هل الرافضة أخطر أم اليهود؟!


يتساءل البعض من أخطر؟ الرافضة أم اليهود؟ وتنقسم الإجابات بين فريقين، فريق يرى اليهود الأخطر، وفريق يرى الرافضة الأخطر!

وفي الواقع يبذل الرافضة كل ما يمكنهم من مكر وخداع وطغيان لتحقيق مشروعهم بدولة مترامية الأطراف، وكذلك اليهود يبذلون كل ما يمكنهم من مكر وخداع وطغيان لتحقيق مشروعهم الآخر بدولة مترامية الأطراف، مشروعان لا يقومان إلا على جماجم أهل السنة! وكلاهما خطر عظيم على المسلمين، وليس من الحكمة تهوين أي خطر منهما.

يتجاذب أنصار كل حليف الجماهير، فأنصار الرافضة يجعلون اليهود الخطر العظيم الذي يجب مواجهته، وأنصار اليهود يجعلون من الرافضة الخطر العظيم الذي يجب مواجهته، والمسلم يقف بينهما مستمسكا بدينه وعقيدته، لا ينخدع بدندنات القوم وتشويشاتهم، ولا داعي للمفاضلة بين شر وشر حين يكونان من نفس الأصل.

قال ابن القيم – رحمه الله – :
“اليهود وإخوانهم من الرافضة فإنهم بيت المكر والاحتيال؛ ولهذا ضربت على الطائفتين الذلة، وهذه سنّة الله في كل مخادع محتال بالباطل”. (1)

فتأمل الوصف البصير لابن القيم، إنه ينطلق من أصول الشر فيهما، وهذه حقيقة تثبتها أحداث التاريخ.
محاولة التهوين من خطر اليهود لا ينتفع منها إلا أصحاب مشروع التطبيع والديانة الإبراهيمية، ومحاولة التهوين من خطر الرافضة لا ينتفع منها إلا دعاة محور المقاومة المزعوم!

فلا تقع بينهما، فإنما حالهما كمطرقة وسندان، والكيّس الفطِن يعلم جيدًا أن سوء تقدير الأعداء أول أسباب الهزيمة والنكسة.

هناك ضخّ إعلاميّ كبير، وأنصار لكل فريق، والحرب بينهما اليوم ظاهرة على الإعلام لكنها بالأمس كانت تحالفًا على حساب دماء أهل السنة في العراق، فلا تخدعنك الشعارات الرنانة، فإن ظهر لهم صعود لأهل السنة لتشهدن التحالفات المعادية والنوايا المخفية ولتدركن أنهما لم يختلفا أبدا في أنك الأخطر!

فإن كان عدوّك يراك الأخطر، فلا أقل من أن تصنفه الأخطر! فتلك من المعاملة بالمثل!

ولكن أن تهوّن من خطر اليهود وأنت ترى شرهم قد بلغ لحد الهيمنة على العقول والقلوب، وصناعة صهاينة عرب على مقاسات أحلامهم، لأن الرافضة في نظرك أشرس وعداؤهم أظهر، فينقصك جولة في التاريخ لتبصر بوضوح أكثر الواقع!

القرآن والسنة والتاريخ والواقع كله يؤكد على أن اليهود والرافضة خطران محدقان ولكل منهما سياسته السامة وطريقته الفاسدة، فلا تقع في فخ التهوين من خطر أحدهما على حساب الآخر، لأنهما يستقويان معا عليك، ويتفقان معا عليك! والمؤمن لا يلدغ من جحر مرتين.

وأرى -والله أعلم- الآية 82 من سورة المائدة، تشير لهما معا، اليهود والرافضة الأشد عداوة للمؤمنين، قال تعالى (لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِّلَّذِينَ آمَنُوا الْيَهُودَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا)،

والله مولانا، نعم المولى ونعم النصير.

(1) (إعلام الموقعين: 4 /297)

شارك
Subscribe
نبّهني عن
guest

0 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments
0
Would love your thoughts, please comment.x
()
x