حتى لا تبيع دينك بدنياك!

وقفات تتدبرها بماء العينين لما فيها من تشخيص دقيق لدقائق الانحراف في النفوس التي يُحسن الظن بها..!

لهذا أشدد دوما على ضرورة صحبة كتب السلف وآثارهم، فإن فيها حكما تصون قلبك ومروءتك في زمن كساد الفضيلة!

فيها جوهر العلم الذي تحتاج إليه لتحيا!

1 – عن إسماعيل بن أبي أويس قال: سمعت خالي مالك بن أنس يقول:

قال لي ربيعة الرأي، وكان أستاذ مالك: يا مالك من السفلة؟

قال: قلت: من أكل بدينه،

فقال: من سفلة السفلة؟

قال: من أصلح دنيا غيره بفساد دينه،

قال: فصدرني.

2- قال يوسف بن أسباط رحمه الله:

كتب إلي حذيفة بن قتادة المرعشي وقال: بلغني أنك بعت دينك بفلسين.

قال: فخرج إليه يوسف فقال: ما ذاك يرحمك الله الذي كتبت إلي؟

فقال: بلغني أنك وقفت على رجل يبيع لبنا؛ الكيل بسبعة أفلس، فسألته كيف يبيع الكيل؟

فقال: بسبعة أفلس، فوليت عنه، فقيل له: هذا يوسف بن أسباط.

فقال: هو لك بخمسة أفلس، وإنما حاباك لدينك لا لنفسك.

قال: فآلى يوسف على نفسه لا يأكل لبنا أبدا.

3- قال إبراهيم بن أدهم -رحمه الله -:

يجيئني الرجل بالدنانير فيقول: خذها، فأقول مالي فيها حاجة، ويجيئني بالفرس قد ألجمه وأسرجه فيقول: قد حملتك عليها، فأقول: مالي فيها حاجة، ويجيئني الرجل وأنا أعلم لعله قرشي أو عربي فيقول: هات أعينك،

فلما رأى القوم أني لا أنافسهم في دنياهم، أقبلوا ينظرون إلي كأني دابة من الأرض، أو كأني آية عندهم،

ولو قبلت منهم لأبغضوني، ولقد أدركت أقواما ما كانوا يحمدون على ترك هذه الفضول، فصار عند أهل ذا الزمان من ترك شيئا من الدنيا فكأنما ترك شيئا.

4- قال بشر بن الحارث-رحمه الله-:

لا ينبغي لأحد أن يذكر شيئاً من الحديث في موضع حاجة تكون له من حوائج الدنيا يريد أن يتقرب إليه،

ولا يذكر العلم في موضع ذكر الدنيا؛

وقد رأيت مشايخاً طلبوا العلم للدنيا فافتضحوا وآخرين طلبوه فوضعوه مواضعه وعملوا به وقاموا به فأولئك سلموا ونفعهم الله به.

5- قال الحسن -رحمه الله-:

عقوبة العالم موت القلب.

قيل له: وما موت القلب؟ قال: طلب الدنيا بعمل الآخرة.

6- قال أحمد بن عاصم – رحمه الله-:

كانت يدي في يد زهير أمشي معه فانتهينا إلى رجل مكفوف يقرأ فلما سمع قراءته وقف ونظر وقال لا تغرنك قراءته والله والله إنه شر من الغناء وضرب العود، وكان مهيبا، ولم أسأله يومئذ

فلما كان بعد أيام ارتفع إلى بني قشير فقمت وسلمت عليه فقلت يا أبا عبدالرحمن إنك قلت لي يومئذ كذا وكذا فكأنه نصيب عينه

فقال لي يا أخي نعم لأن يطلب الرجل هذه الدنيا بالزمر والغناء والعود خير من أن يطلبها بالدين!

7- قال وهب بن منبه -رحمه الله -:

كان العلماء من قبلنا قد استغنوا بعلمهم عن دنيا غيرهم، فكانوا لا يلتفتون إليها،

وكان أهل الدنيا يبذلون دنياهم في علمهم،

فأصبح أهل العلم يبذلون لأهل الدنيا عِلمَهُم رغبة في دنياهم، وأصبح أهل الدنيا قد زهدوا في علمهم، لما رأوا من سوء موضعه عندهم.

8- قال مالك بن دينار -رحمه الله -:

إنكم في زمان أشهب لا يبصر زمانكم إلا البصير، إنكم في زمان كثير نُفَّاجُهم* قد انتفخت ألسنتهم في أفواههم، وطلبوا الدنيا بعمل الآخرة،

فاحذروهم على أنفسكم، لا يوقعوكم في شبكاتهم،

يا عالم أنت عالم تأكل بعلمك!، يا عالم أنت تفخر بعلمك!، يا عالم أنت عالم تكاثر بعلمك!، يا عالم أنت عالم تستطيل بعلمك!، لو كان هذا العلم طلبته لله لرئي ذلك فيك، وفي عملك.

9- قال يوسف بن أسباط -رحمه الله -:

والله لقد أدركت أقواماً فساقاً كانوا أشدَ إبقاءً على مروءاتهم من قراء أهل هذا الزمان على أديانهم!.

10- لا عيش إلا عيش الآخرة!

شارك
Subscribe
نبّهني عن
guest

0 تعليقات
Oldest
Newest Most Voted
Inline Feedbacks
View all comments
0
Would love your thoughts, please comment.x
()
x