لتدرك كيف هي مقاييس هذا الزمان، وكم هي رخيصة دماء المسلمين، تأمل هذه المفارقة:
أوقف ترامب الحرب في غزة وتجمدت كل الطائرات والقصوفات، لإطلاق سراح جندي محارب قاتل واحد، لأنه أمريكي، وليحظى بحفاوة استقبال لا تثير مشاعر الخوف لديه عند تحريره ولا تعرضه للخطر.
ويقبع شعب كامل بنسائه وأطفاله ومرضاه ومصابيه الجوعى وبلا مأوى تحت عشوائية القصف و”الإرهاب” الأمريكي اليهودي، وتجبر الطيران والعدوان الإجرامي الذي دخل التاريخ من أوسع أبواب الطغيان البشري.
ولم يحرك ساكنا الرئيس الذي يتنعم الآن باستقبال وضيافة “أسطورية” في بلاد العرب!
ألا يحق لهذا الشعب أن يهنأ قليلا بهدنة خلال زيارته واحتفالاته التي يثني عليها بذهول، على الأقل لأجل حجم الاستثمارات التي وقع عليها والمصالح التي حققها؟
ألا يمكن أن يكون أحد بنود الاتفاقيات هدنة ولو مؤقتة لأجل هذه المراسم التي احتلت اهتمام الشاشات بأدق تفاصيل الرجل، حتى كيف يمسك فنجان القهوة! دعك من أن يكون لأجل التخفيف عن الشعب المحاصر!
الحقيقة هي أن الرئيس الذي استطاع أن يوقف حربا كاملة لأجل جندي محارب قاتل واحد، قادر على أن يوقفها لأجل شعب مسلم كامل محاصر وينزف ويموت.
ولكن دماء هذا الشعب رخيصة جدا في نظر الرئيس الأمريكي ولا تستحق أن يشغل باله بها!
وبهذه القسمة وبهذه المعاملة التي لا يمكنهم التخلي عنها، لن يقوم سلام في هذه الأرض.
وسيحييها الله بالحق وسننه في الأرض طال الزمن أو قصر، هذا العدل ووعد الله الحق!
فاحذر أن يراك الله في مقام يوجب سخطه أو في مقام يستخف فيه بهيبة دينه وشريعته.
ولتقل خيرا أو لتصمت. فدوام الحال من المحال، والملائكة يكتبون ولا أحد يضمن أن يعيش لغد!
ولا يحاجج بالغيب إلا من أساء الأدب مع ربه!
