الاستهانة بالحرام موجبة للحرمان

من أطلق بصره في النساء، واستهان بالاختلاط ومشاهد الحرام، لا بد أن يكره الحلال ويبغض زوجه! فإن عاقبة تعدي حدود الله حرمان لذة الحلال وبركته. والعكس صحيح، فمن حفظ بصره واتقى الله في خطواته، بارك الله له في الحلال وفي نفسه وزوجه! وهذا ما لا يدركه الكثيرون ممن نسوا الله وغفلوا عن سننه.

المشكلة ليست فيما ترى، إنما في العين التي ترى! فالعين التي ترى الحرام جميلا، تنتكس مقاييس التقييم لديها، فترى الطهر والحلال بشعا وقبيحا! والعين التي ترى بنور من الله تستقبح الحرام وتنفر منه فيكون جزاء ذلك بركة تعيشها في حياتها، تستشعرها بعيدا عن أعين الناس، وتنعم بما أحل الله لها.

وكم ممن تلوث بمستنقع الحرام محروم ويتظاهر بالظفر!

من يزيّن مشاهدة الحرام والاستهانة بإطلاق البصر في ما حرم الله، ويعد ويمنّي! إنما يريد أن يهدم أهم أسباب السعادة والصحة! فأكثر من يعاني من الحرمان هم الذين استهانوا بالحرام وأوغلوا فيه فتحولوا لمجرد هياكل خاوية مفتونة يتحكم فيها الشيطان! وهذا ثابت في سنن الله في الحياة وفي الطب!

أما الزوجة التي ابتليت بزوج يتعدى حدود الله ويدمن على مشاهدة الحرام ويعايرها بجهلها فيه! فاستعيني بالله عليه! محرابك أول مكان تبثين فيه شكواك، وإياك والانهيار والحزن، فذاك ما يبتغيه الشيطان. واعلمي أن صلاح الزوج لا يكون بمعصية الله فيه والانتقام منه، إنما بالتقوى. ابذلي أسباب إصلاحه.

إنه لمحزن بشدة ما آلت له الأسر في زماننا، مشاكل لم تكن تسمع عنها الأجيال السابقة! لقد دخل الحرام في تفاصيل حياتنا عن طريق الإعلام والقنوات ووسائل الاتصال بأسهل ما يكون حين ضعفت الخشية وتهاون الناس في إنكار المنكر والأمر بالمعروف. وكل هذا من الابتلاءات التي يمتحن بها صدق المؤمنين!

كان الصحابة رضي الله عنهم اقتداء بالنبي ﷺ يسارعون لطمس الصورة في منازلهم خشية ألا تدخل الملائكة إليها أما في زماننا، فيتفرج الرجل وأهل بيته على الحرام ويتفاخر به! والعياذ بالله! أي قلوب تطمع في رحمةالله وهي تساس كالأنعام لشبكات الفتن التي أقامها اليهود ومولوها ونجحوا في نشرها في كل مكان!بئس الذلة

لابد من إقامة البيوت على القرآن والسنة وإغلاق مداخل الفتن، من تيسير الزواج مبكرا، والتوقف عن محاربةالتعدد وشيطنته، من تربية الناس على أداء واجباتهم قبل المطالبة بحقوقهم، من اختيار يقوم على خشية الله وابتغاء ما عند الله، من فقه (لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق) فالاستهانة تتحول لجبل من العقبات!

إن لوسائل الاتصال حسنات وسيئات ولا بد أن نستفيد من حسناتها لإصلاح حياة الفرد والأمة، وهذا يعني أن نستمر في طرح مشاكل الأسرة ومعالجتها معالجة “عملية” قريبة من حياة الناس وقلوبهم وواقعهم بعيدا عن المثالية، نريد حلولا فعالة ناجعة تنتشل الغافلين من قاع التيه والعبث إلى ساحات الجد والعمل.

لقد استهدف الغرب مبكرا جدا الأسرة المسلمة، منذ دخل التلفاز بيوت المسلمين، واستمر في ضخ سمومه وفتح أبواب الفتن وكل ما يهدم الهمة! واليوم نحن نتعامل مع نتائج التغريب! نحن نتعامل مع الخسائر! فأقل الواجب تقليلها وصيانة الأجيال بصناعة وعي لائق قادر على حمايتهم من عملية الهدم الممنهج!

كل من بدأ عملية “التمرد على جاهلية العصر” وكل من أخذ الأمر بحزم! بدأ بقطع خطر التلفاز في بيته! وبدأ بتنظيف قنوات الإعلام التي تصل أسرته! إن مداخل الأفكار هي أول ما يجب أن يحرس، ولا فائدة من أي علاج وهذه المداخل مفتوحة! والأبواب مشرعة! عملية إصلاح الأسر عملية مركبة تتطلب حزما وصبرا.

لم يتأخر الوقت أبدا لعملية الإصلاح، فالاستدراك أعظم سلاح في يدالمسلم، لتتنظف البيوت من كل مداخل الشر إليها ولتستنر بالإسلام، وليتب إلى الله توبة مخلصة كل من ابتلي بمشاهد الحرام والاستهانة بها، فإن حياته ستتغير تماما وسيلتمس البركة في كل ما حباه الله من نعم، والاستقامة موجبة لمعية الله وتوفيقه سبحانه.

شارك
Subscribe
نبّهني عن
guest

0 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments
0
Would love your thoughts, please comment.x
()
x