من موجبات ثبات الصادقين

هناك تفصيل دقيق لا يفوت صاحب فراسة، يكشف درجة من الانحراف خطيرة وعميقة في النفس التي تتزين بالعلم.

إنها فلتات اللؤم والخبث التي تظهر في مواقف التصادم مع الأهواء، فتعري جانبا من النفس البشرية يستتر، لكنه يطغى عند أول فرصة انتصار للنفس ومع ذلك لا يبصره إلا القلة.

هذا التفصيل الدقيق، تُبنى عليه سير الناس، وفرصهم في ملاحم الارتقاء، وتُبنى عليه خواتيمهم!

ولذلك قال ابن رجب رحمه الله تعالى:”خاتمة السوء تكون بسبب دسيسة باطنة للعبد لا يطلع عليها الناس”.

فما أخطر هذه الثغرة، ونقطة الضعف التي يغفل عنها الناس وقد يستصغرونها، بينما جهادها واجب وبصيرة، ولا يكون ذلك بدون صدق مع النفس، وانكسار لله تعالى واستعانة به سبحانه ليتطهر القلب ويتنقى.

ولا يكون بدون شجاعة في إصلاح النفس. وتحمل تكاليف الاستدراك وتصحيح الأخطاء بتواضع، وبعبادات الخفاء، والخبيئة، والنصح للمؤمنين وحب الخير لهم.

لا تسمح لنفسك أن تتلوث بلؤم ولا خبث، ولا بحسد أو كبر، واقبل الحق ولو كان مرا، وأنصف ولو كان خصمك، فتلك من موجبات ثبات الصادقين!

وتذكر أن الله تعالى ينظر إليك، لا يخفى عليه شيء سبحانه.

شارك
Subscribe
نبّهني عن
guest

0 تعليقات
Oldest
Newest Most Voted
Inline Feedbacks
View all comments
0
Would love your thoughts, please comment.x
()
x