: لماذا اختفت أخبار السودان، لماذا لا ينتبه العالم للسودانيين ؟
لأن الآلة الإعلامية الدولية لا تريد ذلك! وهذه حقيقة مخجلة، فالهيمنة الغربية على الساحة الإعلامية لا تخفى، وهي هيمنة حتى على الإعلام العربي ولا يخدعنك بريق الاستوديوهات، فجميعهم يأخذون من مشكاة واحدة، وأشهر الوكالات الإخبارية هي التي تتحكم في وتيرة الأخبار مثل “المذياع” تحدد الموجات التي يسمعها الناس، فتارة ترفع أخبار غزة وتارة الصراع مع الصين، وتارة ترجع لأوكرانيا على خجل، وهكذا، تدير الساحة الإعلامية بما يخدم أجندات أربابها.
فالسودان الحال فيها إلى تدهور منذ أشهر، وحالات القتل والنهب والاغتصاب أضحت حوادث يومية يتعايش الناس معها على مضض يعتصرهم الألم لفظاعتها وكثرتها.
ولم ينفع السودان إعلان التطبيع مع الاحتلال الsهيوني وعصابات الغرب، ولا وعودهم الخادعة، فها هم يتفرجون على البلاد تتمزق ولم نر إدخال قوات ما يسمى حفظ السلام، ولا قصف قوات الدعم السريع كما يطاردون كل تمرد إسلامي ولو كان فردا يشتبه به خلف شجرة في أقصى الأرض!
ولم نر لهم استنفارا لحفظ ما يسمونه حقوق الإنسان والمدنيين على الرغم من أن أرقام القتلى المديين وحالات الاغتصاب والنهب والجرحى يفوق كل ما يتهم به الغرب “الإرهاب”، ليبرر تدخله في الدول الإسلامية بقوات مدمرة وأرتال جيوشه المدججة بالأسلحة! ناهيك عن ممارسة انحطاطه الأخلاقي باسم إرساء الديمقراطية وتحرير الشعوب! والتي لا تخرج عن حقيقه سلخها عن دينها واستعبادها لنظام الهيمنة.
نحن أمام حالة هيمنة واحتلال إعلامي، ولن نتخلص منها حتى نؤسس منابرنا الحرة وأعتقد أن مواقع التواصل وفرت أول خطوة ونافذة لهذا الهدف.
لذلك أشجع بشدة كل من لديه معرفة إعلامية وصحفية بفتح منابر ومؤسسات مستقلة، تعيد للإعلام الإسلامي هيبته، بربط الجسور مع شهود عيان في الداخل، والناشطين المؤثرين، وتنظيم تغطيات إخبارية وافية، ونقل الحقائق قدر المستطاع دون الارتهان لما تريده الآلة الإعلامية الغربية.
ولدينا تجارب جيدة في هذا الصدد، فحسابات فردية، قدمت تغطيات إخبارية أفضل من كثير من القنوات الإخبارية العالمية عن السودان، هذه الحسابات تتطلب متابعة وتواصي ومساعدة في نشر أخبارهم. ولا يقف الأمر عند هذا الحد بل لابد من طرح دراسات وتحاليل عقيدتها إسلامية خالصة، تفصل حقيقة الصراع في السودان وتكشف الخونة فيه ولا تمجد طاغية على حساب طاغية ولا تخدع الناس في حرب بين جنرالين، لا يهمهما إلا الكرسي والسلطة.
الحديث يطول ولكن هذه مجرد تذكرة لعلها تلقى صدى، وفرج الله عن إخواننا في السودان، ورفع عنهم الكرب، وأيدهم بنصره وبالمؤمنين.
والمثير للاهتمام، أن أغلب التقارير الإعلامية مع بداية اشتداد شوكة الدعم السريع كانت تركز أكثر ما تركز على علاقتها بمرتزقة فاغنر الروسية، وكل تركيزهم على الصراع مع روسيا، لم نكن نسمع بواكي على حال المسلمين تحت أيدي هذه العصابات لأن الأهم في نظرهم كان النيل من روسيا! تغطية خبيثة
من لم يحتمي بدينه ويدافع عنه ويعدالعدة له…يصل إلى المصير المحتوم الذي يريده لنا أعداء الحق والعدل والحرية والكرامة.. ان تنصروا الله ينصركم ويثبت أقدامكم…