الروهينجا في ميانمار: تجريد من ملكية الأراضي ومحاولات فاشلة للفرار

في الوقت الذي تسلط فيه التقارير الضوء على ضرورة إعادة الروهينجا اللاجئين في بنغلاديش والهند وغيرها إلى وطنهم الأم، يعاني الروهينجا الذين لا يزالون في ولاية راخين بميانمار من استمرار التضييق والحصار الذي يطبقه عليهم المجلس العسكري المعروف بدوره الرائد في الإبادة العرقية التي شردت وقتلت مئات الآلاف من الروهنيجا.

محاولة للفرار من راخين

لقد اعتقل 46 من الروهيمجا أثناء محاولتهم الوصول إلى “يانغون” في بلدة “غوا” بولاية راخين وذلك بتاريخ 27 أكتوبر/تشرين الأول.

حيث ألقي القبض على 28 رجلا و18 امرأة من الروهينجا والمرشدان المرافقان لهما بالقرب من طريق قرية “داونغ تشونغ” على الطريق السريع “غوا-نغا ثينغ تشاونغ”، وفقا لمصدر مقرب من شرطة المجلس العسكري.

وقال المصدر:”تم القبض على الروهينجا من قبل جيش المجلس العسكري أثناء نومهم في مكان ما بالقرب من قرية “داونغ تشونغ” في مدينة “غوا”. كانت خطتهم الأولية هي الذهاب إلى “يانغون” من ولاية راخين عبر منطقة “أيياروادي”. ولا يزال الدليلان قيد الاستجواب”. وأضاف أن “المجلس العسكري والشرطة يحتجزان حاليا 46 من الروهينجا ومرشدين اثنين في مركز شرطة بلدة غوا”.

ومنذ الانقلاب، كانت هناك اعتقالات متكررة للروهينجا من “كياوكداو” و”بوثيدونغ” و”سيتوي” و”راثيدونغ” و”مونغداو” أثناء محاولتهم دخول منطقة “أيياروادي” باستخدام الممرات المائية.

ووفقا لمصادر الشرطة، فإن الروهينجا المعتقلين سيواجهون عقوبة السجن لمدة عامين بموجب قانون التسجيل.

20 آخرون في عداد المفقودين

مجموعة من الروهينجا في صورة التقطت في مركز شرطة بوغال.

يأتي هذا الخبر تزامنا مع خبر الإعلان عن فقد حوالي 20 من الروهينجا هذا الأسبوع بعد غرق قاربهم بالقرب من بلدة “بيابون” في منطقة “أيياروادي” الجنوبية في ميانمار. وكان القارب يقل ما لا يقل عن 80 فردا من الروهينجا كانوا متجهين إلى ماليزيا. بحسب ما نقلت إذاعة آسيا الحرة عن السكان المحليين.

وقال أحد سكان البلدة بشرط عدم الكشف عن هويته خشية على نفسه من التبعات الأمنية:”تم إنقاذ 60 شخصا فقط، و20 شخصا طفوا بعيدا”. لقد “قالوا لنا إن هناك أكثر من 80 منهم تم إرسالهم … إلى مركز شرطة بوغال”، مضيفا أنه ليس من الواضح ما إذا كان الروهينجا قد جاءوا من مخيمات النازحين داخليا في ولاية راخين أو من بنغلاديش. وكانوا يخططون للذهاب إلى ماليزيا.

وقال الساكن إن من بين الذين تم إنقاذهم 45 طفلا. ولا يزال هؤلاء محتجزين في مركز شرطة بوغال مع البالغين الـ 15. ولا يزال من غير الواضح ما إذا كانت المجموعة المعتقلة ستحاكم.

ولم يستجب المتحدث باسم المجلس العسكري “مونغ مونغ ثان”، ولا وزير الشؤون الاجتماعية لمنطقة “أيياروادي” لمطالب الصحافة بإعطاء توضيحات بشأن هذه القضية.

وفي سبتمبر/أيلول، حكم على 58 من الروهينجا بالسجن لمدة عامين في محكمة بلدة بوغال. وألقي القبض عليهما في الشهر السابق بالقرب من جزيرة في النهر قبالة بلدة “بيابون”.

تقع “بيابون” على أحد روافد نهر “أيياروادي” على بعد حوالي 15 كيلومترا (9.3 ميلا) من بحر “أندامان”.

ووجدت بيانات إذاعة آسيا الحرة التي تم جمعها بين ديسمبر 2021م (1443هـ) وسبتمبر 2022م (1444هـ) أن ما يقرب من 800 من الروهينجا الذين حاولوا مغادرة ولاية راخين عن طريق البر والماء تم اعتقالهم في أجزاء مختلفة من ميانمار بسبب القتال المكثف بين جيش أراكان المعارض وقوات المجلس العسكري.

وأدت حملة عسكرية على الروهينجا بدأت قبل خمس سنوات إلى فرار مئات الآلاف من الروهينجا إلى بنغلاديش المجاورة. ومن بين أكثر من 600,000 من الروهينجا الذين بقوا في ميانمار، تم احتجاز ما يقدر بنحو 125,000 شخص في مخيمات النازحين داخليا في ولاية راخين.

المجلس العسكري في ميانمار يجرد الروهينجا الآن من ملكية الأراضي

ويستمر في هذه الأثناء تضييق المجلس العسكري على ما تبقى من روهينجا في داخل مينانمار، فما مجموعه أكثر من 700 فدان في بلدتين “مونغداو وبوثيدونغ” على وشك تسليمها إلى مكتب شعبة شرطة حرس الحدود رقم (1) التي يسيطر عليها الجيش، بحسبما أظهرت الوثائق التي اطلعت عليها وكالة أنباء “ميانمار الآن”.

وفيما يمكن وصفه بأنه أحدث مسمار في نعش وجود الروهينجا في ولاية راخين، بدأ المجلس العسكري في ميانمار رسميا في نقل ملكية قرى الروهينجا المدمرة أو المحتلة منذ عام 1439هـ (2017م)، إلى قوات أمن الحدود في البلاد.

وهذا يعني أن الروهينجا، الذين فروا من ميانمار تاركين وراءهم أراضيهم في أعقاب حملة الإبادة العرقية في عام 1439هـ (2017م)، لن يكون لديهم ملكية للعقارات هناك بمجرد الانتهاء من إجراءات النقل.

وتحتل قوة حرس الحدود رقم (9) التابعة للمجلس العسكري حاليا أكثر من 200 فدان من “موين هولت”، بما في ذلك أكثر من 150 قطعة تم تعيينها كأرض محظورة يشملها آخر توجيه للرابطة الوطنية الديمقراطية.

بالإضافة إلى الأرض في “موين هولت”، هناك 120.06 فدانا في “ميو ثو غي” (يار زار بي) ، و205.21 فدانا في “أونغ سيت بيين”، و103.40 فدانا في “زين بينغ نيار”، و9.98 فدانا في “آه ليل تشونغ” بموجب ترتيب المجلس العسكري.

وفي سبتمبر/أيلول، بعث نائب وزير الداخلية في النظام برسالة إلى السكرتير الدائم لمكتب حكومة وزارة الاتحاد، يطلب فيها الإذن بإلغاء “التوجيه الإقليمي” الصادر عن إدارة الإدارة العامة في “مونغداو” قبل عامين والذي يقيد استخدام الأراضي التي تخلت عنها أقلية الروهينجا.

وقال في الرسالة إن الغرض من الإلغاء هو “تسجيل ملكية تلك الأراضي رسميا تحت مكتب شعبة شرطة حرس الحدود رقم (1)”.

وفي وقت لاحق، أمر مكتب حكومة الاتحاد التابع للمجلس العسكري إدارة ولاية راخين التابعة للمجلس العسكري في 8 أكتوبر/تشرين الأول بالمضي قدما في الإلغاء.

في 15 فبراير/شباط 2020م (1442هـ)، تلقت الحكومة المدنية آنذاك تعليمات من الحكومة المدنية التابعة للرابطة الوطنية من أجل الديمقراطية بإصدار توجيه يمنع “الأفراد غير المرتبطين بالأراضي المتضررة من العيش وزراعة المحاصيل والزراعة هناك”.

ووفقا لـ”ناي سان لوين”، المؤسس المشارك لمجموعة الناشطين “تحالف الروهينجا الأحرار”، فإن الخطوة الأخيرة التي اتخذها النظام تعني أنه حتى لو سمح للناجين من الإبادة الجماعية للروهينجا بالعودة إلى ميانمار، فسوف يضطرون إلى العيش في معسكرات اعتقال، مثل تلك التي تم إنشاؤها للقرويين الروهينجا النازحين في “سيتوي”، عاصمة الولاية.

وقال: “يجب إعادة جميع هذه الأراضي إلى أصحابها الروهينجا بمجرد عودة حكومة ديمقراطية إلى السلطة”.

وقال الخبير في ميانمار، الميجور جنرال (المتقاعد) محمد نعيم أ تشودري، مشيرا إلى تدابير مماثلة اتخذها حكام ميانمار ضد الأقلية في الماضي: “الخطوة الأخيرة ليست شيئا غير مألوف. كما أنه جزء من خطتهم لتجنيس الروهينجا المهاجرين في جميع أنحاء العالم”.

وقال لصحيفة دكا تريبيون: “لقد اتخذوا نوعا مماثلا من الترتيبات من قبل من خلال تخصيص أراضي الروهينجا للسجناء من القبائل الأخرى وإنشاء قرى”.

واختتم قائلا: “وبالتالي، فإن الخطوة الأخيرة هي خطوة إلى الأمام نحو محو أثر الروهينجا من ميانمار حتى لا يتمكنوا أبدا من المطالبة أو العثور على وجودهم هناك بشكل أكبر”.

ويحذر المراقبون من أن تهديد الإبادة الجماعية لا يزال مستمرا بالنسبة للروهنجا المتبقين في أراكان.

وهكذا أصبح مصير الروهينجا معلقا، بين مخيمات اللجوء وبين أراضيهم المسلوبة، وبين هذا وذاك دعوات لا تبالي بحالهم في داخل ميانمار ولا خارجها، وحسبهم الله ونعم الوكيل.

___________________________________________________________________________________________

المعلومات الواردة في هذا المقال ترجمة لمقال نشر على موقع:

rfa.org بعنوان:

Around 20 Rohingya missing after their boat sank in Myanmar’s Ayeyarwady region

ومقال نشر على موقع:

.dhakatribune.com بعنوان:

Myanmar junta now stripping Rohingyas of land ownership

ومقال نشر على موقع:

www.mizzima.com بعنوان:

46 Rohingya arrested trying to leave Rakhine State

شارك
Subscribe
نبّهني عن
guest

0 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments
0
Would love your thoughts, please comment.x
()
x