أخطر مرض يهدد النساء!

القصص التي تنتشر عن نساء يعلن طلاقهن وسط فرحة عارمة تحفها عبارات الفخر بالاستغناء عن الرجل،لا تحفظ شرفا للخصومة! تكشف لنا درجة الهدم التي وصلت لها النسوية في بنيان الأسرة وفكر المرأة.

تقاس أخلاق النساء عند الفراق، ويقاس عنده أيضا بعدهن عن القرآن والتقوى.

حتى الطلاق لم يحفظوا له حقا!

تأملت في الدعوات الغربية وفي مقدمتها النسوية وجدتها تقوم كلها على نزعة الأنانية والجشع. لذلك يتم تضخيم “الأنا” وتقزيم واجبات المرأة وأهمية عنايتها بعلاقاتها وصلاتها في الحياة. إنها تعتمد على مفهوم الانغماس في إشباع “الأنا” على حساب كل الواجبات العقدية والخلقية والاجتماعية. إنها عملية فصل!

إنها دعوات تلغي مفهوم الزوجة والأم والابنة والأخت والعمة والخالة والجدة! لأنها تنتزع هذه المرأة من محيطها وتسخرها لكل الدعوات الجشعة والأنانية. وهذا ما يفسر قسوة قلوب النسويات وشدة عنادهن وشدة مطالبتهن بكل “حرية” وتثاقلهن عن التفكير بكل ما هو واجب ونبل! إنها عملية اجتثاث للأنوثة من المرأة.

من يتأمل في المبررات التي تقدمها الكثير من النساء اليوم للطلاق، ممن بالأصل أزواجهن متسامحون معهن في كل مطالبهن، ومتساهلون في كل تمادٍ لهن، تجد أن المشكلة بالأساس ليست في تطويع الرجل لهذه المرأة إنما في إعلان العداء لهذا الرجل فهو محارب مهما قدم من تنازلات ولبّى من طلبات. يا له من فقدان للبوصلة!

تبدأ الدعوة النسوية بالتظلم، والمطالبة بـ”الحقوق” ثم تنتهي إلى الاستغناء عن الرجل وإعلان التحدي له بل والحرب! فالقضية لا علاقة لها بتحسين صلاحيات المرأة في علاقة زوجية إنما في إذلال الرجل وسحب كل صلاحياته ومحاربته، إنها عملية طغيان ينتهي بصناعة امرأة قاسية أنانية. تضحي بالجميع لأجلها.

المرأة بطبيعتها الأنثوية، معطاءة، باذلة، تحمل صفة الإيثار والتضحية، هكذا تعرف الأمهات وبذلك يتميزين، فحين تنتزع هذه الصفات منها وتجعلها لا تتردد لحظة واحدة في التخلص من أبنائها والاستغناء عمن حولها، فهذا يدل على أنها فقدت أنوثتها، التي يحاولون حصرها في “إظهار المفاتن” بينما هي أكبر بكثير!

إننا أمام أخطر مرض يهدد النساء ويجب تحصينهن منه، لأنه مرض قتل ذاتي لأنوثة المرأة وهي لا تشعر، تستعدي الرجل وهي تعتقد أنها على حق! تنساق للوقاحة والظلم والطغيان وهي تعتقد أنها تمارس حقوقها كامرأة، تصب حقدها على من حولها وتدوس على حقوقهم في سبيل أن تعيش متمردة على الدين والخلق! خسارة!

فأخطر الأمراض هي تلك التي لا يعرف المريض أنه مريض بها، لأنها تدمره وهو لا يدري، تفتك بأجهزته وهو لا يعرف ما أصابه، يشعر بالتغيير لكنه لا يقبل أنه مريض لأنه لا يرى المرض ولا يعترف به. هذا المرض يتطلب وقاية أفضل من العلاج لأنه يسبب خسائر في بنية المرأة الفطرية، ويتطلب إصلاحها جهدا!

ولتوليد حصانة ضد هذا المرض، لا بد أن تربى البنات منذ الصغر على الحياء والعفة والصدق والإخلاص، على القرآن والسنة وسير الصحابيات والسلف الصالح، لا بد أن تصان من صحبة مفسدة ومشاهد مؤذية وتتعلم ما هي النسوية وما هي أعراضها وما هي تداعياتها، لابد أن تتعلم اللعب كأم صغيرة وكأخت حنون وابنة بارة!

إنه لواجب على كل أب وزوج أن يقوم بدوره في سد ثغرات النسوية من أين تتسلل لبيته حتى لاينصدم غدا باستنكارات في البيت على الطريقة “الغربية” و”تمرد” على الدين والخلق والفطرة، يذهل له. لأن المرض يتسلل بهدوء وأول ما يكسر في المرأة “الحياء” و”الخشية من الله”.

حصّنوا بيوتكم بالقرآن والسنة!

أهم ما يجب أن نحفظه في هذه المعارك مع حملات الحرب على الدين والفطرة هو القلب! هذاالقلب هو رأس مالنا في هذه المعارك كلها، ولا يمكن أن نحفظه بهجر القرآن وتهميش السنة، والعلم الشرعي، لا بد أن تتحول المنازل لمدارس وساحات ذكر ومسابقة بالخيرات ومحبة في الله وإخلاص لله. فلا حول ولاقوة لنا إلا به سبحانه!

قال جل جلاله (مَن عَمِلَ صَالِحًا مِّن ذَكَرٍ أَو أُنثَىٰ وَهُوَ مُؤمِنٌ فَلنُحيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً ۖ وَلَنَجزِيَنَّهُمْ أَجرَهُم بِأَحسَنِ مَا كَانُوا يَعمَلونَ) احفظوا بنيان بيوتكم بالعمل الصالح، ليكن أساس علاقاتكم ومحور اجتماعاتكم وغاياتكم. لتنعموا ببركاته! والله الموفق.

شارك
Subscribe
نبّهني عن
guest

0 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments
0
Would love your thoughts, please comment.x
()
x