إذا كان رب البيت بالحق حاكما .. فشيمة أهل البيت الرشد

لن تعود المرأة صانعة للرجال من تلقاء نفسها إن لم يقطع الرجال أسباب الفساد التي تنشرها منظومة التفسيق والتضليل والغزو الفكري والنسوية. ويرجعوا لموقعهم في القيادة والقوامة.

وانتظار الحل من النساء حصرا مقابل تهميش كامل لدور الرجل في عملية الإصلاح، اجتزاء لا يحل المشكلة بل يزيدها تأزيما وتخديرا.

القيادة هي الرأس هي سنام الأمر، إن صلحت صلح حال الأمة وإن فسدت فكل الجهود الأخرى ضعيفة لن تحقق التغيير المنشود، اصنعوا قادة يتحملون أعباء الإصلاح، أعدوا الرجال للعودة لساحات الجد والعمل، لتحمل المسؤولية وتغيير واقعهم بأيديهم. وسنتقدم خطوات جبارة وسيستقيم حال النساء طوعا أو كرها.

كل النصوص الشرعية والمواقف والحوادث على امتداد التاريخ تؤكد أن الرجال إن لم يكونوا القادة ويسوسوا النساء فإن مصيرهم إلى الهلاك، وكذلك الدجال في آخر الزمان أكثر من يتبعه من النساء، فهل ننتظر أن نصلح النساء ونبكي على فشل النتائج، أو نعد الرجال إعدادا يليق بسياسة الأمة وإصلاح النساء!

نحن في زمان انقلبت فيه المقاييس والرؤى! أصبح أقصى ما نراه استجداء النساء ليرجعن للرجل حقه ويصلحن من حالهن!، ونترك الراعي يشتكي ضعفه ويبكي حاله من غلبة النساء، والله ما يليق برجل أن تغلبه النساء وما كان هذا حال رجال الأمة على مر التاريخ، ولذلك كانت الولاية والقوامة والفضل!

إذا كـان ربُ البيتِ بالدفِ ضاربٌ .. فشيمةٌ أهلِ البيتِ الرقصُ

قلت:

إذا كان رب البيت بالحق حاكما .. فشيمة أهل البيت الرشد

لماذا نطالب الدعوات التي تهدف إصلاح المرأة بعدم تهميش دور الرجل القيادي لأننا تلقائيا بتهميشه نساهم في تحويل الرجل لمجرد عنصر ثانوي في المشهد يستجدي المساعدة ليستلم القيادة وهذا لا يليق بالقائد ليسوس! ولن يسوس أبدا بهذه الطريقة لأن قيادته أصبحت رهن قبول النساء! لذلك التوازن ضروري.

لو رصدنا نسبة النساء الصالحات لوجدنا أغلبهن -ولا أبالغ- تربين في بيوت رجال كانت لهم السلطة وقاموا بدورهم في القيادة، ولو رصدنا نسبة النساء الفاسدات، لوجدنا أغلبهن -ولا أبالغ- تربية أمهاتهن، وهذا ثابت في الواقع ومشاهد، ولذلك كان الخاطب يفر من أسرة تحكمها الأم في وجود الأب. إلا من رحم ربي.

قال ابن القيم رحمه الله: “الرجال أغير على البنات من النساء فلا تستوي غيرة الرجل على ابنته وغيرة الأم أبدا وكم من أم تساعد ابنتها على ما تهواه، ويحملها على ذلك ضعف عقلها وسرعة انخداعها وضعف داعي الغيرة في طبعها، بخلاف الأب”. (1)

والأب القائد سيخرج جيلا من البنات الصالحات.

كل دعوة لإصلاح المرأة لا بد أن تقابلها دعوة لاستنهاض همم الرجال وإعادتهم للواجهة، دعوة تصنع لنا قيادات تليق بهم الصالحات، ويليق بهم تغيير واقعهم وتحقيق الإصلاح في مجتمعاتهم. ومن دون هذه الشمولية في الطرح نحن نضعف الرجل ونهدمه ونحسب أننا نحسن صنعا، لأن القيادة انبعاث ولها عوامل!

كان الرجال يبنون ويشيدون الدول ويصنعون المجد ثم تأتي امرأة في التاريخ تهدمه! حين يغفل الرجل، سقطت الدولة الخوارزمية بسبب امرأة نازعت السلطان الحكم وأفسدت عليه حتى دبّ الخلاف في مملكته وضعفت وانهارت ومزقتها مخالب المغول مع أن الخوارزميين أول من هزم جانكيز خان! لم تنقصهم قوة! فتأمل.

وكذلك أغلب الدول الإسلامية في التاريخ تقوم على تضحيات جبارة من الرجال ثم عند الانهيار كان من أهم أسباب ضعفها وتفككها تسلط نساء السلاطين والخلفاء وتدخلهن في الحكم لأجل تقديم أبنائهن للعرش، قصص مأساوية عرفها التاريخ حدثت حين غفل الرجل وترك القيادة للنساء. ولنسمع صراخ النسويات الآن.

مخطئ جدا من يعتقد أن نتائج عملية تحرير المرأة وحملات إفسادها في بلاد المسلمين كانت حصيلة استهداف المرأة لوحدها واستجابتها حصرا، بل كل حملة إفساد للمرأة رافقتها في الأثناء حملة تمييع لدين الرجال وصناعة للدياثة، وإلا لما حققت نتائج. ولا يذكر ذلك لأن الجماهير لا تنظر إلا حيث تسلط الأضوء.

كل رجل ليجعل حقه في القوامة خطا أحمرا، ويجعل التحاكم للشريعة مذهبه، فمن رضيت ففيها الخير كله ولن تجد إلا الخير كله، ومن أبت واستكبرت وردت قول الله ورسوله، فبدلوا العتبات ولنا في الحديث العبر. لا تنتظر خيرا في بيت يُبنى على معصية الله.

في الأخير نحن في زمن تنتزع فيه الحقوق انتزاعا، ولا تُستجدى، نحن في زمن يجب أن نصنع بأنفسنا التغيير لا ننتظر أن يُقدم لنا على طبق من ذهب، نحن في زمن لا بد لنا فيه من قادة أكفاء، ولن يقودنا النساء، ولذلك كل أب وأم أصلحا من تحتكما الآن لأنه أمل الأمة غدا، وكل من ينوي الزواج ليكن الإسلام شرطك رجلا كان أو امرأة.

(1) زاد المعاد 5/474

شارك
Subscribe
نبّهني عن
guest

0 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments
0
Would love your thoughts, please comment.x
()
x