النسوية المسترجلة: أعمى يقود بصيرا!

من أقبح ما يمكن أن تشاهده في زماننا: امرأة مسترجلة ورجل متأنث .. هذا ما صنعته النسوية في مجتمعاتنا.

الإسلام منظومات متكاملة ملتحمة بعضها ببعض، لكل من الرجل والمرأة فيها وظيفته التي يكفل الإسلام حقوق صاحبها في كل ظروفه وأحواله وهي وظيفة تستوعب الفطرة وأهداف الأمة المسلمة.

جعل الله القيادة والإنفاق مسؤولية الرجل لتتوفر للمرأة مساحتها التي تبدع فيها وتسد ثغرها في حفظ بنيان الفرد والأسرة والمجتمع. وأسقط عنها عناء السعي للرزق ومكابدة مشاق الحياة رعاية لأنوثتها وفطرتها ودورها. وقام اقتصاد الأمة على مجموعة آليات متشابكة تحقق التوافق والانسجام وتحفظ لكل ذي حق حقه.

جاء الغرب بعد حقبة الاحتلال وخلال حقبة الهيمنة فمنع إقامة الإسلام بكل منظوماته ولم يسمح إلا بمساحة ضيقة في حدود العبادات الفردية وأحكام الأسرة. لكن جشعه في استغلال المرأة وتوظيفها في مطحنة الرأسمالية، استوجب استراتيجية لاستعباد المرأة تصطدم بسد منيع هو الإسلام. فكان لا بد من مكر!

بدأ الغرب بصناعة أتباع مخلصين لدعاويه منزعجين من طهارة الإسلام وأظهرهم في المجتمعات المسلمة وكانت عملية سهلة تكفل بها الإعلام بامتياز مع بعض التمويل وديكور الدجال وباطله. تظهر فيه المرأة في دور البطل الذي جاء “يحرر المجتمعات المسلمة” ويخرجها من النور إلى الظلمات وسموه التنوير!

حديث هذه المرأة “الكومبارس” لا يخرج عن طعن في ميراث أمة برمتها وطعن في دين ورجولة أجيال من رجالات الأمة وتعدي سافر على معتقداتها وأصالتها وهويتها. إنه احتلال وغزو من نوع جديد بمرتزقة يجترون دعوات الغرب بانهزامية وبغض لدين الله تعالى. جاء هذا بعد أن شغلوا الناس باللهث خلف لقمة العيش!

وأصبح الدفع بالمرأة لمنافسة الرجل بندية تحت شعارات “المساواة” يصنع اختلالا كبيرا في منظومة الأسرة والمجتمع بل والاقتصاد والتربية وكل المنظومات تأثرت. فهرم القيادة اهتز وجاءت الفتنة هذه المرة من النساء بشكل مختلف عما عهده السابقون! جاءت بصفة الاسترجال! ومنازعة الأمر أهله وطلب السيادة.

ولأنها في حقيقتها حرب على الفطرة قبل أن تكون حربا على الإسلام اصطدمت النسوية ودعاوي الغرب الخبيثة بجدار متين في الأمة، ونبذها الأحرار ولم تعدو قدرها. لكن الأجندة الجديدة هي فرض الشذوذ الذي يعمل عليه الغرب بسعار لم يسبق له مثيل، ولا بد من إيجاد حل مع متانة هذا الدين للتسلل.

كان لا بد من مزيد من الوقاحة والعار والكذب والفوضى والتسلق وكل ما فسد، والوسيلة مرة أخرى هذه المرأة الكومبارس! التي تتصدر مسترجلة في مقام قيادة! على أنها المكتشف لفساد ديننا وعدم صلاحيته لمجتمعاتنا في هذا الزمان الذي هيمنت فيه الأمم المتحدة الكافرة! فكان مشهدا يلخص حقيقة “أعمى يقود بصيرا”!

بعد أن انحرفت عن دورها في أمتها، تريد أن تحرف الإسلام كله ليخدم هواها وظلمها لنفسها. في الواقع هي مجرد ببغاء لما يمليه عليها أسيادها. تقول لا بد من تغيير أحكام الميراث في الإسلام فالمرأة اليوم ليست المرأة في عصر النبي صلى الله عليه وسلم والصحابة والدول الإسلامية المتتالية! لا بد أن تذل كل النساء مثلها!

لا بد أن نغير المنظومة الاقتصادية برمتها في الإسلام لأجل سواد عيون المرأة المسترجلة! وتحمل الإسلام كل المظالم التي ما وجدت إلا لحرمان هذه الأمة من تطبيق كامل متكامل لشريعة الإسلام. كل هذا أحدثه بعض التطبيق للإسلام في العبادات الفردية ومساحة الأسرة، كل هذه الحرب وهذا السعار لتبديل الدين!

تعتقد أن إعطاء المرأة نصيبا مساويا للرجل في الميراث سيحل مشاكل المرأة! وهذا يعني بالمقابل رفع يد الرجل عن كل إنفاق وتتحول المرأة المسلمة – وحاشاها- لحال المرأة الغربية البائسة! تدفع مناصفة كل مصاريف البيت مع صاحبها وليس زوجها. وتكدح مثلها مثل الرجل وتحاسب على التقصير في حمل ومرض!

هي تقيس العالم على حالها! وليس على فطرة النساء! ولا على أحوال أمة برمتها. هذه الأنانية وهذا الهوى يتصدر اليوم المنابر ليعلمنا أنه أفهم بمصلحتنا من شريعة ربنا لنا! ومثل هذا الفكر القذر إعلان حرب ومجاهرة بالمعصية تتطلب وقفة مع النفس!

إن كان اختزال الإسلام في مساحة الفرد والأسرة أرقهم!

فلا بد أن إقامة الإسلام كاملا وتطبيق شريعة الله تعالى في كل الميادين واجبا سيكون مزلزلا لهم ونصرا مبينا. هذا ما يجب العمل عليه اليوم بشدة وبتعاون مهيب. فهو الرد الأمثل على مثل دعوات الغرب النسوية والشاذة والمحاربة للفطرة والدين.

بعد ذلك سيتعتلي المنابر رجال أفذاذ يذكرون لنا إنجازاتنا الحقيقة. رجال أنجبتهم نساء مؤمنات أشد حبا لله تعالى، عملن بشغف وتفان على تربية جيل مسلم موحد معتز بدينه وهويته، لا يذل ولا ينهزم إلا لخالقه عز وجل. هذا النوع من النساء القلاع، يعده الله تعالى لنيل سهم في نهضة الأمة وانبعاثها. وهو انبعاث لا يكون إلا بالدين خالصا. لا تبعية جرباء! ووعد الله حق.

الإسلام لم يظلم المرأة إنما هم من ظلموا الإسلام والمرأة. حين حرموا هذه المرأة أن تنعم بعيش عادل وآمن تحت ظلال الشريعة. ولو أجرينا مقارنة بشأن حقوق المرأة في جميع الأديان والأعراف، لما وجدنا أعدل وأفضل من حقوقها في الإسلام. ولذلك كانت نسبة أكثر المعتنقين للإسلام في العالم نساء.

اليوم الساحة مفتوحة لكل من هب ودب، والهيمنة لا تزال بيد الغرب، فليسرحوا وليمرحوا حتى يقر الله أعيننا بسنن الله فيهم وسنن الله لا تحابي أحدا. فاستمسكوا بالعروة الوثقى لا انفصام لها، إنما هي أيام ويأذن الله فيسقط الأذل ويقوم الأعز! فطوبى لمن تمسك بأسباب عزته (ولله العزة ولرسوله وللمؤمنين ولكن المنافقين لا يعلمون).

شارك
Subscribe
نبّهني عن
guest

0 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments
0
Would love your thoughts, please comment.x
()
x