مشكلة وحل: الزوجة الموظفة

ينشط على مواقع التواصل هاشتاق لعلاج مشكلة الزوجة الموظفة، بعنوان:

#الموظفة_لا_نفقة_لها

هذا الهاشتاق بحاجة لضبط مفاهيم، فقبل أن يناقش قضية النفقة، لا بد أن يبدأ بحق الرجل الكامل في منع زوجه من الخروج للعمل. فإن عاندته ورفضت، أصبحت في مقام الناشز ويتم التعامل معها بهدي القرآن والسنة.

قال الله تعالى في سورة النساء: (الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ بِمَا فَضَّلَ اللَّهُ بَعْضَهُمْ عَلَىٰ بَعْضٍ وَبِمَا أَنفَقُوا مِنْ أَمْوَالِهِمْ ۚ فَالصَّالِحَاتُ قَانِتَاتٌ حَافِظَاتٌ لِّلْغَيْبِ بِمَا حَفِظَ اللَّهُ ۚ وَاللَّاتِي تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ فَعِظُوهُنَّ وَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضَاجِعِ وَاضْرِبُوهُنَّ ۖ فَإِنْ أَطَعْنَكُمْ فَلَا تَبْغُوا عَلَيْهِنَّ سَبِيلًا ۗ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيًّا كَبِيرًا (34) وَإِنْ خِفْتُمْ شِقَاقَ بَيْنِهِمَا فَابْعَثُوا حَكَمًا مِّنْ أَهْلِهِ وَحَكَمًا مِّنْ أَهْلِهَا إِن يُرِيدَا إِصْلَاحًا يُوَفِّقِ اللَّهُ بَيْنَهُمَا ۗ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيمًا خَبِيرًا (35)).

إن الدخول في متاهات تُبعد الرجل عن قوامته تنتهي بأن يقبل الرجل بعمل زوجته وخروجها مقابل النفقة!

ثم بدل أن نعالج القضية من أصلها وهي ترسيخ قوامة الرجل والرجوع للعلاج الذي وصفه القرآن للناشز، نتجه نحو التهديد بالنفقة لامرأة لديها دخل مادي! وهذا يُضعف سلطة الرجل أساسا وقد يضطره لقبول عملها ما دامت تخفف عنه النفقة! فنحن لا نحل المشكلة إنما نضعف قوامة الرجل!ا

ولذلك بدل هذا الهاشتاق فليكن:

#مارس_حقك_الكامل_في_القوامة

هذا يعني أن للزوج الحق الكامل شرعا في منع زوجته من العمل، ولو أن كل زوج تعامل بهذه الطريقة لن نكون بحاجة لمخاطبة النساء واستجداء قرارهن في البيت وندخل في مساحات جدل وبدل أن نخاطب المسؤول ننشغل بإقناع الرعية!

عن ابن عمر رضي الله عنهما، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “كلكم راع، وكلكم مسؤول عن رعيته، والأمير راع، والرجل راع على أهل بيته، والمرأة راعية على بيت زوجها وولده، فكلكم راع،وكلكم مسؤول عن رعيته”؛ متفق عليه.

أيها الزوج أنت المسؤول الأول عن قرار زوجتك في البيت!

حين نبتعد عن هدي القرآن والسنة وننساق خلف العادات الجاهلية في المجتمعات بدل أن نذكر الرجل بقوامته وأنه المسؤول عن زوجته وقرارها في بيتها، نحدثه عن حقه في منع النفقة عنها إن خرجت!

بل لا بد أن يعلم الرجل حقه في منعها من العمل أولا وحقه في التعامل مع الناشز إن رفضت أمره.

هذا مثال فقط على ضعف التشخيص وضعف التعامل مع قضايا المرأة في مجتمعاتنا، وبدل أن نضع كل فرد في موقعه الصحيح نساهم في استمرار المشكلة.

وكل تهميش لدور الرجل الأساسي في إصلاح المرأة فشل ذريع في عملية الإصلاح.

وكيف نعيد للرجل مكانته إن كنا لا نعيد له حق القوامة!

كن رجلا.

أكبر خطأ يقع فيه الداعية والمصلح، هو قياس الواقع على نفسه وعلى عينات بحد ذاتها متناسيا أو مهملا الأخرى، فيفتقد شمولية الرؤية والتشخيص ويفتقد الإحاطة اللازمة لصياغة الحلول الكاملة الأنسب لحال الأمة، والواقع شديد التعقيد وعوامل الهدم فيه مترابطة بعضها ببعض ولذلك الحلول مركبة ومتكاملة.

لابد أن ندرك أن علمية “تضليل” المرأة وحرفها عن مسارها الذي يحب أن تستقيم عليه في الإسلام ليس وليد اللحظة إنه نتاج عقود من الإفساد والغزو الفكري الذي يتصل اتصالا مباشرا بوضع الحكم الجبري والهيمنة والنظام الاقتصادي الفاسد الذي تعيشه الأمة، لذلك علاجه سيتطلب صبرا وبصيرة وعلما وتكاملا.

شارك
Subscribe
نبّهني عن
guest

0 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments
0
Would love your thoughts, please comment.x
()
x