هم على 3 أصناف:
- قسم يفتقد النعمة بشدة فيتصبّر ويحمد الله ويحتسب بشدة، ويعلم أن في ذلك الحكمة، فلا يلتفت لوساوس شياطين الجن والإنس. ويجد مع فقده المعية واليسر وبركات الرضا والتوفيق الرباني.
- قسم يفتقد النعمة بشدة فيتسخط ويتذمّر ويمضي وقته في التشكي والغفلة عن الاحتساب ولا يجد حرجا في تقديم التنازلات التي تمس دينه وعقيدته.. فيعيش شقيا تعيسا محروما يعاني.
- قسم يفتقد النعمة بشدة فيجد في ذلك مبررا سائغا لولوج الحرام ومستنقعاته، فيجمع بين الفقد والمعصية. فيقسو قلبه وتعمى بصيرته ويتخبط في ضلاله.
فأما الأول فالمؤمن التقي الذي يعلم أن ما عند الله خير وأبقى ولا يستبدل الذي هو أدنى بالذي هو خير. همته عند مراتب الجنة العالية، يعلم أنها دنيا فانية وأن العطاء فيها من الله تعالى وكذلك المنع وأن للصابرين الجزاء الأوفى.
وأما الثاني فهو المقتصد، خلط عملا صالحا وآخر سيئا غلبه سوء ظنه وأدبه مع الله جل جلاله فخسر في امتحان الابتلاء، ولم يجن إلا الكمد، فلا هو صبر فنال الأجر ولا هو بتسخطه حصل على شيء، فعاش في شقاء وحرمان.
وأما الثالث، فظالم لنفسه، أهلكها بالذنوب، وهذا الصنف يستهين بالظلم والبغي وأكل أموال الناس بالباطل.
وبهذا، بحسب كيف يتعامل الناس مع الفقد نميز معادنهم ومراتبهم.
والله تعالى يبدل من حال إلى حال وقت ما يشاء ومنحه لا تباريها منح!
فطوبى لمن ابتلي وصبر ولم يرخص نفسه لأهواء البشر الدنية.