يسمونه “مؤتمر المؤثرين العرب” ولم يحمل من اسمه إلا التأثير القبيح والأثر البشع! فالعنوان الخادع يجعلك تذهب بعيدا بأفكارك لأي شي جميل من صناعة الوعي والنهضة والأثر الجميل في الأمة!
فماذا كان بعد ذلك، إنه التقليد الأعمى الغبي للغرب في فسقه وفجوره وانحلاله ورذيلته. لا أثر لمروءة العرب.
وياليتهم كانوا في مرتبة تأثير هذا الغرب على العالم حتى يحاكونه في أحط ما يعرف به لكان لهم شبه الحجة ليبرروا هذا الانحطاط!
فمن كارثة لأخرى، ومن أزمة لأشد منها، ومن تخلف فكري وعقدي إلى تراجع على كل مستويات الأداء البشري في مقدمته الخلقي!
ثم لم يسبقوا إلا في عري النساء ودياثة الرجال!
الغرب له ترسانة عسكرية يغزو بها العالم ومنظومة للبحث العلمي والتطوير هائلة.
له مؤسسات تسهر الليل والنهار لبسط هيمنته!
فلم يأخذوا منه إلا مخلفاته في نشر البهيمية والسخافة والتفاهة وما يدخل في الحرب على الفطرة!
مجرد قطيع يُساس بشهواته، علّق لافتة “مؤثرين” لتخدير ضميره وخداع الناس!
يعتقد هؤلاء أن الارتقاء يكون بعدد المتابعين وحجم الفجور الذي يتم عرضه! ليس بطبيعة هذا التأثير ونتائجه في المجتمعات.
تأمل حين يكون أكبر تأثير لهؤلاء الرقص والغناء والمجاهرة بالمعاصي في وقت نحن أشد ما نكون فيه لرحمة الله! ثم على أرض شهدت هلاك قوم لوط ليعتبر الناس، فما لهم لا يعتبرون!
هذه أرض شهدت عذابا عظيما، قال تعالى ﴿وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهِمْ مَطَرًا ۖ فَانْظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُجْرِمِينَ﴾ وقال سبحانه ﴿وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهِمْ مَطَرًا ۖ فَسَاءَ مَطَرُ الْمُنْذَرِينَ﴾.
وقال جل جلاله (وَسَكَنْتُمْ فِي مَسَاكِنِ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ وَتَبَيَّنَ لَكُمْ كَيْفَ فَعَلْنَا بِهِمْ وَضَرَبْنَا لَكُمُ الْأَمْثَالَ).
فبئس الاجتماع الذي هم عليه وبئس التأثير.
(وَيَا قَوْمِ لَا يَجْرِمَنَّكُمْ شِقَاقِي أَن يُصِيبَكُم مِّثْلُ مَا أَصَابَ قَوْمَ نُوحٍ أَوْ قَوْمَ هُودٍ أَوْ قَوْمَ صَالِحٍ ۚ وَمَا قَوْمُ لُوطٍ مِّنكُم بِبَعِيدٍ)
ولا بد من التنبيه إلى أن هذا التشجيع على مثل هذه المشاهد من الانحلال الخلقي والتخلف، أكثر ما يريده الغرب في مجتمعاتنا، فلا أفضل عنده من شغل الشباب بالفتن والشهوات على أنها تمام الإنجاز ثم في نفس الوقت ينهب مستقبلهم من تحت أقدامهم بهدوء بينما يستقوي أعداؤهم بفضل كثرة السفهاء!
فقيمة الأمة في وعيها، في قدرتها على تمييز الذوق الفاسد من الصالح، فمتى فقدت هذه القدرة على التمييز فليست إلا كقطيع يُساس من عدوه!
ثم يذبح عند الحاجة لذبحه. إنها عملية تسمين ليوم شديد!
فلا تعتقد أن هذه سياحة ولا تظن أنها تجدي نفعا! إنما هي عملية هدم للأخلاق والدين والترويج لأضعف المؤثرين قيمة! بينما يتم تغييب المؤثرين بحق في الأمة. من أهل العلم والفضيلة. ممن يمكنه بحق أن يؤثر في هذه الأمة لتعود إلى مكانتها الجليلة. بتفاصيلها الإسلامية لا الانهزامية المفسدة التي تضر ولا تنفع!
وقفة مهمة
مع حجم التخلف العقدي الذي نال من أبناء هذه الأمة، يؤزه الغزو الفكري الغربي وسطوة زخرف الدنيا وضعف صوت الإصلاح والدعوة، يظهر أن بعد سنوات سيصبح الحديث عن أركان الإسلام مستهجنا، وتشتد الغربة، لذلك فإن الحرص على التذكرة وتبيان معالم الحق،والتواصي بحفظ أصول هذا الدين فريضة في زماننا.
ما يجري الآن تمهيد لمرحلة هدم كامل لأصول الدين، وقبول شامل لكل شذوذ ورذيلة، وتشنيع على الأخلاق النبيلة، إنها حرب الشيطان على الذين آمنوا، سيكثر التهوين والتضليل، ستزداد أبواق أئمة الكفر، لكن نور الله باقٍ بفضل الله ثم بثبات المؤمنين الذي يعلمون أن من ينصر الله ينصره!
حصنوا الأجيال بالعقيدة.
أخطر المداخل التي يتمدد منها طوفان تدمير العقيدة في ديار المسلمين هي الإعلام ومناهج التعليم وبرامج الثقافة، هذه المداخل الثلاثة، يجب الحذر بشدة منها وحراستها وبحث البدائل المناسبة لتخفيف الخسائر المتوقعة، بالموازاة مع صناعة وعي لائق ودعوة للتوحيد مباركة، فتسلم الأجيال من مكر كبار يتوعدها.
نعم أحسنتم القول بارك الله فيكم.