كيف أنصر الإسلام، كيف أنصر فلسطين، كيف أنصر المسلمين؟

سؤال تكرر بشكل مبشر، مع اشتداد الكرب في غزة، كيف أنصر الإسلام؟ كيف أنصر فلسطين؟ كيف أنصر المسلمين؟!

ولأن الوقت ضيّق ولأن الحاجة ملحة سأقدم الجواب بشكل دليل عملي مختصر، وبداية لا بد من التنبيه للمقدمات التالية:

  • إن عملية نصرة الإسلام وفلسطين والمسلمين ليست لحظية ولا تتعلق بمشاعر ارتفعت حينا استجابة لما يجري في هذه اللحظات إنما هي عملية مركبة ممتدة على محور الزمن، قد نرى نتائجها بأنفسنا وقد يراها من يخلفنا، قال الله تعالى (وَإِمَّا نُرِيَنَّكَ بَعْضَ الَّذِي نَعِدُهُمْ أَوْ نَتَوَفَّيَنَّكَ فَإِلَيْنَا مَرْجِعُهُمْ ثُمَّ اللَّهُ شَهِيدٌ عَلَىٰ مَا يَفْعَلُونَ) (يونس: 46) فنحن لسنا مطالبين بإحراز النصر إنما بإنقاذ أنفسنا من المحاسبة غدا أمام الله تعالى بشأن واجب نصرة دين الله وإعلاء كلمته ونصرة المسلمين ونجدة ديار المسلمين.  فإذا اتضح هذا المفهوم اتسع رصيد الصبر وازدادت ذخائر البذل، وتحولت النفس لقوة ضاربة في الأرض تزدان بحلم كبير!
  • أن النصرة لا تعني الانغماس العاطفي، ورفع الصوت والانفعال، بل تعني العمل الدؤوب الذكي الذي يركز على عوامل الانبعاث في الأمة، على مراكز القوة المؤثرة، لتعزيزها، على الرؤية الشاملة لا المجتزأة، وبالتالي يتأدب العامل لله، بأدب الإسلام وبالعبادات القلبية!
  • إن نصرة الإسلام، فضل، ولنيل فضل الله تعالى، والوصول إلى مرحلة الاستعمال، لا بد من التقرب إلى الله، فليس مجرد القرار أن تخدم الإسلام سيقابله استجابة سريعة ثم تتحول للصفوف العاملة لدين الله، بل لابد من صدق من الله جل جلاله، صدق يترجم باستقامة كما أمر الله تعالى، بانطلاقة من كلمة التوحيد، بالعمل لمقتضيات هذه الكلمة العظيمة، بدعاء واستعانة بالله تعالى وبحث السبل وتحمل ضريبة النصرة!
  • المؤمن كيّس فطن فلا يجب أن يكون خياليا واهما، يعتقد أن جهده يصنع منه الفاتح المنتظر ولا يبخس نفسه ذرة بذل في سبيل الله، فيقوده الوجل إلى ميادين الظفر، وإنما ننتصر بانكسارنا لله تعالى بتضرعنا إليه سبحانه، فلا ينقض غزله ولا يستعجل التزكية ولا يضخم إنجازاته فلا يدري ما يحل به من اغتر!
  • إن نصرة الرجال تختلف عن نصرة النساء للإسلام وإن كان بينهما نقاط محورية مشتركة، لذلك لابد من مراعاة الجانب الفطري والخلقي لكل جنس منهما، وهذا يعني أن المرأة غير مطالبة بتصدر مواطن الفتنة والأذى وأن مكانها في الداخل أهم من خطوط الدفاع الخارجية وهو ثغرها المصيري.
  • النصرة عملية تكاملية تراكمية، هي نتاج لمجموع الجهود الفردية، فتعاونوا على البر والتقوى وتكاملوا وإياكم وفتنة “حب التفرد بالصيت”.
  • قد تكون هناك عقبات ومثبطات في حياتك، فما لا يدرك كله لا يترك جله، كن مرنا وحاول أن تؤثر بما توفر لك، والعمل على إخضاع ظروفك لطموحاتك.

كيف أنصر الإسلام والمسلمين؟

  • بداية يجب تصحيح قاعدة الانطلاق، أن تكون النية لإعلاء كلمة الله تعالى، خالصة له سبحانه، وحده لا شريك له، وأن تكون اقتداء بمنهاج النبوة الذي تقوم عليه خلافة آخر الزمان، فهذا المنهج العظيم هو الذي يجب اتباعه بعيدا عن أي طريقة مبتدعة في النصرة أو منحرفة عن شريعة الله تعالى وإن كان في ذلك التكلفة في ظل الحرب على الإسلام، فإن الله تعالى لا يقبل من العمل إلا ما كان خالصا له وحده سبحانه وما كان على منهج نبيه صلى الله عليه وسلم، ولذلك، جدد النيّة وأخلص الطلب، واستعد بحماية عزيمتك بالتزود بذخائر العلم والعمل، بالتمسك بالقرآن والأذكار والسنة والسيرة وسير السلف الصالح وأكثر من السجود! فهذا هو زاد الرحلة والدرع والسيف الذي به تتقدم وتخوض المعارك لنصرة الحق، وبدونه أنت ضعيف، هش القلب، أي ريح تأخذك! خاصة وأننا نتقدم لمصارعة المزيد من الفتن فكيف يدخلها العاقل بدون استعانة كاملة بالله جل جلاله وإعداد يستحق ونأي بالنفس عن عوامل الضعف!
  • تحديد الإمكانيات المتوفرة لك، هي الخطوة التالية لمسيرة العمل، وهذا يعني أن تسأل نفسك ما هي قدراتي؟ ما هي مهاراتي؟ ماذا يمكني أن أفعل وماذا يمكنني أن أتعلم لأجل نصرة الإسلام، ما هي الثغور التي يمكنني سدها، وهذا يتطلب رصدا لثغور العمل للإسلام.
  • ثغور العمل للإسلام لا يسعنا حصرها في هذه المساحة الضيقة، فهي متعددة ومتصلة، ومتسعة، فصلّ ركعتين قبيل الفجر، ولو بقصار السور واسأل الله تعالى  أن يستعملك ويهديك للثغر الأكثر مواءمة لك، تشرق فيه نفسك وتثمر فيه جهودك، وهذا يعني أن تحدد الثغر بالبحث عنه والاستخارة ثم الاقتحام على بركة الله متوكلا عليه سواء بجهد فردي أو جماعي بالانضمام لفريق عامل.
  • الوقوف على ثغر من ثغور الإسلام يعني أن تبذل له بإخلاص وتحصّن نفسك تماما من كل عجب من النفس أو شعور فوقية على المسلمين، وأن تزدان بالاستعلاء بالإيمان على الكافرين، تحدوك في كل خطوة (وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ).
  • كل انطلاقة مبشرة تبدأ من إقامة النفس على الزهد، فتخلص من التعلق بالكماليات وربّ نفسك على القناعة وغنى النفس وما سيتوفر لك من ذلك تضعه في مشاريعك للإسلام وجهود لنصرة دين الله تعالى، فالنصرة بالمال باب عظيم الأجر.
  • لابد من هجران كل ما يشغلك عن نصرة دين الله تعالى من علاقات مثبطة ومستهينة بمسؤولية حمل أمانة الإسلام، ومن عادات سيئة ومشاهدات تفتن وسفاسف الأمور بكل أشكالها وصورها.
  • في كل ثغر مرحلة للتعلم والإعداد ومرحلة للعمل، يمكنك الجمع بينهما في ظرفنا اليوم لأننا نعيش الأحداث متسارعة وربما قد تأخرت عن الركب! وأيضا لأن الموت لنا بالمرصاد، اجعله نصب عينيك، قد لا نعيش ليوم غد، فليكن حجة لنا لا علينا.
  • على الرجال العناية قدر المستطاع بالقوة البدنية، واللياقة، وعدم الركون للدعة التي تصنع فيهم الخور والضعف والجبن، بل يجب تعليم النفس الخفة، والحركة والمشي والتمارين التي تصنع فيهم النشاط. ويتعلق ذلك أيضا بنظام غذائي لا يكون فيه الترف غلابا!
  • وعليهم أيضا تعلم فنون العلوم العسكرية قدر المستطاع وأن لا يكونوا أميين في مجال الحرب والمواجهة العسكرية، أن يحيطوا علما بما يجمعه الغرب من قوى وأسلحة وكل ما يدخل في إطار الحرب العسكرية والإعلامية والمواجهة والاستراتيجية وغيره من أمور مهمة بما فيها وسائله لصناعة الوهن والضعف فينا، فالإحاطة بالأمر نصف النصر!
  • يجب أن يكون هناك رصد ذكي لما يصدر في الساحة ومتابعة يومية لأخبار المسلمين ومستجداتهم والفهم العميق لمشهد الصراع ومكوناته بإخلاص للإسلام كامل، يحفظ فيه ميزان العدل والأمانة. وينأى المرء فيه بنفسه عن غمط الحقوق والبخس والتعصب المفسد للرؤى والأحكام.
  • استعينوا على قضاء حوائجكم بالسر والكتمان فلا داعي لأن يعلم كل من حولكم أنكم تحملون هما ولكن تقدموا برفق بأنفسكم!
  • ساحة العلم ساحة مصيرية فهي المصدر الأول للتأثير في أمتنا وفي الأمم الأخرى، وهي مرتبطة أيضا بالنشاط الإعلامي الممتد، وهذا يستوجب من حامل هم أمته أن يعمل على نشر العلم قدر المستطاع وتبليغ رسالة الإسلام للشعوب الأخرى بمختلف اللغات ولدينا مساحة كبيرة وفرصة مهيبة في مواقع التواصل توصلنا إلى أبعد مكان ممكن.
  • يرافق نشر العلم الدفاع عن الإسلام وتاريخه ونشر الوعي الصحيح ودحض الشبهات وفضح المكر الذي يحيط بالمسلمين.
  • وللإجابة على سؤال الأخوات الذي يتكرر كثيرا، كيف يمكن للمسلمة أن تنصر دينها وأمتها، فأقول:

أول نصرة دين الله من المسلمة، هي التزامها التام بشريعة ربها، باطنا وظاهرا، والنأي بنفسها عن مواطن الفتن والشبهات، فإن حفظ المسلمة لنفسها، واستقامتها كما أمر ربها، لهو أول نصر نحققه في الأمة! لذلك أخية هذه البداية (فاستقم كما أمرت).

على المسلمة بعد نصرة الإسلام بحفظ نفسها، أن تبدأ بأولوياتها، إن كانت أما أو ربة بيت، فإن أولويتها القصوى تربية جيل فاتح، جيل يحمل أمانة الدين، يتشرب الإسلام في شرايينه منذ الصغر، جيل يكون فيه الابن فارسا وعالما وتقيا، والابنة مدرسة وفقيهة وتقية! هذا دورك الذي لا يناجزه دور أيتها الأم وهذ نصرة بعيدة المدى، يقوم عليها كل جهد للأمة المسلمة، بل إن تضييع هذا الثغر هزيمة محققة للأمة المسلمة مهما حققنا من انتصارات كبرى اليوم! لذلك إياك أن تستصغري عملك، واجمعي له الأسباب من مراجع وطرق تربية وعلم بتنشئة الأجيال على التوحيد والسنة معتزة بدينها مزدانة بهويتها. وهذا لوحده ثغر! والإعداد له أيضا عمل.

فإن كنت لا تحملين مسؤولية تنشئة الجيل الناصر لأمته، فأنت إذا في موضع يمكنك أن تسدي فيه الثغور التي تحتاجها الأمة، تناسب طبيعتك الأنثوية، بدون تعدي لحدود الله تعالى أو التعرض لما يؤذيك، كمساعدة في ميدان التربية بالمساعدة في تربية الأطفال على القرآن والأخلاق الإسلامية السامية ومساعدة الأمهات الضعيفات غير القادرات على سد ثغورهن، أو كإعلامية في ثغر الصحافة المضادة، واليوم نرى “الإعلام” ميدان حرب، يتطلب جهودا وتركيزا وترشيدا، والعمل فيه يمكن أن يكون بشكل فردي أو فريق من الأخوات يتعاضدن على نشر الحقيقة وتغطية أخبار المسلمين والتربص بمراكز الإعلام المعادية والتصدي لعدوانها، وهو عمل يتطلب فقط بعض الممارسة والاستشارة، والتنظيم. وتعلم فنونه ووسائطه وكل ما يتعلق به وباب الاستشارة فيه مفتوح.

ولدى المسلمة ثغر القرآن، تعليمه وتدارسه، سواء في بيتها أو في حساباتها، لتكن خلايا من الذكر الحكيم، تنشر النور بين المسلمين، تزدان بالتقوى وخشية الله تعالى، وتقوم على دور، تعليم الناس دينهم وعلى تحريض المؤمنين. وفي ذخائر السنة وعلوم الشريعة عمل لآخر لحظة في العمر ونفس! (خيركم من تعلم القرآن وعلمه) رواه البخاري.

ولدينا ثغر الصدقات وجمع التبرعات للمسلمين المنكوبين، والسعي لإيصالها، والتركيز على الأفكار الأكثر نفعا والأكثر تأثيرا كدعم التعليم الإسلامي ودعم حجاب المرأة المسلمة والتصدي لخطط التغريب التي تنتزع من المرأة من وحل التخلف والجاهلية إلى رقي الإسلام وروعته. وتأسيس وتمويل المشاريع المؤسساتية التطوعية النافعة والمؤثرة في الأمة..

ويمكن مناقشة كل الأفكار الملهمة لنصرة الإسلام فهي كثيرة، وباب النصيحة مفتوح لكل من تراسلني بإذن الله تعالى.

كيف أنصر فلسطين

بناء على ما سبق سأقدم نموذج لنصرة فلسطين، وليست فلسطين لوحدها من تحتاج لنصر فالأمة المسلمة في كل مكان تعاني الاستضعاف والقهر! وإنما هو مثال للعرض تزامنا مع ما يعيشه أهلنا في فلسطين.

  1. رفع صوت الفلسطينيين إعلاميا وميدانيا، وتصحيح المعلومات الكاذبة التي ينشرها الإعلام المعادي وفضح مكره وإفكه.
  2. رصد كل خبر مهم في العدوان على فلسطين وما يخطط له في دوائر التخطيط والمكر الغربي ومواقع الرصد.
  3. تبيان الأعداء وتحديدهم جيدا بما فيهم المنافقين ليعرفهم الناس بوضوح لا لبس فيه. وصناعة وعي لائق بالصراع.
  4. جمع التبرعات والسعي لإدخالها والحرص على أن تصل لأهل غزة أنفسهم وفي مواقع التواصل الكثير من الناشطين من غزة يمكن الوصول إليهم، والحذر التام من كل مؤسسات إغاثية مرتبطة بالأمم المتحدة فتذهب نسبة كبيرة من تبرعاتكم إلى يد أعدائكم.
  5. التطوع الشخصي للدخول إلى غزة لمن أمكنه من الرجال، وتقديم المساعدة الطبية أو الميدانية بحسب ما يتقن الفرد، فإن التطوع الشخصي مؤثر جدا في مساعدة إخواننا هناك.
  6. البحث عن وسائل ضغط قوية لتخفيف الضغط على القطاع، وإدخال المساعدات له طوعا أو كرها، وهذه لوحدها تستحق طرحا مفصلا.
  7. تشتيت العدو واستنزافه قدر المستطاع، بحسب ما أمكن.
  8. التركيز والحرص الشديد على أن تنطلق النصرة من منطلق إسلامي، لا قومي ولا وطني، إنما إسلامية خالصة. وترسيخ ذلك يكون من حيث لغة الخطاب ومرجعية الخطاب وأهداف الخطاب ووسائله.
  9. الحرص على انتقاء وتوظيف المصطلحات التي ترسخ المفاهيم من القرآن والسنة وتربطنا بتاريخ ومستقبل الأمة في هذه الأرض المباركة. والحرص على صناعة اليقين في القلوب لتتحصن.
  10. كل مشروع نصرة يجب أن يحفظ نصيبا من النصرة الخاصة بالنساء والأطفال، والحرص بشدة على تأمين التعليم لهم، الذي يجب أن يستمر حتى ولو تحت الأنقاض وتوفير الإمكانيات المادية والتعليمة لذلك.
  11. مد الجسور مع الناشطين داخل غزة لتقدير احتياجاتهم ومشاكلهم، والعمل على معالجتها.
  12. التركيز على ترسيخ المعاني الإيمانية والحلول الإسلامية، والحذر من الدعوات التي تتسلل لاستغلال حاجات المسلمين في غزة، من المنظمات الغربية، فلا الرقص ولا الموسيقى ولا اليوغا ستحرر الناس وتصحح نفسياتهم، إنما القرآن والسنة والفرار إلى الله جل جلاله.
  13. الحرص على صناعة القيادات المستقبلية لمواصلة العمل، وتدريبها في ظل هذه الظروف على تحمل الأمانة من الشباب الصاعد، فتأمين الجيل الذي يحمل الأمانة في العمل مهم جدا.
  14. انخراط الأطفال في الدفاع عن الأمة ومشاركتهم الواقع بفهم يناسب عقولهم بمصطلحات سهلة ومفهومة. وصناعة القوة في قلوبهم.
  15. حفظ الجهود بشكل فردي أو جماعي وتسجيل التجربة للتقييم أدائها لاحقا في أي محنة أخرى، لمعرفة نقاط الضعط والأخطاء في الأداء وإمكانية تطوير أساليب النصرة. فسيأتي جيل يقرأ ما صنعنا فيستفيد منا.
  16. الاهتمام بالتاريخ وحفظه وكتابته قبل أن يكتبه أعداؤنا ويستفردون بروايتهم الكاذبة.

كلمة أخيرة

ما جمعته هنا مجرد رؤوس أقلام مختصرة لمشروع كبير، ولكنه في تكامله وتفاني العاملين عليه ثماره الموجبة للظفر، وأشدد على أن الاستعمال من الله وحده جل جلاله، واستحضر في هذا المقام، قول البشير الإبراهيمي رحمه الله:

“ما زال للهِ جندٌ ميسَّرٌ لنَصرِ دِينِه، تجهِّزُه العنايةُ الإلهيةُ لحينِ الحاجةِ إليه”[1]

فثق تماما أن في هذه اللحظات وفي كل اللحظات، هناك همم واعدة تتهيأ لها الأسباب لحين الوقت المناسب للاستعمال.

فأمة الإسلام مصنع للهمم المباركة إلى آخر الزمان.

والله يستعمل من يشاء! فابذل الصدق ليستعملك الله تعالى وتذهلك منحه!

وفي الختام، إن النصرة عمل يتطلب السعي له، والإعداد والتخطيط والجمع، ونحن أمة تملك جميع المقدرات لذلك، ولدينا ما يكفي من الأفكار والمشاريع التي يجب أن تبذل لها الجهود والأموال لتحقيق التأثير المنشود في الأمة، وأنصح بشدة بالجهود الجماعية والمؤسساتيه الراشدة في كافة ميادين صناعة القوة والانبعاث، والصبر عليها، فهذه عملية تطول فصولها ولكن ما أبشر به المسلمين أننا بالفعل قد دخلنا مرحلة أفول الهيمنة الغربية على العالم الإسلامي، وبغض النظر كم ستستغرق فإنها آخر حلقة بإذن الله من الحكم الجبري، وسندخل مرحلة الريادة والتي يجب أن يبذل لها كل جهد وكل عمل وحصانة، لأن له أثره إلى ملاحم آخر الزمان. وكل جهد فيها يجب أن يحرص على حفظ الأجيال وهمم النساء والرجال على نور من الكتاب والسنة فتلك وحدها سبيل السؤدد والعزة.

وما أقوله هنا لا يأتي من فراغ ولا عاطفة إنما استنادا لدراسة ورصد عميق وواسع للساحة، وأيضا بالاستناد لمقومات الأمة وحال أعدائها وكل تفصيل مهم.

والآن حان وقت السعي بجد،

قال الله عز وجل (وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ ۖ وَسَتُرَدُّونَ إِلَىٰ عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ) (التوبة: 105).

والله هو الموفق.


[1]  آثاره (158/3)

شارك
Subscribe
نبّهني عن
guest

1 تعليق
Oldest
Newest Most Voted
Inline Feedbacks
View all comments
إيمان

جزاك الله خيرا

1
0
Would love your thoughts, please comment.x
()
x