المسلمون في الهند على خطى الإبادة العرقية للروهينجا والإيغور

حذر الخبير الدكتور “جريجوري ستانتون” الذي سبق أن توقع مذبحة التوتسي في رواندا قبل سنوات من وقوعها في عام 1994، من أن إبادة جماعية للمسلمين هي على وشك الحدوث في الهند.

وقال ستانتون وهو مؤسس ومدير منظمة “مراقبة الإبادة الجماعية” وأستاذ أبحاث سابق في دراسات الإبادة الجماعية والوقاية منها في جامعة جورج ميسون في فيرجينيا، خلال جلسة إحاطة بالكونغرس بعنوان “دعوة للإبادة الجماعية للمسلمين الهنود”، نظمها المجلس الهندي الأمريكي المسلم:”كانت هناك علامات وعمليات مبكرة للإبادة الجماعية في ولاية آسام الهندية وكشمير التي تديرها الهند”، وأضاف: “إننا نحذر من أن الإبادة الجماعية يمكن أن تحدث في الهند بشكل واضح للغاية”.

وسلط ستانتون الضوء على حقيقة أن منظمة مراقبة الإبادة الجماعية كانت تحذر من إبادة جماعية في الهند منذ عام 2002، “عندما وقعت أعمال شغب ومذابح في ولاية غوجارات أسفرت عن مقتل أكثر من ألف مسلم”. وأضاف: “في ذلك الوقت، كان ناريندرا مودي رئيس وزراء ولاية غوجارات، ولم يفعل شيئًا. في الواقع، هناك الكثير من الأدلة تؤكد على أنه شجع بالفعل تلك المذابح”، مضيفًا أن مودي، رئيس وزراء الهند الآن، استخدم “الخطاب المعادي للمسلمين والخوف من الإسلام” لبناء قاعدته السياسية.

وقال ستانتون إن الإبادة الجماعية لم تكن حدثًا ولكنها عملية، ثم قارن بين السياسات التي اتبعها رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي والسياسات التمييزية العنصرية لحكومة ميانمار ضد مسلمي الروهينجا في عام 2017. ومن بين السياسات التي استشهد بها الخبير، إلغاء الوضع المستقل الخاص لشطر كشمير الخاضع للإدارة الهندية في عام 2019 – والذي جرد الكشميريين من الحكم الذاتي الخاص الذي كانوا يتمتعون به لمدة 7 عقود – وقانون تعديل المواطنة في العام نفسه، والذي منح الجنسية للأقليات الدينية ولكنه استبعد المسلمين.

وأوضح أن إلغاء الحكم الذاتي الخاص لكشمير المحتلة كان “يهدف إلى حد كبير إلى استعادة السيطرة الهندوسية” في الوادي الذي تسكنه أغلبية مسلمة. وأضاف أن سن تعديل قانون الجنسية كان “يستهدف المسلمين بشكل خاص”. وقال إن هذا كان “بالضبط ما فعلته حكومة ميانمار لمسلمي الروهينجا” في عام 2017. فقد أعلنت حكومة ميانمار في البداية أن الروهينجا ليسوا مواطنين من خلال تشريع جديد ثم طردتهم من خلال العنف والإبادة الجماعية.

كما سلط الضوء على تعريف دولي للإبادة الجماعية  وقال “إنه يهدف على وجه التحديد إلى التدمير الكلي أو الجزئي لمجموعة قومية أو عرقية أو دينية، وهذا بالضبط ما فعلته حكومة ميانمار ضد الروهينجا”. وأضاف: “ما نواجهه الآن هو نوع مشابه جدا من المؤامرة، إذا صح التعبير” في الهند.

وأشار إلى اجتماع سري عقده زعيم هندوتفا ياتي نارسينغهاناند في الفترة من 17 إلى 19 ديسمبر في رحلة حج لمدينة هاريدوار، حيث صدرت دعوات متعددة لقتل الأقليات ومهاجمة فضاءاتهم الدينية، وقال أن الحدث كان يهدف إلى التحريض على الإبادة الجماعية. كما أشار إلى أن اللغة المستخدمة ضد المسلمين في اجتماع هاريدوار، والتي استخدمتها الحكومة الهندية أيضًا، كانت في الواقع “استقطاب” أدى إلى إبادة جماعية.

وقال ستانتون إن هدف الحكومة الهندية هو تمديد الإحصاء السكاني بموجب قانون المواطنة المعدل في جميع أنحاء البلاد و”سيكون الضحايا 200 مليون مسلم في الهند”. وأضاف أن “فكرة الهند كأمة هندوسية، وهي حركة هندوتفا، تتعارض مع تاريخ الهند والدستور الهندي”.

وسبق أن حذر ستانتون في عام 1989، الرئيس الرواندي آنذاك، جوفينال هابياريمانا، من أنه إذا لم يفعل شيئًا لمنع الإبادة الجماعية في بلده، فستحدث إبادة جماعية هناك في غضون خمس سنوات. وأعقبت علامات الإنذار المبكر مذبحة راح ضحيتها 800 ألف من التوتسي وغيرهم من الروانديين في عام 1994. قال ستانتون: “لا يمكننا السماح بحدوث ذلك في الهند”.

وقال أكار باتيل، وهو ناشط حقوقي وكاتب في بنغالورو والرئيس السابق لمنظمة العفو الدولية في الهند، لقناة الجزيرة إنه ينبغي التعامل مع التقارير “بجدية بالغة”. وقال باتيل: “أعتقد أن التاريخ المسجل للعنف المدني في الهند يظهر إما أن الدولة تفعل شيئًا يثير العنف (ضد المسلمين) أو لا تفعل ما يكفي لإيقافه”. وأضاف:”أعتقد أن على حكومة الهند أن تأخذ الأمر على محمل الجد … الناس في الخارج ينزعجون بطبيعة الحال عندما تُقال مثل هذه الأشياء في الهند ولا تفعل الدولة شيئًا”، مشيرًا إلى دعوة حديثة لإبادة المسلمين جماعيا في اجتماع للجماعات الهندوسية اليمينية.

وانتشرت مقاطع الفيديو لزعماء دينيين هندوس يطالبون فيها بالقتل الجماعي واستخدام الأسلحة ضد المسلمين، هذا فضلا عن الهجمات المتزايدة على الباعة المسلمين والشركات من قبل الجماعات الهندوسية المتعصبة. وهي هجمات مستمرة بلا رادع حكومي ولا عقاب.

وقال الناشط والأكاديمي أبورفاناند في مقال نشرته صحيفة الجزيرة:”تحت قيادة حزب بهاراتيا جاناتا، أصبحت الهند واحدة من أخطر البلدان للمسلمين والمسيحيين في العالم، إنهم يتعرضون للاضطهاد الجسدي والنفسي والاقتصادي”. وأضاف:”يتم تمرير قوانين لتجريم ممارساتهم الدينية وعاداتهم الغذائية وحتى أعمالهم”.

ويشكل المسلمون ما يقرب من 14 في المائة من سكان الهند البالغ عددهم 1.4 مليار نسمة، بينما لا يزال الهندوس يشكلون ما يقرب من 80 في المائة من السكان. 

وقد حذر حزب مودي ووالدته الأيديولوجية، راشتريا سوايامسيفاك سانغ، الهندوس من اعتناق الإسلام، ودعوا إلى اتخاذ إجراءات لمنع “اختلال التوازن الديموغرافي” في ثاني أكبر دولة في العالم من حيث عدد السكان. ويضطهد حزب بهاراتيا جاناتا الذي ينتمي إليه مودي المسلمين على يد قوميين هندوس متشددين منذ توليه السلطة في 2014.

إن جميع التقارير الأخيرة تنذر بكارثة تهدد المسلمين في الهند، وأي كارثة؟ إنها الإبادة الجماعية، وهذا نذير خطر لابد من أخذه على محمل الجد، واتخاذ جميع الوسائل الممكنة لكبح جماح الهندوس، يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم:”لأن تهدم الكعبة حجرا حجرا أهون على لله من أن يراق دم امرئ مسلم “. وفي رواية  “لزوال الدنيا أهون على الله من قتل رجل مسلم” فكيف بأمة كاملة تباد!

شارك
Subscribe
نبّهني عن
guest

0 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments
0
Would love your thoughts, please comment.x
()
x