بالاشتراك في النشرة البريدية يصلك جديد الموقع بشكل أسبوعي، حيث يتم نشر مقالات في جانب تربية النفس والأسرة وقضايا الأمة والمرأة والتاريخ والدراسات والترجمات ومراجعات الكتب المفيدة، فضلا عن عدد من الاستشارات في كافة المواضيع والقضايا التي تهم المسلمين.
لقد سعدت جدًا بالعديد من الرسائل التي تصلني من فتيات بين سن الثالثة عشر والسادسة عشر، على اختلاف فحواها وطرق التعبير التي لا تخرج عن نطاق العفوية والمحبة والطيبة وحتى السذاجة.
وإن كنت سألخص محتوى هذه الرسائل فسأصنفها لخمسة أصناف:
الأول: رسائل محبة ودعاء وشكر بأسلوب لطيف وأنيق.
الثاني: رسائل شكوى من الأسر وخاصة من الأمهات، وبعض الأحيان من الآباء.
الثالث: الخوف من المستقبل والحيرة في الاختيار وفقدان الشغف من الدراسة.
الرابع: العلاقات المحرمة، والتورط في علاقات هدامة.
الخامس: عدم الرضا عن النفس والأرق من هاجس تحقيق أحلام الأهل.
هذه أغلب مشاغل فتياتنا في هذا الزمان بشكل مجمل، ولي هنا معها وقفات.
أما رسائل المحبة والدعاء والشكر وما تحمله من طيبة وجمال، فغالبها يأتي من فتيات ينعمن بجو أسري طيب، وأمهات قائمات بثغر التربية بكل إخلاص، فهن صديقات لبناتهن، ويشاركنهن اهتماماتهن ما يصنع في الفتاة الشغف بما يفيد ومحبة ما تحب الأم من معالي الأمور، وهذا الصنف، ملتزم ومحب لله ورسوله صلى الله عليه وسلم، قد أرانا آثار وثمرة التربية الإسلامية الجادة والواعية، فسلام الله على كل الأسر والأمهات والآباء الذين أحسنوا التربية حتى أقروا أعيننا بمثل هذه النماذج المبشرة، حفظهم الله وذرياتهم وجعلهم ذخرا لدينهم وأمتهم.
2- سائل شكوى من الأسر وخاصة من الأمهات، وبعض الأحيان من الآباء
وهذا الصنف مما يكثر في زماننا، فكثيرا ما تشتكي الفتيات في هذه السن من أمها أو أبيها وللأسف فإن أغلب الشكاوى التي تصلني هي من تسلط الآباء والأمهات على بناتهن ومحاولة فرض طريقة في الحياة تتعارض مع ما تطلبه فطرتهن، واضرب أمثلة على ذلك:
كثيرا ما تطالب الأم من الابنة بالتبرج وإظهار الزينة وحضور الحفلات المختلطة من موسيقى وغناء ورقص، وكثيرا ما يتم ذلك بالتوبيخ وأسلوب القهر، بل وبعض الأمهات تتحول لوسواس خناس تعيب على ابنتها حب الستر وعدم الاختلاط وتنعتها بالتخلف والرجعية! أمهات جاهلات ظالمات لأنفسهن، يقذفن ببناتهن في أوساط الفتن، ولا يرعين حق دين ولا أمومة! وقد رأيت في بعض الرسائل عبارات مبكية، فتيات يكافحن للبس النقاب، والحرب عليهن من أمهاتهن كأنها حرب إسلام وردة! وإنه لأمر مبشر جدا أن تفكر الفتاة منذ سن البلوغ في لبس النقاب والأصل أن يحتفل بها وتتوج على هذا الإقبال العفيف، لا أن تحارب وتحقر وتهان! وحسبنا الله ونعم الوكيل.
ومن الأمهات من تجعل حياة ابنتها جحيما، فتضعها تحت وطأة التحقير والسب والشتم وضرب الأمثلة بابنة فلان وابنة فلانة، وكلها نماذج لحياة بعيدة عن تربية الإسلام العظيمة، يكثرن من حديث تحقيق الأحلام، من شهرة وأموال ووضع اجتماعي مرموق منذ هذه السن الصغيرة، وإنه لأمر مؤلم بشدة أن تجد الفتاة تصارع هذه الأفكار التي تفرض عليها من أهلها بالقوة وبالأذى، وتجد نفسها محاصرة بكل ما يكسر نفسها وهي الفتاة الصغيرة! ولاتجد أمامها إلا أن تبذل لتحقق أحلام هذه الأم، فتاة “متحررة” بشهادة تدر عليهم الأموال وتحصّل لهم النفوذ، فيسبب ذلك ضغطا نفسيا شديدا على قلب هذه الفتاة التي ترى في دراستها ساحة رعب، فإن هي رسبت أهينت وإن هي نجحت، طُلب منها المزيد! وفي المقابل لا أحد يسألها عن صلاتها ومشاعرها.
ولا شك أن هناك رسائل تغلب عليها الحيرة، مثل كيف يمكن التعامل مع الأم والأب اللذان لا يستوعباني؟!، ولماذا يحصل التنافر وسوء الظن؟!، وكيف نتعامل مع الأب والأم اللذان لا ينصران الإسلام ولا يباليان بما يحدث للمسلمين، ويسخران من المقاطعة؟!، وكيف نتعامل مع الأم كثيرة التسخط واللعن والضرب، وكيف نتعامل مع الأم الخائنة التي تخون زوجها؟! وكيف نتعامل مع الأب المتسلط والظالم والغضوب؟!، وكيف أتخلص من التمييز المجحف والعنصرية في بيتنا وتفضيل الأم أو الأب لأخي أو أختي عني؟! وكيف نتعامل مع الأب الذي ليس له كلمة في بيته وزوجته هي الطاغية، وكيف أقنع أهلي أني أريد الزواج ولا أريد الدراسة، كيف أتعامل مع الأب العاضل الذي يطرد الخطاب، كيف أتخلص من خطبتي من رجل لا يصلي ولكنه غني وأقنع والدي برجل صالح فقير رفضه، وكيف وكيف!، كلها مواضيع يجدر طرحها ومناقشتها من الدعاة، لإيجاد مفاتيح التعامل معها بالنسبة للأجيال في مثل هذه السن، خاصة وأننا نعاني القصور في كفاءة الآباء والأمهات كما في الأبناء. وواضح جدا أن لدينا خللا كبيرا في العلاقة يصنع النفور والجفاء وله تداعيات سيئة جدا في مسيرة الأبناء، لذلك وجب التنبيه على هذا الثغر المهم من صناعة الوعي الأسري، والنضوج في مواجهة قصور الوالدين أو ضعف أحدهما أو كلاهما، بحفظ مكانتهما.
3. الخوف من المستقبل والحيرة في الاختيار وفقدان الشغف للدراسة
هذا النوع من الرسائل في الواقع يتكرر مع أغلب الفتيات حتى في سن أكبر، من التي نتحدث عنها، بل وصلتني رسائل لنساء تخرجن من الجامعات ولا يزلن لا يعرفن أين يتجهن قد تاهت بهن السبل، وكل ذلك للجهل بحقيقة وجود المرأة في هذه الحياة، وبأهمية الأدوار التي تقوم عليها كأمة لله تعالى، وابنة وزوجة وأختا وكل دور في أسرتها ومجتمعها، لقد أفسدت علينا مشاريع الرأسمالية الجشعة كل الأفكار الواعدة للفتاة المسلمة، وحمّلت بنات المسلمين أكثر مما تتحمل فطرتهن وطبيعتهن الأنثوية وهذا من الظلم العظيم بل هذا يصل إلى حد الوأد للفتاة في زماننا بشكل من الأشكال المهينة لكرامتها، وأقول، لنعيد ترتيب هذه الفوضى ونقدم حق الله تعالى قبل كل حق، ثم تتضح لنا السبيل، وأرى أن أكبر جريمة بحق النساء اليوم حرمانهن من الزواج مبكرا، واشتراط إنهاء الدراسة والتخرج والعمل! فلا تتمكن من تلبية حاجاتها الفطرية والنفسية، وعليها مع كل ذلك أن لا تُسمع أحدا صوت التذمر أو الأسى لأنه يفسد عليهم مزاعم “النجاح” التي يسوقونها تحت مبررات مهدومة.
ومثل هذا الجيل الذي يعاني التيه أنصحه بشدة للعودة لمرجعية القرآن والسنة وسير نساء السلف الصالح، وعدم الانجرار لإلزامات الاستعباد الذي تعيشه الأسر في زماننا، ومن يتق الله يجعل له مخرجا، فلتكن البداية بتصحيح العلاقة مع الله تعالى ومعرفة النفس البشرية والسعي لوضعها في مكان تشرق فيه وتثمر تقوى وإحسانا، وبعدها ستتلاشى كل الأفكار المشوشة. (وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ) وتشتد العزيمة ويقوى الأداء بشكل مهيب، وسكينة مؤنسة.
لذلك كل فتاة تسأل أين أتجه؟ اتجهي إلى الجنة! وابذلي لها، ولا تلتفتي لقطاع الطريق وكل عقبة، وتزودي بذخائر الإيمان والصبر والتوكل واليقين، يتقد الشغف وتنالين معية الله، ومن نال معية الله فقد نجا.
4. العلاقات المحرمة، والتورط في علاقات هدامة
هنا أقف لحظات لألتقط الأنفاس، فما قرأته في رسائل الفتيات في هذا الباب، يرتجف له القلب، فالكارثة ليست في كون الفتاة تورطت فحسب في مثل هذه العلاقات والتي في مرات تكون مع رجل متزوج أو رجل كهل أو علاقات متكررة، إنما المشكلة في أنها تطرحها موقنة تماما أنه حق لها، وهي تستشير من باب محاولة فهم طبيعة الرجال لتنجح في مثل هذه العلاقات وتكون مثل فلانة وفلان!
تتعطل لغة الكلمات أمام فتاة في سنة الخامسة والسادسة عشر وقد أقامت عدة علاقات وهي تقول “كلما أدخل في علاقة أفشل”، “كيف أتعامل مع الأولاد لا أفهم”، “لماذا لا يحبني أحد”، وهكذا لو نقلت بعض التعليقات الأخرى، لاسترجع المؤمن والمؤمنة كمدا.
فالقضية هي أسر لم تحفظ بناتها من هذه الفتن، فتن الاختلاط واللامبالاة بإقامة علاقات مع الشباب، والتهاون في الرقابة والتربية والاستدراك والتحصين للأنفس والأجيال، كل هذا من مخلفات العيش المزمن في لهث خلف متاع الحياة الدنيا على حساب الآخرة، وتناسي رهبة المساءلة أمام الله تعالى.
وأقول للفتاة التي تورطت في مثل هذه العلاقات التي يتم استغلالها فيها أبشع استغلال، والتي تدخلها بسذاجة وجهل وبحث عن الاحتواء العاطفي والإشباع العاطفي والاهتمام والذي غالبا تفتقده في أسرتها، صوني نفسك ولا تكوني فريسة للصوص الأعراض ولا لنزوات عاطفية عابرة، ولا تكون وسيلة لإشباع عاطفة ظالم لنفسه، لا يتق الله في أعراض المسلمين! ثم يتركك في منتصف الطريق تنحبين وتتألمين!
وكم من فتاة تحطمت منذ سن صغيرة بعد أن تعلقت برجل أجنبي، واستغل مشاعرها وأفرغ مراهقته معها بدون علم أهلها، وهي لم تتجاوز الرابعة عشر والخامسة عشر بعد، ثم نسمع صياح من يقول، لا تزوجوا القاصرات، لا تزوجوا الفتيات تحت سن الثامنة عشر، وكيف بالتي في سن 14 و15 وتقيم علاقات متعددة! فبأي عقول يفكرون، أليس إعفافها خير من أن تبقى ضحية الإهمال وتأخير الزواج بمبررات ما أنزل الله بها من سلطان.
وأغلب هذه الحالات خرجن من أسر مهملة أو أسر لا تعتني بالجانب العاطفي والنفسي للفتاة وترمي بها في مستنقعات الفتن كحال من ألقاه في اليم مكتوفا وقال له … إياك إياك أن تبتل بالماء!
بل وإن مثل هذه الفتيات يصبح أسمى اهتمامات الواحدة فيهن شكلها وطريقة ظهورها وجذب الرجل إليها، فهي لم تتعلم ما هو جوهر المرأة وأين تكمن قيمتها فتحولت أولوياتها إلى إرضاء نظرة المارة ونزعات الرجال الأجانب وجذب الاهتمام بها، وهي لم تزل بعد في مثل هذه السن!
ولن أفتح الآن ملفات الفتيات اللاتي تعرضن للاغتصاب والاعتداء وتداعيات ذلك في حياتهن ولا يعلم عن حالهن أحد من أهاليهن، ولعل في هذه الذكرى ما يوقظ حس الآباء والأمهات فيستذكروا أماناتهم بتقوى وإخلاص.
وأما المصيبة الأخرى أن العديد من الفتيات من هذا الصنف ومن عائلات ظاهرها الصلاح، يتزوجن بعد ذلك شبابا ملتزمين من أسر ترجو الخير والعفة، ولا يعرفون أنهم يدخلون فتاة قضت سن “مراهقتها” في براثن الفتن ومستنقعات الهدم لأنوثتها وتقواها. فتفشل المسكينة في القيام بدور الزوجة الصالحة والأم البارة، فكيف نرجو بعد ذلك تأسيس أسر سوية عاملة لربها وإقامة دينه في الأرض. وتستمر عدوى الفشل بأم غير مبالية وغير واعية، تنجب فتاة لتنشأ الأخرى في الإهمال وتكمل في سبل الضلال والهدم!
وهنا نرى أهمية العناية بالجانب النفسي والعاطفي للفتاة في البيت وحتى الابن، فمصاحبتهم في مثل هذه السن واحترامهم بالقدر الذي لا تجاوز فيه، والاقتراب منهم مهم جدا، كي لا تنحرف بهم السبل، لا تحرموا أبناءكم وبناتكم من الحضن والكلمة الطيبة والثناء والتشجيع وكل ما يعزز الرضا في أنفسهم والمحبة بينكم، تهادوا تحابوا، وليجمعكم العمل الصالح في سبيل الله والمسابقة لمرضاته، لتجتمع الأسر حول دفء جلسات تربوية يتم فيها تبادل الهموم والمشاعر والنصائح والبحث عن النقص وسده، وهكذا تحسسوا حاجاتهم قبل أن يتحسسها المخادع!
5. عدم الرضا عن النفس والأرق من مشكلة تحقيق أحلام الأهل
النماذج العارية التي تنتشر في الإعلام والتي لا نلقي لها بالا لوعي منّ الله به علينا، لا تمر مرور الكرام على الجميع، بل هي تقف في ذاكرة تلك الفتاة اليافعة المقبلة على الدنيا ببضاعة مزجاة وفي وسط مهمل، فتجدها متيّمة بصور المغنيات وأشكال الراقصات ونماذج الكافرات، حلمها أن تصبح مثل تلك الساقطة، ومثل تلك الزانية، ومثل تلك الفاجرة، وحسبنا الله ونعم الوكيل.
فتيات لم يرضين عن أشكالهن، فبدأن يشعرن بكآبة والتفكير في الانتحار، “لا أحد يحبني” ، “لست راضية عن شكلي”، “أؤذي نفسي بالضرب والجرح”، وهكذا، تنحدر الفتاة التي لا تملك التفاصيل الخُلقية والجسدية المنافسة للنماج الغربية المنتشرة، في حملات نشر الفاحشة، تنحدر لليأس والكآبة، فهي لا ترى قيمة لنفسها إلا في هذه السوق، سوق النخاسة في العصر الحديث، وإن هذا لمصاب جلل!
وحين تسأل مثل هذه الفتاة ما حلمها؟ فتقول، “أن أكون مشهورة وجميلة ويحبني الجميع”!
هذا ما صنعه إلقاء البنات في شباك الإعلام الهدام والإغراق بأفكار الغرب الفاسدة.
ما ألخصه هنا غيض من فيض وإنما هو فقط لإيقاظ الحس لأولياء الأمور، وأيضا للفتيات في مثل هذه السن، فتصون نفسها مسلمة أبية!
ومما يضاعف الشجن والأسى، أن أغلب هذه الفتيات من الصنف الذي انجر للدعوات الغربية وبقيت فيه بقية خير يدفعها للمراسلة والسؤال، لم يجدن الراحة ويبحثن على بصيص أمل، أول جواب على أهم سؤال في الحوار : أنهن لا يصلين!
وهذا من الكوارث التي دأبت عليها الأسر في زماننا، تضييع فريضة تربية الأبناء على الصلاة، فالأمهات والآباء في زماننا، يستنفرون كل طاقاتهم ليتمكن الابن والابنة من الذهاب للمدرسة وتحصيل العلامات الفاخرة والشهادات المزخرفة، لكن أن يؤدي صلاته في وقتها، فلا يزال صغيرا، لا داعي للتشديد في الدين، وحسبنا الله ونعم الوكيل.
ثم حين يكبر هذا الابن وهذه الابنة ويبحث عن الإسلام من جديد، ويكتشف عظمته، يحمل في نفسه نوعا من الحقد على والديه، لأنهم أهملوا تربيته التربية اللائقة لكي يختصر مسافات المسابقة لله تعالى.
قال تعالى (وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلَاةِ وَاصْطَبِرْ عَلَيْهَا ۖ لَا نَسْأَلُكَ رِزْقًا ۖ نَّحْنُ نَرْزُقُكَ ۗ وَالْعَاقِبَةُ لِلتَّقْوَىٰ)
لقد آن الأوان أن تعيد الأسر التفكير في أولوى أولويات التربية لأبنائها، إنه إقامتها على الإسلام ثم كل شيء يتحقق بعده، وليس الإسلام آخر المهمات، بل أولها وأولاها، فاتقوا الله في أبنائكم، فالأمر لا يقف على أسرة بل على مجتمعات تهدم بفعل هذا الإهمال والتضييع للأمانة بل وأمة كاملة!
ارحموا هذه الأنفس!
في الختام،
أرحب بكل الفتيات في هذه السن، وكل فتاة مسلمة تنشد حياة طيبة سوية، ومستقبلا واعدا، هناك الكثير من الأفكار التي يمكن الحديث عنها والمشاريع والمشاعر الجميلة، ووسائل صيانة النفس والارتقاء لمراتب الصدق والنجابة والسعادة، أحدثكن بها في الخاص، وإن تيسر أخرجها في العام بشكل مقالات مفيدة.
وإلى ذلك الحين، أوصيك يا أيتها الفتاة المسلمة، يا أيتها الدرّة الثمينة، بوصية تمسكي بها بشدة:
حافظي على صلاتك ولا تتهاوني فيها، واسعي للخشوع فيها.
حافظي على حجابك الشرعي كاملا وإياك والتهاون فيه، ولا تتحايلي فيه ولا تبدي منه زينة.
حافظي على عفتك وأنوثتك واحذري الاختلاط واستسهال الحديث مع الرجال، وصوني نفسك.
حافظي على صحبة صالحة، تقربك من الله واهجري كل علاقة صداقة تفتنك وتشغلك عن معالي الأمور فإن لم تجدي فكتاب وسماء.
تزودي بالعلم النافع وصحبة القرآن والسيرة والحسابات الملهمة، وإياك ثم إياك وهجر القرآن وإن أمكنك حفظ ما تيسر منه فأكرمي نفسك.
استعيني بالدعاء أن ينجيك الله تعالى من النار ويحفظك ثابتة عاملة في سبيل المؤمنين حرة أبية.
أعدي نفسك لتستلمي مكانتك في ثغر من ثغور الإسلام، ابنة وأختا، زوجة وأما، وأمة لله تقية صالحة.
ليكن سعيك لتسجيل اسمك في سجل الخالدات في الجنة، وليكن سعيك في الدنيا مهر لذلك. والله مولاك وناصرك.
اللهم احفظ بنات المسلمين وأبناءهم من الفتن ما ظهر منها وما بطن وأيدهم بنصرك وبالمؤمنين لما فيه صلاح دنياهم وآخرتهم.
النشرة البريدية
بالاشتراك في النشرة البريدية يصلك جديد الموقع بشكل أسبوعي، حيث يتم نشر مقالات في جانب تربية النفس والأسرة وقضايا الأمة والمرأة والتاريخ والدراسات والترجمات ومراجعات الكتب المفيدة، فضلا عن عدد من الاستشارات في كافة المواضيع والقضايا التي تهم المسلمين.
اللهم آمين يارب العالمين.
ماشاء الله تبارك الله جهد عظيم وتوجيهات مباركة.
جزاك الله خيرا دكتورة ؤبارك في جهودك🌷