العشرة بالمعروف علم وفن

رهن استمرارية العلاقات بمقياس الحقوق والواجبات بنديّة، لا يبني البيوت ولا يسعد القلوب ولا يرأب الصدع ولا يستوعب الضعف والزلل. من الحكمة حمل العلاقات على الإحسان والعشرة بالمعروف والمودة والرحمة فبها تتجاوز الأسر العقبات وبها التعاضد والتعاون على البر والتقوى، بها الاستدراك والإصلاح.

في زماننا، زمن الجفاء والقسوة وضعف الاستقامة والقهر، زمن تلاشي القيم النبيلة والغربة، لا شك أن أنبل عمل تقدمه لنفسك ومن حولك، العشرة بالمعروف والإحسان والتعامل بالوفاء وحسن العهد، لا تبتغي من ذلك جزاءً ولا شكوراً إنما القربى من الله تعالى وإسعاد قلب،

حتى لا يقال ذهبت المروءة من الناس.

إن الخطابات التي تكثر من الإلزامات والشروط في علاقات الزواج والأسرة، وتُعظم المحاسبة بين الزوجين وأفراد هذه الأسرة، متعبة مرهقة، تفقدها حس السكن، علموا الناس كظم الغيظ، والعفو والإحسان، علموهم المسابقة بالخيرات، فإنها نفوس ضعيفة تعيش في عصر جاهلية، لن يصلحها مثل إحياء الطيبة والرحمة والإصلاح بحكمة.

في العلاقات الأسرية، من الحكمة إتقان فن كسب القلوب، واستجلاب الخير الذي فيها، لسنا بحاجة لمعاملة القاضي والمحكمة إلا إن تصدع البيت بالفعل ولم يعد هناك حسن عهد ولا حرمة لأدنى مودة. ذكر الحسنات يغطي على السيئات، فلا يمكن أن تخلو الحياة منهما. والحسنات يذهبن السيئات.


اصنع جنتك بنفسك لتسعد.

لا يمكننا أن نفرض”نموذجا” بعينه للتعاملات الأسرية، فهي خاضعة للاختلافات التي فينا والتغيرات التي تعترينا، لذلك تأسيس فقه العشرة بالمعروف، هو الحل لكل المشاكل بإذن الله، لم يذكرها الله في القرآن إلا لحكمة بليغة ومعرفة بقلوب عباده، وهو الخبير البصير. لا ينجر عاقل لطريقة الغرب: الندية والقسوة!

فرق كبير بين قلب يقدم بكل حب وإحسان، برضاه ومسابقته، لا يسأل عن حقوقه، شغله الشاغل واجبه في إسعاد قلب.
وبين قلب يقدم بغصص في النفس، مكرها يتململ، يبحث في كل فتوى وسطر عن فرصة للتملص والمنّ.

العشرة بالمعروف علم وفن، بعضهم يريد أن يجعل منها معاهدة حرب.

شارك
Subscribe
نبّهني عن
guest
1 تعليق
Oldest
Newest Most Voted
Inline Feedbacks
View all comments
ام عبود

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. صدقت هى أصبحت معركة حرب القائد فيها زوج يبحث عن حقوقه فقط يهمل راعيته فلا يعلم الفتى قيم الرجولة والمروءة وخبرات الكسب الحلال واهم من ذلك أسس وأركان دينه وتعليمه أنه في الدنيا ليس إلا عبدا يحقق عبودية الله.لكن عندي سؤال مهم. كيف التعامل مع زوج له حياة خاصة مفروضة علينا فرضا . ليس له مواعيد لا في النوم ولا العمل ولا الطعام ويجب على أهل بيته أن يكونوا يقيظين لكل تغير يومي فى مواعيد طعامك ونومه فحقا لا مواعيد له هو يسير بمزاجية تامة. على خلاف شديد مع أهل بيته بسبب العلاقة الخاصة فهو عنده علم ذات يرى أن من حقه أخذ افضل شئ فى كل علاقة.وهناك الكثير غير أن زوجته لاتستطيع الحديث معه .ترى استحالة اقناعة بالتغير .

1
0
Would love your thoughts, please comment.x
()
x