حنيفا مسلما .. لا مشركا ..

قال الله جل جلاله (مَا كَانَ إِبْرَاهِيمُ يَهُودِيًّا وَلَا نَصْرَانِيًّا وَلَٰكِنْ كَانَ حَنِيفًا مُسْلِمًا وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ (67) إِنَّ أَوْلَى النَّاسِ بِإِبْرَاهِيمَ لَلَّذِينَ اتَّبَعُوهُ وَهَٰذَا النَّبِيُّ وَالَّذِينَ آمَنُوا ۗ وَاللَّهُ وَلِيُّ الْمُؤْمِنِينَ (68) وَدَّتْ طَائِفَةٌ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَوْ يُضِلُّونَكُمْ وَمَا يُضِلُّونَ إِلَّا أَنْفُسَهُمْ وَمَا يَشْعُرُونَ)


ومن غربة الدين أن يكرر المسلمون في صلاتهم كل يوم 17 مرة (اهدنا الصراط المستقيم صراط الذين أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضالين) ومع ذلك يروج الطغاة لمشروع “البيت الإبراهيمي”باسم الإسلام والإسلام منه براء.
هذا مقام نصرة للتوحيد فلا يتخلفن مسلم عن نصرته فإن سنة التدافع ماضية!

وكل كسر فإن الدين يجبره
وما لكسر قناة الدين جبران

حين ترى التربص بأصول الإسلام الراسخة لهدمها .. تهون كل الخطوب والهموم ويهون كل فقد! ذلك أن المصاب في الدين جلل لا يُقارن! وأن الانشغال به أعظم لا يُبارى!

إن الزلزال الذي تموت فيه الأنفس وتهدم فيه الأبنية وتذهب فيه الأموال والممتلكات على مصابنا فيه أهون من أن تُمس أصول الدين لتهدم!
وإن كانت هذه النوازل تزلزل المؤمنين وتضيق لها صدورهم إلا أن فيها رحمة.. فهي تخفف عنهم مصائبهم في الدنيا وتشغلهم بنصرة الدين.. وفي ذلك تخفيف ورحمة ورفعة.

القضية لم تعد ردا على شبهة أو بدعة! أو دفع عدو صائل، القضية أضحت الدفاع عن أصل الدين، عن المسلمات في الدين، ومن المعضلات توضيح الواضحات ولكن المسؤولية عظيمة على كل مسلم ومسلمة، حفظ أصول الدين دونها الموت فهي جوهر التوحيد وهي حقيقة ما تحمله من إيمان!
فالقضية إيمان وكفر لا مجاملات.

روى الإمام أحمد وأبو داود عن ثوبان قال: قال رسول الله ﷺ: “لا تقوم الساعة حتى تلحق قبائل من أمتي بالمشركين، وحتى تعبد قبائل من أمتي الأوثان” صحيح الجامع.
وفي رواية: “لا تقوم الساعة حتى يلحق حي من أمتي بالمشركين، وحتى تعبد فئام من أمتي الأوثان”.
وهذه من أشراط الساعة الصغرى ..

هناك قضايا تدخلها الشبهات فيساء فهمها وتأويلها يقع فيها الجهلة، لكن أن يمس أصل التوحيد الذي يقوم عليه الدين فهذه لم تعد قضية رد شبهة إنها رد ردة!
وهذه الأصول التي يقوم عليها الإسلام نحفظها كما حفظها الصحابة وأجيال المسلمين من قبلنا حتى وصلنا الإسلام خالصا.
فليعبثوا ولنهدمن عبثهم.

كل ما تراه اليوم ليس إلا هجمة منظمة، وحملة ردة مدروسة بعناية بقيادة إبليس وشياطين الإنس من أعوانه، ولردها ودحرها لا بد من نشر التوحيد والصدع به وإعلاء كلمة الله وإن رغمت أنوف، هذا دين الله ليس “حرية رأي” ولا “حرية تعبير” إنها ثوابت نموت ونحيا بها، فعلموا الصغار قبل الكبار هذا الواجب!


(كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ)
إيمان المسلمين توحيد خالص لا يقبل الشرك به جل جلاله. ولا يمكن أن يجتمع طيب وخبيث في عقيدة ودين،
فمن أرادها علمانية وانهزامية فليس إلا عدوا لهذه الأمة. ويعامل معاملة الأعداء، (لَا مَرْحَبًا بِهِمْ) بيننا ولنفضحنهم نصرة لله.

ثم عن أي تسامح يتحدثون! وأغلب العالم الإسلامي منهوب ومحتل بالهيمنة الغربية!
عن أي تسامح يتحدثون والمسلمون في استضعاف واضطهاد قد تسلط عليهم النصارى واليهود والبوذيون وكل ملة معتدية!
فإن كان الواقع لا يمكن أن يقبل التسامح الذي يدعون له فكيف بالعقيدة الصريحة الواضحة! (إِنَّ الدِّينَ عِندَ اللَّهِ الْإِسْلَامُ).

هذا الدين ليس ملكا شخصيا، ولا ثقافة قومية! هذا دين رباني أنزله الله على خاتم النبيين للعالمين. فماذا يظنون أنفسهم يفعلون؟ وهزة أرضية تقضي على أنفاسهم وأبنيتهم الفاجرة!
على من يضحكون؟ أين هي الأقوام السابقة الكافرة، لم يبق منهم إلا أطلال وآثار للاعتبار ولكنه عمى القلوب والأبصار.

من شدة التماهي مع الباطل أصبحت لدينا فوبيا التكفير! وأصبح أهل العلم يترددون في إطلاق حكم الردة والكفر على من وقع في نواقض الإسلام!
(وَإِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ لَتُبَيِّنُنَّهُ لِلنَّاسِ وَلَا تَكْتُمُونَهُ)
لن نكون على خطاهم بل على خطى نبينا صلى الله عليه وسلم وسبيل المؤمنين،
علموا الناس نواقض الإسلام كما تعلمونهم أركانه.

تسامحهم مخادع كاذب، تسامحهم تمثيل لتحقيق مشروع إسرائيل الكبرى، تسامحهم ليس إلا تمهيدا للقضاء على دعوة الإسلام في العالم الإسلامي بإخراج نسخة بلا إسلام!
كل أرض تشهد على ظلمهم وعدوانهم .. فما بيننا القصاص واسترجاع الحقوق وإقامة العدالة التي أرادها الله وأمر بها. لا ترهات المنهزمين.

كم يزدرون عقولنا، ويحتقرون وعينا، ويعتقدون أن مجرد إعلان وبناء وإطلاق دعايات يغير عقيدة ماتت لأجلها أجيال!
لم يتركوا لنا فرصة إلا وهدموها كي لا تنهض هذه الأمة وتعود للريادة كما كانت! كبلونا بأغلال الهيمنة وحاصرونا بقوانينهم ونظامهم الدولي الظالم! ثم يريدون بعد كل ذلك أن نضحي بديننا!

ما هو المقابل لهدم الدين والتضحية بالتوحيد؟
مزيد إذلال وهيمنة وغطرسة من الذين كفروا، وكأنهم يقولون: افتحوا لنا أرضكم وبيوتكم وقلوبكم وعقيدتكم وميراثكم بدون أدنى مقاومة، ولنعيث فيها فسادا باسم التسامح!
كلا والله إنه الاستعباد الأخير والإهانة التي ما بعدها إهانة إنهم يستغفلوننا!

ماذا يتبقى من الإسلام إن قبلنا بفساد عقائدهم وتماهينا مع ضلالهم المبين؟
لتكونن سنة الاستبدال لنا بالمرصاد!
وليأتين الله بقوم يحبهم ويحبونه .. صفاتهم مبسوطة في سورة المائدة!
أي أن هذا الدين منصور بك أو بدونك .. ﴿يُرِيدُونَ لِيُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَاللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ﴾.

حال من يلهثون خلف البيت الإبراهيمي كحال فقراء اليهود لا دنيا ولا آخرة، وتلك سنة الله في الذين يبتغون العزة من الذين كفروا، ولله العزة جميعا.
لا يغرك حجم الدعايات، فإن ظلام فسادهم يبدده حقيقة أن هذا الدين جاء ليحكم لا ليتماهى! جاء ليخرج الناس من الظلمات إلى النور رغم أنف كل مرتد!

(لَا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ ۖ قَد تَّبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ ۚ فَمَن يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِن بِاللَّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَىٰ لَا انفِصَامَ لَهَا ۗ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ (256) اللَّهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آمَنُوا يُخْرِجُهُم مِّنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ ۖ وَالَّذِينَ كَفَرُوا أَوْلِيَاؤُهُمُ الطَّاغُوتُ يُخْرِجُونَهُم مِّنَ النُّورِ إِلَى الظُّلُمَاتِ ۗ أُولَٰئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ ۖ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ (257))


أعيدوا المصطلحات القرآنية،أحيوا القلوب بذكر الأحكام الإسلامية المهيبة، قولوا للكافر يا كافر، وللمرتد يا مرتد! ولا تأخذكم في الله لومة لائم، فهذا الدين ليس بحاجة للاستجداء لأنه دين منصور من رب السماوات والأرض!
وإنما نتركه ميراثا لكل من يأتي بعدنا .. أننا لم نقبل الدنية في ديننا.


(فَتَرَى الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ يُسَارِعُونَ فِيهِمْ يَقُولُونَ نَخْشَىٰ أَن تُصِيبَنَا دَائِرَةٌ ۚ فَعَسَى اللَّهُ أَن يَأْتِيَ بِالْفَتْحِ أَوْ أَمْرٍ مِّنْ عِندِهِ فَيُصْبِحُوا عَلَىٰ مَا أَسَرُّوا فِي أَنفُسِهِمْ نَادِمِينَ)

قد أخبرنا الله عنهم وحذرنا نبيه ﷺ منهم!
انشروا العلم من القرآن والسنة، ولا عليكم بعدها،
(للِّيَهْلِكَ مَنْ هَلَكَ عَن بَيِّنَةٍ وَيَحْيَىٰ مَنْ حَيَّ عَن بَيِّنَةٍ)


(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَىٰ أَوْلِيَاءَ ۘ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ ۚ وَمَن يَتَوَلَّهُم مِّنكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ ۗ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ (51))

منا أو منهم .. لا خيار ثالث ولا تلاعب بالأوصاف!
لا يمكن إمساك العصا من المنتصف، إما الإسلام أو الكفر.
فمن اختار فقد حكم.


القرآن من أول سورة فيه إلى آخر سورة فيه، دعوة للتوحيد وتحذير من الشرك ومن اتباع المغضوب عليهم والضالين.

قد نصبر في حياة فقر وحاجة وتحت وطأة احتلال .. لكن لا يمكن أن نقبل حياة بدون توحيد وبراءة من الشرك كما أعلنها نبي الله إبراهيم عليه السلام .. وذاك مفهوم الحنيفية!

(قَدْ كَانَتْ لَكُمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ فِي إِبْرَاهِيمَ وَالَّذِينَ مَعَهُ إِذْ قَالُوا لِقَوْمِهِمْ إِنَّا بُرَآءُ مِنكُمْ وَمِمَّا تَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّهِ كَفَرْنَا بِكُمْ وَبَدَا بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةُ وَالْبَغْضَاءُ أَبَدًا حَتَّىٰ تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَحْدَهُ)

يضم كنيسة ومسجدا وكنيسًا.. افتتاح ما يسمى “بيت العائلة الإبراهيمية” في الإمارات.


(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمْ أَوْلِيَاءَ تُلْقُونَ إِلَيْهِم بِالْمَوَدَّةِ وَقَدْ كَفَرُوا بِمَا جَاءَكُم مِّنَ الْحَقِّ)

(إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ (55) وَمَن يَتَوَلَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا فَإِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْغَالِبُونَ (56) يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا الَّذِينَ اتَّخَذُوا دِينَكُمْ هُزُوًا وَلَعِبًا مِّنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِن قَبْلِكُمْ وَالْكُفَّارَ أَوْلِيَاءَ ۚ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ (57))

حصنوا الأجيال بالقرآن والسنة فما هو قادم .. ردة في ثوب الإنسانوية والعلمانية. القرآن والسنة درع وسيف، لا يهزم مؤمن بهما!

شارك
Subscribe
نبّهني عن
guest

0 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments
0
Would love your thoughts, please comment.x
()
x