الروهينجا في رمضان: أكثر من 180 يصلون بالقوارب إلى آتشيه الإندونيسية

قال مسؤولون إن أكثر من 180 من مسلمي الروهينجا وصلوا إلى إقليم آتشيه الإندونيسي يوم الاثنين 5 رمضان (27 مارس)، وهو الوصول الأحدث للمئات الذين فروا بالقوارب من ظروف بائسة في ميانمار وفي مخيمات اللجوء في بنغلاديش.

وقالت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين إن عام 1443- 1444هـ (2022م) ربما كان أحد أكثر الأعوام دموية في البحر منذ ما يقرب من عقد بالنسبة للروهينجا، الأقلية المسلمة المضطهدة في ميانمار.

وأكد متحدث باسم الشرطة المحلية أن 184 من الروهينجا وصلوا إلى منطقة شرق آتشيه وأنهم “جميعا بحالة صحية سليمة”.

وقال مسؤولون محليون إنهم يجرون محادثات مع المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين والمنظمة الدولية للهجرة بشأن توفير مأوى للاجئين.

وقال مفتاح كوت أدي، وهو عضو بارز في مجتمع الصيد المحلي في آتشيه، إن 90 امرأة وطفلا كانوا من بين المهاجرين، الذين وصلوا حوالي الساعة 3.30 صباحا بالتوقيت المحلي يوم الاثنين.

وقالت إحدى الأمهات وهي تتذكر رعب السفر لمدة شهر على غير هدى في البحر: “اعتقدت أنني سأموت على هذا القارب”.

ولم يتضح على الفور عدد السفن التي كانوا على متنها، لكن نصري، رئيس منطقة بيوريولاك الفرعية الذي لا يحمل اسما واحدا مثل العديد من الإندونيسيين، قال لوكالة فرانس برس للأنباء “لم يكن هناك قارب على الشاطئ عندما وصلوا”.

وأضاف أن خمسة أشخاص على الأقل نقلوا إلى المستشفى بينما نقل آخرون إلى مجمع مسجد للحصول على مأوى وطعام وعلاج طبي.

ووفقا لأحد الركاب، تم إنزالهم في الخارج وطلب منهم السباحة للهبوط من قبل قبطان القارب.

قال علي، وهو لاجئ من الروهينجا، لوكالة الأنباء الحكومية الإندونيسية أنتارا: “بعد ذلك، غادرت السفينة التي كنا على متنها على الفور”، وقال إن اللاجئين كانوا يحاولون الوصول إلى ماليزيا من ميانمار.

ويحاول كثير من الروهينجا منذ سنوات الوصول في قوارب خشبية متهالكة إلى تايلاند وبنغلادش المجاورتين وماليزيا وإندونيسيا ذات الأغلبية المسلمة خاصة بين نوفمبر (تشرين الثاني) وأبريل (نيسان) عندما يكون البحر هادئا. وقد توفي عدد لا يحصى منهم في البحر بسبب المرض والجوع والتعب.

ومنذ نوفمبر من العام الماضي، سجلت إندونيسيا 918 من الروهينجا الذين وصلوا إلى آتشيه، وهي المنطقة الواقعة في أقصى غربها، وفقا لوزارة الخارجية، بعد أن قاموا بالرحلة جنوبا في خليج البنغال وبحر أندامان. هذا مقارنة بـ 180 في عام 1442هـ (2021م) بأكمله.

ويعيش ما يقرب من مليون من الروهينجا في ظروف مزدحمة في بنغلاديش، من بينهم أولئك الذين فروا من حملة إبادة عرقية، قتل فيها عشرات الآلاف ودمرت منازلهم وأحرقت ممتلاكاتهم واغتصبت النساء وذاقوا الويلات من جرائم دامية، وذلك في عام 1438هـ (2017م) على يد جيش ميانمار، الذي رغم كل الأدلة على جرائمه لا يزال ينفي ارتكابها ولم يتعرض لأي محاسبة.

في الأسبوع الماضي، زار وفد من ميانمار أكبر مخيم للاجئين في العالم في منطقة كوكس بازار في بنغلاديش – موطن أكثر من مليون من الروهينجا – لإجراء مقابلات مع المرشحين المحتملين لعودتهم في وقت مبكر من الشهر المقبل. وقوبلت الخطة، التي من المفترض أن تكون “مشروعا تجريبيا” لإعادة 1000 لاجئ، بالشك، حيث وصفها نشطاء حقوق الإنسان بأنها “حملة علاقات عامة”.

ويحذر المراقبون من إعادة الروهينجا لوطنهم تحت الحكم نفسه الذي شردهم وأبادهم، ويؤكدون على أن جرائمه لا تزال مستمرة بحق الروهينجا الذين لا يزالون عالقين في ميانيمار، حيث يعانون القمع والاضطهاد والاختفاء القسري والقتل المتعمد.

ويأتي وصول الروهينجا اللاجئين في شهر رمضان المبارك حيث يبحث المسلمون المضطهدون عن موطن آمن لممارسة شعائرهم وعباداتهم بدون اضطهاد أو ضيق.

المعلومات الواردة في هذا المقال ترجمة لمقال نشرته وكالة رويترز بعنوان:

Nearly 200 Rohingya people land by boat in Indonesia’s Aceh

ومقال نشرته الجزيرة بعنوان:

More than 180 Rohingya refugees land in western Indonesia

شارك
Subscribe
نبّهني عن
guest

0 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments
0
Would love your thoughts, please comment.x
()
x