القراءة السطحية للصراعات والانجرار للتصريحات السياسية والمواقف الميدانية دون النظر في جذور هذه التصريحات والمواقف ودوافعها الحقيقية يعتبر “مراهقة سياسية” و”حماسة” لها تكلفتها المثخنة في خط الاستراتيجيات. والأسوأ من ذلك أن تعامل هذه التصريحات والمواقف معاملة “المنّ” على المسلمين و”الأذى” بضرب المقارنة بها والمسبة والتحقير للمسلمين كافة، بينما القراءة باقتطاعها من سياقها العام والتاريخي والشامل يعد خيانة وتضليلا بشعا لوعي هذه الأمة.
موقع فلسطين في الدعوة الخمينية
لا يخفى موقع فلسطين في مشروع ولاية الفقيه وهو مبسوط بصراحة ووضوح منذ أول يوم لما يسمى “الثورة الإسلامية” التي قاد لواءها الخميني. فلا شيء جديد يذكر حين يطرح اسم القضية الفلسطينية ومشروع الخميني لمن يتابع جذور القضية من زاوية إيران.
فقد التفت مشروع الخميني لفلسطين كمفتاح للتمكين في العالم الإسلامي بناء على المناخ الذي برزت فيه ما يسمى الثورة الإسلامية في ايران.
لقد استفادت إيران آنذاك من “جو كبير من الإحباط كان يسود الجوّ العام وجوّ من اليأس وجو من القلق بشأن المستقبل، لخروج مصر من واجهة الصراع مع الاحتلال الصهيوني وتوقيع اتفاقية كمب ديفيد وفرض مسار سلمي إذلالي على الفلسطينيّين وعلى العرب، إضافة إلى ضعف الواقع العربي والحكومات العربية، هذا كلّه كان مبعث للإحباط وللحزن وللأسف والقلق فيما يتعلّق بالمستقبل”، هذه ليست كلماتي هذه مقتبسة من مقال بعنوان “علاقة الامام الخميني والسيد حسن نصرالله” على موقع الخميني.
وهو يعرض نص المقابلة الحصريّة التي أجرتها مجلّة مسير التابعة لمكتب حفظ ونشر آثار قائد “الثورة الإسلامية” الخامنئي مع الأمين العام لحزب الله حسن نصرالله والتي تناولت الحديث حول الأحداث التاريخية التي حصلت في المنطقة وتقييمها ثمّ عرّجت على الحديث حول علاقة حزب الله بشخص الخامنئي.
وجاء في نص هذه المقابلة:
“انتصار الثورة الإسلامية في إيران في هذه اللحظة، أوّلاً أحيا الآمال الكبيرة جدّاً في منطقتنا، أي لدى كل شعوب المنطقة، خصوصاً لدى الشعب الفلسطيني والشعب اللبناني والشعوب الموجودة هنا التي تعاني من وجود إسرائيل لأن الإمام الخميني كان موقفه واضحاً منذ البدايات حول إسرائيل والمشروع الصهيوني وتحرير فلسطين والوقوف إلى جانب المقاومة الفلسطينية والشعب الفلسطيني وتحرير كامل الأرض، والموقف من أصل وجود دولة اسرائيل ككيان غاصب في المنطقة”.
هذا التواصي بقضية فلسطين قديم جدا كما ترى وليس فقط حديث الساعة وليس انعطافة في مشروع إيران ولا تغيير مواقف لصالحنا كما يحوال تصويره بعض المنظرين الحالمين، إنما هو قضية يتواصى بها المشروع الإيراني لأهداف بعيدة المدى ومنذ زمن بعيد جدا عن لحظة طوفان الأقصى الراهنة.
ويربط ذلك المقال بقول:”انتصار الثورة الإسلامية في ايران أعطى هذا الأمل الكبير بالمستقبل، وأعطى معنويّات عالية ودوافع كبيرة لكلّ المقاومين وحركات المقاومة في المنطقة، وأعاد التوازن؛ خرجت مصر لكن دخلت إيران“. وهو يتحدث عن إيران صاحبة مشروع ولاية الفقيه وقائده الروحي الخميني.
ومن هنا دخل مشروع إيران في الساحة الإسلامية عن طريق نصرة قضية فلسطين.
جاء في المقال نفسه:”هذا أعاد التوازن إلى الصراع العربي الإسرائيلي، وبالتالي دخلت منطقتنا ودخل مشروع المقاومة في المنطقة في مرحلة تاريخية جديدة بالكامل، وكان ذلك بداية لنهوض إسلامي ونهوض جهادي ونهوض مقاوم على مستوى العالم العربي وعلى مستوى العالم الإسلامي عند الشيعة وعند السنّة، والشعارات التي أطلقها الإمام الخميني في موضوع فلسطين، وفي موضوع الوحدة الإسلامية، وفي موضوع المقاومة، وفي موضوع مواجهة أمريكا، وفي موضوع الصمود والثبات، وفي موضوع ثقة الشعوب بربّها وبنفسها وإحياء الإيمان بقدرتها على المواجهة وعلى صُنع الانتصار، هذا كلّه كان له تأثيرات مباشرة على أوضاع منطقتنا”.
ولخص المقال قيمة فلسطين في نظر الخميني ومشروعه، معتبرا ما ذكره هو “الجو العام الذي خُلق بواسطة الثورة الإسلامية والروحيّة الجديدة التي ضخّها الإمام الخميني في أرواح شعوب المنطقة وقيام “سماحته” بإحياء المقاومة“.
ما هي طبيعة المشروع المقاوم وفق أبجديات الخمينيين؟
وحتى نفهم طبيعة هذا المشروع “المقاوم” الذي ضخت فيه روحية الخميني، متخذا فلسطين مدخلا لإرساء أركان التمكين لدعوته، يجب أن نتعرف على الخميني نفسه من يكون، وقبل أن أبدأ بذلك وحتى نربط ربطا سليما، ماذا يكون الخميني بالنسبة لحسن نصر الله الذي يمتن له البعض ويثني على ما يسميه نصرته السخية والعظيمة لفلسطين المكلومة!
قال نصر الله في خطابه الشهير عن تأسيس حزب الله: “مشروعنا الذي لا خيار لنا أن نتبنى غيره كوننا مؤمنين عقائديين هو مشروع الدولة الإسلامية وحكم الإسلام، وأن يكون لبنان ليس جمهورية إسلامية واحدة، وإنما جزء من الجمهورية الإسلامية الكبرى التي يحكمها صاحب الزمان ونائبه بالحق الولي الفقيه الإمام الخميني“.
ويظهر في خطاب نصر الله إلغاء تام لفكرة الدولة المدنية في لبنان، فهو يرى أن لبنان ليست سوى جزء من دولة إسلامية كبرى تقودها إيران. وحاكم هذه الدولة هو “صاحب الزمان”، وله نائب بالحق اسمه الإمام الخميني. وقياساً على القاعدة، فنائب “صاحب الحق” اليوم هو مرشد الثورة الإيرانية علي خامنئي.
ورداً على سؤال يخصّ علاقة حزب الله بالجمهورية الإسلامية بقيادة الثورة الإسلامية في إيران، قال نصر الله في خطاب شهير له على القنوات الإعلامية: “هذه العلاقة أيها الإخوة بالنسبة لنا، فأنا واحد من الذين يعملون في مسيرة حزب الله، وفي أجهزته العاملة، لا أبقى لحظة واحدة في أجهزته لو لم يكن لدي يقين قاطع بأن هذه الأجهزة تتصل عبر مراتب إلى الولي الفقيه القائد المبرئ لذمة الملزم قراره.. بالنسبة لنا هذا أمر مقطوع ومُطمأن به”.
وأوضح نصر الله أنه لا يجوز سياسيا ولا إعلاميا الكشف عن علاقة بين حزب الله وجمهورية إيران، حيث قال “التصريحات الدبلوماسية والسياسية ليست هي المهم في هذا المجال، يعني ليس طبيعياً أن يأتي آية الله كروبي ويقول نعم إن حزب الله هم جماعتنا في لبنان، فسياسياً وإعلامياً غير صحيح“. وهو ما أشرت له، ليس هذا هو المهم بل ما يشرحه حسن نصر الله بنفسه بعد ذلك حيث يتحدث عن مستوى العلاقة العضوية والجوهرية مع قيادة الثورة الإسلامية في إيران وولاية الفقيه فيقول: “فهذه المسألة أمر مقطوع به، وهذه المسيرة إنما ننتمي إليها، ونضحي فيها، ونعرض أنفسنا للخطر لأننا واثقون ومطمئنون بأن هذا الدم يجري في مجرى ولاية الفقيه”.
“يجري في مجرى ولاية الفقيه” لا نصرة فلسطين كما يحاول البعض إيهام الناس. فنصرة فلسطين أداة ووسيلة وليست غاية. ليكن هذا واضحا.
وبذلك نفهم لماذا ألقى حسن نصر الله بكامل ثقله في حرب سوريا، ولماذا دخلها بدوافع عقائدية وليس مجرد قوة سياسية في المنطقة ولا تزال قواته في سوريا إلى الآن تقاتل تحت غطاء اسم “المقاومة”.
والمتبصر في هذه المشاهد والمعطيات يدرك الفرق الشاسع بين مقاومة تريد إخراج الاحتلال الصهيوني لأجل نصرة أهل فلسطين ومقاومة تريد إرساء أركان مشروع ولاية الفقيه عن طريق نصرة فلسطين! وهو ما يجبن المنظرون الحالمون عن التصريح به، تحت اعتقاد “براعتهم السياسية”، ووصم مخالفيهم “بحراس العقيدة الفاشلين”.
لكن دعونا نتعرف أكثر على الزعيم الروحي لهذه المقاومة، الشخصية التي تعد القدوة والإمام والملهم الأول لحسن نصر الله وفروع مقاومة إيران في العراق وسوريا ولبنان واليمن.
من هو الخميني؟
يطالب دعاة نصرة فلسطين تحت وحدة مع إيران وأفرعها، بغض الطرف عن جرائم هذا الحلف في بلاد المسلمين، وبمطالب الحكم بواقعية واعتدال للخلافات العقدية مع الرافضة الاثني عشرية التي هي شلة الخميني وأئمة وقادة إيران، باعتبار ذلك من الغلو! ومن التصهين ومن المدخلية وأسلوب تبرير للتخلف والقعود!!
والسؤال الذي يطرح نفسه هل حقا حلف إيران ينظر للمسلمين بمن فيهم أهل فلسطين السنة بالطريقة نفسها؟
هل كان الخميني الذي رفع لواء نصرة فلسطين في أهداف مشروعه في العالم الإسلامي، يرى المسلمين في فلسطين وغيرها إخوانا له كي يطالبنا البعض بمؤاخاتهم والتعامل معهم بغض الطرف عن الخلافات التي “ضللونا بها زمنا بعيدا” و”الطائفية التي فرقت وحدة السنة والشيعة”، كما يزعمون؟!! وحرمت الأمة فرصة عظيمة للعودة لسابق مجدها والتحرر من الاحتلال الصهيوصليبي؟ بعيدا عن أرتال النصوص من التاريخ وكتب أئمة أهل السنة التي تجمع على سطحية تنظيرهم!
بل ليكتمل ديكور المشهد – وخذوهم بالصوت لا يغلبوكم- كان لابد من بعض الفجور والبغي والهمز واللمز وتحقير بجعل حقيقة العقائد هي في ساحات المعارك حصرا!! يا حراس العقيدة المترفين!، فالتنابز بالألقاب هنا يتحول لمنقبة يتواصى بها القوم غرورا! فصحة عقيدتك هي بموقعك في ساحة القتال حتى لو كنت ضالا مضلا. بتوصيف مجحف هدم الكثير من معالم الحق!
قال الخميني في كتابه (المكاسب المحرمة):
“… فغيرنا ليسوا بإخواننا وإن كانوا مسلمين فتكون تلك الروايات مفسرة للمسلم المأخوذ في سايرها، بأن حرمة الغيبة مخصوصة بمسلم له أخوة إسلامية إيمانية مع الآخر، ومنه يظهر الكلام في رواية المناهي وغيرها. والإنصاف أن الناظر في الروايات لا ينبغى أن يرتاب في قصورها عن إثبات حرمة غيبتهم، بل لا ينبغى أن يرتاب في أن الظاهر من مجموعها اختصاصها بغيبة المؤمن الموالى لأئمة الحق (ع) مضافا إلى أنه لو سلم إطلاق بعضها وغض النظر عن تحكيم الروايات التى في مقام التحديد عليها فلا شبهة في عدم احترامهم بل هو من ضروري المذهب كما قال المحققون، بل الناظر في الأخبار الكثيرة في الأبواب المتفرقة لا يرتاب في جواز هتكهم والوقيعة فيهم، بل الأئمة المعصومون، أكثروا في الطعن واللعن عليهم وذكر مسائيهم”. الجزء الأول – ص 251 .
ومع أن الخميني بحاجة لأهل فلسطين لإرساء أركان دعوته ومشروعه إلاأنه لا يتزلف لهم بإخفاء عقيدته فيهم!
بل يعتبر الخميني أنّ الفُرس اليوم هم أعظم درجةً حتى من جيل الصحابة رضوان الله عليهم!
ورد في الوصية السياسية الشهيرة للوليّ الفقيه مرشد الثورة الإيرانية الخميني، في الصفحة23 ما يلي:
“وأنا أزعم بجرأة، أنّ الشعبَ الإيرانيَّ بجماهيره المليونية في العصر الراهن أفضلُ من أهل الحجاز في عصر رسول الله”!
الخميني إمام المحور الإيراني ومؤسسه من غلاة الرافضة، يقول بلسانه وبدون تقية: “إن من ضرورات مذهبنا أن لأئمتنا مقاماً لا يبلغه ملك مقرب و لا نبي مرسل .. و قد ورد عنهم (ع) أن لنا مع الله حالات لا يسعها ملك مقرب و لا نبي مرسل“. انظر الحكومة الإسلامية ص 52.
ويصف أئمتهم بقوله ” لا يتصور فيهم السهو والغفلة”. الحكومات الإسلامية ص 91.
و يقول الخميني:”تعاليم الأئمة كتعاليم القرآن”. الحكومة الإسلامية ص 113.
ويقول عن نبينا صلى الله عليه وسلم، فدته نفسي، وكل ذلك تحت شعار آل البيت:”لقد جاء الأنبياء جميعاً من أجل إرساء قواعد العدالة لكنهم لم ينجحوا حتى النبي محمد خاتم الأنبياء الذي جاء لإصلاح البشرية .. لم ينجح في ذلك وإن الشخص الذي سينجح في ذلك هو المهدي المنتظر” . من خطاب ألقاه الخميني الهالك بمناسبة ذكرى مولد المهدي في 15 شعبان 1400 هـ .
وكرر نسبة الفشل لخاتم الأنبياء المؤيد من ربه جل جلاله، في خطاب ألقاه في ذكرى مولد الرضا الإمام السابع عند الشيعة بتاريخ 9/8/1984م.
بل واتهم الخميني النبي صلى الله عليه وسلم بعدم تبليغ الرسالة كما ينبغي حيث يقول في (كتاب كشف الأسرار ص 55 ): “وواضح أن النبي لو كان قد بلغ بأمر الإمامة طبقاً لما أمر الله به وبذل المساعي في هذا المجال لما نشبت في البلدان الإسلامية كل هذه الاختلافات والمشاحنات والمعارك، ولما ظهرت خلافات في أصول الدين وفروعه”.
وقال أيضاً في كتاب كشف الأسرار صفحة 154: “وبالإمامة يكتمل الدين والتبليغ يتم “.
والخميني المشرك ينسب لإئمته صفة الألوهية فيقول: “فإن للإمام مقاماً محموداً وخلافة تكوينية تخضع لولايتها وسيطرتها جميع ذرات الكون”.
قال ابن تيمية (ت 728هـ) رحمه الله : “والرافضة تجعل الأئمة الاثني عشر أفضل من السابقين الأولين من المهاجرين والأنصار، وغلاتهم يقولون إنهم أفضل من الأنبياء”.
وقال القاضي عياض (ت 544هـ) : “وكذلك نقطع بتكفير غلاة الروافض في قولهم إنّ الأئمة أفضل من الأنبياء”.
أما الأنبياء فيصفهم الخميني بالعجز فيقول: “ونقول بأن الانبياء لم يوفقوا في تنفيذ مقاصدهم وأن الله سبحانه سيبعث في آخر الزمان شخصاً يقوم بتنفيذ مسائل الأنبياء“. يقصد بهذا الشخص إمامهم الغائب.
موقف الخميني من الصحابة رضي الله عنهم
لا يتردد الخميني أبدا في تكفير الصحابة رضي الله عنهم واتهامهم بالردة فيقول :”ولولا هذه المؤسسات الدينية الكبرى لما كان هناك الآن أي أثر للدين الحقيقي المتمثل في المذهب الشيعي، وكانت هذه المذاهب الباطلة التي وضعت لبناتها في سقيفة بني ساعدة وهدفها اجتثاث جذور الدين الحقيقي تحتل الآن مواضع الحق“. كشف الأسرار– للخميني ص 193.
وهو يقول عن دينه أنه الدين الحقيقي وليس دين الصحابة رضي الله عنهم. وبالتأكيد ديننا ليس دينه! فلكم دينكم ولي دين!
ويقول الخميني زعيم ما يسمى الثورة الإسلامية في إيران التي تمتد بأذرعها اليوم في أربع عواصم عربية :”لقد كان سهلاً عليهم –أي على الصحابة الكرام- أن يُخرجوا هذه الآيات من القرآن، ويتناولوا الكتاب السماويَّ بالتحريف، ويُسدِلوا الستار على القرآن، ويُغيِّبوه عن أعين العالمين.. إنّ تهمة التحريف التي يوجِّهها المسلمون إلى اليهود والنصارى، إنما ثبتت على الصحابة”!.. (كشف الأسرار ص114 بالفارسية)
ويقول:” لو كانت مسألة الإمامة قد تم تثبيتها في القرآن فإن أولئك الذين لا يعنون بالإسلام والقرآن، إلا لأغراض الدنيا والرئاسة، كانوا يتخذون من القرآن وسيلة لتنفيذ أغراضهم المشبوهة ويحذفون تلك الآيات من صفحاته، ويسقطون القرآن من أنظار العالمين إلى الأبد، ويلصقون العار وإلى الأبد بالمسلمين والقرآن، ويثبتون على القرآن ذلك العيب الذي يأخذه المسلمون على كتب اليهود والنصارى” (كشف الأسرار ص 13. – 131)
ويقول الخميني عن الصحابِيَّيْن الخليفتَيْن أبي بكرٍ وعمر رضي الله عنهما: “.. ولكننا نشير إلى جهلهما بأحكام الإله والدين.. إنّ مثل هؤلاء الأفراد الجهّال الحمقى والأفاقون والجائرون.. غيرُ جديرين بأن يكونوا في موضع الإمامة، وأن يكونوا ضمن أولي الأمر“!.. (كشف الأسرار، ص108). كما قال عن الخليفة عمر بن الخطاب رضوان الله عليه: “إنّ أعماله نابعة من أعمال الكفر والزندقة، والمخالفات لآياتٍ ورد ذكرها في القرآن الكريم“!.. (كشف الأسرار، ص116).
ويتّهم الخميني أبا بكرٍ الصديق رضي الله عنه في كتابه (كشف الأسرار، ص112)، بأنه (كان يضع الحديث)!.. كما يتّهم الصحابيَّ الجليل (سمرة بن جندب) أيضاً في كتابه (الحكومة الإسلامية، ص71)، بأنه (كان يضع الحديث)!..
الخميني الإمام الروحي لحسن نصر الله يصف :”عائشة والزبير وطلحة ومعاوية -رضوان الله عليهم – بأنهم أخبث من الكلاب والخنازير!! (كتاب الطهارة: المجلد الثالث)
وهو نفسه الذي يقول عن الصديق والفاروق رضي الله عنهما:” وفي ذلك الوقت كان أمام المسلمين خياران إما أن ينظموا إلى حزبهما، ويشتركوا معهما في تحقيق هدفهما من أجل الحصول على الحكم والسلطة ويتعاونوا معهما في تحقيق ذلك، وإما أن يخرجوا عن حزبهما، ولا يكونوا معهما.” ثم يقول: “إلاّ أنهم _ أي الصحابة _ لم يجرؤوا على الحديث ضد هذين المنافقين المتسلطين الظالمين ” (كشف الأسرار ص 138).
ويقول: “إن مخالفة الشيخين للقرآن لم تكن عند المسلمين شيئاً. كما أنه لم يكن من المستبعد بالنسبة لعمر أن يقول إن الله أو جبرائيل أوالنبي قد أخطئوا في إنزال هذه الآية فيقوم أبناء السنة بتأييده كما قاموا بتأييده فيما أحدثه من تغييرات في الدين الإسلامي ورجحوا أقواله على آيات القرآن”. كشف الأسرار ص 138.
يقول: “حتى لو كان ذكر الإمام قد ورد في القرآن الكريم فمن ذا الذي كان يضمن عدم نشوب الخلافات بين المسلمين إذ أن أولئك الذين ألصقوا أنفسهم بالدين والنبي، وأقاموا التكتلات ما كانوا عند ذاك يلتزمون بأقوال القرآن ويقلعون عن أحابيلهم.. بل إن الخلافات بين المسلمين تنتهي آنذاك بإنهدام أسس الإسلام أو أن أولئك المتلهفين للرئاسة، عندما كانوا يرون بأن مقاصدهم لم تتحقق عن طريق الإسلام فإنهم كانوا يقومون بتشكيل حزب مناويء للإسلام” كشف الأسرار ص 13. – 131.
ويقول عن عمر رضي الله عنه : “نورد هنا مخالفات عمر لما ورد في القرآن لنبين بأن معارضة القرآن لدى هؤلاء كانت أمراً هيناً” كشف الأسرار ص 135.
ويقول عن الفاروق رضي الله عنه أيضاً: ” إن هذه الفرية صدرت من ابن الخطاب المفتري، وإن أعماله نابعة من أعمال الكفر والزندقة” كشف الأسرار ص 137.
وهو يكفر من لا يكفر الصحابة رضي الله عنهم وليس فقط من أهل السنة بل حتى من الفرق الأخرى، فيقول: “غير الاثني عشرية من فرق الشيعة إذا لم يظهر منهم نصب و معاداة وسب لسائر الأئمة الذين لا يعتقدون بإمامتهم طاهرون وأما مع ظهور ذلك منهم فهم مثل سائر النواصب” تحرير الوسيلة –الخميني.
يقول الخميني، في كلمته التي ألقاها في (حسينية جماران) بتاريخ 2/3/1986م:
“وإنّ فاطمة الزهراء عاشت بعد وفاة والدها خمسةً وسبعين يوماً، قضتها حزينةً كئيبة، وكان جبرائيل الأمين يأتي إليها لتعزيتها، ولإبلاغها بالأمور التي ستقع في المستقبل، ويتّضح من الرواية، بأنّ جبريل خلال الخمسين يوماً كان يتردّد كثيراً عليها، ولا أعتقد بأنّ رواية كهذه الرواية وردت بحق أحد باستثناء الأنبياء العظام، وكان الإمام علي يكتب هذه الأمور التي تُنقَل لها من قبل جبريل، ومن المحتمل أن تكون قضايا إيران من الأمور التي نُقِلَت لها..“!.. (الخمينية.. شذوذ في العقائد.. شذوذ في المواقف، سعيد حوّى).
أجمع أهل العلم على كفر من كفر الصحابة،
ذكر ابن عابدين في حاشية رد المختار: أن من اعتقد كفر الصحابة كافر بالإجماع.
ومعلوم عند أهل العلم الذين لا يكتمونه ولا يساومون عليه، أن من اعتقد من الرافضة كفر الصحابة رضي الله عنهم: فلا ريب في كفره، بل إنه يكفر من شكَّ في كفرهم.
قال ابن تيمية – رحمه الله –:
“وأما من جاوز ذلك إلى أن زعم أنهم (الصحابة) ارتدوا بعد رسول الله عليه الصلاة والسلام إلا نفراً قليلاً يبلغون بضعة عشر نفساً، أو أنهم فسقوا عامتهم: فهذا لا ريب أيضاً في كفره؛ لأنه كذب لما نصه القرآن في غير موضع: من الرضى عنهم، والثناء عليهم، بل من يشك في كفر مثل هذا: فإن كفره متعين؛ فإن مضمون هذه المقالة: أن نقلة الكتاب والسنَّة كفَّار، أو فساق، وأن هذه الآية التي هي ( كنتم خير أمة أخرجت للناس) آل عمران/ 110، وخيرها هو القرن الأول: كان عامتهم كفاراً أو فساقاً، ومضمونها: أن هذه الأمة شرُّ الأمم، وأن سابقي هذه الأمة هم شرارهم، وكفر هذا مما يعلم باضطرار من دين الإسلام.
وكذلك قذف عائشة رضي الله عنها بما برأها الله به: كفر مخرج من الملَّة، وقد نُقل الإجماع على ذلك”.
ومعلوم أن الرافضة الإمامية أتباع الخميني، هذا منهجهم ومذهبهم تكفير الصحابة وقذف أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها. وما نقلته هنا هو عينات فقط عن إمامهم الروحي الخميني صاحب دعوتهم وأساس مشروعهم وقدوتهم ولم أبسط جميع ضلالات القوم!
ضلالات أعظم لا تنتهي!
يقول الخميني، الزعيم الروحي للمقاومة الإيرانية:” إننا لا نعبد إلهاً يقيم بناء شامخا للعبادة والعدالة والتدين، ثم يقوم بهدمه بنفسه، ويجلس يزيداً ومعاوية وعثمان وسواهم من العتاة في مواقع الإمارة على الناس، ولا يقوم بتقرير مصير الأمة بعد وفاة نبيه ” كشف الأسرار–ص 123.
إمامهم يعترض على الله جل جلاله ويعلن صراحة أنه لا يعبده!
يقول الخميني بالحلول الخاص عن الخليفة الراشد علي رضي الله عنه ” خليفته ( يعني خليفة الرسول صلى الله عليه وسلم ) القائم مقامه في الملك والملكوت، المتحد بحقيقته في حضرت الجبروت واللاهوت، أصل شجرة طوبى، وحقيقة سدرة المنتهى، الرفيق الأعلى في مقام أو أدنى، معلم الوحانيين، ومؤيد الأنبياء والمرسلين علي أمير المؤمنين ” . مصباح الهداية ص 1.
ومن هذا المنطلق نسب الخميني إلى علي رضي الله عنه قول: “كنت مع الأنبياء باطناً ومع رسول الله ظاهراً” . مصباح الهداية ص 142 .
و يعلق عليه الخميني قائلاً : “فإنه عليه السلام صاحب الولاية المطلقة الكلية والولاية باطن الخلافة .. فهو عليه السلام بمقام ولايته الكلية قائم على كل نفس بما كسبت ، ومع الأشياء معية قيومية ظلية إلهية ظل المعية القيومية الحقة الإلهية ، إلا أن الولاية لما كانت في الأنبياء أكثر خصهم بالذكر” . مصباح الهداية ص 142 .
ويقول تحت قوله تعالى ( يدبر الأمر يفصل الآيات لعلكم بلقاء ربكم توقنون ) قال : ( أي ربكم الذي هو الإمام ) . مصباح الهداية ص 145.
وهذا كفر وشرك بالله تعالى إذ يجعل من علي رضي الله عنه إلها. ولا عجب أن ينادي القوم كل وقتهم بـ “يا علي ويا حسين!”.
و تجاوز الخميني مرحلة القول بالحلول الجزئي، أو الحلول الخاص بعلي إلى القول بالحلول العام فيقول: “النتيجة لكل المقامات والتوحيدات عدم رؤية فعل وصفة حتى من الله تعالى ونفي الكثرة بالكلية وشهود الوحدة الصرفة .. ” . مصباح الهداية ص 134 .
ثم ينقل عن أحد أئمته أنه قال : “لنا مع الله حالات هو هو ونحن نحن ، وهو نحن ، ونحن هو ” . مصباح الهداية ص 114 .
ثم يعلق بقوله : ” وكلمات أهل المعرفة خصوصاً الشيخ الكبير محي الدين مشحونة بأمثال ذلك مثل قوله : الحق خلق ، والخلق حق ، والحق حق ، والخلق خلق”. مصباح الهداية ص 123 .
و بهذا يتبين لنا أن الخميني من دعاة وحدة الوجود. وهي كفر!
ولست هنا لأجمع جميع ضلالات الرجل فهي حقيقة أكثر وأضخم من أن تسعها مساحة مقالة ولكنها كلها موثقة في كتبه ومتابعات أهل العلم حراس العقيدة المجاهدين بحق! ولكن لنرى أين يتجه نصر الله وماذا يحمل!
هل نصر حسن فلسطين؟
لقد ذكر حسن نصر الله الخميني بعبارات “متأثرة جدا” و”ممتنة أكثر” وتضرب في عمق الإيمان والاعتقاد، وظهر منها في ذكرى هلاك الخميني. وهي كثيرة جدا ومعلومة بين قومه وأنصاره ويكفي ما تم توثيقه في الثورة السورية من تسجيلات كفر وضلال مبين لمقاتلي الحزب ومقاتلي المحور الرافضي بشكل عام.
ولكن أنقل على سبيل الاستشهاد هنا مقتطفات من بعض كلمات حسن نصر الله عن إمامه الخميني:
“أول دخول الأميركيين الى العراق فككوا الدولة. رغم كل الظروف الاستثنائية الطارئة والصعبة المحيطة بالثورة الإسلامية في إيران نجحت الثورة بفعل كل ذلك في سنة وشهر، والماهية الشعبية للإمام تتجلى في تلبية الشعب لما يقوله دون أن يفرض شيئا عليهم، وهو لم يقم باعداد قانون طوارئ ويستطيع فيها أن يحكم لسنوات طيلة، لكنه لم يطمح للسلطة بل لبناء دولة، … الإمام كان اهتمامه بفلسطين والقدس منذ انطلاقتها، فلم تبدل التحديات العالمية حرفا في موقف الإمام الخميني“.
“وسوف يأتي اليوم الذي يتضح فيه أهمية الدور التأسيسي للدور الخميني في كل التحولات الكبرى التي حصلت في منطقتنا، وفي الثورات التي انطلقت ولو بعد عقود“.
“الإمام الخميني فقيه كبير وفيلسوف عظيم، وعارف، ومفكر إسلامي مبدع ومجدد، وله مواصفات ذاتية كثيرة، وله مواصفات لما احدثه الإمام في تاريخ الأمة وما أسسه للمستقبل..”.
“اليوم نقف أيضاً بين يدي الإمام الخميني (قدس سره) في زمن الثورات في المنطقة وزمن الاستحقاقات الدستورية وزمن إعادة صياغة الدول والمصائر ولنستهدي ونستلهم فكر الإمام وسيرته وعطاءه ولنقف عند بعد جديد من عظمة شخصيته.
من إنجازات الإمام المعروفة في السابق تحدثنا عن إحياء منظومة القيم، وعن موضوع المقاومة والجهاد. اليوم أود قليلا أن أتحدث عن إنجاز الدولة.”.
“سأدخل هنا إلى أداء الإمام وأود استخدام كلمة الولي الفقيه عندما أتحدث عن الدولة رغم أن اسمها الجمهورية الإسلامية الإيرانية، أود استخدام دولة الولي الفقيه عامداً متعمداً لسبب أذكره فيما بعد.
بعد انتصار الثورة الإسلامية وسقوط النظام كان للإمام رضوان الله عليه رؤية كاملة حول النظام ومستقبل النظام وهيكلية النظام، وقارب هذه الرؤية في كتاب ألّفه قبل 40 سنة“.
“في هذه الذكرى اليوم، نستحضر إنجازاً تاريخياً آخر للإمام الخميني، للولي الفقيه الإمام الخميني الذي أسقط نظام الشاه ونقل إيران بحجمها المتميز إلى محور فلسطين وأعاد التوازن الذي أضاعه العرب بعد كامب ديفيد.
البعض يقول إن الفصائل الفلسطينية أو الشعب الفلسطيني أو فلسطين أخذت إلى إيران، الصحيح أن الإمام الخميني جاء بإيران إلى فلسطين، الإمام الخميني والإمام الخامنئي جاءا بإيران إلى العالم العربي لتكون عوناً وسنداً وداعماً ولتحمل تبعات هذا الموقف وهذا الالتزام.
هذا هو موقف الجمهورية الإسلامية، هذا هو موقف ولاية الفقيه الحكيم الشجاع المدير المدبّر، الواعي الذي يتحمل مسؤولياته الشرعية والأخلاقية والدينية والتاريخية.”
“في ذكرى الإمام ورحيل الإمام نحتاج دائماً إلى العودة إليه، إلى حضنه الدافئ، إلى روحه الأبوية العظيمة، نستلهم فكره ونهجه وسيرته العطرة ونجدد معه العهد، وخليفته، على مواصلة الدرب في هداه الذي لن يكون في آخره إلا النصر والعزة والكرامة”.
ماذا يهدف مشروع الخميني؟
بدأ مشروع الخميني فعليا خلال السنوات الماضية بتصدير ثورته إلى المنطقة العربية تحديداً، والعالم الإسلامي عامةً، وكانت المحطة الرئيسية في نشأة هذا المحور تأسيس حزب الله اللبناني عام 1982، ثم بعد سقوط النظام العراقي عام 2003 أنشأت إيران ونشرت الميليشات الشيعية التابعة لها في العراق والتي تحمل الأيديولوجية الخُمينية المعروفة بولاية الفقيه، ومع بدء الربيع العربي، كانت إيران متحالفةً مع النظام السوري النصيري، واستطاعت بعد عام 2011 الدخول إلى سوريا بإنشاء ميليشات تحمل ذات الأيديولوجية، وفي اليمن استطاعت جماعة أنصار الله الحوثية التي استثمرت فيها إيران لفترة طويلة قبل ذلك، أن توسع نفوذها حتى سيطرت عام 2014 على العاصمة صنعاء.
ويستمد مشروع الخميني مشروعيته من قضية فلسطين في ظل تقاعس وخيانة دول المنطقة وخلو الساحة له، فضلا عن لجوء المقاومة الفلسطينية له بعد تقربه منها. خاصة مع سجل بشع من الجرائم والانحطاط الأخلاقي كان بحاجة ماسة لشيء من التجميل لصورته التي يتطلبها إرساء أركان دولة، فلم يجد أفضل من قضية فلسطين ليتسلق بها. وأيضا ليوسع قواعد تمكينه.
وقد دفع العاملون على إرساء قواعد مشروع الخميني وما زالوا يدفعون ثمناً باهظاً في سبيل تطوير وتوسيع نفوذهم في المنطقة واستفادوا حتما من طرق المساومة مع الأمريكيين والعالم الغربي بشكل أكثر جدوى ونفعاً ومصلحة ولا يزالون يسيرون على النهج نفسه وإن اشتدت الحرب والتصادمات، فخلفها مساومات كما وثقت الخلفية الترايخية للمشروع الإيراني.
وبفضل هذه التضحيات بالأموال والدماء والكثير مما ينبهر به البعض اليوم، تسيطر إيران اليوم على أربع عواصم عربية وكما أعلن قادتها قبل ذلك، يتيح نفوذها لها التحكم في القرار السياسي في هذه الدول حسب مصالحها، بل ومقايضة هذا النفوذ السياسي بمكاسب أخرى مع الدول الكبرى في المنطقة، ففي عام 2018 على سبيل المثال، حين تأزمت المفاوضات مع الغرب حول الملف النووي الإيراني، أعلنت إيران أنّها لا تستطيع أن تقدم تنازلاتٍ في ملفها النووي، لكنها يمكن أن تتفاوض حول اليمن.
وأعلنت إيران على لسان كبار قادتها العسكريين “أنها تتحكم بشكلٍ كبيرٍ في البحر الأحمر والملاحة الدولية المارة في المنطقة” بفضل نشاط فرعها الحوثي في اليمن، إضافة إلى أن نجاحها في إيجاد حزامٍ من الدول حولها، فيها قوات مسلحة تدين بالولاء لها يعد أمراً لصالح الأمن القومي الإيراني ومصيريا لتوسع دعوتها ومشروعها والتوزيع الديمغرافي للرافضة كما يرصد العقلاء.
المشروع الرافضي واضح الملامح والأيديولوجيا والاستراتيجية والأهداف، وهو يمتد حاليا من بلاد الشام عبر إيران والعراق إلى الخليج العربي وشبه الجزيرة العربية ويخوض منافسة شرسة في المنطقة لتوسيع نفوذه، ولذلك تسعى إيران لبناء شراكات مع الحكومات والمنظمات في المنطقة التي تقع على مرمى أهدافها، وأصبحت الآن لبنان أكثر أهمية لها، وسوريا حلقة الوصل الاستراتيجية، والعراق التي سيطرت إيران على معظم مناحي الحياة فيه بما في ذلك شبكات التجارة والسياسة والأمن، واليمن ومنطقة الخليج حيث توطد إيران أقدام أنصارها في كل مكان بما في ذلك البحرين والسعودية.
كما تمتلك إيران قواعد بحرية في إريتريا تسهل مهمتها في التأثير في أمن البحر من جهة اليمن.
هذا حقيقة على عجالة جدا، وإلا فإن بسط تفاصيل هذا المشروع وجذوره ووسائله وأهدافه واستراتيجياته وقدسيته عند أصحابه يتطلب مجلدا كاملا، ولكن لنصل فقط لنتيجة مهمة جدا، نصر لم ينصر فلسطين بل نصر الخميني ودعوته ومشروعه الذي يفديه بدمه وروحه وكل ما يملك! وقد سطر سيرة تؤكد على ذلك.
وعلى طلاب العلم تعلم البحث والقراءة العميقة والشاملة للمعطيات بعيدا عن زخرفات المنظرين السياسيين والمتعلقين بأستار إيران لنصرة فلسطين والذي يصنعون تبعية وانهزامية نكدة تقتل عوامل الانبعاث في قلب هذه الأمة، بل يمكن جيدا الاستفادة من تصادم المشروع الرافضي مع المشروع الصهيوصليبي بالحفاظ على عقيدتنا وهويتنا بمكاسب سياسية كما يدندن القوم في خطابات المصلحة.
وختاما نحن المسلمون سبيلنا واحد: قال تعالى: ( وَالسَّابِقُونَ الأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالأَنصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُم بِإِحْسَانٍ رَّضِيَ اللّهُ عَنْهُمْ وَرَضُواْ عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ ). [ 100 سورة التوبة ].
فلتبنى الاستراتيجات بالأخذ بعين الاعتبار بخطورة المشروع الخميني وصناعة وعي لائق لا متزلف ومنهزم لأعداء الأمة المسلمة، ولا تنظير هش وحالم يقدم رقاب المسلمين رخيصة وبلا ثمن لمشانق طهران. بمنّة وأذى!!
وحسبنا الله ونعم الوكيل.
اللهم فرج كرب أهلنا في فلسطين وفي كل مكان من العالم الإسلامي لا يزال تحت وطأة احتلال صهيوني أو صليبي أو رافضي أو شيوعي أو بوذي أو هندوسي أو أي ملة كافرة.
بارك الله قلمك دكتورة
الله يرضى عنك ويرضيك