كيف يكون فرح المسلمين بما يحدث في تركيا؟


ننتظر تعقيبك على فوز أردوغان وفرح كثير من الناس فرحة أراها غير مناسبة، كأنها زائدة في غير محلها.
وما هي منزلة فرح المسلمين في هذا وكيف يفرحون؟


حياك الله وبارك بك،

فوز أردوغان في الانتخابات الرئاسية في تركيا، خير من فوز منافسه النصيري كليجدار أوغلو، لا خلاف في ذلك بالنظر لتفاصيل المشهد التركي الحالي.

ولا نلوم أحدا على الفرح فقد فرح المسلمون لانتصارات صبت في مصلحتهم كما في قول الله تعالى (غُلِبَتِ الرُّومُ (2) فِي أَدْنَى الْأَرْضِ وَهُم مِّن بَعْدِ غَلَبِهِمْ سَيَغْلِبُونَ (3) فِي بِضْعِ سِنِينَ ۗ لِلَّهِ الْأَمْرُ مِن قَبْلُ وَمِن بَعْدُ ۚ وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ (4) بِنَصْرِ اللَّهِ ۚ يَنصُرُ مَن يَشَاءُ ۖ وَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ (5)) (الروم)

فلا حرج في إظهار الفرح بفوز أردوغان ولكن المقصود من الفرح هنا هو الفرح العقلاني المعقول المعتدل وليس فرح الأماني الخادعة، ولا المضللة للمسلمين. ليس الفرح المبالغ فيه الذي يجعل من هذا الفوز إقامة للخلافة الإسلامية في الأرض!

بل يجب التعامل مع الحدث بحجمه الحقيقي لا نحمله أكثر مما يتحمله. ولا نبني تصوراتنا عنه من خلال ما نرجو ونتمنى، بل من خلال ما نشاهد ونرى!

لأن فوز أردوغان مع أنه أفضل المتاح لن يكون بدون آثار سلبية أيضا على المسلمين، كما سبق وأن شاهدنا ذلك من قبل حين  تتعارض مصالح تركيا مع مصالح الأمة المسلمة، وسوريا مثال.

فالمتأمل في التاريخ والواقع وفي سياسات تركيا طيلة فترة حكم أردوغان، يدرك أن الرجل لديه مشروعه التركي القومي الخاص الذي يوظف لأجله كل الأسباب والعوامل المساعدة، وينتهج لتحقيق ذلك سياسة براغماتية يكسب فيها الحلفاء من كل اتجاه ومكان، فكما استرضى دولا معادية بسياساته استقطب أيضا الكثير من الإسلاميين السياسيين الذين فشلوا في بلدانهم، واستفاد من المعارضة الإسلامية السياسية في كل مكان لمساندة مشروعه.

وهو لا يلام على البذل في سبيل مشروعه لكن من الفقه والبصيرة ألا نصوره كقائد بطل سيحقق للأمة المسلمة جميع أحلامها، فهذا تصور غير ناضج ومتسرع بل دلالة على حجم اليأس الذي ملك القلوب فتتعلق بأي بصيص أمل!

وبعيدا عن التأصيل الشرعي هنا الذي لا يستقيم فيه البناء على شرك أو مخالفة عقدية كما هو الحال مع الديمقراطية، كيف ننتظر منه أن يأتي بحل سحري لمشاكل الأمة المسلمة وهو يسير بطريقة خاضعة لإملاءت العلمانية والديمقراطية، فحتى في أفضل التوقعات لن يتمكن الرئيس التركي خلال مدة رئاسته الأخيرة (التي لن تتجاوز 5 سنوات) من تحقيق مصالح كبرى للمسلمين تصب في سبيل نهضتهم وصعودهم كما يتمنى ويروج أنصار المشروع التركي، خاصة وأن اليوم يعارضه نصف شعبه، وهذا النصف يرفض التصور الإسلامي أو المشروع الإسلامي جملة وتفصيلا.

ولذلك الاعتدال في الفرح هنا مطلوب لتخفيف أي أثر صدمة لاحقا حين يصطدم الناس بمحدودية صلاحيات أردوغان التي يعولون عليها من جهة وحين يصطدمون بطريقته وطبيعة أهدافه المعلنة، والتي تتطلب تماهيا مع الباطل ومعارضة لأصول الدين الإسلامي. بل وتتطلب تقديم القرابين على حساب المسلمين في سبيل تحقيق الصعود التركي.

وفي الأيام المقبلة ستتضح أكثر السياسة التي سيعتمدها الرئيس التركي، وهي غالبا لن تتغير عن نهج البراغماتية لتخفيف الاحتقان داخل الشارع التركي ولاستيعاب الطموحات التركية في إطار تشكل النظام الدولي الجديد

فأي خطوة يقوم بها أردوغان بعد اليوم سيحسب فيها حساب معارضة نصف الشعب له ولن يخاطر بقيام ثورة ضده أو أعمال عنف تحاول إسقاط حكمه لذلك سيحاول استيعاب المعارضة قدر المستطاع وهذا يعني محدودية خطواته.

لكن هل هذا يعني أن المصالح المرتقبة من استمراره في الحكم غير مجدية، في الواقع هي مجدية من حيث المشهد العالمي للصراع، فأكثر ما يرعب الغرب هو انحياز تركيا للطموح الروسي والصيني في النظام الدولي الجديد، ووقوف أردوغان كعامل مساعد لتحقيق التشكل الجديد للنظام الدولي الذي سيحجّم من صلاحيات أمريكا القيادية فيه، هو أهم ما ننتظره في المرحلة المقبلة.

ولأنه يصب في مصلحة المجد التركي والصعود التركي، فعلى الأغلب سيلقى دعما شعبيا وترحيبا من كل الأتراك، خاصة إذا تسبب في انتعاش الاقتصاد وتحقيق الوعود الاقتصادية التي ينتظرها الشعب التركي.

لكن على المستوى المحلي والإقليمي، أخشى أن تأتي قرارات تركيا محبطة لما ينتظره الكثيرون خاصة في سوريا.

فالملامح الأخيرة للخطة التي توضع اليوم في سوريا تشير إلى أن مصالحة ممكنة مع النظام والترتيبات تمضي باتجاه التطبيع مع النظام النصيري المجرم وإعطائه المزيد من الشرعية ليستمر في طغيانه بلا محاسبة.

ويعقد هذا المشهد كون تركيا لن تخسر المحور الروسي والإيراني والطموحات الدولية الكبرى على مستوى العالم لأجل سوريا، فالفكر البراغماتي لن يتردد في تقديم ملف سوريا قربانا لصالح صعود تركي مدعوم بالصين وروسيا وإيران وتشكل نظام متعدد الأقطاب، والحديث هنا يطول لكنني أقدم مجرد رؤوس أقلام لخلاصة رصد واستطلاع ممتد.

ولا أشك أن أنصار مشروع الأتراك يبررون كل ظلم وخسارة هنا بأنها ضريبة المجد! ولكن بمقياس الإسلام تختلف الأحكام والخلاصات. وهو ما نحتكم إليه.


ولكي لا نخرج عن صلب السؤال، نحن في هذا الواقع أمام أصناف من الناس الفرحين:

صنف يحمل آمال المشروع التركي، وهو يعمل في هذا المشروع، فهو يؤمن بما يفعله أردوغان قلبا وقالبا ويفرح لكل انتصار له، ويرى أن استراتيجية أردوغان هي الأقوى والأنسب ولا يرى فيها مخالفة لدين الله تعالى بل يبرر لها بدين الله، وهذا القسم المناصر لن يقبل استيعاب محدودية طموحات مشروع أردوغان في تحقيق أحلام الأمة المسلمة. لأنه مناصر بطبعه متعصب لمشروعه. فيصوره على أنه منتهى النجاح والمتاح. لذلك لا يمكن ضبط فرحه! وهذا الصنف يخشى عليه الإحباط واليأس والانكسار عند أول تراجع وانتكاس لمشروع أردوغان. ولا أدري كيف سيتصرف حين تنتهي ولاية أردوغان بعد خمس سنوات!

وصنف يرى أردوغان على غير ما هو حقيقة وعلى غير ما يعلنه بل يراه بعين أمانيه، لذلك فحتى لو قال أردوغان نريدها علمانية سيقول هو يريدها إسلامية، حتى لو أخطأ أردوغان وتسبب في خسائر للمسلمين سيقول بل عبقرية لم تدركوا أبعادها! فترى هذا الصنف يرفض رؤية الواقع من خلال نظارة الحقيقة والحقائق ويراه ويعلق عليه بنظارة أمانيه، لو أعلن أردوغان التحالف مع الصهاينة لقال هو ينصر فلسطين! لأنه يريد أن يرى انتصارت يريد أن يرى نجاحا ويتمسك بمثال يتغذى عليه أمله مع كثرة التجارب الفاشلة في واقع المسلمين! وهذا الصنف حقيقة يصعب أن تصل معه لنتيجة فدعه للواقع سيتعلم منه. ولا يمكن ضبط فرحه! وهذا يخشى عليه أيضا الإحباط واليأس عند أول إحباط من نصرة منتظرة من الأتراك.

ولدينا صنف من الناس يفرح لكل عامل مساعد لتخفيف مصاب المسلمين كما هو الحال في سوريا، وهذا معذور ولا يلام خاصة أنه لا يذهب أبعد من حب التخفيف من الضرر الذي قد ينال المسلمين بحكومة تركية أشد عنصرية وبطشا. وهذا فرحه مضبوط أصلا لأنه يعيش الواقع كما هو ويتعامل مع المتاح له، ولا يمني نفسه ولا يكذب عليها. فلا يخشى عليه الإحباط واليأس فقد رأى منه الكثير إلى اليوم. 

ولدينا صنف قد ربّى نفسه على التعايش مع كل حدث فهو مع وتيرة الأحداث يستعد للأسوأ، وهذا الصنف لا تؤثر فيه الصدمات لأنه وطن نفسه على العمل بيقين وهدي الإسلام المتين. لا يسخط فهو متوكل على ربه وصابر ومترقب للفرص بواقعية وبصيرة، وهذا الصنف فرحه مضبوط أيضا فلا يخشى عليه الإحباط واليأس بل ينتظر منه حسن الأداء والبذل. 

وأرى أهم ما يجب على المسلمين تربية أنفسهم عليه في هذا المقام قول الله تعالى ( لِّكَيْلَا تَأْسَوْا عَلَىٰ مَا فَاتَكُمْ وَلَا تَفْرَحُوا بِمَا آتَاكُمْ ۗ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ)، فنحن نتعامل مع الأحداث بواقعية دون مبالغة ولا بخس، وهذا الأصل في المسلمين، عدم الانجرار لعاطفة جياشة جوفاء، قد تكون السبب في حالات إحباط ويأس يصعب الخروج منها لاحقا. وحسن التعامل مع هذا الحدث يكون بالاستفادة من نتائج استمرار حكم أردوغان لخمس سنوات أخرى نسأل الله أن يحمل فيها الخير لهذه الأمة بالمساهمة في كسر أغلال الهيمنة الغربية ووضع نهاية لتسلط القطب الأوحد.

والعاقل لا يضع كل أحلامه في مشروع لم يتبين إلى أين سيصل بعد ولا تظهر قدرته على تحقيق التغيير الواعد إلى اللحظة، وأصوله الشرعية هشة! خاصة وأن التغيير، مشروع ضخم يتطلب استراتيجية بأركان راسخة ووقتا طويلا من الفاعلية والتأثير في جميع الميادين والمستويات في مقدمتها الفكرية، وخمس سنوات لا يمكن أن يصيغ فيها أردوغان وفق أي استراتيجية مهما كانت فائقة، جيلا قادرا على تحقيق تغيير كبير في البلاد بآلية الديمقراطية! ويكفي دليلا على ذلك أن نتائج الانتخابات الحالية أوضحت بشكل لا لبس فيه أن جهود أردوغان في صناعة الأنصار له من داخل تركيا وكل ما أحرزه من تغيير في فكر الأتراك وفق رؤيته خلال فترة حكمه، قابلته جهود كبرى أخرى من العلمانيين لمواجهة مشروعه واجتماع المعارضين لفكره وفق رؤيتهم، لذلك احتاج حسم الانتخابات الرئاسية لجولة جديدة، ونتائجها متقاربة.

وهذا يعيدنا لحقيقة شديدة الوضوح لمن تدبر في التجارب الديمقراطية بتجرد وإنصاف، فهذه الآلية محدودة التأثير وأقصى نتائجها تأخير المحذور وتخفيف الأذى والضرر والمساهمة في سنة التدافع مرحليا بما يصب في تخفيف الأذى عن المسلمين لا أكثر.

أما إقامة مشروع إسلامي، فهذا لا يكون عن طريق نظام غربي مستورد مخالف ومنافس ومحارب لنا، مدروس بعناية لإجهاض كل فرصنا في الصعود الإسلامي المهيب! بل إقامة مشروع الإسلام يكون بالعودة إلى أصولنا الخالصة وميراثنا المهيب والبناء على نظامنا الإسلامي الكامل الشامل بلا انهزامية ولا خجل ولا تبديل! بل باعتزاز بهويتنا وميراثنا وخصائصنا المميزة لنا كأمة مسلمة مستعينة بربها تعالى مخلصة له جل جلاله، وهو ما نجده واضحا جليا في نصوص القرآن والسنة وميراث السلف. ولا يختلف في ذلك عاقلان.
وهو مشروع تتطلب إقامته أيضا حسن قراءة للواقع وتجارب الماضي واستراتيجية إعداد ذكية وصبورة، وتمسكا بالثوابت وإلا فلا قيمة لما نصنعه، فسيخرج لنا نظاما جديدا غير إسلامي وإن حقق لنا بعض النجاحات، لكنه ليس الإسلام الذي أمرنا بإقامة بنيانه في الأرض!

ولا يعني ذلك أننا نطالب أردوغان بكل ما سبق، بل نعلم قدرة الرجل وحاله وطموحاته ووسائله وواقعه المعقد فلا نحمله ما لا يحتمله، ولأننا نرى واقع العالم والتجارب الكثيرة والتاريخ والحاضر، ولأننا في صراع شرس، فلا بد أن نستفيد من كل عامل مساعد فيه لكن بدون خداع أنفسنا أو الانحراف عن سبيل المؤمنين، بلا تبديل ولا إفراط ولا تفريط، قال الله تعالى (لَّيْسَ بِأَمَانِيِّكُمْ وَلَا أَمَانِيِّ أَهْلِ الْكِتَابِ ۗ مَن يَعْمَلْ سُوءًا يُجْزَ بِهِ وَلَا يَجِدْ لَهُ مِن دُونِ اللَّهِ وَلِيًّا وَلَا نَصِيرًا).

وليس المقام لمناقشة صواب ما يفعله أردوغان في ميزان الشريعة أو دراسة جدوى المشروع التركي من الناحية الاستراتيجية، بل هذا يتطلب دراسة مفصلة وقراءة أكثر تخصصا وفق المعطيات والبينات، ليس مقامها هنا، إنما الهدف تبيان الفقه في التعامل مع فوز الرجل في تركيا باعتدال مع هذا الفوز بدون الذهاب بعيدا لحالة من الخداع للنفس أو تضليل المسلمين وتصوير فوزه إقامة لشريعة الله في الأرض وحلا لجميع مشاكلهم! خاصة وأن المشروع التركي يتباهى بالعلمانية والديمقراطية ويدعو لها  ويدعمها ويحارب لإقامتها في بلدان أخرى، كما رأينا مشاركته حلف الناتو في حروبه على بلاد المسلمين نصرة لهذه الديمقراطية البائسة، ويبقى إعطاء صلاحيات للمسلمين تحت حكم علمانية ناعمة لا يختلف عن إعطاء صلاحيات لأي ديانة في تركيا، فهم يتعاملون بسياسة براغماتية.

ولا نبخس أي عامل مسلم مخلص لدينه وأمته – يضع آماله في المشروع التركي – حقا ولا جهدا، في أي مكان في العالم، ولكننا نحب الصدق والوضوح، فمعالم الحق هنا واضحة والاهتداء بغيرها تيه وعبث.

والاستشارة أمانة ولا يمكنني أن أكذب عليك أو أغشك، دين الله تعالى أصول وقواعد لا يمكن العبث بها خاصة حين يتعلق الأمر بمعاني التوحيد العظيمة والعمل بمقتضياتها، أيا كانت التبريرات لنصرة المشروع التركي، لا يمكننا تبرير العلمانية ولا الديمقراطية ولا القول بجوازها ولا تشجيع الناس عليها فهذه خيانة لأمانة الدين وهدي النبوة، إنها منازعة لأمر الله إنها حكم جاهلية لا خلاف في ذلك، ( أفحكم الجاهلية يبغون ومن أحسن من الله حكما لقوم يوقنون).

والحلال بيّن والحرام بيّن، وهذا الدين هدي واتباع، ولا نساوم على أصوله وثوابته، ولا نجبر من لا يعتقد ذلك أن يعتقده، ولكن هذا ما ندين به لله تعالى وهذا ما ندعو له ولو لم نعش تحقيق حلم الأمة الإسلامية في حياتنا، فسيحققه من اصطفاهم الله تعالى ثابتين غير مبدلين، لأنه وعد حق لا نصل إليه بإرخاص هيبة الدين أو تبديل فيه بل بالثبات على ما كان عليه الجيل المتفرد والسابقون الأولون، بيعة وعهدا صدقا وإخلاصا حتى نلقى الله على ذلك، فالنصر من عند الله تعالى وليس من أنفسنا وطوبى لمن سلم من كل شرك وبدعة!.

وفي الختام، هذا الدين لا يقوم على أكتاف المترخصين، هذا ما أعتقده، بل يقوم على أكتاف أصحاب العزيمة.
ونحن بحاجة لأصحاب العزيمة، وصاحب العزيمة مهما كان مقصرا لا يتردد في الاستجابة لنداء الحق. ولا يبرر تقصيره، لأنه يرجو رحمة الله وما عند الله عز وجل.
هذا الدين ليس بحاجة للناس بل الناس بحاجة له، فلا ترخصوا دين الله للأهواء والأماني الخادعة!

(فَسَتَذْكُرُونَ مَا أَقُولُ لَكُمْ ۚ وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللَّهِ ۚ إِنَّ اللَّهَ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ)

والله أعلم والله يهدينا لما يحب ويرضى.

شارك
Subscribe
نبّهني عن
guest

2 تعليقات
Oldest
Newest Most Voted
Inline Feedbacks
View all comments
يوسف

رائع ومنطقي. نسلم يديك

مسلمة

كلام موزون يدل على فهم و بصيرة.

2
0
Would love your thoughts, please comment.x
()
x