ما التوجيه في النوازل وما موجبات الاستعمال؟

لدي هاجس يراودني كل فترة وأتعوذ بالله منه
وهو أنني أخاف من حرب وشيكة تنزل في بلدي فأخاف أن أُفتتن وأنا لم ألحق بعد أن أطلب العلم الشرعي وأتحصن بما يكفي أمام القادم، والكثير من المصلحين يقولون أن القادم صعب وأنا أحاول جاهداً أن استثمر في وقتي لكن أخاف أن أُدرك قبل هذا
فما التوجيه؟

الجواب:

الثبات لا يتطلب كثير علم بل قوة التزام بأمر الله تعالى واستجابه له سبحانه، حتى لو لم تصل لمرتبة علمية مرموقة، بل يكفيك التزام الفروض والعبادات مقتديا بسنة نبيك صلى الله عليه وسلم، والمواظبة على الذكر لا تفتر، وهذه المواظبة هي من أرجى ما يعينك في مسيرتك.

وتلك هي ذخائر الصبر والثبات، قال تعالى (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا لَقِيتُمْ فِئَةً فَاثْبُتُوا وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيرًا لَّعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ) فثباتك ليس بدرجتك العلمية ولا تفوقك العلمي، بل بزكاء قلبك، وصدق مجاهدتك ومحبتك لله جل جلاله.

ولإعداد نفسك لما هو آت يتوعد:

حدث نفسك عن الشهادة في سبيل الله تعالى كأرجى أمنية، تتهذب أحلامك ومساعيك بأدب المطلب.

حدث نفسك عن سير الصحابة رضي الله عنهم وأعدها جيدا لملاحم الارتقاء، فلحظة الخطب يحل الامتحان ولا يصمد إلا من تزود بالذكر وحب لقاء الله تعالى قد تعلم من سير البطولات.

مشاغل الإنسان لا تنتهي وأهدافه كثيرة وفي كل لحظة تأتيه فكرة وأمنية، لكننا لو نظرنا في حياة السلف الصالح فيكفكي من العلم ما يسمح لك بالثبات في النوازل ويكفيك من الحياة قلب ذاكر متعلق بلا إله إلا الله في نهاره وليله في سكونه وحركته في واقعه وأهدافه وأدعيته. يكفيك من كل ذلك التركيز على حالة قلبك لا الكثرة على حساب هذه الحالة.

ثم بعض الإعداد البدني بالتربية على الزهد والصبر والتخلص من التعلق بالفاني،سيقوي القلب كثيرا. اللهم ثباتا وحسن خاتمة.

هل ما ذكرتِ دكتورة ليلى يُعتَبَر من موجبات الاستعمال؟
وما توجيهك لمن يدعو الله أن يستعمله ولا يستبدله لكنه يرى في نفسه ضعفا ورِِقّة وخوفاً؟
أحسن الله إليك وجزاك خيرا كثيرا

الجواب:

نعم لمن استقام كما أمر الله تعالى لا بد أن يرى أثر ذلك في ميادين الاستعمال وثغوره،

الضعف والرقة والخوف منها الفطري الذي هو من طبيعة الإنسان وهذه ليست عيبا فهو يستقوي بما يصنع القوة والشدة والثبات في مسيرته، كما كل مسابق، وسبيل ذلك التمرين المستمر، تمرين النفس على ما يقويها في إيمانها وقوتها البدنية وفي التفكر في سنن الله تعالى والسير وتداول الأيام وفي الانخراط بشجاعة في ثغور البر والإحسان والتطوع، فالكرم والإيثار يمهدان للشجاعة.

ومنها ما هو مرضي وغير طبيعي حين يتجاوز حده المعقول، وهذا يتطلب تربية بالحزم، كالخروج في رحلات عن ما ألفته نفسه، والسفر فهو يعلم الصبر والاجتهاد، وكل ما فيه التمرن على العصامية ورياضات الصبر والشدة، وليحرص على الصحبة الحية التي تخلصت من الوهن، التي تلهمه ولا تضعفه، والقراءة المكثفة في البطولات وسير الشجعان.

وما دام القلب ينبض رجاء والجوارح والأعمال تتبعه اجتهادا فالله تعالى يهديه سبله ولا يكلفه إلا وسعه. والله أعلم.

شارك
Subscribe
نبّهني عن
guest

0 تعليقات
Oldest
Newest Most Voted
Inline Feedbacks
View all comments
0
Would love your thoughts, please comment.x
()
x