من ينتظر من طوفان الأقصى أن يحقق تحريرا كاملا لفلسطين المحتلة، فهو لم يستوعب بعد طبيعة الصراع وتفاصيله في الواقع. لكن ما يجري اليوم هو لبنة أساسية في مشروع التحرير الكامل بلا شك، وعاملا مهما في إخراج جيل أشد استعدادا لتحمل أعباء مرحلة التحرير، وأداء واجب إعاقة مشروع التطبيع الخبيث بقدر الاستطاعة، وهذا بحد ذاته نصر.
أما الاحتمالات فتتعلق بدرجة استعداد المقاومة فعليا على الأرض، وأعتقد أن الأمر يعتمد على وجود خطوط إمداد أو خطط إمداد سرية، فمجرد توفرها، يجعل من أمد الحرب يطول مع اضطراب واضح في داخل الكيان المحتل. من المتوقع أن يسبب ضغطا متزايدا على كيان يريد أن يستقر ليحفظ مشروع الاستيطان ومصالحه الاقتصادية والسياسية. ما يدفعه لتقديم تنازلات لصالح جهود التحرير.
في حال لم تتوفر خطوط أو خطط الإمداد، فإن أي تراجع لدور المقاومة لا يعني نهاية الجهاد وبقاء الثغور شاغرة، بل يعني الاستفادة من هذه التجربة وتطوير أساليب المواجهة وتصحيح الأخطاء التي لا يجب التماهي معها وتبريرها.
وغالبا حركات التحرير المحلية لا تخمد جذوتها حتى وإن هدأت لحين، سيشتعل الجمر من تحت الرماد من جديد، وهو ما يؤكده محور التاريخ.
لو نظرنا في اسم كتائب القسام فهي تحمل اسم الشيخ عز الدين القسام قائد الجهاد الذي بدأ بجهوده في فلسطين بعد هجرته إلى حيفا في سنة 1339هـ – 1920م واستمر إلى استشهاده في 1354هـ – 1935م.
نحن الآن في 1445هـ – 2023م ولدينا كتائب تحمل اسم الشيخ رحمه الله، وهذا يكفي لتبيان أن حركات التحرير إن كانت تستند لمطلب شرعي ووجود أجيال تحمل أفكارها، لا تخمد! ولكن سنن الله في الأرض تؤدب الناس ليتعلموا ويستعدوا بوعي وأداء يستوجب التمكين والظفر.
ما يحدث انفراجة مهما كانت دامية!