من أخطر تداعيات العيش تحت هيمنة الرأسمالية، تأثيرها في طرق التفكير وذهنيات المسلمين في زماننا بل وحتى في أخلاقهم وتقواهم!
لقد ارتهنت الأعين والأبصار جدا للدعاية والترويج الإعلامي، وأضحت تتعلق بأستار التزكيات المغرورة والتلميعات المنفصلة عن أدب الإسلام العظيم ومنظومة الأخلاق والمروءة.
وعلى طريقة حملات الديمقراطية للانتصار لطرف، يتفشى التدليس والكذب والبخس والغمط، ووصف الأماني وروايات النصرة العمياء وشللية الأنصار الأغرار!
يعتقد البعض أن هذا عامل مهم وعظيم لتحقيق التمكين والنصرة، وهذا من الجهل بسنن الله في الأرض.
فتضخيم الجانب الدعائي بحجة “الغاية تبرر الوسيلة” مجرد خداع وتضليل للنفس، والأصل التركيز على الجانب الإصلاحي ومواقف الصدق فهي التي تبني وتنصر بأدب الشريعة!
إن الجهل بسنن التمكين والنصر والبعد عن أدب السلف الصالح وسطحية التعامل مع مقامات الأدب مع الله تعالى وإخلاص العبودية له جل جلاله. لا يزال عقبة كبيرة في الطريق.
فكل مشروع يستند على استنساخ الفكرة الغربية في نصرة الإسلام -سواء أدرك ذلك أو لم يدركه- يحمل في عمقه بذور الضعف والانهيار.
النصر لا يعتمد على الدعاية! بل على منظومة العمل برمتها، على سلامة النية والمنهج والغاية وكفاءة العاملين عليه.
لقد قامت دولة الاسلام الأولى على منهج النبوة العظيم وسواعد الأنصار والمهاجرين.
فمع سلامة المنهج المؤيد، مادة المؤمنين الصادقين المخلصين، المؤثرين والمتعففين، العاملين به، هي التي رفعت بنيان الإسلام في الأرض من العدم وبلغ نوره الآفاق.
وإقامة هذا البنيان من جديد بسيادة يخشاها الكافرون والمنافقون، لا تكون إلا بمنهاج النبوة ومادة من العاملين المخلصين، الذين يسخرون كل حياتهم في سبيل الله جل جلاله دون غش ولا بخل.
كلما كانت مادة خالصة .. كان التمكين مهيبا.
فليكن التركيز على صناعة مادة المؤمنين المخلصين في نفسك وفي من تحتك وحولك.
وإياك وسبيل إخلاص الدين لغير الله تعالى، فتحل حراما وتحرم حلالا لأجل من تنصر وتحب! فتلك سبيل الجهل والظلم للنفس وسنن الله تعالى لا تحابي أحدا.
اللهم استعملنا ولا تستبدلنا.