النسويات ممن يشاقق الله ورسوله ويتبع غير سبيل المؤمنين

(ذلك بأنهم شاقوا الله ورسوله ومن يشاق الله فإن الله شديد العقاب)

هل ينفع من يشاق الله تعالى دعم مؤسسات دولية وإعلام مأجور وتصفيقات المنافقين والظالمين! كل من شاق الله ورسوله كان مصيره مزبلة التاريخ وخاتمة السوء. (قل فانتظروا إني معكم من المنتظرين).

يتسللون بحجج “الزمن تغير”، “التنوير”، “المرأة مظلومة”، “القوانين المدنية” ويكررون أسطوانة “الإسلام الأمريكي” كمن سبقهم ولا تزال للعنات تلاحقهم. هل غيروا شيئا من عظمة الإسلام؟ هل نالوا من هيبته بالمكر الكبار! بل (فأما الزبد فيذهب جفاء وأما ما ينفع الناس فيمكث في الأرض).

المشكلة ليست في خطابهم فمفضوح خبثه وبغضه لشريعة الله ولكن المشكلة أن هذه الأبواق تتسلل بحماية دولية تمهد الأرضية لفرض الإسلام الأمريكي على الشعوب. يحاولون جمع أصوات المنهزمين حولهم وتحييد الإسلام الحق بحجة مظلومية المرأة. هذه ببساطة وظيفة النسوية. فهي كفر بشريعة الله وولاء للغرب.

نظرة واحدة في من يدعمهم ويروج لهم في علاقاتهم وسيرهم تلخص لك أبعاد المهمة. والحقيقة أن خشيتهم من الإسلام أكبر من خشيتهم من ظلم المرأة، وأفضل وسيلة للمسلمة لرد عدوانهم، المطالبة بتطبيق شريعة الله ونبذ قوانين الأمم المتحدة. لن تفتح المنابر لأبية تطالب بذلك لكن الاستقامة كما أمر الله لوحدها نصر.

لا تنقصنا المؤلفات ولا الردود على الهراء الذي تنشره هذه النسوية ولا ينقصنا معرفة واقعنا وما نعيشه من ظلم ووطأة هيمنة لكن ما ينقصنا هو إعادة التطبيق الكامل لشريعة الله التي يحاربون. لم يسمحوا للإسلام بالبروز جزئيا إلا في ساحة الأسرة والآن أعجزتهم هذه المساحة فانشغلوا بتشويهه وإقصائه! يا لجبنهم.

أولئك الذين يعتقدون أن هذه معركة جديدة لم يفقهوا بعد خلفية الصراع، بل هذه مجرد مجاهرة جديدة تمشي بالموازاة مع موجة فرض الشذوذ في العالم بأوامر غربية. السيناريو أمريكي والإخراج نسوي! ومع أنه سيحصد بعض الضعفاء إلا أنه مهزوم محسوم بنصر الله تعالى لدينه. فالخسران المبين لمن انهزم لهؤلاء.

يكفيك آية واحدة في كتاب الله وسورة واحدة وختمة واحدة لتهدم هذا الباطل كركام ندوسه بأقدامنا. بدل أن يقيموا شريعة الله كاملة عملوا على إخراج المرأة من وظيفتها وفطرتها وقالوا لا بد من تغيير الشريعة لأنها لم تعد تناسب طموحات الغرب في هذه المرأة ولو أعادوها لفطرتها وأقاموا الشريعة لتلاشت مظلوميتهم.

حين فشل الغرب في هدم الإسلام في حياة المسلمين عمد إلى تشويه الإسلام ليناسب استراتيجية هيمنته على الأمة المسلمة التي يعلم القاصي والداني أنها أخطر ما يخشاه هذا الغرب ويحاصره ويعمل على منعه الانبعاث من جديد. فالتاريخ مرعب لهم والحاضر مقلق أكثر والنسوية وسيلة لشغل الأمة عن صناعة الرجال وقيادتهم.

لكن فاتهم أن في هذه الأمة رجال مؤمنون ونساء مؤمنات لا يركعون لغير الله عز وجل والصراع الدائر حقيقة هو بين (حَتَّىٰ يَردُّوكُم عن دِينِكُم إِنِ اسْتَطَاعُوا) وبين “حتى ترجعوا إلى دينكم”. فهم يحاولون ردنا عن ديننا ونحن لمواجهة ذلك لابد من عودة مهيبة لدين الله نفديها بالنفس والنفيس.

لا بد أن تزداد فخرا واعتزازا بدين الله أيها المسلم وأيتها المسلمة مع كل مكر جديد وكل آية جديدة من آيات الله نبصرها عيانا. الله أكبر! كيف يجعل الله مكرهم سببا لاشتداد عزيمتنا في نصرة ديننا، كيف يظهرهم الله في أعيننا مجرد أمساخ ضعفاء! كيف يدفع في القلب قوة الحق منتصرة! هذا لوحده فضل.

الحمد لله أن أعداء الإسلام لا يقدرون الله حق قدره ! الحمد لله أن غرورهم وخبثهم جعلهم يزدرون عظمة الإيمان وبركاته في صدور المؤمنين والمؤمنات، الحمد لله أنهم يحاولون بهذه النذالة والخسة لا بفروسية وذكاء، فهذه من تأييد الله لأنصاره، يريهم هشاشة أعدائه وهم في أوج تجبرهم وغطرستهم وفجورهم.

والنصيحة الواجبة في هذا المقام، دعك أيها المسلم وأيتها المسلمة من كل ترهاتهم وحتى الرد عليهم فهم مبرمجون لحرفك عن دينك ولكن داوهم بما يزيد الرهبة في صدورهم بمزيد استعلاء بدين الله وإعلاء لكلمته سبحانه وعمل وسعي لإقامة شريعة الله في قلوبنا وأسرنا وحياتنا وكل مكان. فذلك هو الرد المهيب.

لا تتعدوا حدود الله والتزموا أمره ونهيه وإن ظلمتم، فالله جل جلاله حين ينصر عبده، لا توجد قوة في الأرض يمكن أن تنصره كما ينصره الله. ومن كان الله مولاه فلتجتمع قوى الظلم والطغيان من أقطار الأرض لن يصيبه إلا ما كتب الله له (إِن يَنصُرْكُمُ اللَّهُ فَلَا غَالِبَ لَكُمْ ۖ وَإِن يَخْذُلْكُمْ فَمَن ذَا الَّذِي يَنصُرُكُم مِّن بَعْدِهِ ۗ وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ).

احفظوا الجيل بالقرآن والسنة، ربوهم على التوحيد وتعظيم الله عز وجل وعلى رجاء رحمته، أعدوهم لما هو آت من ملاحم ليكونوا فرسانا وقلاعا ينصرون الله ورسوله صلى الله عليه وسلم فذلك هو تحقيق الذات والمستقبل والنجاح في الحياة الدنيا والآخرة! وما دون ذلك زخرف يفنى ومحاسبة شديدة يوم القيامة!

( لا تحسبوه شرًّا لكم بل هُو خيْر لكم ) خير لتنبعث القلوب من جديد بمسؤولية وخشية. خير ليميز الله الخبيث من الطيب وينظف الأمة من كل دخن ونفاق، خير ليصطفي الله تعالى الصادقين والشهداء، خير بإقامة حجة جديدة وآية من آيات الله الجليلة، خير لأن ما بعد الضيق إلا الفرج (ومكر أُولئك هو يبور).

وسيلتهم الكذب والتدليس ولا يخجلون من فجورهم يتصدرون بجهل وحقد أعمى ولو أنهم فقط صدقوا مع أنفسهم ولم يبخسوا الإسلام حقا لكان في نصيحتهم أمل! والحمد لله في هذه الأثناء دخلت الإسلام نساء أشد حبا لله ورسوله واعتزازا بدينه في عقر ديار الغرب والكفر! فتأمل سنة الاستبدال العظيمة.

قالت عائشة رضي الله عنها: “ما رأيتُ رسول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم منتَصِرًا من مظلِمةٍ ظُلِمَها قطُّ ما لم تُنتَهك محارمُ اللَّهِ فإذا انتُهكَ من محارم اللَّهِ شيءٌ كان أشدَّهم في ذلِك غضبًا”. الغضب لدين الله سنة. ومن صفات الذين يحبهم الله ويحبونه “لا تأخذهم في الله لومة لائم”.

وحفظ هذا الدين أمر قضى به الله عز وجل وكفى بالله وكيلا. ولكن حفظ أنفسنا على ما كان عليه النبي صلى الله عليه وسلم وصحابته الكرام هو واجب المرحلة، كي نسلم الأمانة للأجيال المقبلة فتستمر المدافعة حتى يأذن الله بالنصر والتمكين.

عدوك لا يتنازل لنصيحتك وتحذيرك لكنه يتأدب ويرتدع بعزتك!

فاللهم أعزنا بالإسلام وأعز الإسلام بنا. وكما أريتنا خذلان وخسران من شاق الله ورسوله وحاد عن سبيل المؤمنين أرنا في رؤوس النسويات وداعميهم ومموليهم وكل شبكاتهم ما يشفي صدور قوم مؤمنين.

(فستذكرون ما أقول لكم وأفوض أمري إلى الله إن الله بصير بالعباد)

والله مولانا ولا مولى لهم.

شارك
Subscribe
نبّهني عن
guest

1 تعليق
Oldest
Newest Most Voted
Inline Feedbacks
View all comments
فتاة الظّل

ما شاء الله الله يكرمك دكتورة

1
0
Would love your thoughts, please comment.x
()
x