فاستقم كما أمرت

لماذا علينا أن نحفظ أصول الإسلام، ونتمسك بشعائره وقيمه وإن كان ذلك مكلفا، لكي لا يُحرّف الإسلام عند الأجيال فتكبر على اعتقاد أن ما نظهره من تقصير وانحراف هو الإسلام الحق. 

فالأمانة عظيمة ولا يجب الاستهانة بها، وتمييز الحق من الباطل فريضة، فالأجيال تتربى على أدائنا، (فاستقم كما أمرت).

أكثر ما نال من منهج الإسلام العظيم، الابتداع في الدين، واتباع الهوى بعيدا عن هدي الكتاب والسنة، والبراغماتية بجعل الدين على مقاس المصالح الحزبية والشخصية، وكلاهما يرتكز على حقيقة أن الهوى يلبس لبوس الحق. لذلك فإن الاستمرار في تقوية الحركة النقدية مصيري لحفظ أصول الدين وواجب يُتوارث.

من يتأمل سيرة النبي ﷺ يتعلم أول ما يتعلم أن النبي ﷺ لم يقبل أن يتنازل عن شيء من هذا الدين مقابل ما عرضته عليه قريش من ملك وجاه وكل ما يمكن أن يعزز دعوته فما كان منه إلا أن تحمل حصار الشعب على ما فيه من شدة حتى فتح الله عليه وأقام بنيان الإسلام بعز الله ونصره لا قريش! وأظهر بذلك الحق.

كلما دعتك نفسك للضعف والتراجع بحجة أو بأخرى، ذكرها بسيرة خير الأنام، بثباته وصبره وكل الابتلاءات التي لم تنل منه بل زادته إصرارا على مواصلة المسير حتى يوم الفتح المبين.

سيرة نبينا منهاج وقدوة ومصدر اعتزاز وصناعة همة لا يجب أن تغيب عن أذهاننا في كل ما نعيشه من حرب على الإسلام والسنة.

الرجل والمرأة كلاهما بثباتهما على الإسلام وحرصهما على إظهار شعائره والاعتزاز بها، هو نصر للإسلام، أما التماهي مع الباطل ومداراته فكيف سيتعلم الجيل أن ينصر هذا الدين ويبلغ الرسالة لمن يأتي بعده! وكيف نطمع أن ينصرنا الله بخذلان أنفسنا! هنا تظهر لنا أهمية استشعار ما نفعله للإسلام وبالإسلام.

لا يخدعنك زخرف الباطل لأن هذا الدين لن يرجع للريادة إلا بالاستقامة على منهج النبي صلى الله عليه وسلم، (ثم تكون خلافة على منهج النبوة) فهي لن تأتي إلا بأخذ هذا الكتاب بقوة وباعتزاز لا يخالطه انهزامية أو ريبة أو لجلجة. ولتحقيق هذا الرسوخ لابد أن يصبح القرآن والسنة مقياس كل شيء في حياتنا.

وتكفيك آية عظيمة في القرآن (ولله العزة ولرسوله وللمؤمنين) ولا سبيل للعزة إلا بالتمسك بحبل الله المتين، والترفع عن كل ما يهدم فيك هذه العزة من قول وفعل وصحبة.

ومن لازم القرآن والسنة بصدق وإخلاص أبصر بنور من الله ومشى على درب الأنبياء والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا.

والمنح الكبرى ثمرة المحن الكبرى.

شارك
Subscribe
نبّهني عن
guest

0 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments
0
Would love your thoughts, please comment.x
()
x