(قُلْ إِنَّنِي هَدَانِي رَبِّي إِلَىٰ صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ دِينًا قِيَمًا مِّلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا ۚ وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ (161) قُلْ إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (162) لَا شَرِيكَ لَهُ ۖ وَبِذَٰلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ (163))
ليلة العيد .. تحلّ بعد صيام شهر رمضان المبارك فريضة وصبرا واجتهادا ورجاء ومعايشة أليمة لمصائب المسلمين ..
هي ليلة التفكر في نعم الله تعالى وفضله ورحماته وبث الرجاء للنجاة بنفسك وللمكلومين ..
هي ليلة التواصي بين الأحبة والأرحام والإخوة في الله .. وبين المجاهدين في كافة الميادين والثغور!
ليلة تحل علينا منذ عقود تحت الهيمنة! ولا شيء تغير، من حيث استمرار تداعي الأمم والفواجع والأسى! ليلة نعيشها في احتلال ونزع سيادة، لا شيء تغير! هذه حقيقة مؤلمة! لكن التدافع مستمر والعاملون لانبعاث الأمة مرابطون وبركات سعي المجاهدين مرصودة تغيظ الكافرين! وهذه سنة في الأرض لا تموت الأمة وإن أصيبت في مقتل!
لذلك لا داعي لتحويل محطة العيد لمحطة عزاء أو نحيب ورثاء! فهذا ليس من الفقه ولا بصيرة الإيمان ولا من الاستعلاء به! ولا هو حل لمصائب المسلمين ولا يخفف أحزانهم وكرباتهم!
بل سنصدح بشعائر العيد ومعانيه الجميلة وإن كان في قلب ساحة حرب! أو تحت خيمة أو شجرة أو في نزوح أو فوق تل نرصد تحركات العدو!
فتلك رسالة سماوية نحملها بأمانة، أيا كانت حالتنا المادية أو الأمنية! ليكن هذا واضحا، نحن نقيم شعائر الله تعظيما وإجلالا له تعالى، لنتقرب إلى الله عز وجل بها لا لأجل أن نتسلى أو نروح عن أنفسنا! نحن هنا نستجيب لله تعالى رغم أنف كل الطغاة والظالمين!
فلتتعاونوا على رسم البسمات في أيام العيد، على حفر الذكريات السعيدة التي تدفع المؤلمة بإذن الله تعالى ولو بكلمة طيبة بين ركام المباني المدمرة، لنتعاون على تأكيد حضور الإسلام في المشاهد عزيزا، لا يضره كيد كائد أو طغيان كافر! لا تؤخره الحروب ولا النوازل! فهو التاريخ والحاضر والمستقبل!
سيبقى الإسلام حاضرا منارة للهدى، ينير معالم الحق والطريق! وسنبقى نرفع رايته عاليا خفاقة عبادا لله موحدين، حتى يأذن الله للصالحين بالتمكين.
فمن كان مؤمنا موقنا، فليعط شعائر الله حقها من التعظيم!
ولتستعد الهمم لأيام سعي مبارك بعد العيد، فأمامنا ملاحم والإعداد لها فرض وواجب وشفاء، وساحات المراغمة في تأهب واشتعال لا تهدأ وسنة الاستعمال فيها معلم حق!
وأما المرجفون والمرتابون والمنهزمون فلا طريقتهم طريقتنا ولا سبيلهم سبيلنا ولا غايتهم غايتنا، والله مولانا ولا مولى لهم.
(وَمَا لَنَا أَلَّا نَتَوَكَّلَ عَلَى اللَّهِ وَقَدْ هَدَانَا سُبُلَنَا ۚ وَلَنَصْبِرَنَّ عَلَىٰ مَا آذَيْتُمُونَا ۚ وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُتَوَكِّلُون)
الله أكبر، الله أكبر الله أكبر لا إله إلا الله، والله أكبر الله أكبر ولله الحمد.
لترتفع الأصوات بالتكبير ..
كل عام وأنتم إلى الله أقرب وأحب وأخلص وأتقى .. كل عام وأنتم مجاهدون في سبيل الله مرابطون لإعلاء كلمته وتحكيم شريعته وإن كره المشركون.