بالاشتراك في النشرة البريدية يصلك جديد الموقع بشكل أسبوعي، حيث يتم نشر مقالات في جانب تربية النفس والأسرة وقضايا الأمة والمرأة والتاريخ والدراسات والترجمات ومراجعات الكتب المفيدة، فضلا عن عدد من الاستشارات في كافة المواضيع والقضايا التي تهم المسلمين.
وقال عز وجل ﴿إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ﴾ (القدر:1-2)
وقال سبحانه ﴿إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُبَارَكَةٍ﴾ (الدخان: 3).
وأخرج البخاري بسنده عن ابن عباسٍ رضي الله عنهما، قال: “كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أجودَ الناس، وكان أجودُ ما يكون في رمضان حين يلقاه جبريل، وكان يلقاه في كل ليلةٍ من رمضان فيدارسه القرآن، فلَرسولُ الله صلى الله عليه وسلم أجودُ بالخير من الريح المرسلة”.
وقال بعض السلف- رحمهم الله-: “ما من كتاب أنزله الله على نبي من الأنبياء إلا كان في هذا الشهر المبارك”. شهر رمضان الفضيل.
وفي المسند للإمام أحمد، والمعجم الكبير للطبراني من حديث واثلة بن الأسقع أن رسول الله – صلى الله عليه وسلم – قال: “أُنزلت صحف إبراهيم في أول ليلة من رمضان، وأنزلت التوراة لستٍ مضين من رمضان، وأنزل الإنجيل لثلاث عشرة خلت من رمضان، وأنزل الزّبور لثمان عشرة خلت من رمضان، وأُنزل القرآن لأربع وعشرين خلت من رمضان”؛ إسناده لا بأس به، وله شاهد يتقوّى به.
علاقة القرآن بشهر رمضان
لقد اختص الله تعالى شهر رمضان بنزول القرآن العظيم فيه، وقد اتفق أهل العلم على أن القرآن لم ينزل على رسول الله صلى الله عليه وسلم من السماء جملة واحدة، بل كان ينزل الوحي به من عند الله، مفرقا حسب الحوادث والأحوال . كما قال تعالى ﴿ وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْلَا نُزِّلَ عَلَيْهِ الْقُرْآنُ جُمْلَةً وَاحِدَةً كَذَلِكَ لِنُثَبِّتَ بِهِ فُؤَادَكَ وَرَتَّلْنَاهُ تَرْتِيلًا ﴾ (الفرقان: 32) وقال تعالى ﴿وَقُرْآنًا فَرَقْنَاهُ لِتَقْرَأَهُ عَلَى النَّاسِ عَلَى مُكْثٍ وَنَزَّلْنَاهُ تَنْزِيلًا﴾ (الإسراء: 106).
لكن اختلف أهل العلم في أول وأصل نزول القرآن، هل نزل مرة واحدة إلى السماء الدنيا، ثم نزل على الرسول صلى الله عليه وسلم مفرقا، أو كان نزوله على صفة واحدة، مفرقا حسب الوقائع والأحداث؟.
قال تعالى ﴿شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ﴾) البقرة: 185)، وقال سبحانه ﴿ إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ﴾ (القدر: 1 )،
والأغلب على أنه نزل من اللوح المحفوظ إلى السماء الدنيا ليلة القدر جملةً واحدة، ثم نزل بعد ذلك منجَّماً في ثلاث وعشرين سنة. على قول ابن عباس رضي الله عنهما في قول الله تعالى ﴿ إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ ﴾ قال: نزل القرآن جملة واحدة في ليلة القدر، وكان الله عز وجل يُنزل على رسول الله صلى الله عليه وسلم بعضه في أثر بعض، قالوا ﴿ لَوْلَا نُزِّلَ عَلَيْهِ الْقُرْآنُ جُمْلَةً وَاحِدَةً كَذَلِكَ لِنُثَبِّتَ بِهِ فُؤَادَكَ وَرَتَّلْنَاهُ تَرْتِيلًا ﴾[1].
وذهب آخرون إلى أنه ابتُدئ إنزال القرآن في ليلة القدر، ثم نزل بعد ذلك منجَّما في أوقات مختلفة حسب الحوادث والوقائع وحاجات الناس، وهو قول التابعي الجليل الشعبي .
وفي كل الأحوال علاقة القرآن برمضان ثابتة، فقد بدأ تنزيل القرآن الكريم في شهر رمضان عندما نزل جبريل عليه السلام على نبينا محمد – صلى الله عليه وسلم- في غار حراء وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يولي عناية خاصة بالقرآن في هذا الشهر المبارك، ودلالة هذه الخصوصية أنه صلى الله عليه وسلم كان يلقى جبريل عليه السلام في رمضان من كل عام فيدارسه القرآن مرة، وفي العام الذي توفي فيه النبي صلى الله عليه وسلم نزل عليه جبريل فدارسه القرآن مرتين، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: “ما أُراني إلا قد حضر أجلي”، وكان كما رأى النبي صلى الله عليه وسلم فقد توفي النبي صلى الله عليه وسلم بعد ذلك.
ومن هنا نبصر كيف اقترن القرآن بشهر رمضان المبارك، في القرآن والسنة، فكيف يكون رمضان بدون قرآن، أو بالتفريط به في الشهر الذي أنزل فيه! بل لا يكون تعظيم رمضان إلا بتعظيم القرآن فيه!
عظيم الأجر والفضل
وإنه لأمر ثابت، أجر تلاوة القرآن العظيم وفضله في الإسلام، قال النبي صلى الله عليه وسلم: “من قرأ حرفاً من كتاب الله فله به حسنة والحسنة بعشر أمثالها، لا أقول “ألم” حرف، ولكن ألف حرف ولام حرف وميم حرف”، والله تعالى يضاعف لمن يشاء!
فإذا كان العدد التقريبي لحروف القرآن هو (323015 حرفاً) فإن المسلم بقراءته لمصحف واحد في الشهر في الأيام العادية يكسب عن كل حرف عشر حسنات، أي ثلاثة ملايين ومائتين وثلاثين ألف ومائة وخمسين حسنة.. والله يضاعف الأجر في رمضان وفي العشر من ذي الحجة لمن يشاء.. والله ذو الفضل العظيم.
ولذلك لا تخلو سير السابقين من تعظيم القرآن والتذكير بفضله والحث على التمسك به، قال الحسن بن علي رضي الله عنهما: « إن من كان قبلكم رأوا القرآن رسائل من ربهم فكانوا يتدبرونها بالليل ويتفقدونها في النهار». وقال سفيان الثوري رحمه الله: «ليتني كنت اقتصرت على القرآن».
وقال سفيان بن عيينة رحمه الله: « والله لا تبلغوا ذروة هذا الأمر حتى لا يكون شيء أحب إليكم من الله، فمَن أحب القرآن؛ فقد أحب الله، افقهوا ما يقال لكم».
وقال ابن تيمية رحمه الله: «وندمت على تضييع أكثر أوقاتي في غير معاني القرآن».
“فما من موسم من المواسم الفاضلة إلا وللَّهِ تعالى فيه وظيفةٌ من وظائفِ طاعاتِهِ، يتقرَّبُ بها إليه، وللَّهِ فيه لطيفةٌ من لطائفِ نفحاتِهِ، يُصيبُ بها من يعودُ بفضلِهِ ورحمتِهِ عليه، فالسعيدُ من اغتنمَ مواسمَ الشهورِ والأيامِ والسَّاعاتِ، وتقرَّبَ فيها إلى مولاهُ بما فيها من وظائفِ الطَّاعاتِ، فعسى أن تصيبَهُ نفْحةٌ من تلكَ النَّفحاتِ، فيسعدُ بها سعادةً يأمَنُ بعدَها من النَّارِ وما فيه من اللَّفَحَاتِ”.[2]
من هنا ندرك لماذا كان السلف الصالح يركزون على قراءة القرآن في شهر رمضان والصلاة به. فصحابة النبي صلى الله عليه وسلم كانوا يقومون الليل في رمضان بالسور الطويلة التي فيها مائة آية أو تزيد، وحين رأى عمر – رضي الله عنه- الناس أوزاعاً يصلون متفرقين، جمعهم على أقرئهم أبي بن كعب رضي الله عنه، فصلوا خلفه صلاة التراويح، وكان يقرأ بهم قراءة طويلة.
وكذلك كان حال التابعين والأئمة من بعدهم، ما أن يدخل رمضان حتى يتفرغ الفرد منهم للقرآن ويسابق للختم بمعدل أكبر مما كان عليه في أيامه الأخرى.
لقد كان النخعي رحمه الله يختم القرآن كل يوم في العشر الأواخر منه خاصة، وفي بقية الشهر يختمه في كل ثلاث.
وكان قتادة رحمه الله يختم في كل سبعٍ دائمًا، وفي رمضان في كل ثلاث، وفي العشر الأواخر كلَّ ليلة.
وكان سفيان الثوري رحمه الله إذا دخل رمضان، ترك النوافل، وأقبل على قراءة القرآن، وكذلك كان حال الإمام مالك وكل أئمة السلف.
وكان محمد بن شهاب الزهري رحمه الله إذا دخل رمضان، يقول: إنما هما خصلتان قراءة القرآن وإطعام الطعام، ولا يشتغل بغيرهما.
والباحث في سير السلف وحالهم مع القرآن في رمضان، يبصر مدارس وقدوات لا تزال تشحذ الهمم وتذكرنا بأهمية التقرب إلى الله تعالى بالقرآن في الشهر الفضيل.
لقد كانوا يجدون في ذلك بركة ومعونة من الله تعالى، فلا تعجب أن كان الإمام الشافعي كما ذكر عنه الذهبي، يختم القرآن في رمضان ستين ختمة، فهذا أمر ممكن جدا لمن لا ينشغل إلا بالقرآن، فلا ينشغل بالخروج للأسواق ولا الاجتماعات في الحديث والتسلية، ولا يخالط يومه المعاصي والذنوب، فيمضي الوقت في إخلاص القلب وإحسان العمل، فيبارك الله تعالى في وقته وعبادته.
وهذا أمر مجرب، فإن قوي القلب، يجد بركة ويسرا في العبادة، فيختم السبع الطوال في جلسة ولا يزال يجد خفة وتشوقا، وإن ضعف، يتعثر في أول حزب فيستثقله ولا يكاد يختمه إلا وهو يعاني المكابدة!
ويا لها من عظمة أن تجتمع شفاعة الصيام وشفاعة القرآن للعبد يوم القيامة، يقول الصيام: يا رب منعته الطعام والشراب فشفّعني فيه، ويقول القرآن: منعته النوم بالليل فشفّعني فيه فيشفعان.
من هنا وجب التنبيه إلى أن العناية بالقرآن كأولوية من أهم ما يجب أن يحرص عليه المسلم في شهر الصوم، شهر رمضان الكريم، ولا يعني أن يختم كل يوم أو أنه ليس على خير، بل أن يكون معدل قراءته أكبر من بقية الأيام وأن يضاعفه في العشر الأواخر بأكثر مما كان عليه في ثلثي رمضان. وكلّ وقدرته واستطاعته، وصلاح نيته، قال الإمام أحمد لبعض أصحابه وكان يصلى بهم في رمضان، قال: هؤلاء قوم ضعفاء اقرأ خمسًا، ستًّا، سبعًا، قال: فقرأت فختمتُ ليلة سبع وعشرين، فأرشده – رحمه الله – إلى أن يراعي حال المأمومين، فلا يشق عليهم.
قال الحافظ ابن رجب رحمه الله بعد ذكر الآثار التي تناولت همة الأئمة السابقين في قراءة القرآن في رمضان والإكثار من الختمات على غير ما كان حالهم في غير رمضان:
“وإنما ورد النهي عن قراءة القرآن في أقل من ثلاث على المداومة على ذلك، فأما في الأوقات المفضلة كشهر رمضان خصوصا الليالي التي يطلب فيها ليلة القدر أوفي الأماكن المفضلة كمكة لمن دخلها من غير أهلها، فيستحب الإكثار فيها من تلاوة القرآن اغتناما للزمان والمكان. وهو قول أحمد وإسحاق وغيرهما من الأئمة، وعليه يدل عمل غيرهم كما سبق ذكره”.[3]
فالاجتهاد على قدر الاستطاعة .. لأجل تحقيق الأثر وتحصيل الأجر!
ولا أفضل من تقرب العبد لربه بتعظيم كتابه وتعظيم نبيه وتعظيم الشهر الذي نزل فيه القرآن وفرض فيه الصيام، ومن ينشد الهداية يبدأ من كلام الله جل جلاله فهو بوابة الفتوحات.
فأقبل أيها المؤمن بنية الهداية والتوفيق ونيل قبول الله ورضوانه تعالى، وتمسك بكتاب ربك، فهذه الأيام أيام القرآن، أنر به قلبك وثبت به نفسك، وكفر به عن ذنوبك، وصحح به مسيرتك، واستجب لأمر الله تعالى وتزود بحسنات قراءته والعمل به استقم بآياته واستبشر بوعد الله الحق.
ولا يزال فضل القرآن يدفع المؤمن لمزيد تعظيم وتمسك به، وكيف يأمل مؤمن النجاة وهو لم يأخذ هذا الكتاب بقوة، روى أبو عبيد القاسم بن سلام في كتابه فضائل القرآن عن عبدالله بن عمرو بن العاص – رضي الله عنهما – أنه قال: “عليكم بالقرآن، فتعلموه وعلموه أبناءكم؛ فإنكم عنه تسألون، وبه تجزون، وكفى به واعظًا لمن عقل”.
وقال رجل لأبي بن كعب: « أوصني »؛ قال: « اتخذ كتاب الله إماماً، وارض به قاضياً وحكماً؛ فانه الذي استخلف فيكم رسولكم، شفيع، مطاع، وشاهد لا يتهم، فيه ذكركم، وذكر من قبلكم، وحكم ما بينكم، وخبركم، وخبر ما بعدكم ».
وقال كعب الأحبار: « عليكم بالقرآن، فإنه فهم العقل، ونور الحكمة، وينابيع العلم؛ وأحدث الكتب عهداً بالرحمن ». وسئل ذو النون: « ما الأنس بالله؟ » قال : « العلم والقرآن ».
اللهم اجعلنا من أهل القرآن وخاصته.
ليس على حساب الأثر!
ووجب التنبيه إلى أن الإكثار من قراءة القرآن لا يعني القراءة بلا عقل ولا وعي ولا فهم، أو عدم إعطاء القراءة حقها، فالغاية من قراءة القرآن هي إصلاح القلوب وكسب الحسنات، وهذا يتطلب أن يكون القلب حاضرا ومجاهدة النفس مستمرة، للوقوف عند الآيات التي يتصدع لها القلب، دون التقصير في أحكام القراءة، ومن المهم الجمع بين القراءة بمعدل أكبر مما اعتاد عليه المسلم في غير رمضان وبين الفهم لما يقرأه، قال الله تعالى (وإذا قرئ القرآن فاستمعوا له وأنصتوا لعلكم ترحمون) (الأعراف: 204).
فاقرأ قراءة الحدر وأبق القلب حيا!
ثم ما فائدة أن تختم 20 مرة ولم تقر آية في صدرك ولم تشعر بأثر لها، بل يجب أن تقرأه بنية الهداية والرحمة وتحقيق التقوى، وهذا يتطلب معايشة القرآن والوقوف في مقامات التدبر والدعاء.
واسأل الله البركة، فإن مدار الأمر كله في التوفيق الرباني، إياه نعبد وإياه نستعين.
وفي الختام، القرآن يا عباد الله، كلام ربكم، الذي فيه خيركم وصلاحكم ونجاتكم وهو السبيل للجنة، قال عثمان بن عفان رضي الله عنه: لو طهرت قلوبكم ما شبعتم من كلام ربكم. وقال ابن مسعود رضي الله عنه: من أحب القرآن فهو يحب الله ورسوله[4].
أقيموا أنفسكم على سبيل الاستقامة وعلموا أبناءكم هذه السبيل، فإنما هي أمانة .. وإنما هي المجاهدة بصدق وإخلاص وتقوى ومسؤولية والعاقبة لا تُبارى ولا تقبل المساومة.
يا رب!
اللهم إنا عبادك بنو عبادك بنو إمائك، نواصينا بيدك، ماضٍ فينا حكمك، عدلٌ فينا قضاؤك، نسألك بكل اسم هو لك، سميتَ به نفسك أو أنزلته في كتابك، أو علمته أحد من خلقك، أو استأثرت به في علم الغيب عندك أن تجعل القرآن العظيم ربيع قلوبنا، ونور صدورنا، وجلاء أحزاننا، وذهاب همومنا وغمومنا.
اللهم إنا ظلمنا أنفسنا ظلمًا كثيرًا ولا يغفر الذنوب إلا أنت، فاغفر لنا مغفرة من عندك وارحمنا؛ إنك أنت الغفور الرحيم.
اللهم اغفر لنا ما قدمنا وما أخرنا، وما أسررنا وما أعلنا، وما أنت أعلم به منا، أنت المقدم وأنت المؤخر، لا لإله إلا أنت.
اللهم اغفر لنا ولوالدينا وللمسلمين والمسلمات، والمؤمنين والمؤمنات؛ الأحياء منهم والأموات.
اللهم إنك عفو تحب العفو فاعف عنا ولا تكلنا إلى أنفسنا طرفة عين.
اللهم أعنا على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك واكتبنا من المقبولين في شهر رمضان وفي ليلة القدر، وأتم علينا فضلك بمحبتك ورضاك جل جلالك.
[1] رواه النسائي في ” السنن الكبرى ” ( 6 / 519 )، والأثر له ألفاظ متقاربة، ومخارج متعددة وصححه ابن حجر.
بالاشتراك في النشرة البريدية يصلك جديد الموقع بشكل أسبوعي، حيث يتم نشر مقالات في جانب تربية النفس والأسرة وقضايا الأمة والمرأة والتاريخ والدراسات والترجمات ومراجعات الكتب المفيدة، فضلا عن عدد من الاستشارات في كافة المواضيع والقضايا التي تهم المسلمين.