البيوت التي تستضيئ قلوب أصحابها بنور القرآن .. لا تُظلم ولا تشقى مهما اشتدت بها الخطوب!
فكيف ببيوت حوت صدور صغارها وكبارها القرآن!
هذا تمام الغنى.
إن الشهادة التي يجب أن يتربى الصغار على ضرورة تحصيلها لتأمين حياتهم ومستقبلهم، هي شهادة علاقتهم بالقرآن ووصالهم الدائم به وعملهم بآياته. فتلك الحياة الطيبة وذلك المستقبل الآمن.
الحقيقة التي حفرتها التجارب وتوارثتها الأجيال، أن أكبر مصاب أصيبت به الأمة، كان هجر أبنائها للقرآن قراءة وعملا.
وهي حقيقة ثابتة في القرآن، قال الله تعالى (وَقَالَ الرَّسُولُ يَا رَبِّ إِنَّ قَوْمِي اتَّخَذُوا هَٰذَا الْقُرْآنَ مَهْجُورًا) (الفرقان: 30).
إن المسافة التي تفصلنا عن النصر تقصر كلما قصرت المسافة بيننا وبين القرآن.
نقرأ في شهادات كبار علماء الأمة، حسرتهم على ما فات منهم من تدبر القرآن والتفرغ لدراسة معانيه، مع أن تقصيرهم الذي يصفونه كان مقابله اجتهاد عظيم في طلب العلم والتبحر في فنونه!
فكيف تكون حسرة الذي لم تشغله المسائل العلمية ولا الفتاوى ولا التعليم!
اللهم لا تحرمنا فضل القرآن العظيم!
إن كنت عشت الحرمان بسبب أسرة لم تعرف عظمة القرآن وانشغلت بتعليمك كل علوم الدنيا على حسابه فانشغلت عنه، فاستدرك الآن نفسك ومن تحت مسؤوليتك، أقبل على القرآن وإن كان الإقبال شاقا على نفس هجرته طويلا، لأن الفتوحات الربانية ستعالج وترمم كل ضعف وهدم فيك! وهذه ولادة جديدة لكل صادق مصابر!
لا بد أن نعترف بأن جيلنا تحمل تبعات أخطاء جسيمة في التربية كانت من صميم تبعات العيش الطويل تحت سلطة الثقافة الغالبة، لكن الوعي بالمقابل الذي تمتع به هذا الجيل فاق وعي من سبقه، وإبصاره الحقائق لم يستغرق جهدا كبيرا، لذلك يُنتظر منه أداء أفضل واستدراكا واعدا وتصحيح المسار بشكل جاد وقوي.
لا بد أن نديم الحمد على نعمة القرآن، فرغم كل التقصير الذي يقع فيه الفرد اتجاه كتاب ربه، يجد بركاته الجليلة تجري الدمع في عينيه، كلما أقبل من جديد مثقلا بالخجل!
إنها علاقة لا يمكن وصفها بأي تعبير وأي صياغة للمعاني، لأنها علاقة توحيد وعبودية لله جل جلاله، لا تعبر عنها إلا مشاهد الفداء!
هذه الدنيا بكل ما تملكه فيها، وكل ما حباك الله فيها من نعم وخيرات، لا تساوي جناح بعوضة! فإياك أن تغفل،لأن هناك من يسابق بشدة، لشدة حبه لله.
و”لا يزال قوم يتأخرون حتى يؤخرهم الله” كل ذلك لغفلتهم عن عظمة هذا الدين وعن حياة المسابقة في الله.
اللهم اجعلنا من أهل القرآن وخاصته العاملين به.
بارك الله بك دكتورة , كلمات تثلج الصدور , وفقك الله .
بارك الله فيكِ يا دكتورة وتقبل منكِ ♥️