السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لو سمحت هل عندك مقال أو نصيحة لمن تشعر بعدم الرضا عن شكلها وترى نفسها ذميمة وتركز بشكل كبير على عيوب جسدها وبالتالي عندها يأس من مسألة الزواج وتخوف كبير من خطوة النظرة الشرعية خاصة كونها منتقبة.
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
حياكم الله وبارك بكم،
هذا السؤال تكرر مؤخرا في الاستشارات وأحب أن أنوه لأمر مهم جدا قبل الدخول في تفصيل الرد، يولد الإنسان في أسرة ومجتمع وواقع لم يختره ابتداء، وبشكل وبتفاصيل جسدية لم ينتقيها، إنما هي من أقدار الله تعالى ومشيئته جل جلاله، فالمسلمة لا تحاسب على هذه التفاصيل في الواقع ولا هي ميزة ترفعها في الآخرة أو في مراتب العباد وقربهم من الله تعالى، لكنها تحاسب على طريقة تعاملها مع هذه التفاصيل، وطريقة استجابتها لله تعالى وثباتها على طاعته جل جلاله، بمعنى آخر أن المسلمة المؤمنة الموحدة الموقنة، يتملك قلبها الرضا بأقداره ومشيئته جل جلاله ويكون شغلها الشاغل النجاح في امتحانات الحياة التي ستجتازها.
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:”إن الله لا ينظر إلى صوركم ولا إلى أموالكم: وفي اللفظ الآخر: “ولا إلى أجسامكم، ولكن ينظر إلى قلوبكم وأعمالكم”، فالقلب هو محل النظر والاعتبار، ولذلك فإن جمال القلب يكون إذا صلح القلب وزكى بالإخلاص لله تعالى ومتابعة الرسول ﷺ وزكت الأعمال وصلحت تبعا لذلك.
وصلاح القلب يعني الرضا عن الأقدار. والرضا يرافقه القبول والتعامل مع ما حباك الله تعالى معاملة الشاكرة الحامدة، وخاصة حين نتحدث عن مفهوم نسبي، ومفهوم متعلق، فالجمال يبقى مفهوما نسبيا، ويختلف الناس في ميولاتهم وليس بالضرورة ما ترينه جميلا هو كذلك عند غيرك، وكذلك مفهوم متعلق، أي أن الجمال الشكلي والتفاصيل الخُلقية لا تكفي لقبول هذا الجمال، لا بد من أن يقترن بجمال الروح الذي هو أهم وأقوى وأدعى لتحصيل القبول في قلوب المؤمنين.
إذا نحن هنا أمام حقيقة أن الجمال هو ما أنت تصنعينه بنفسك، من تعامل الحمد والشكر لما رزقك الله تعالى، بعيدا عن تقييمات الناس، وبالتركيز على جمال روحك الذي هو سر الجمال كله، بانعكاس بركات وأنوار الإيمان على تقاسيم وجهك وشخصيتك.
وأنا على ثقة لو أنك بحثت في الجوانب المميزة والجميلة في شخصيتك لوجدتها هنا تذكرك بفضل الله تعالى عليك، وكل ما عليك فعله هو تقويتها وإبرازها أكثر، وتعهدها بالحفظ والعناية.
العناية من وسائل الحمد
وأقول على كل امرأة بغض النظر عن مستوى جمالها الذي يختلف في تقييمه الناس، عليها أن تعتني بجمالها وأنوثتها، وحين نتحدث عن العناية بذلك فالقصد العناية من حيث الاهتمام بالنظافة والتغذية وأساليب التجميل الطبيعية كالعسل واليمون وماء الورد والمواد الطبيعية الأخرى، التي تحافظ على نضارة البشرة وإشراقتها، والكحل والزينة التي تعرفها النساء منذ القدم. ويدخل في ذلك العناية بالمرطبات وبنقش الحناء وبالحلي، وليس بالضرورة الثمين، ولكن الحلي من علامات الأنوثة ولقد ذكره الله تعالى في القرآن (أَوَمَن يُنَشَّأُ فِي الْحِلْيَةِ وَهُوَ فِي الْخِصَامِ غَيْرُ مُبِينٍ) فهذه التفاصيل التي قد تبدو غير مهمة عند الكثير من البنات هي تفاصيل مهمة في حفظ أنوثة المرأة وحيويتها وفطرتها وجمالها. دون داعي للتذكير أن هذه زينة لداخل البيت وليس لخارجه.
ووصفات الجمال الطبيعي أفضل من المساحيق الصناعية التي تشيخ معها البشرة سريعا. والقراءة في هذا العلم من الحكمة لكل فتاة مسلمة، فهناك كتب عن الجمال الطبيعي ووصفات التجميل الطبيعي عبر التاريخ وعند مختلف الشعوب.
وأضيف لذلك نوعية الألبسة والعادات والسلوكات، فكلما كانت الفتاة أكثر حياء وعناية باختياراتها وبحركاتها الأنثوية التقية والعفيفة، كان ذلك أجمل وأكثر تعبيرا عن جمالها وأنوثتها على عكس المسترجلة التي تقلد الرجال في مشيتها ولبسها وتعليقاتها وتصرفاتها فهي تطفئ نورا فيها وتحرم نفسها طبيعتها وفطرتها التي خلقها الله فيها.
من هنا نخرج بخلاصة مهمة، عنايتك بروحك وبنفسك وبأنوثتك أمر مهم وواجب ولا علاقة له بدرجة الجمال التي يتباهى بها الناس أو ينشدون، وهذا ما يصنع سعادة في قلبك من حيث لا تحتسبين. وهو من أساليب أداء الشكر والحمد لله تعالى بتعهد نعمه والحفاظ عليها، والرضا بها (وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ).
قال الفضيل بن عياض رحمه الله: «عليكم بملازمة الشّكر على النّعم، فقلّ نعمة زالت عن قوم فعادت إليهم».
وقال رحمه الله: «من عَرَف نعمة الله بقلبه، وحمِده بلسانه، لم يستتمّ ذلك حتّى يرى الزّيادة، لقول الله تعالى: ﴿ وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ وَلَئِنْ كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ ﴾ [إبراهيم: 7].
فعيشي نعمة فطرتك واسعدي بها وارضي بها. كوني المرأة وكوني الأنثى كما خلقك الله تعالى.
فالجمال إن شئت الحقيقة فضل من الله تعالى قد يظهرك أجمل الجميلات في عين رجل تقي، تزوجك لدينك وصلاحك. فلا تحرمي نفسك هذا الفضل.
(وَصَوَّرَكُمْ فَأَحْسَنَ صُوَرَكُمْ)
قال الله جل جلاله (يا أيها الإنسان ما غرك بربك الكريم (6) الذي خلقك فسواك فعدلك (7) في أي صورة ما شاء ركبك).
لقد خلقك الله تعالى وأحسن صورتك وخلقك، (صُنعِ الله الذي أتقن كل شيء)، وهو الذي جل جلاله قدر لك الزواج والذرية بعلمه ومشيئته، وهو القادر وحده سبحانه أن يقر عينك بزوج صالح وذرية مباركة، فهل تبخلين على نفسك وتسيئين الظن بالله جل في علاه أم تقبلين على الدعاء بيقين وحسن ظن مهيب! أن الذي وهبك كل هذه النعم لا يعجزه أن يهبك الزوج القوام الذي يأخذ بيدك إلى الجنة.
إن الرضا عن شكلك يدخل في الرضا عن ربك جل جلاله، وهو السبيل الموصلة للسكينة والسعادة في النفس، ولا تكتمل هذه السعادة إلا بعلو همة في سبيل المؤمنين. ما يعني أن عليك العمل على صقل شخصيتك ومواهبك وصناعة وعيك الديني والخلقي، وتقويم سلوكك على نور القرآن والسنة وهدي نساء السلف الصالحات. وبالتالي أنت أمام صناعة أفضل نسخة لك بالإسلام وللإسلام. جعلك الله تعالى من الذين (رَّضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ).
ما يأتي بعدها أقدار، وأرواح تجتمع!
حياة طيبة
وتأملي معي لحظة في الجنة، فكل هذه التفاصيل تتلاشى، إن اجتزت الامتحان الدنيوي بنجاح وكنت من أهلها، أسأل الله لك ولكل المسلمات ذلك، ستكونين سيدة الحور العين وستكونين أجمل مما تحلمين أو تتصورين، وستكونين زوجة هذا أكيد فلا تدخل الجنة عزباء، ولكن كيف السبيل لتحقيق كل ذلك، سبيله الاستقامة كما أمر الله تعالى والتعامل مع أقداره بالرضا والتسليم وعبادة الحمد والشكر، والمسابقة لنيل مرضاته جل جلاله.
هذه هي السبيل التي تتحقق فيها جميع أحلامك وتتحقق معها سعادتك، وانتبهي لا أقول في الجنة فحسب بل وفي الدنيا أيضا، قال الله تعالى (مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَىٰ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً ۖ وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُم بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ)، نعم حياة طيبة، بكل ما تعنيه الكلمة من جمال وهيبة المعاني، هذا وعد الله لمن آمنت واستقامت وتمسكت بيقينها وحسن ظنها بربها. (وَمَن يَبْخَلْ فَإِنَّمَا يَبْخَلُ عَن نَّفْسِهِ ۚ وَاللَّهُ الْغَنِيُّ وَأَنتُمُ الْفُقَرَاءُ ۚ وَإِن تَتَوَلَّوْا يَسْتَبْدِلْ قَوْمًا غَيْرَكُمْ ثُمَّ لَا يَكُونُوا أَمْثَالَكُم).
واعلمي أن الزواج قدر ورزق وامتحان، وكم رأينا في هذه الدنيا من قصص وتجارب تدعو للتفكر، فكم من جميلة لم تجني من جمالها سعادة ولا سرورا، وكم من قليلة الجمال بالمقارنة الشكلية، استقرت في زواجها برجل صالح، يحب الله ورسوله صلى الله عليه وسلم ويتعاونان على البر والتقوى، وكم من امرأة سخطت وما حمدت ربها فسلبت النعم وندمت! وكم من امرأة رضيت بما قسمه الله لها، فأورثها خيرات ونعم لا تعد ولا تحصى.
فاطمئني، إن شعور الأمان لا يصنعه الجمال ولا التفاصيل الشكلية بل تصنعه الروح المؤمنة المقبلة على ربها بدون اضطراب ولا لجلجلة، مقبلة إقبال الموحدة المسابقة الشديدة الإيمان والمحبة لربها جل جلاله، شاكرة لأنعمه!.
وكذلك شعور الحب الذي يقذفه الله تعالى في قلب الزوج هو بمشيئة الله تعالى، قال النبي صلى الله عليه وسلم عن خديجة رضي الله عنها: «إِنِّي قَدْ رُزِقْتُ حُبَّهَا»، وشعور الحب يصنعه الحب في الله تعالى، ولا يتولد الحب في الله إلا من الطاعة وحسن الاتباع والإخلاص والصدق مع الله جل جلاله. والحب في الله مرتبة جليلة لا تتعلق بشكل إنما بالقلوب والأرواح، وهي مرتبة يقول عنها بعض العلماء، “والمتحابين في الله لا يفرقهم إلا الموت”. وطالعي فضل المحبة في الله تعالى ففي ذلك فوائد جمّة.
ولا تعبسي، ولا تحزني ولا تظهري ما يشير لعدم رضاك عن شكلك أو جسدك أبدا فهذا مُذهب للنعم وجالب للغم والهم والتشتت والضعف وجربي بدله الابتسامة المشرقة، فأنت مؤمنة موحدة لربها ويا لها من مرتبة عظيمة، وجربي معها العناية بنفسك ونظافتك وجمالك واهتماماتك الأنثوية، والاهتمام بروحك وعباداتك وتفكرك وقرباتك … ستختلف النظرة تماما وستتحولين لامرأة بصيرة تدرك أين تتجه وكيف تعيش وكيف تصل..!
وقيمة المرأة حقيقة ليس في مجرد ملامح شكلية، بل في أنوثتها وقدرتها على أن تكون أفضل امرأة صالحة، والأنوثة لا تتوقف على التفاصيل الشكلية بل هي فطرة وسلوك ومشاعر وتفاعلات وكل ما يجب ان تعتني به كامرأة نجيبة. وقد تكون المرأة جميلة الملامح فقيرة الأنوثة، وهنا صفة تصنع الفرق عند الزوج، لذلك أشدد على الاهتمام والعناية وتعهد ما يحفظ الأنوثة أكثر من الجمال الشكلي.
وصية النبي صلى الله عليه وسلم
وتأملي معي في هذا المقام الحديث الذي رواه البخاري ومسلم عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: “تُنْكَحُ الْمَرْأَةُ لِأَرْبَعٍ: لِمَالِهَا، وَلِحَسَبِهَا، وَلِجَمَالِهَا، وَلِدِينِهَا، فَاظْفَرْ بِذَاتِ الدِّينِ تَرِبَتْ يَدَاكَ ” .
لاحظي أن الحديث لا يأمر فيه النبي صلى الله عليه وسلم ولا حتى يرغب فيه بنكاح المرأة لأجل جمالها أو حسبها أو مالها. وإنما يوضح أن هذه مقاصد الناس عادة في الزواج، فمنهم من يبحث عن ذات الجمال، ومنهم من يطلب الحسب، ومنهم من يرغب في المال، ومنهم من يتزوج المرأة لدينها ولكن النبي صلى الله عليه وسلم رغب في صاحبة الدين من بينهم فقط، فقال صلى الله عليه وسلم :”فاظفر بذات الدين تربت يداك “.
وفي هذا الحديث معنيان مهمان يجب الوقوف عندهما:
الأول: أن الرجل الصالح الذي يتبع هدي ووصية النبي صلى الله عليه وسلم سيسعى لـذات الدين عملا بقول النبي وسعيا لزوجة صالحة وذرية منها صالحة. وهذا يعني أن هناك دائما شريحة من الرجال الأتقياء لا يقدمون شيئا على صلاح المرأة. ومع نسبة الفساد المنتشرة في زماننا، وتفشي الانحلال وما يفسد المرأة ويفسد فطرتها، يصبح السعي للمرأة الصالحة بمثابة بطولة ومهمة أولى لكل رجل صالح. فهي كنز وهي خير متاع الدنيا.
الثاني: أن مهمتك الأولى وهدفك الأول أن تكوني هذه المرأة الصالحة التي يرغب النبي صلى الله عليه وسلم في الزواج منها، ابحثي عن صفاتها عن مميزاتها عما يجعلها متفردة ومرغوبة بعيدا عن تفاصيل الجمال الشكلي والعائلي والمالي. وهذا يعني الكثير من الصدق والمثابرة وهو دورك الآن مع نفسك.
الرؤية الشرعية
نأتي الآن للرؤية الشرعية، وهي محطة تهابها الكثير من النساء، خشية الانطباعات اللحظية السريعة أو الخاطئة وغيره مما يبعث للخوف من المقابلة، فأقول الرؤية الشرعية مهمة لك وللخاطب، لأنها في الواقع لقاء أرواح قبل أن يكون لقاء صور، عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا قَالَتْ سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: ” الأَرْوَاحُ جُنُودٌ مُجَنَّدَةٌ فَمَا تَعَارَفَ مِنْهَا ائْتَلَفَ وَمَا تَنَاكَرَ مِنْهَا اخْتَلَفَ”. صحيح البخاري.
فتعارف الأرواح يقع بحسب الطباع التي جبلت عليها من خير وشر, فإذا اتفقت تعارفت، وإذا اختلفت تناكرت. فإن كان قدرك ونصيبك هذا الرجل، فاعلمي أن لا قوة في الأرض ستفرق بينكما، وإن لم يكتبه الله لك فلو كنت أجمل الجميلات شكلا ومظهرا ما كان لك.
هذا الفهم مهم جدا عند الزواج، فهو قبل أي شيء قدر الله تعالى، وهذا أمر إذا أراده الله فسيمضيه، لذلك لا تقلقي من شيء أبدا فإما زوج صالح تسكنين إليه وتكملان المسيرة راضيان بما رزقكما الله تعالى ومتعاونان على البر والتقوى. أو ليس لك فلا تشغلي نفسك بما ليس نصيبك.
روى الترمذي وابن ماجه عَنْ الْمُغِيرَةِ بْنِ شُعْبَةَ رضي الله عنه أَنَّهُ خَطَبَ امْرَأَةً فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: “انْظُرْ إِلَيْهَا فَإِنَّهُ أَحْرَى أَنْ يُؤْدَمَ بَيْنَكُمَا” أي أَحْرَى أَنْ تَدُومَ الْمَوَدَّةُ بَيْنَكُمَا.
وبوابة المودة هي الطيبة!
قال الله جل جلاله (الْخَبِيثَاتُ لِلْخَبِيثِينَ وَالْخَبِيثُونَ لِلْخَبِيثَاتِ ۖ وَالطَّيِّبَاتُ لِلطَّيِّبِينَ وَالطَّيِّبُونَ لِلطَّيِّبَاتِ ۚ أُولَٰئِكَ مُبَرَّءُونَ مِمَّا يَقُولُونَ ۖ لَهُم مَّغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ).
إن معاني المودة والرحمة والسكن والمستودع والمستقر وغيره من معاني جليلة عن الزواج لم تقترن بتفاصيل شكلية، بل اقترنت بالصلاح وطيب المعدن والتناسب والتوافق وغيره مما يبنى عليه البيت.
الخلاصة
وفي الختام أنصح كل فتاة مقبلة على الزواج بما لخصته فوق، العناية بصلاحها لتكون مستحقة لوصف “فاظفر بذات الدين”، والعناية بنظافتها وجمالها وأنوثتها، لأنها فطرة فيها وهي مهمة لسعادتها وراحة نفسها، وإعداد ذاتها راضية بأقدار الله تعالى مستعدة لها ومستبشرة ومحسنة الظن بربها.
فكم من رجل طلق جميلة لأجل صالحة، لأن الصلاح أهم من الجمال لاستقرار الأسرة.
وكم من صالحة قليلة الحظ في الجمال لكنها ملكت قلب زوجها، صدقا ومحبة وإخلاصا واستقامة، فالله الله في الفهم الصحيح لمفهوم الجمال، والتعامل الصحيح مع نعم الله تعالى، والعمل الصحيح لتحقيق السعادة في الدارين.
والبيعة مع الله تعالى تذكري دائما، (وَإِن يُرِدْكَ بِخَيْرٍ فَلَا رَادَّ لِفَضْلِهِ ۚ يُصِيبُ بِهِ مَن يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ ۚ وَهُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ).
فاسألي الله من فضله العظيم وقدمي أسباب استجلاب الفضل العظيم وفي مقدمة كل ذلك الصدق والإخلاص لله العزيز الحكيم. والله أعلم.