل مهني

جزاك الله عنا خيرا…قرأت كلماتك ودموعي لم تفارقني، لأنها لامست قلبي الى حد كبير
يبدو أنني كنت بحاجة الى التثبيت وقد جذبتني لحظة النضج المباركة بعد صراع طويل أضناني

1
0
Would love your thoughts, please comment.x
()
x