الصين تفرض قسرا الزواج بين رجال “الهان” ونساء “الإيغور”

كشف تقرير جديد صادر عن مجموعة حقوقية من الإيغور أن الصين تجمع بين الحوافز المالية والتعليمية والمهنية والتدابير القسرية مثل التهديدات التي تتعرض لها الأسر بموجب سياسات الدولة لتعزيز الزواج المختلط بين الأغلبية الصينية من الهان والأقلية العرقية الإيغورية في منطقة شينجيانغ المضطربة التي تعرف تاريخيا بـ”تركستان الشرقية”، في خطوة تهدف للقضاء على الإيغور ومحو آثارهم والتلاعب بنسبتهم السكانية.

وقام مشروع حقوق الإنسان الإيغوري بتحليل وسائل الإعلام الحكومية الصينية، ووثائق السياسة، وشهادات الزواج التي أقرتها الحكومة، بالإضافة إلى روايات من النساء في شتات الإيغور للإشارة إلى أن الحوافز الحكومية مع الإكراه لتعزيز الزيجات بين الأعراق قد زادت منذ عام 1436هـ (2014م).

وقال التقرير إن “الدولة الحزبية الصينية تشارك بنشاط في تنفيذ حملة لاستيعاب الإيغور بقوة في المجتمع الصيني الهان عن طريق الزيجات المختلطة”.

وتأتي النتائج التي توصلت إليها المنظمة غير الحكومية التي تتخذ من واشنطن مقرا لها بشأن الزواج القسري في الوقت الذي اعترفت فيه الحكومات الغربية والأمم المتحدة بأن السياسات الصينية في شينجيانغ ترقى إلى مستوى الإبادة الجماعية أو الجرائم ضد الإنسانية أو قد ترقى إليها.

وبحسب صحيفة تليغراف البريطانية فإن السلطات تهدد بإرسال النساء وعائلاتهن إلى معسكرات الاعتقال في حال رفضن الزواج.

ونقلت الصحيفة عن امرأة من الإيغور تعيش في المنفى القول إن جيرانها “اضطروا إلى الموافقة على تزويج ابنتهم البالغة من العمر 18 عاما من صيني من عرقية الهان خوفا من إرسالهم إلى معسكرات الاعتقال”.

واجتذبت أعمال السخرة ومعسكرات الاعتقال وغيرها من جوانب الحكم الصيني في شينجيانغ عقوبات من بريطانيا وكندا والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة، حسبما ذكرت إذاعة آسيا الحرة ولكنها في الواقع لم تتمكن من التأثير على سياسات الصين إلى اليوم.

وتعتمد الدراسة، المعنونة “الزواج القسري للنساء الإيغور: سياسات الدولة للزواج بين الأعراق في تركستان الشرقية”، على أفلام الدعاية الإعلامية الحكومية، والحسابات الإلكترونية المعتمدة من الدولة للزواج بين الأعراق وحفلات الزفاف، والشهادات الشخصية عبر الإنترنت المعتمدة من الدولة من الأفراد في الزيجات بين الأعراق، فضلا عن البيانات الحكومية والتوجيهات السياسية.

وقال مشروع حقوق الإنسان الإيغوري في التقرير: “لقد شجعت الدولة الحزبية بنشاط وحفزت الزواج المختلط بين الإيغور والهان “بين الأعراق” منذ مايو 2014م على الأقل”.

واكتسبت سياسات الزواج بين الأعراق زخما بعد أن أعلن الرئيس الصيني شي جين بينغ عن “حقبة جديدة” في منتدى عمل شينجيانغ في عام 1436هـ (2014م)، حيث روج لسياسة تعزيز “الاتصال والتبادل والاختلاط” بين الأعراق، حسبما ذكر التقرير.

قالت نوزيغوم سيتيوالدي، المؤلفة المشاركة للتقرير:”لقد تزايد الزواج المختلط بين الإيغور والهان على مدى السنوات العديدة الماضية منذ أن كانت الدولة الصينية تروج بنشاط للزواج المختلط”.  وقالت: “تتحدث الحكومة الصينية دائما عن كيفية تعزيز الزيجات بين الأعراق لـ “الوحدة العرقية” و “الاستقرار الاجتماعي، لكن هذه في الواقع عبارات ملطفة للاستيعاب”.”تقوم الحكومة الصينية بتحفيز وتعزيز الزواج المختلط كوسيلة لاستيعاب الإيغور في مجتمع وثقافة الهان. وتشمل الجزر (بحسب مثال العصا والجزرة) المدفوعات النقدية، والمساعدة في الإسكان، والرعاية الطبية، والوظائف الحكومية، والإعفاءات من الرسوم الدراسية”.

عندما يتعلق الأمر بالعصي،(بحسب مثال العصا والجزرة)، “تواجه النساء الإيغور الشابات و/ أو آبائهن تهديدا دائما بالعقاب إذا رفضت النساء الزواج من “خاطب” هان “، كما ذكر التقرير، مستشهدا بتجارب نساء الإيغور اللواتي يعشن الآن في المنفى.

قالت سيتيوالدي:”أثارت مقاطع الفيديو والشهادات أيضا مخاوف من أن نساء الإيغور يتعرضن للضغط والإجبار على الزواج من رجال الهان”.

وإلى جانب الزيجات القسرية التي يأتي التقرير الجديد ليؤكدها فقط حيث أنها تفرض منذ زمن بعيد، اتُهمت الصين أيضا بإجراء عمليات تعقيم قسري لرجال ونساء من أقلية الإيغور، فضلا عن أعمال تعذيب واعتقال جماعي في شينجيانغ.

وهكذا تواصل الصين إبادتها العرقية للإيغور المسلمين، وتجبر نساءهم على الزواج من الرجال الهان بينما يغيّب الرجال الإيغور في المعتقلات السرية ويتعرضون للتعقيم القسري، ويستعمل الآخرون في السخرة والعمل القسري في المصانع ومجالات العمل الاقتصادي، أما الأطفال فيتم خطفهم من حضن أسرهم المسلمة لتربيتهم على تعاليم الشيوعية وحرمانهم من كل ما يربطهم بأصلهم حتى لغتهم الإيغورية.

وفي ظل عجز دولي رافقه بعض التنديد غير الفعال، تستمر معاناة الإيغور المسلمين ويتم تغييب أجيال كاملة منهم في الشيوعية.

_________________________________________________________

المعلومات الواردة في هذه المقالة ترجمة لمقالة نشرت بواسطة Indo-Asian News Service

بعنوان

China forcing marriages between majority Han Chinese and ethnic minority Uyghurs

ومقالة على صحيفة telegraph

بعنوان:

Chinese being ‘paid to marry Muslims in plan to wipe out Uyghurs’

شارك
Subscribe
نبّهني عن
guest

0 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments
0
Would love your thoughts, please comment.x
()
x