لاكي كريم هي لاجئة من الروهينجا أعيد توطينها مؤخرا في الولايات المتحدة الأمريكية بعد أن أمضت ست سنوات في مخيمات اللاجئين، وهي ناجية من الإبادة الجماعية التي قادها المجلس العسكري في ميانمار حيث أجبرت في عام 1438ه -2017م-، على الفرار من ميانمار. كما عملت في منظمات إنسانية في كوكس بازار، بنغلاديش. وقد كتبت مؤخرا مقالة تسلط الضوء فيها على معاناة اللاجئين الروهنيجا مع ضعف التعليم وفقدان الكتب تقول فيها:
في مخيمات اللاجئين المترامية الأطراف وسيئة المعيشة في كوكس بازار، يكاد يكون من المستحيل على أطفال الروهينجا الحصول على التعليم المناسب.
في ذو القعدة 1438ه – أغسطس 2017م-، شن جيش ميانمار حملة إبادة جماعية ضد شعب الروهينجا، مما أدى إلى أزمة إنسانية حادة، لقد كنت واحدة من أولئك الذين فروا، حيث قمت برحلة استغرقت 11 يوما سيرا على الأقدام من ولاية راخين الشمالية في ميانمار، لقد كنت أنا وعائلتي، واتجهنا إلى مخيمات كوكس بازار للاجئين في جنوب شرق بنغلاديش.
انضممت إلى أكثر من 1 مليون من الروهينجا في بنغلاديش الذين نزحوا من خلال موجات متتالية من الهجمات والاضطهاد بقيادة جيش ميانمار.
في سن 14، فررت من منزلي، وأنهيت تعليمي، وبدأت حياة جديدة في بلد مختلف.
لقد مرت ست سنوات على الإبادة الجماعية التي أدت إلى نزوح الروهينجا إلى بنغلاديش.
وعلى الرغم من الجهود المبذولة لتزويد اللاجئين الروهينجا بالخدمات المنقذة للحياة والمأوى في بنغلاديش، لم تحرز الحكومة تقدما يذكر في حل مشكلة حصول اللاجئين على الحقوق الأساسية، بما في ذلك التعليم.
أحد أشد القيود التي يواجهها اللاجئون في المخيمات هو الحصول على التعليم الرسمي.
ومنذ بداية الأزمة، قاومت الحكومة محاولات لإدماج الروهينجا على المدى الطويل في المجتمع البنغلاديشي.
فقد منعتهم من العمل، ورفضت منحهم وضعا قانونيا كلاجئين، ومنعتهم من الحصول على التعليم الرسمي.
هذه السنوات الست بدون كتب وتعليم خلقت جيلا ضائعا من شباب الروهينجا.
أولا، أدى عدم الحصول على التعليم إلى زيادة عدد شباب الروهينجا الذين يهاجرون من بنغلاديش، ويسلكون طرقا بحرية خطيرة إلى ماليزيا وإندونيسيا ودول مجاورة أخرى بحثا عن حياة أفضل وأكثر أمانا.
مع القليل من التعليم أو انعدامه وقلة فرص التمكين الاقتصادي، يفتقر الكثيرون إلى الاستقلال المالي للحصول على الاستقلال الذاتي في حياتهم.
يسمح للمنظمات الإنسانية في المخيمات بإدارة مراكز تعليمية مؤقتة، تعرف باسم “المساحات الصديقة للأطفال”، والتي تقبل الأطفال الصغار فقط. يتلقى هؤلاء الأطفال تعليما غير رسمي – المنهج غير معتمد أو معترف به من قبل أي بلد – وهم ممنوعون من التعليم باللغة البنغالية على الرغم من أنهم يعيشون في بنغلاديش.
في السنوات الأخيرة، بدأت الحكومة في السماح بتشغيل برنامج تعليمي تجريبي صغير يضم منهج ميانمار في المخيمات، لكن هذا البرنامج ليس واسع الانتشار.
وبما أن حكومة بنغلاديش لا تسمح إلا بالحصول على التعليم الأساسي غير الرسمي، فإن شباب الروهينجا الذين يحتاجون إلى التعليم الثانوي لديهم فرص أقل.
تمنع القيود المفروضة على التنقل خارج المخيمات اللاجئين الروهينجا من العمل أو الحصول على التعليم الرسمي. لم أتمكن من الحصول على أي تعليم في المخيمات. ومع ذلك، علمت من خلال مشاهدة مقاطع فيديو يوتيوب والتعامل مع الإنترنت على أنه مدرستي.
من الضروري الاعتراف بقدرة شعب الروهينجا على الصمود في إيجاد حلول لمجتمعنا. ومع القيود الشديدة المفروضة على تعليم أطفال وشباب الروهينجا، ظهرت العديد من المبادرات التي يقودها المجتمع لسد الفجوة. وأنشئت مدارس خاصة يقودها المجتمع المحلي وتدرس في مآوى الناس. تدير هذه المدارس المجتمعية فصولا من مرحلة ما قبل الروضة حتى الصف 12.
تدرس هذه المدارس مواد تتراوح بين البورمية والرياضيات واللغة الإنجليزية. تمنح هذه المدارس أيضا الأطفال فرصة للجلوس للامتحان النهائي في نهاية الدورة. الأهم من ذلك، أن هذه المدارس التي يديرها المجتمع تمنح الطلاب فرصة لاكتساب قدرات اللغة الإنجليزية. بدلا من تقديم دعم هادف للمدارس التي يديرها المجتمع، أمرت الحكومة البنغلاديشية في جمادى الأولى 1443ه -ديسمبر 2021م- بإغلاق هذه المدارس التي يديرها المجتمع، مما قيد بشدة وصول شباب الروهينجا للحصول على التعليم.
تستمر بعض المدارس التي يديرها المجتمع في العمل سرا. هذه الفصول ضرورية. ومع ذلك، فإن معلميهم الروهينجا يطلبون الدفع. في المتوسط، يطلب من الطلاب دفع ما بين 500 -4.6 دولار -و1,000 تاكا بنغلاديشي -9.20دولار- شهريا. لا تستطيع جميع العائلات تحمل هذه التكلفة. في الآونة الأخيرة، أصبح هذا غير ممكن بعد أن خفض برنامج الأغذية العالمي الحصص الغذائية. تستخدم العائلات أموالها الخاصة لدفع تكاليف الفصول الدراسية ولكن أيضا الآن للحصول على المزيد من المواد الغذائية.
هناك بدائل أخرى عبر الإنترنت. وعلى الرغم من وجود دورات عبر الإنترنت، إلا أن الوصول إليها مقيد – والإنترنت غير متاح بسهولة في المخيمات. قلة من الطلاب يستطيعون شراء هاتف ذكي أو بيانات إنترنت أو جهاز كمبيوتر.
لقد أثرت السنوات الست الماضية بدون موارد تعليمية كافية سلبا على مجتمعي. ومع ذلك، فإن شباب الروهينجا مثلي يخلقون حلولا لأنفسهم، ولكن يجب على المجتمع الدولي دعمنا. في رحلة قمت بها مؤخرا إلى واشنطن العاصمة، طرحت مرارا وتكرارا التحديات الرئيسية التي واجهها مجتمعنا داخل وخارج بنغلاديش مع مسؤولي الحكومة الأمريكية.
لتغيير هذا الوضع الماضي قدما، على الحكومات المانحة، بما في ذلك الولايات المتحدة والمنظمات الدولية، تمويل برامج التعليم التي يقودها الروهينجا في المخيمات. ويمكن أن تشمل هذه البرامج المدارس التي يديرها المجتمع المحلي، والمكتبات، ودورات تدريبية في مجال القيادة وغيرها من التدريبات لبناء القدرات. يجب أن يقود هذه البرامج معلمون من الروهينجا هم الأكثر ثقة وخبرة لتعليم شبابنا.
وأخيرا، يجب على حكومة بنغلاديش إنهاء القيود التي تفرضها على المدارس التي يقودها الروهينغيا، والسماح بالتعليم الرسمي في المخيمات.
وكما نرى في هذا المقال.. فإن الكاتبة الروهنجية اللاجئة في الولايات المتحدة تُناشِد المجتمع الدُّولي والحكومة الأمريكية لتوفير التعليم للاّجئين الروهينجا في المخيمات بدل المجتمعات الإسلامية،
ومعلوم أهمية التعليم في كل مجتمع وأهمية أن يكون بين أيدٍ أمينة تحمل العقيدة نفسها!
كي تُنشئ أجيالاً مسلمةً مستعليةً بإيمانها!
من هنا.. وجب على أصحاب الفضل والقدرة الالتفات إلى هؤلاء المستضعفين، وتقديم العون في هذا المجال بإرسال المعلّمين وتوفير المدارس وتوفير المواد التعليمية المناسبة في المخيمات وعلى الإنترنت أيضًا، والتبرع بالكتب المترجمة للغة الروهينجا وتوفير بعثات دراسية في المدارس والمؤسسات التعليمية الإسلامية.
وهذا ثغر ينتظر من يسده فأين التقيّ الشهم البطل؟!
————————
المعلومات الواردة في هذا المقال ترجمة لمقال نشره موقع thediplomat.com
بعنوان 6 Years Without Books: A Lost Generation of Rohingya Youth
ومواقع التواصل