عبدة الشيطان: الخلفية والواقع

لم يكن غريبًا أن توجّه أصابع الاتهام لـ”عبدة الشيطان” في حادثة مقتل الطفل ريان في البئر العميقة في المغرب، خاصة مع تكرر الأمر مرة أخرى بمقتل الطفل حيدر بعده بزمن قليل، في بئر أخرى عميقة في أفغانستان.

فجرائم قتل الأطفال لصيقة بعبدة الشيطان في طقوسهم الوحشية، ومع ذلك لا تلقى تغطية إعلامية كما يحصل عادة مع غيرها من الجرائم في العالم، ولذلك تفسيرات تكشفها الدراسات المتخصصة القليلة التي تناولت هذه الظاهرة. مع ذلك لسنا هنا بصدد الجزم بعلاقة عبدة الشيطان بمقتل الطفلين في البئرين، ولكننا نحاول الاطلاع على خلفية هؤلاء المجرمين وكيف تسللوا إلى بلاد المسلمين ثم كيف يمكننا التصدي لكفرهم وعدوانهم.

التحذير الشديد من الشيطان

قال الله تعالى لآدم وحواء (إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمَا عَدُوٌّ مُبِينٌ ) (الأعراف: 22)، وقال سبحانه (يَا بَنِي آدَمَ لَا يَفْتِنَنَّكُمُ الشَّيْطَانُ كَمَا أَخْرَجَ أَبَوَيْكُمْ مِنَ الْجَنَّةِ) (الأعراف: 27)، وفي آية أخرى قال سبحانه (ادْخُلُوا فِي السِّلْمِ كَافَّةً وَلَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ) (البقرة: 208) وقال جلّ في علاه (وَيُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَنْ يُضِلَّهُمْ ضَلَالًا بَعِيدًا) (النساء: 60). في هذه الآيات من بين آيات أخرى عظيمة، يحذرنا الله سبحانه وتعالى بشدة من الشيطان الرجيم ومن عدائه المبين، ولا ننفك نشاهد حقيقة هذا العداء في الدنيا تمامًا كما تصفه آيات الذكر الحكيم، ورأينا كيف أضلّ الشيطان من البشر من يعبده علانية ويفسد في الأرض بتفانٍ مريض.

ولأن الأمر على أهمية كبيرة لاتصاله الوطيد بالصراع بين الحق والباطل، بل هو أساس هذا الصراع منذ عصيان إبليس اللعين لربه العظيم، وما أظهره من حسد لآدم وتربصٍ به، دعونا نسبر أغوار هذه الظاهرة التي تفشت بين صنف فاسد من البشر، ونُميط اللثام عن حقائق لا تظهر في قنوات الإعلام إلا لمامًا. خاصة مع ازدياد الإقبال على عبادة الشيطان واتساع دائرة الجرائم المتصلة بها في العالم باستقطابها الأتباع قسرًا وطوعًا. ويكفي النظر في تلك الأخبار الصادمة التي تظهر بين الحين والآخر في بلاد المسلمين عن جرائم مؤلمة من قتل وانتحار ودمار إنسان، ومصادرة مواد دعائية للترويج للأفكار الكفرية يقف خلفها “عبدة الشيطان”.

أصل دعوة عبادة الشيطان

قال الله تعالى (أَلَمْ أَعْهَدْ إِلَيْكُمْ يَا بَنِي آدَمَ أَن لَّا تَعْبُدُوا الشَّيْطَانَ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُّبِينٌ) (يس: 60).

سنجد أن كل الاتجاهات الفكرية الهدامة والدعوات الإلحادية على مر الأزمنة والعصور يقف خلفها العصيان والتمرد على أمر الله تعالى، والكبر والكفر، تماما كما كان حال إبليس عند خلق آدم. ولا شك أن هذا وعده (قالَ فَبِعِزَّتِكَ لَأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ * إِلَّا عِبَادَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِينَ) (ص: 82-83). فلا يزال الشيطان يعمل بشكل حثيث على صرف الإنسان عن عبادة ربه والكفر بخالقه، يتربص به الدوائر.

و”عبادة الشيطان” كما غيرها من الدعوات الكفرية الأخرى، لم تسلم من تدخل اليهود المغضوب عليهم، لما فيهم من نزعات الفساد في الأرض، فيسعون لجرّ الأمم الأخرى للانحطاط وإغراقها في مستنقع الكفر والرذيلة وسلبها كل فضيلة.

دعوة تضرب في عمق التاريخ

والنهي عن عبادة الشيطان قديم جدًا، قال إبراهيم لأبيه (يَا أَبَتِ لَا تَعْبُدِ الشَّيْطَانَ ۖ إِنَّ الشَّيْطَانَ كَانَ لِلرَّحْمَٰنِ عَصِيًّا) (مريم: 44)، ولكنه على معنيين: عام وخاص.

فعبادة الشيطان بصفة عامة، هي كل عبادة لا يتوجه بها إلى الله تعالى [1] وهي أيضا تطلق على “كل ما هو وثني وحيواني وغريزي عرفه الإنسان، بدءًا من الصورة الوثنية للقوة التي تحكم العالم، مرورًا بالوضاعة والحسية، والجنس الحيواني الذي لا يعرف ضوابط أو محاذير”.[2]

وكل معصية لله وكل تمرد على الدين والفضيلة ويتجه إلى الوثنية والانحلال والرذيلة بلا رقيب، هي عبادة وتقرب وإرضاء للشيطان.

أما المعنى الخاص لـ”عبادة الشيطان”،  فهو “ممارسة تأليه العفاريت أو الأرواح الشريرة التي انتشرت في عصور الخرافات والجهل”.[3] وبمعنى آخر هو عبادة الشيطان.

وعبدة الشيطان هم جماعة لديها طقوس خاصة للتقرب بها إلى هذا الشيطان، حيث يقتدون به في التمرد والعصيان والعيش للجسد. إنها عبادة تناقض الفطرة التي فطر الله عليها البشر، إنها الانحطاط البشري في أبشع صوره، أصلها إنكار وجود الله سبحانه مقابل عبادة إبليس اللعين وتعمد إتيان كل ما حرمته الأديان وتأباه الفطرة السليمة، للتقرب من معبودهم الشيطان.

عبادة الشيطان في التاريخ

بدأت هذه العبادة على مراحل، حيث انطلقت من التمرد على أوامر الله سبحانه والاعتداد بالرأي تماما كما كان حال إبليس برفضه طاعة الله والسجود لآدم عليه السلام، ثم تطورت إلى أن ظهر الإيمان بقوة الشر ومساواته بالخير. فأصبح الإيمان بإلهين: إله للخير وإله للشر.

ثم انحدرت الفكرة لاعتبار الشيطان إلهًا حقيقيًا يُعبد من دون الله. واخترعت له طقوس وعبادات.

لقد ظهرت عبادة الشيطان منذ زمن بعيد جدًا، فهي ضاربة في عمق التاريخ، حيث انتشرت في العديد من الحضارات والديانات القديمة، نشاهدها في الحضارة الفرعونية، مع تعدد آلهة الشر لديهم، ومنها الإله “ست” الذي يمثل الشر والشيطان، والذي نسبت له كل الآفات والأزمات مع ذلك عبدوه، خوفا منه واتقاء لشره كما زعموا!

وعلى غرار الفراعنة عُبد الشيطان في الحضارة الهندية القديمة، التي اشتركت الملل والعقائد  والديانات فيها تقريبًا على مر الأزمنة في ثنوية الآلهة أي إيمانهم بثنوية الكون والخلق. مثل عبادة “شيفا” في الديانة الهندية، إله القسوة والتدمير، المرعب. فكان استرضاؤه في عقلهم، بعبادته، وظهرت فرق خاصة تعبده مثل فرقة “حملة الجماجم”.

وهذا الإله “شيفا” المخترع، اخترعت له بدوره آلهة أخرى زوجة له، تسمى”كالي”، وحظيت هي الأخرى بعبادة الهنود لها، وكانت هذه العبادة بطقوس وحشية، وأكثر من اشتهر بعبادتها جماعة “الخناقين” التي استمرت لأكثر من ستة قرون تخنق ضحاياها![4]

سنلاحظ نفس الطقوس الوحشية آنذاك لا تزال مستمرة اليوم مع عبدة الشيطان، منها الجنس الجماعي، التضحية البشرية، الرقص على جثث الموتى، التزين بسلاسل وأقراط الجماجم، تلطيخ الأجساد بالدماء من بين طقوس أخرى.

وكذلك عرفت الحضارة الفارسية والعربية القديمة قبل الإسلام عبادة الشيطان، وبنفس الطريقة والطقوس الوحشية.

ففي بلاد نجد والحجاز كان العرب في الجاهلية يؤمنون بالقوى العليا الشريرة، فغلب عليهم التنجيم والتطير، قال تعالى (وَجَعَلُوا لِلَّهِ شُرَكَاءَ الْجِنَّ وَخَلَقَهُمْ ۖ وَخَرَقُوا لَهُ بَنِينَ وَبَنَاتٍ بِغَيْرِ عِلْمٍ ۚ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَىٰ عَمَّا يَصِفُونَ) (الأنعام: 100). فقد كان العرب في الجاهلية يعبدون الجن، وقدموا لهم القرابين في مراسم خاصة.

وليس بعيدًا عنهم التاريخ النصراني، حيث شهد العديد من الفرق النصرانية التي مارست هذه العبادة، يدفعها لذلك نظرة الأناجيل للشيطان التي أدت إلى ظهور من يعتقد من النصارى بإلهين، إله خير وإله شر، خاصة في القرن الثاني للميلاد، ومن أشهر من قال بذلك “مرقيون”، الذي كانت له جماعة تحمل اسمه “المرقونية”.

واستمر ظهور الفرق التي تقدس الشيطان في المجتمع النصراني حتى أصبحت أوروبا تضج بتلك الفرق. منها الشامانية، والألبية والكثارية. تعبد جميعها الشيطان على أنه المتمرد الثائر نصير العبيد.[5] وتقوم عقيدتها على أن الشيطان خلق العالم المرئي وأن المادة كلها شر.

واستقوت هذه الجماعات في أوروبا بشكل عام وفي فرنسا بشكل خاص، إلى أن قمعهم “إنوسنت الثالث” عندما جلس على كرسي البابوية. فقضى عليهم.[6]

مع ذلك استمرت أفكارهم وتوارثتها جماعات وفرق تعبد الشيطان في أوروبا، واستغلوا ما عرفته القارة من تناقضات الكنيسة، والكوارث الطبيعية، فحين انتشر الطاعون في القارة، قتل ثلث سكانها، في القرن الثامن الهجري / الرابع عشر الميلادي، فارتد عدد كبير عن النصرانية وعبدوا الشيطان. أعقب ذلك ظهور عدة جماعات تؤدي طقوسها بقتل الأطفال، وتسميم آبار المياه، منها جمعية “الصليب الوردي”، وجمعية “ياكين”. و”أخوة آسيا” وغيرها.

وفي القرن الحادي عشر الهجري / السابع عشر الميلادي، تأسست جماعة “النورانيين” أو “حملة النور” على يد ” آدم وايزهاوبت” الأستاذ اليسوعي، الذي روّج للمذهب الشيطاني، حيث كانت جماعته تعمل مع الماسونية بهدف سيطرة الشياطين على العالم بأسره![7]

يذكر أن آدم وايزهاوبت كانت له علاقة مع المرابين اليهود الذين نظموا مؤسسة روتشيلد الشهيرة.

وبالنظر لتاريخ عبادة الشيطان في أوروبا نفهم لماذا لا تزال أفكار هذه الظاهرة متقبلة ومنتشرة في العصر الحاضر على الرغم من بشاعة طقوسها وفظاعتها.

ولأن الإسلام قطع دابر الشيطان وأقام الناس على جادة الطريق والتوحيد، لم يظهر بين المسلمين من يعبد الشيطان، لأن فعل ذلك ردة تستوجب إقامة الحد.

الفرق الضالة وعبادة الشيطان

لكن مع ذلك ظهرت بعض الفرق الضالة التي اشتركت مع عبدة الشيطان في أهدافهم وطقوسهم، حيث بدأت بإسقاط الشرائع وإطلاق العنان للشهوات والدعوة للإباحية. منها الخرمية والقرامطة والحشاشين. إلا أنها كانت تخفي حقيقة دعواها وتُبطنها، على عكس “اليزيدية” التي ظهرت أول مرة على إثر انهيار الدولة الأموية، واستمرت في تقديس يزيد بن معاوية بن أبي سفيان حتى انتهت لعبادة الشيطان الذي يسمى” طاووس ملك”.[8] حيث يعتقد أتباعها أن الشيطان هو الموحد الأول، لأنه رفض السجود لآدم، كون السجود لا يجوز ولا ينبغي إلا لله وحده وإن أمر الله به جلّ جلاله، فكافأه الله – بزعمهم- بأن جعله طاووس الملائكة![9] كما يؤمنون بتعدد الآلهة، ويجعلون الشيطان إحداها، وهذا مناقض تماما للتوحيد في الإسلام.

ولذلك نجد في هذه الفرقة، رفض الشرائع والكتب السماوية بتكذيبها، تماما كما يعتقد عبدة الشيطان. وباطنية التعاليم، فتعاليمهم أغلبها سرية لا يُعلن عنها، ومع ذلك يطلبون الطاعة المطلقة من أتباعهم.

وهم يشجعون الإباحية فالزنا غير محرم عندهم ما دام عن رضا. فضلا عن طقوس أخرى للرذيلة. مثل احتفال الليلة السوداء ” شفرشك” بنفس طقوس الفرق الشيطانية بإطفاء الأنوار وشرب الخمر واستباحة الزنا والفجور.

عبادة الشيطان في العصر الحديث

استمرت بعض الفرق والجماعات تعبد الشيطان بطقوس سرية، وعلى شكل متفرق، خشية قمعها، إلى أن ظهر ” آليستر كراولي “، الساحر والمشعوذ حامل لقب “الرجل الأشرس في العالم”، (1875 – 1947م). فوضع أسس عبادة الشيطان في العصر الحديث. وعمل على الدفاع بقوة عن الشهوات الجنسية والسحر.

وفي عام 1900م أسس جماعة خاصة به سماها “النجم الفضي”، بعد أن خرج من جماعة العهد الذهبي، وبدأ رحلته في العالم لنشر أفكاره، وكان أثناء ذلك يروج للمخدرات ويتعاطاها، ويقدم الذبائح والتضحيات داعيًا إلى الشهوات، وقضى عمره في ذلك حتى وجد ميتًا هالكًا بين زجاجات الخمر وحقن المخدرات .[10]

نظريات كراولي وقانونه:

لخص كراولي قوانين لعبدة الشيطان تضمنت ما يلي:

1- توريط العوائل في عبادة الشيطان مما يضمن انتقال التعاليم لأبنائهم.

2-  مهمة جيله في نشر التعاليم الشيطانية.

3-  قيام عدد من الأشخاص بوضع تعاليم خاصة ضد القانون والدين والشرائع.

4- قيام مجموعة من عبدة الشيطان بتنظيم القوانين والدعوة إلى المعتقدات الشيطانية وجذب وإغواء الجمهور بشتى الوسائل المغرية.

5- الاهتمام بالمراهقين الثائرين على مجتمعاتهم فهم قوة التغيير في العالم.[11]

ووضع “الشيطانيون” من بعده -بدورهم- “قانون كراولي” الذي يجمع الحقوق التي يجب أن يتمتع بها كل إنسان وهي بحسب معتقدهم:

1- لكل إنسان أن يعيش وفق مزاجه الخاص، كما يريد. أي له الحق أن يتحلل من كل قانون وضابط، ورفض كل شرع ودين ولباس ملابس غريبة وأكل الغائط وشرب الدم والبول في طقوسهم، وسكنى الخرب والمقابر والأماكن المهجورة.

2- للإنسان الحق في أن يموت متى يريد، لذلك كثيرًا ما ينتحر عبدة الشيطان.

3- للإنسان الحق في أن يفكر كما يريد ويتكلم بما يريد بلا أدنى حد.

4- له الحق في أن يمارس الجنس بلا أي ضابط مع من يريد وبتعدي جميع الحدود الفطرية للبشر، ويدخل في ذلك الاغتصاب للحي كما للميت، وزنا المحارم والمثلية.

5- له الحق في قتل أولئك الذين يقفون عائقًا أمام تحقيق هذه الحقوق المزعومة.[12]

تأسيس كنيسة الشيطان

تلقف اليهودي الأمريكي “أنطون ساندور ليفي” (1930- 1997م) أفكار كراولي، وعمد لصياغتها من جديد مضيفًا لها من أفكاره الخبيثة ليؤسس “كنيسة الشيطان”، وألف لأجل إتمام عملية التضليل، “الإنجيل الشيطاني”، ثم عمل بكل جهده لجمع شتات الفرق والجماعات التي تعبد الشيطان في العالم في وحدة واحدة، يضاف إلى ذلك حرصه على نشر أفكاره المريضة، مما ساهم في انتشار عبادة الشيطان في العديد من دول العالم، خاصة أمريكا وأوروبا وجنوب إفريقيا، ثم تسللت أفكارهم السامة إلى مصر والأردن وفلسطين ولبنان والبحرين والمغرب والجزائر وتركيا وماليزيا.

ونتيجة لذلك أصبح في أمريكا عشرات الطوائف التي تقدس الشيطان، وفي العالم مئات الأماكن الرسمية التي تمارس فيها عبادات تقديس الشيطان بشكل رسمي.

الجماعات التي تعبد الشيطان في العصر الحديث

هي متعددة نذكر منها:

1-  تمبلي أورينتيس: أسسها الألماني كارل كيلنر في عام 1902م، وخلفه عليها بعد موته ثيودور روس، الذي عمل على الترويج لها حتى أصبح لكنيستها في عام 1988م، 48 فرعًا، وفروع كثيرة منتشرة في العالم.

2- كنيسة الحكم الأخير: أسسها الزوجان البريطانيان – روبرت وماري آن غريمستون، عام 1963م، حيث نشرا أفكارهما في رحلة إلى العديد من الدول، وحصلا على ترخيص لكنيستهما في أمريكا ثم قاما بإنشاء فروع أخرى لها على الرغم من اشتهارها بالعنف والجرائم والإرهاب، وكانت العبادة فيها توجه ليهوه (اسم الإله عند اليهود) ولوسيفر (الشيطان لدى النصارى).

3- كنيسة الشيطان: أسسها اليهودي الأمريكي أنطون ساندور ليفي عام 1966م، وألف لها كتابًا مقدسًا أطلق عليه اسم “الإنجيل الشيطاني”، فيه مجمع عقائد وأفكار عبدة الشيطان. ثم ألف كتابًا آخر للطقوس الشيطانية. وهذه الكنيسة هي أخطر المنظمات الشيطانية، لكثرة أتباعها وتعدد فروعها الكثيرة ونشاطاتها في العالم.

4- الجمعية القارية لأمل الشيطان: مؤسسها أريك ماك أليستر، في مونتريال الكندية، فيها عشرات الآلاف من الأعضاء عبر العالم لعبادة الشيطان. ينتسبون إليها بالمراسلة عن طريق البريد.

5- معبد ست: أسسه ميخائيل أكينو، بمساعدة ساحرة، بعد انشقاقه عن كنيسة الشيطان التابعة لليفي في عام 1975م، في حركة حملت اسم “الارتداد الكبير”.

6- كنيسة الإنسان العالمية: أنشأها واين وست، كان كاهنًا في كنيسة ليفي، ثم بعد تجريده من مهامه شكل كنيسة الإنسان العالمية التي تعبد الشيطان بدون الشيطان.

7- جماعة السحر الأسود: جماعة أمريكية تعتمد طقوس العبادات الشيطانية مع تعاطي المخدرات والتضحية بالحيوانات وشرب الدماء.

8- الكنيسة الشيطانية الأرثوذكسية: مؤسسها تيري تايلور، عام 1971م، تقوم دعوته على أن الشيطان يخدم الإنسان كمصدر المعرفة الكاملة.

9- مؤسسة أبراكساس للشر: مؤسسها نيكولا تشريك، مقرها في سان فرانسيسكو بالولايات المتحدة الأمريكية، يدعي أبراكساس أنه خارق لديه قوة فائقة من قوى الطبيعة.

10- عائلة المسيح: تابعة لعبادة الشيطان، مؤسسها تاجر يتعاطى المخدرات في سان فرانسيسكو يحمل اسم الأخ يسوع المسيح، وذلك في عام 1980م، اجتمع حوله المدمنون على المخدرات، ومن طقوسهم تقديم القرابين البشرية والحيوانية، والانتحار.

وهذه المنظمات الشهيرة يتبعها أيضا منظمات أخرى أصغر، منها: المعبد الشرقي، الشيطانيون، الفودو، جماعة الوثنيين، جماعة ذوي الرؤوس الحليقة، جماعة الطريق، جماعة هاري كريشنا، ومعبد الغروب وبوابة السماء.[13]

الشيطان في كتب اليهود

لن نتعمق في هذا المقام في تبيان الدور اليهودي في نشر عبادة الشيطان في العالم، إنما سنسلط الضوء على حقيقة أن الفكر اليهودي كان ينتهي إلى تقديس الشيطان، وذلك ثابت في نسخة التوراة المحرفة التي لديهم حيث تبرئ إبليس من غواية آدم، وتنسبها للحية، فضلا عن الدفاع عن الشيطان في عدة مواقف. وعن وصف هذا الشيطان بصفات منافسة للرب ونفس الأمر تكرر في التلمود.

هذا التقديس في كتب اليهود رافقه النزعة الوثنية وتعدد الآلهة لديهم والطقوس الشيطانية في عبادتهم، مثل تقديم القرابين قسمة بين الرب والشيطان، الصلاة على الشيطان، والاستشفاء بالشيطان، وتقديم القرابين البشرية وسفك الدماء، والتشجيع على الفواحش والشذوذ، والتعامل بالسحر والاستعانة بالشياطين.

وهذا يذكرنا بدور اليهود في ظهور الفرق الضالة الفاسدة كما هو الحال مع الحركات الباطنية التي ظهرت بين المسلمين واتخذت كلها من ابن سبأ اليهودي وأفكاره قدوة يُقتدى به.

العقيدة الشيطانية

إن الكذب والغموض من أساس العقيدة الشيطانية، وقد تمكن ليفي مؤسس كنيسة الشيطان – في بداياته- من استقطاب شخصيات شهيرة في الولايات المتحدة إلا أن الخلافات التي ضربت بكنيسة الشيطان وخروج جرائم طقوسها للعلن، وسمعة ليفي السيئة وتفاهة إنجيله الشيطاني، أضعفت هذه الكنيسة الشيطانية، خاصة مع اصطدامها بالأديان. فأعلن ليفي أن شيطان كنيستهم غير شيطان النصرانية والإسلام ليحقق بذلك انعطافة تستقطب الأتباع.

ومن أبرز صفات الشيطانيين أنهم يسعون لإنكار وجود الله تعالى وإلغاء الفكر الديني تماما، ويعلنونها صراحة أن هدفهم إلغاء مصطلح “الله”! ولا شك أن تهافت أفكار عبدة الشيطان ومناقضتها لذاتها، يجعل من قبولها بين الناس أمرًا صعبًا جدًا، مع ما تحمله من شذوذات واضطرابات وأمراض نفسية وسادية وانحطاط وإيذاء للذات والغير، لذلك يلجئون إلى استغلال الشباب صغار السن وفتنتهم واستدراج الضعفاء وتوريطهم، وهكذا يعتمد انتشار “عبادة الشيطان” على الحيلة والإخضاع والابتزاز، فنحن أمام حالة انحراف عقدي خلقي فطري خطير لا يُستهان بمكر العاملين على نشره.

ومما يجدر التنبيه إليه أن عبادة الشيطان هي جوهر عقيدة الماسونية وأنهما في الواقع كيان واحد حيث تعد جماعات عبادة الشيطان الفرع الشبابي الممهد لإفراز قيادات الماسونية واللوتاري وغيرها من الجماعات السرية التي تعبد الشيطان.[14]

تلك الماسونية التي ظهرت من عباءة التحالف الصليبي الصهيوني الحديث في الغرب، وتغلغلت في الكيانات الدولية ووصل رجالاتها إلى أعلى المناصب في كل الدول وهي التي تعمل في الغرب بشكل علني وتملك نفوذًا وتؤسس محافل علنية لعبادة الشيطان.

وأما أطفال عبدة الشيطان، فينشأون منذ نعومة أظافرهم على فكرة أنهم شياطين صغار، وأن ربهم الشيطان الأكبر، ويتعرضون لتشوهات في أشكالهم بالأحماض القوية على أنها مياه مباركة!

وصايا عبدة الشيطان التسع

يشترك عبدة الشيطان في حبهم الانغماس في الملذات وإطلاق العنان لها بلا قيد ولا رقيب، وإعلان الكفر وفحش القول وإيذاء أنفسهم والآخرين، والله سبحانه يقول (وَلَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ ۚ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُّبِينٌ * إِنَّمَا يَأْمُرُكُم بِالسُّوءِ وَالْفَحْشَاءِ وَأَن تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ) (البقرة: 168-169).

وفيما يلي الوصايا التسع لعبدة الشياطين:

– الشيطان يمثل الوجود الحيوي الواقعي والحقيقي، وليس الأحلام الروحية.

– الشيطان يمثل الحكمة النقية غير المدنسة وليس خداع النفس بأفكار زائفة منافقة.

– الشيطان يمثل الشفقة والرفق لمن يستحقها، بدلا من الحب الضائع الذي نبدده على الجاحدين وناكري الجميل.

–  الشيطان يمثل الانتقام وليس التسامح وإدارة الخد الآخر.

–  الشيطان يمثل المسؤولية لمن هو مسؤول وليس الاهتمام بالمعتوهين ومصاصي الدماء.

–  الشيطان يمثل الإنسان كونه حيوان آخر، ربما أفضل أحيانا، وأغلب الأحيان أسوأ من تلك التي تسير على أربعة لأنه بفضل تطوره الفكري والروحي أصبح أشر من جميع الحيوانات.

–  الشيطان يمثل كل ما يطلق عليه ذنوب أو خطايا حيث إنها جميعا تؤدي إلى الإشباع الجسدي والعاطفي.

–  الشيطان هو أفضل صديق للكنيسة حيث أبقاها حية وفي عمل دائم طوال العصور.

ويجدر التنبيه إلى حذف ليفي للوصية العاشرة وهي: “الشيطان هو الذي سيحرز النصر على الله في آخر الزمان”.  حيث سارع لاستدراك هذه الوصية، بعد أن لاحظ وقوعه في تناقض صارخ وشهد على نفسه بالكذب، فمن جهة هو ينكر وجود الله سبحانه ومن جهة أخرى يتحدث عن نصر مزعوم عليه جل جلاله!

وهذه كانت وصايا الإنجيل الشيطاني.

طقوس العبادات الشيطانية

للتقرب من إبليس يمارس عبدة الشيطان طقوسًا خاصة بهم من أقوال وأفعال كفرية دموية وسحرية. في أوقات محددة ومناسبات معينة.

تنقسم الطقوس الشيطانية لثلاثة أنواع بحسب إنجيلهم:

1- الطقس الجنسي بلا حد أو قيد بإطلاق العنان للشهوات إلى أحط الدرجات. كل ذلك يتم بالرقص والغناء رفقة موسيقى خاصة بهم، حيث تتم ممارسة الجنس جماعيًا بكافة أشكاله وأنواعه، مع الأحياء كما مع جثث الموتى، مع البشر كما مع الحيوانات ولا يُستثنى من ذلك أحد حتى الأطفال! وغاليا يتم ذلك في المعابد أمام كافة الأعضاء أو المناطق المهجورة، بالاتفاق أو بالاغتصاب.

2- طقس الرحمة والتعاطف، يخص أعضاء الكنيسة الشيطانية، بتقديم مساعدة في الصحة والتجارة والأعمال المالية وما يصب في الشهرة والنجاح المادي.

3- طقس التدمير، حين الغضب والمضايقة والتأفف والانزعاج، لمجرد الكراهية يستعمل فيه السحر ويستهدف فيه الأشخاص الذين يراد إهلاكهم. الهدف منه إلحاق الأذى واللعن. والرغبة في القتل والتدمير.

وتتطلب ممارسة هذه الطقوس:

–  لباس خاص أسود مع نجمة خماسية ترمز للشيطان، أما النساء فلباس فاضح.

–  المذبح، مكان مرتفع تقدم عليه الذبيحة أو البخور أثناء طقوسهم، مع امرأة عارية.

–  رمز البافوميت، يستخدم من قبل فرسان الهيكل ليمثل الشيطان يوضع على الحائط فوق المذبح.

–  الشموع، السوداء خاصة ولا تستعمل إلا شمعة وحيدة بيضاء.

–  الأجراس، يذكرنا ذلك بالحديث عن أبي هريرة – رضي الله عنه -، أن رسول الله – صلى الله عليه وآله وسلم – قال:”الجرس مزمار الشيطان”.[15]

–    كأس القربان وشرابه، كرمز للنشوة والبهجة.

–    السيف، كرمز للقوة.

–  المخطوطة، وهي غالبا قطعة من جلد الماعز لكتابة الطلبات عليها، يمكن استبدالها بورق أسود، حيث يُكتب الطلب على المخطوطة سواء كان لعنة أو سحرًا، يقرأها الكاهن بصوت مرتفع ثم يحرقها بلهب الشمع المشتعل.

المناسبات الشيطانية

وتشمل المناسبات والأعياد الشيطانية: عيد ميلاد الفرد، لتمجيد نفسه، وعيد الهالوين الشهير، وعيد القديس والبورجا، حيث أخذ اسمه من أسطورة قديمة عن الساحرات والشيطان. ينضم إليها عيد الفسق العظيم، كما يدل عليه اسمه، هذا إضافة إلى عدة مناسبات أخرى أقل أهمية.

واحتفالات عبدة الشيطان تتراوح بين طقوس جنسية ودموية شديدة القبح، ما يعكس مدى الشذوذ والانحراف، الذي يعاني منه أصحابها.

ويعتبر أخطر هذه الاحتفالات “القداس الأسود”، حيث يقدم فيه قربانًا بشريًا أو حيوانيًا، ويجمع خلاله الدم في كأس يشرب منها الجميع ثم يلطخون به أجسادهم، وسط صخب الموسيقى والتراتيل التي تمجد الشيطان وتسخر من الله عز وجل والأنبياء عليهم السلام، كما يمزقون القرآن والأناجيل ويدوسونها بأقدامهم ويتبولون عليها، ثم ينتهي الحفل بممارسة جماعية. وفي الواقع فإن هذا القداس يجتمع فيه كل أشكال الكفر والكبائر والفسق والفجور بشكل لا قاع له تماما كما يريد الشيطان لبني آدم!

العضو الجديد في الجماعة

كل عضو جديد يخضع للتعميد بطقوس جنسية يخضع فيها للأعضاء الأقدم منه، ويتم التمهيد لانضمامه بإعلان الكفر والتلفظ بفحش القول وإيذاء نفسه بطرق خبيثة عجيبة، فضلا عن دفع مبلغ شهري للمعبد ورسوم الاحتفالات التي ينظمها. ومقابل ذلك يوقع على صك يشهد على التزامه بكفره. ولا بد أن يقر فيه أنه عبد لإبليس لا يؤمن بإله غيره.

ومع نظام درجات ومراتب. تتم ترقية هذا العضو – حسب شدة كفره وفجوره وفساده وعدوانيته- من عضو صغير مسجل إلى عضو نشط، إلى ساحر، إلى كاهن إلى كاتم السر وهي الدرجة الرابعة، ثم سيد شيطاني أو الشر الأعظم وهي أعلى درجة والأشد كفرًا وظلمًا، يذكرنا ذلك بقول الله تعالى سبحانه ( ثُمَّ لَنَنزِعَنَّ مِن كُلِّ شِيعَةٍ أَيُّهُمْ أَشَدُّ عَلَى الرَّحْمَٰنِ عِتِيًّا) (مريم: 69).

وعملية الدخول إلى عبدة الشيطان تمر على مرحلتين:

الأولى مرحلة ما قبل الطقوس الشيطانية حيث يتم استدراج الشباب إلى حفلات صاخبة من دون إعلامهم عن حقيقة مضمونها الشيطاني، ويتم توريطهم في المخدرات والخمر والجنس بشكل خبيث إلى أن يدمنوا على ذلك ولا يمكنهم التخلص منه. كما يحصل في هذه الحفلات المس والصرع ويُدفع الشباب إلى إيذاء أنفسهم ومن يعترض عليهم.

والثانية هي الأخطر، حيث تتولى مجموعة متخصصة في تحضير الشياطين وسط طقوس دموية وحشية، يغلب عليها السحر والشعوذة وشرب الدماء وتغطيس الجماجم فيها وممارسة الجنس الجماعي في المناطق المهجورة كالمقابر، على زعم أنهم يستمدون القوة من الأموات والشياطين والجنس، فيجد الشباب أنفسهم أمام عادات عبدة الشيطان وطقوسهم فلا يمكنهم التراجع لأن ثمن ذلك القتل، ويتم ابتزازهم بالتهديد والإدمان فيلجأ الكثير منهم إلى الانتحار والبعض يواصل معهم بعد أن فسد بالكلية.

القرابين البشرية

إن أشد وأخطر القرابين، التضحية بالبشر، ويفضل عبدة الشيطان الطفل الصغير عن غيره، وتتم العملية داخل دائرة سحرية، حيث يتم تعذيب الضحية قبل التضحية به، ثم يشرب الحضور من دمه. كل هذا تحت صخب موسيقى وأغاني خاصة بهم، كلماتها كفرية فاسقة، قال تعالى (وَاسْتَفْزِزْ مَنِ اسْتَطَعْتَ مِنْهُم بِصَوْتِكَ وَأَجْلِبْ عَلَيْهِم بِخَيْلِكَ وَرَجِلِكَ وَشَارِكْهُمْ فِي الْأَمْوَالِ وَالْأَوْلَادِ وَعِدْهُمْ ۚ وَمَا يَعِدُهُمُ الشَّيْطَانُ إِلَّا غُرُورًا) (الإسراء: 64).

وتشير بعض الدراسات إلى أن في أمريكا يختفي نحو 40 ألف طفل سنويًا في ظروف غامضة، بينما يتم العثور على أكثر من 5000 جثة لأطفال مجهولي الهوية. وتوجه أصابع الاتهام لعبدة الشيطان، وهذا حقًا تجرد كامل من الإنسانية قبل الدين لعنهم الله.

رموز عبدة الشيطان

فيما يلي أشهر رموز عبدة الشيطان:

1.    بافوميت: أشهر الرموز بشكل دائرة في داخلها نجمة خماسية وفيها رأس كبش. ترمز إلى الشيطان وألوهيته، كما أنها رمز جماعة فرسان الهيكل، التي عُرفت في أوروبا في العصور الوسطى. واشتهر أتباعها بالكفر والشذوذ الجنسي. وهذا الشعار تستعمله الماسونية أيضا.

2.    العين التي ترى كل شيء: أو العين الثالثة، لها شكلان، الأول يرمز للشيطان، تحتها دمعة ترمز لحزنه على من خرج عن تأثيره، الثاني عين في أعلى هرم، ترمز إلى عين إبليس وأتباعه، الذين يهيمنون على العالم من خلال التحكم بالمال والثروة، وهو نفس الرمز في العملة الأمريكية “الدولار”. ما يشير إلى مدى تأثير عبدة الشيطان على أصحاب القرار في المجتمع الأمريكي خاصة على المؤسسة الاقتصادية.

3. الصليب المقلوب: وهو رمز للتهكم بالنصرانية، يوضع في عقد ويلف على الرقاب كما يوضع على أشرطة الأغاني وأسطوانات موسيقى “الروك” و”الميتال” الشيطانية.

4.  الآنك: يمثل طقوس الخصب، يسمى أيضا خاتم الحياة الطويلة يعود إلى الحضارة الفرعونية. ويمثل الذكر والأنثى.

5. ين يانج: مستقى من الفلسفة الصينية القديمة يشار به إلى قوتين متعارضتين.

6. العاصفة المزدوجة: شعار مشترك بين عبدة الشيطان والنازية، يعني “المدمر”، يُلبس على شكل عقد للتغلب على الآخرين بزعمهم.

7.   الهلال والنجمة: يمثلان ما يسمى آلهة القمر ديانا، وابن الصباح، وهو اسم إبليس في سفر أشعيا، يستخدم للسحر والشعوذة.

8.  الصليب الشيطاني:  وفي نهايته علامة استفهام مقلوبة، للتشكيك في الأديان.

9. الفوضوية: شعار يعني إلغاء كافة القوانين وسيادة القانون الشيطاني، القائل “افعل ما تريد”.

10.  الصليب المعكوف: إشارة قديمة استخدمت من قبل هتلر، وجدت في بعض الآثار والنقوش البوذية، والعملات اليونانية، وترمز إلى عبادة الشمس كآلهة.

11. العدد “666”: يكتب بالحروف أو بالأعداد، أو بثلاث دوائر متداخلة، وهو مأخوذ من سفر الرؤيا من نص يشير إلى أن من يقبل أن يوسم بهذا الرمز يعد خاضعًا للشيطان مستعدًا للعمل داخل النظام الاقتصادي الذي يضعه، وهو رمز للسيادة العالمية التامة للشيطان.

وكذلك يسعى عبدة الشيطان من خلفهم اليهود للسيطرة على الاقتصاد وفرض نظامهم العالمي. وسنلاحظ اعتمادهم على قاعدة “اكفر” مقابل أن تحصل على نفوذ وشهرة.

هذا إضافة إلى رموز الطقوس (دموي جنسي، أسود وغيره) مع رموز التحية والتعارف العجيبة الغريبة (الإله الأقرن، اليد القرناء إشارة الساحرة). ينضم إليها رموز أخرى كالخنفساء وصليب نيرون، للتهكم بالنصارى، وصليب تاو، رمز لإله فارسي قديم. والقرن لطرد العين وحفظ الشيطان بزعمهم.

ومن خلال هذه الرموز يظهر جليًا أن أصل عبادة الشيطان يعتمد على شتات حضارات قديمة من مخلفات الأمم الوثنية البائدة.

الإنجيل الشيطاني

لم نشاهد من يصنف الإنجيل الشيطاني كمحرض على الإرهاب ولا عبدة الشياطين كإرهابيين على الرغم من أن إنجيلهم يقوم على ثقافة العنف والدعوة الصريحة للقتل، خاصة قتل الأطفال والأجنة في بطون أمهاتهم. ثم قتل كل من يعارض عبدة الشيطان، والتحريض على كافة أشكال العدوان والأذى، واعتبار كل تسامح ذلًا ومهانة بل ويأكلون لحوم البشر بحماية السلطات كما حصل في الولايات المتحدة التي تعلن الحرب العالمية على الإرهاب.

ولم ينج من جرائمهم حتى الحيوانات، خاصة القطط والكلاب التي تنتهي بتقطيع أوصالها واستخراج أحشائها وشرب دمائها، فهؤلاء الأبالسة الذين تجردوا من كل إنسانية وآدمية، يتبجحون بالاغتصاب الذي يسلطونه على الأعضاء الجدد لإخضاعهم ولا يجدون حرجًا في نبش القبور واستخراج الجثث منها، للتمثيل بها واغتصابها، وكذلك يفعلون بالأطفال والحيوانات، وكل هذا الطغيان الفظيع! اكتسى صفة القداسة!

بل أكثر من ذلك، إن من قادة هذا العالم قطعًا عبدة للشيطان الذين يعرفون بعضهم البعض بالأوشام والرموز الخاصة والمعرفة الشخصية أثناء الحفلات والمناسبة وممارسة الطقوس الشيطانية.

الصفات الشكلية لعبدة الشيطان

أبرز صفات عبدة الشيطان تغيير الخلقة لمحاكاة إبليس، بتشويه وجوههم وأشكالهم، منها حلق الشعر كاملا والوشم على جلد الرأس أو تثبيت قطع معدنية أو بلاستيكية على جلد الرأس. أو ثقب الوجه خاصة الأنف والأذنين وتغيير حجمهما باستخدام قطع معدنية أو بلاستيكية إضافة إلى استخدام أقنعة جاهزة غالبًا مرعبة، بقرنين، أو الاكتفاء بوضع قرنين وصبغ الوجه بالألوان.

من صفاتهم أيضا تحديد الأسنان لإيجاد فروق بينها ووضع أنياب صناعية بارزة. ولديهم محلات خاصة ببيع جميع مستلزماتهم لتغيير أشكالهم.

ولعل من أخطر هذه المستلزمات، استخدام الأحماض قوية التركيز ورشها على الوجه والجسم بغرض التشويه استجابة للشيطان، وقد كان من ضحاياها أطفال صغار تشوهت خلقتهم للأبد.

يدخل في صفاتهم أيضا الملابس الخليعة بألوان صارخة مع تفضيلهم للون الأسود، وأغلب ملابسهم رثة مهترئة تحمل رسومات خاصة مرتبطة بأفكارهم كالجماجم ورؤوس الكباش وعلامة الموت، أو عبارات جنسية فاضحة تدعو للرذيلة.

وتبقى القذارة صفتهم الأبرز، فأظافرهم مطلقة وشعورهم متسخة، لا يقربون الماء لطهارته، وفي عبادتهم للشيطان، كلما ازدادوا قذارة ازدادوا قربا من هذا الشيطان اللعين.

يتشبه رجالهم بالنساء ونساؤهم بالرجال، يحيون بعضهم البعض بتحية خاصة بالأصابع،  بعدة طرق، منها رفع إصبعي الخنصر والسبابة وضم الوسطى والتي تليها، مع الإبهام أسفلهما.  والملاحظ أن العديد من زعماء ومشاهير العالم يستخدمون بعض طرق عبدة الشياطين لتحية الجماهير.

اللون الأسود لدى عبدة الشيطان

يولي عبدة الشيطان اهتماما بالغًا باللون الأسود  في كل طقوسهم وملابسهم، حتى أن غرفهم سوداء، ويتعمدون طلاء الأظافر باللون الأسود وكذلك الشفاه، ويكثرون من الكحل بشكل مبالغ فيه، معتقدين أن الأسود لون الظلام ومرتبط بالشر والموت وزاعمين أن الشيطان يحبه وهو في الأخير اختيار لمعاكسة الأديان.

كيف تسلل عبدة الشيطان للمجتمعات المسلمة؟

غالبا بسبب ضعف الإيمان والخوف من الله والجهل بالإسلام والتخلف العقدي يضاف إليه المناهج الدراسية الضعيفة التي تحشد أفكار وفلسفات معادية للإسلام وتقدمها على أنها نظريات علمية. كأفكار داروين في أصل الإنسان وفرويد في علم النفس. هذا دون الحديث عن التعريض بوحدة الأديان، في وقت أصبح فيه العلم بالدين ثانويًا، واعتلى فيه دعاة الضلال المنابر، وشرّعت فيه الأبواب للغزو الفكري واستقبل فيه العدو اليهودي المتربص بأحضان التطبيع.

ولاشك أن الإعلام من أبرز البوابات التي تسمح بانتشار أفكار عبدة الشيطان مع ما ينقله من فساد ذوق وفطرة وتهييج للغرائز والإباحية والإلحاد، خاصة مع تطور وسائل التواصل الحديثة كالإنترنت الذي يسهل نقل الأفكار الفاسدة بين فئات تعاني الانهزامية المزمنة للغرب والتقليد الأعمى لكل ما يصدر عندهم، قال النبي عليه الصلاة والسلام فيما رواه البخاري ومسلم: “لتتبعن سنن من كان قبلكم حذو القذة بالقذة، حتى لو دخلوا جحر ضب؛ لدخلتموه”.

يأتي هذا الفساد الكبير في المنظومة بالتزامن مع حرب شرسة على الإسلام والعلماء الربانيين والمصلحين ومظاهر الصلاح والخير.

الشرائح المستهدفة

على الرغم من إفلاس وضعف الدعوة لعبادة الشيطان إلا أنها تتحرك وفق منهج استغلالي لنشر أفكارها، بالإغراءات المالية واستهداف ضحايا الأمراض النفسية وأبناء الأغنياء الذين يعانون من البطالة والفراغ والتخلف العقدي.

لذلك لم يقتصر نشاط عبدة الشيطان على الولايات المتحدة وكندا وألمانيا وبريطانيا وفرنسا والدول الأوروبية الأخرى وكيان الاحتلال الصهيوني، بل أصبح لهذه العبادة الخبيثة بؤرًا تنشط في العالم الإسلامي، في كل من مصر ولبنان والأردن والبحرين وتركيا وماليزيا والمغرب والجزائر والكويت وحتى في غزة، دون أن ننسى في العراق بشكل علني “اليزيديون”.

وسنجد أن أغلب من تورط في جرائم عبدة الشيطان هم خريجو مدارس أجنبية يفتقدون الالتزام والاستقامة، متأثرين جدًا بالغرب وثقافته، فضلا عن أبناء السياسيين والدبلوماسيين الأجانب وأبناء الأغنياء الذين يجدون المال ولا يملكون أدنى نصيب من التقوى. تنتقل لهم عدوى الفساد هذه من عدة طرق منها السياح والتعليم والإعلام.

خطر عبدة الشيطان

يكمن خطر عبدة الشيطان في هدم الفطرة البشرية، والحرب على القيم الإنسانية وعلى الإيمان بالله والتطهر من دنس الخبث والخبائث، خطرها لا يقف على تهديد حياة الفرد بل وكل المجتمع والأجيال التي تُركت لتربية الصدفة، والإهمال، فضلا عن خطرها على الصحة الجسمية والنفسية وتهديدها لأمن الأسرة والمجتمعات. وتشجيعها الانتحار وإلقاء النفس للتهلكة.

مثال من الواقع

نقلت الصحافة قصة أم فقدت ابنها بسبب عبدة الشيطان، حيث تروي والدة بشارة.غ (27 سنة)، أحد ضحايا عبدة الشيطان في لبنان، قضى حرقًا بعدما أشعل النار في نفسه، تفاصيل حياته قبيل إقدامه على الانتحار، فتقول: “لم أكن أعلم أن وضع ابني خطير إلى هذا الحد، وأن جلوسه الطويل أمام شاشة الكمبيوتر وانفراده سيؤديان به إلى هذا المصير”. لقد “كنت أتحمل كل شيء ولا أحب أن أشكو لأحد عن تصرفاته، لأنني كنت أظن أنها فترة طيش وتمر، ولكن ما كسر صمتي في الفترة الأخيرة الكفر الذي كان يتردد على لسانه وتردي حالته الصحية والنفسية”.

وأضافت “منذ أن عاشر بعض الشباب، لم يعد يتصرف بشكل طبيعي، كان يدخل إلى غرفته ويقفل بابها ويقوم بحرق أشياء فيها، وكم من مرة غيرت بعض أثاثها، إضافة إلى أنه كان يشتري الكثير من مادة “التنر” بحجة استعمالها للرسم ولكن لاحظت في الفترة الأخيرة أنه كان يستنشقها وأنها تؤثر في صحته وسلوكه. فهو مثلا كان يستيقظ طوال الليل وينام في النهار حتى عمله لم يعد يذهب إليه، مما جعل أصحاب العمل ينذرونه بفصله من العمل”.[16]

 هذه الشهادة مع مثيلاتها تقدم دليلا مهما لأولياء الأمور لاستدراك أبنائهم قبل فقدهم، فخطر عبدة الشيطان أقرب للأسر مما يتصوره البعض.

كيف نتصدى لعبدة الشيطان

يكون التصدي لعبدة الشيطان وفق منهجين:

منهج وقائي: يركز على التربية الدينية العقدية والخلقية للأجيال، وفضح خطط عبدة الشيطان الخبيثة وأساليبهم القذرة في استغلال الضعفاء، إضافة إلى صناعة وعي بالتاريخ والواقع لكل المستويات العمرية، وتحفيز الأنفس على علو الهمة وسمو المقاصد.

يدخل في هذا المنهج، العمل الحثيث على تطبيق الشريعة الإسلامية في الحكم والتشريع، وتطهير المجتمعات من نجاستهم وتتبع شبكاتهم والقضاء عليها مبكرًا لمنع فسادهم من التسلل. ويدخل في ذلك حماية ساحات التعليم والثقافة والإعلام والسياحة من شرورهم والقضاء عليهم كفيروسات ضارة لا يجب أن تصل عقولا فتية مع الحرص على تطوير مناعة عقدية ضدهم.

ثم لا بد من انتشال الشباب من مستنقع البطالة والفراغ والتيه واستدراكهم بدورات شرعية وصناعة وعي يليق بالمسلمين، إضافة إلى شغلهم في العمل وتطوير الذات وصناعة الهمة، لإصلاح المجتمعات التي غرقت في الانهزامية وجاهلية العصر الحديث.

ومنهج علاجي: يقضي بالاستتابة وتطبيق حد الردة  وتجفيف منابع عبدة الشيطان واجتثاث أسبابهم التي يعتمدون عليها، وسد طرقها على رأسها المدارس الأجنبية والسياح والفرق الغنائية الأجنبية وتجارة المخدرات والخمور والزنا. يمضي هذا العلاج، بالتوازي مع العلاج النفسي بفتح مراكز خاصة لمعالجة الضحايا نفسيًا وعقديًا أو استدراكهم بمجرد مشاهدة الأعراض الغريبة تظهر في سلوكهم.

الحل الدائم: الإسلام

إن التمسك بالإسلام أمان وحفظ ورقي نفس، للفرد كما للمجتمع، لذلك يجب أن تمضي جميع الجهود في سبيل إعادة السلطان لدين الله وإعلاء كلمته لأنه الوحيد القادرة على مواجهة مكر الشيطان وعبيده، في وقت بات فيه واضحًا أين وصلت الجهود العالمية في الحرب على الإسلام ومحاولة سلخ المسلمين من دينهم وكيف أضحى أبناء المسلمين ونساؤهم في مرمى أهداف الحرب على الإسلام.

فعلى المسلم أن يستذكر دائمًا أن عدوه الأول هو الشيطان وأن يحذر أشد الحذر من الانجرار لمكائده واستدراجه ويكافحه بقاعدة الإيمان والإسلام والإحسان و(إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ).

قال تعالى للشيطان (إِنَّ عِبَادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطَانٌ إِلَّا مَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْغَاوِينَ) (الحجر: 42). وفي الآية قال الشيطان (فَبِعِزَّتِكَ لَأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ * إِلَّا عِبَادَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِينَ) والله سبحانه يقول لعباده المؤمنين (إِنَّ كَيْدَ الشَّيْطَانِ كَانَ ضَعِيفًا) (النساء: 76).

وختاما: تعرفنا على عبدة الشيطان لنطور وعيًا بشدة فسادهم وضرورة الحذر منهم والعمل على التصدي لهم وقطع الطريق عليهم، بعد أن ثبت نشاطهم في بلاد المسلمين، وكما قال أبو فراس الحمداني:

عَرَفتُ الشَرَّ لا لِلشَر   رِ لَكِن لِتَوَقّيهِ

وَمَن لَم يَعرِفِ الشَرَّ    مِنَ الخَيرِ يَقَع فيهِ

________________________________________________________

من المراجع:

ظاهرة عبادة الشيطان، دراسة وتحليل طارق عمر علي التلباني.


[1]  الموسوعة العربية العالمية، مجموعة من الباحثين، 16/72، ط2، مؤسسة أعمال الموسوعة، الرياض، 1999م.

[2]  حول الحركات الهدامة، د. خليل حسونة، 250، ط1، مكتبة اليازجي، غزة، 2005م.

[3]  الموسوعة العربية العالمية 16/72

[4]  إبليس، 51

[5]  إبليس، 118

[6]  تاريخ الكنيسة، القس جون لوريمر، ترجمة عزرا مرجان، 4/24، ط1، دار الثقافة، القاهرة.

[7]  أحجار على رقعة الشطرنج، وليم غاي كار، ترجمة سعيد جزائرلي، ط5، ص9.

[8] من قاموس الأديان الصابئة، الزرداشتية، اليزيدية، أسعد السحمراني، 74، ط1.

[9]  الموسوعة الميسرة، 1/373

[10]  عبدة الشيطان تاريخهم ومعتقداتهم، ممدوح الزوبي، ط1، 17-18.

[11]  المصدر السابق ص 13

[12]  المصدر السابق، ص 16-17

[13]  عبدة الشيطان، الزوبي، 110.

[14]   حكومة العالم الخفية،  مجلد 1 ( صفحة 124 ).

[15]  هذا حديث صحيح على شرط مسلم، ولم يخرجاه .

[16]  العربية: والدة أحد ضحايا “عبدة الشيطان” تروي تفاصيل حياته

شارك
Subscribe
نبّهني عن
guest

1 تعليق
Oldest
Newest Most Voted
Inline Feedbacks
View all comments
مسلمة

نسال الله السلامة و العافية و ان يرد كيدهم في نحورهم.

1
0
Would love your thoughts, please comment.x
()
x