هدم أكثر من 19 مسجدا وتدنيس المصاحف يثير غضب المسلمين في إثيوبيا

تداول النشطاء على مواقع التواصل فيديوهات عن حملة ممنهجة ضد الإسلام والمسلمين في إثيوبيا، خاصة في منطقة أوروميا. حيث تعيش أغلبية مسلمة في البلاد.

وأكد المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية  في أوروميا على أنه تم تدمير 19 مسجدًا منذ شهر رمضان إلى اليوم في منطقة أوروميا. كما كشف عن حقائق صادمة قامت بها القوات الإثيوبية لتدنيس متعمد للمصاحف.

وواجهت السلطات الإثيوبية احتجاجات المسلمين على هدم مساجدهم وتدنيس مصاحفهم، بالبطش والقوة ما أدى إلى مقتل شخصين.

وذكرت شبكة إعلامية قريبة من الحكومة نقلا عن الشرطة، أن صدامات وقعت في محيط مسجد أنوار في شمال العاصمة الإثيوبية بعدما نزل مسلمون إلى الشارع بعد صلاة الجمعة، وأضافت الشبكة نقلا عن الشرطة أن 4 متظاهرين و52 شرطيا جرحوا في الصدامات.

وأكد شهود عيان في مسجد أنوار أن المصلين أطلقوا شعارات معادية لمشروع مركز كبير يسمى «شيغر سيتي» وللحكومة، وقال أحدهم «بعد صلاة الجمعة بدأ الناس يهتفون شعارات من أجل وقف تدمير مساجدنا»، موضحا أن قوات أمنية كبيرة وصلت وعند بلوغها أبواب المسجد غضب الناس وقاموا برشقها بالحجارة والأحذية.

وأطلقت السلطات الفيدرالية ومنطقة أوروميا العام الماضى مشروعا مثيرا للجدل يسمى “شيجر سيتى” ويقضى بدمج ست بلدات تحيط بالعاصمة فى قوس غربى واسع.

وتبرر الحكومة الإثيوبية التي رئيس وزرائها ينحدر من أوروميا بأنها بصدد إقامة مشروع ضخم حول العاصمة الإثيوبية. لكن ممارساتها من استفزاز المسلمين وتدنيس مساجدهم ومصافحهم لا تجد لها قبولا بين المسلمين في إثيوبيا.

https://twitter.com/ajmubasher/status/1662441191957479424

وأكد مجلس التنمية الإثيو ـ أمريكي عبر حسابه بموقع «تويتر» أن المسلمين الإثيوبيين في أديس أبابا احتجوا على هدم أكثر من 19 مسجدا في منطقة أوروميا، ودعا المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية في أديس أبابا إلى بدء ملاحقات فيما عده ردا غير دستوري وغير إنساني من جانب قوات الأمن ضد المسلمين الذين يدافعون سلميا عن حقوقهم.

ويدين معارضو المشروع الحكومي هذه العمليات التي يعتبرونها تمييزية وتستند إلى معايير عرقية (ضد السكان الذين لا ينتمون إلى إثنية الأورومو) ودينية (باستهداف مساجد).

https://twitter.com/yahyaibnunuhe/status/1660212623240232963

وإثيوبيا ذات أغلبية نصرانية وخصوصًا أرثوذكسية، لكن المسلمين يشكلون أغلبية في ثلث البلاد تقريبًا ونسبتهم ليست بعيدة عن نسبة النصارى في البلاد. لكنهم يعانون الاضطهاد والتضييق من الحكومات النصرانية المتعاقبة في البلاد.

وألقت هذه الأحداث بظلالها على عودة التوتر في إثيوبيا، بعد تهدئة الصراع في إقليم تيغراي الذي شهد حربا طاحنة لا تزالى لم تتعافى منها المنطقة، ويحتج المسلمون هذه المرة على أرض الواقع وفي التواصل ضد “الهدم الممنهج للمساجد ودور العبادة” في إقليم أوروميا، الذي تقع العاصمة في محيطه. وينددون بالممارسات العنصرية اتجاههم.

وتفاعل العديد من الناشطين المسلمين مع الخبر، وقال أحد الناشطين على تويتر، واسمه أحمد:”يجب محاكمة المجرم آبي أحمد الذي يقوم بهدم مساجد المسلمين في أثيوبيا ومنعه من دخول البلاد العربية والإسلامية. حيث تم هدم عشرات المساجد ولم نسمع أي إدانة وشجب من أي زعيم عربي أومسلم . إن السكوت على الظلم هو المشاركه والإعانة عليه” .

وتلقي هذه التطورات بظلالها بعد أقل من ثلاثة أعوام على نجاح رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد، في تشكيل المجلس الإسلامي الأعلى، ليغلق صفحة الشد والجذب التي استمرت سنوات بين ممثلي المذاهب الإسلامية والدولة. بحسب صحيفة أندبندنت. لكن سياسات آبي أحمد عقب ذلك كانت تغذي سخط المعارضة، وولدت تمردا مسلحا ضده، سواء في المجتمعات الإسلامية كأوروميا أو النصرانية كتيغراي.

الصحافي والمتخصص السياسي في الشأن الإثيوبي زاهي زيدان، قال للصحيفة إن إشكالية الدين والدولة قديمة في البلاد، موضحاً “أن التاريخ الإثيوبي حافل بكثير من الصراعات حول الدين والسياسة”. ولعل أحد تجليات الصراع بدت بوضوح منذ نهايات القرن الـ19، عندما تم تأسيس “إثيوبيا الحديثة” عام 1285هـ (1868م)، بعد سقوط زيلع عاصمة سلطنة عدل (الإسلامية) بمنطقة هرر، تحت حكم الملك منيليك الثاني، الذي قام بترسيم المسيحية الأرثوذكسية كديانة للدولة، ما أسهم في نفور المسلمين من سياساته التي استهدفتهم بشكل خاص.

وأشار زيدان إلى “إخفاق في إدارة هذه الأزمة من قبل حكومة الإقليم، مما أسهم في تفجر الغضب بذلك الشكل، الذي شاهدناه في ديس أبابا”.

وضرب مثالاً على غياب البعد السياسي والروحي في اتخاذ إجراء الإزالة، بقوله “بدأ التنفيذ في اليوم الأول من شهر رمضان الكريم الماضي، وتم فيه هدم ثلاثة مساجد” ليصل العدد الكلي الآن إلى 23 مسجداً وزاوية عبادة تعرضت للهدم، في حين أنه كان من الممكن تجاوز كثيراً من التصعيد في حال التشاور مع المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية باعتباره الممثل الرسمي لمسلمي إثيوبيا.

https://twitter.com/ethiolion23/status/1662117832501411842

 وكانت عدة مدن في إثيوبيا قد شهدت، في أبريل/نيسان 2022، تظاهرات لآلاف المسلمين احتجاجاً على مقتل عشرات المسلمين وإحراق نسخ من المصحف الشريف وممتلكات لهم، في هجوم بمدينة غوندار في ولاية أمهرة الشمالية.

ويسعى المسلمون في إثيوبيا إلى تغيير مفهوم الدولة المسيحية إلى مجتمع يتسع للجميع على اختلافاتهم الدينية والعرقية، لا سيما أن الإسلام وصل إلى أرض الحبشة قبل أن يصل إلى المدينة المنورة. وأن للمسلمين تاريخ عرق من النفوذ والسيطرة والإنجازات المهيبة في الدعوة للإسلام في هذه البلاد منذ أيام مملكة عدل الإسلامية وبطولا الإمام أحمد بن إبراهيم الغازي، المعروف بجوري.

ومن المفارقات أن إقليم أوروميا كان سبب صعود آبي أحمد إلى منصب رئيس الوزرء بعد احتجاجاتهم العارمة التي أدت إلى انهيار الحكومة السابقة، وعلى عكس ما كان ينتظر منهم الأوروميون، تحولت طموحات آبي أحمد إلى كابوس يهدد أحلامهم، وتشكلت معارضة كبيرة ضده من الإقليم المسلم نفسه.

يجدر الذكر أن آبي أحمد على عكس ما كان يعتقد الكثير من المسلمين ويستبشرون على أنه أول مسلم يصل لهذا المنصب في إثيوبيا، إلا أنه في واقع حاله نصراني وليس مسلما، وهو يشكل اليوم خطرا بمشروع سد النهضة على مصر والسودان. وبعد أن كان حصل على جائزة نوبل للسلام، أشعل حربا في شمال إثيوبيا، كانت انتهاكات حقوق اإنسان والمجازر الفظيعة مهيمنة على المشاهد فيها.

فهذا هو السلام الذي جلبه آبي أحمد لإثيوبيا وللمسلمين في بلادهم.

(المعلومات الواردة في هذه المقالة من عدة مواقع صحفية على الشبكة ومن مواقع التواصل).

شارك
Subscribe
نبّهني عن
guest

0 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments
0
Would love your thoughts, please comment.x
()
x