كيف نحول مداد العلم إلى مداد العمل؟!

سؤال يخطر ببال الكثير من المسلمين اليوم؛ كيف أقفز من مرتبة الوعي والإدارك لمرتبة الإنجاز والعمل؟ كيف أغير من واقعي الذي ميّزت الحق فيه من الباطل لأكون في فريق الصالحين المؤثرين؟ كيف أحقق المفاهيم التي أحملها وأومِن بها رغم العقبات؟ كيف أصبح ذلك المعطاء والمسابق؟!

بعض النفوس البشرية تستعصي الانتقال، تجده عقبة صعبة لا يمكن تجاوزها، وقد يستغرق منها العمر كله وهي تبرر تأخرها بعدم القدرة على التغيير أو العمل. وأخرى تسوّف تارة وتنجز أخرى، فلا تكمل خيرًا أبدًا، رغم قدرتها على فهم الواقع بدرجة امتياز.

ولذلك فإن تلخيص الأسباب التي تعين الراغب في الإنجاز لتحقيق قفزة إلى الأمام، تستحق منا وقفة وبُعد نظر.

مطلب شرعي وأولية

لابد من التنويه بداية إلى أن السعي لمثل هذه المرتبة لهو من مطالب ديننا الحنيف، فإن الله -سبحانه وتعالى- يحب معالي الأمور، ونبيه -صلى الله عليه وسلم- أوصانا بسؤال الله الفردوس -لأنها أعلى الجنةـ، ولأجل الوصول إليها أوصانا كذلك بالمسارعة في الخيرات مهما كان الظرف.

قال -صلى الله عليه وسلم- في الحديث الصحيح:” إذا قامت الساعة وفي يد أحدكم فسيلة فليغرسها”. وعلى هذا النهج خطى الخلفاء الراشدون والسابقون الأولون والناجحون المسلمون عبر رحلة التاريخ حتى تراءت في صفحات مجده أبيات النابغة الجعدي يقول:

    بلغنا السماء مجدنا وسناءنا، وإنا لنرجو فوق ذلك مطلعًا

لن أطيل في اقتباس الأدلة الشرعية والأمثلة من التاريخ والواقع على ضرورة رفع الهمم والتطلع لأعلى المراتب، والمسابقة في سبيل الله، وعلى فضل التميّز بالإحسان والسبق، بل سنلخص في نقاط بعض أهم العوامل والأسباب التي تدفع المسلم للإنجاز وتحقيق التغيير.

الدعاء

في الواقع مهما حاولنا التحذلق والتذاكي، فإنما نحقق المسابقة والتوفيق في أي عمل أو عبادة بفضل من الله وحده. فكيف لمن يرجو الخير وقد ألمّ بمعالم الحق، أن ينتظر ارتقاءً وتميّزًا دون أن يطرق باب وصال السماء.

دون أن يمسك بقوة بجيد العقيدة الغراء! دون أن يهرق دموعه في سجود رجاء وابتهال، دون أن يُري الله منه حسن الإقبال وصدق الطلب. من هنا البداية؛ الوقوف على باب (إياك نعبد وإياك نستعين) فبدون هذه الاستعانة بالله وحده لا ترجو -أيها المقبل- الكثيرَ.

خير البر عاجله

ما أن يقرأ المرء الفكرة ويستلهم من أنوارها العزم، وتتراءى له الأماني والغايات نضرة خضرة في أفق المشاهدة. حتى يشعر وكأنه جدد إيمانه وشحذ همته وانطلق كسيل جارف يشق الصخر.

ولكن، ما أن يمر اليوم واليومان ويغلق المقبل ذاك الكتاب الملهم أو يدبر عن تلك المقالة الشيّقة المفعمة بالتحريض، حتى يعود للتكاسل والتسويف وربما الإحباط والخجل!

والسبب وراء هذه الحالة معلوم لمن فقه طبيعة الصراع على الأرض؛ إنها مسابقة الشيطان لقطع طريق العمل لدى ذلك الإنسان المقبل، فما أن يتراءى له الخير حتى يثنيه هذا العدو المبين عنه بدهاء ومكر ثم تموت فكرته وينقرض إلهامه ويسقط في كرسي العجز.

والقاعدة الأولى لتجاوز هذا الفخّ هي:”خير البرّ عاجله”؛ فالمسارعة في العمل هي خير وسيلة لإحداث التغيير، والشيطان لنا بالمرصاد ولكن لا نلبث أن نسبقه نحن بالأداء حتى ننعم بإغاظته و ببركات المسابقة.

والمُطَّلِع على سيرة رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يدرك حرصه على تعليم صحابته -رضي الله عنهم- هذا المبدأ العظيم، فحتى في الموقف الذي أخبر فيه الصحابي رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بأنه يحب صاحبه في الله، طلب منه الرسول -صلى الله عليه وسلم- ألا يتأخر وأن يسرع في إعلام أخيه بهذا الشعور النبيل في حينه.

وكذلك الأمثلة في المسابقة على بذل المهج الغالية في سبيل الله كثيرة لمن أراد الاستزادة، أو أحب أن يبصر كيف يكسر التردد أمام عتبة اليقين.

المسابقة ولو بالخيال

جبلت النفس البشرية على حب النجاح والتميّز، ولا شك أن الأمر يزداد إلحاحًا في مضمار سباق يسابقنا فيه شخص مثابر يلفت الأنظار، وبهذا المبدأ يمكن للمقبل أن يبقى ملهمًا يشع عطاء كلما استذكر شخصًا يعرفه سبّاقًا للخير بهمة وقّادة.

فإن لم يجده في الحقيقة والواقع، فليتخيل لحظة واحدة أنه موجود في هذا العالم وأن الملائكة يتحدثون عنه وأنه يذكر في السماوات لصدقه وإخلاصه، فيحرك ذلك لواعج النفس ويدفع المرء للعمل بخشية مختلفة. إنها خشية أن يدخل يومًا الجنة فينظر في الأعلى فيجد أقوامًا قد سبقوه  فوق، كانوا بجواره حين كان هو يلهو ويشقى.

فلأي سبب سبقوه؟ لا شك أنها جديّة المسابقة. وهذا يرسم لنا مشهدًا مشرقًا لمسابقة عمر بن الخطاب لأبي بكر الصديق -رضي الله عنهما-. فقد كان عمر أحد المبشرين العشرة بالجنة، ولكنه دأب على مراقبة الصديق خشية أن يسبقه لخير حتى أدرك مكانته وبكى! ولمثل هذا الرقي فليعمل العاملون.

لا يكلف الله نفسًا إلا وسعها

جميل أن نتأثر بفكرة وأن نسارع لمشروع، أو أن نعجب بخطة جديدة لمستقبل عطاءاتنا، ولكن حذاري من الانطلاقة المتحمسة المتهورة، التي لا تراعي حجم طاقاتنا وظروفنا، التي تريد كل شيء أو لا شيء، والتي لا تعرف الصبر ولا الحكمة المطلوبين لتحقيق الإنجاز؛ ذلك أن أحد أهم أسباب الفشل تلك الانطلاقات الحارقة التي تحرق كل أمل في تحقيق توازن القوى، للدفع والشحذ والعطاء وحفظ الغزل.

فلا يكلف الله نفسًا إلا وسعها، ويشمل هذا مفهوم (قليل دائم خير من كثير منقطع)، فإن استلهم المقبل فكرة العمل لتكن بدايته بقدر استطاعته، ولو كان ذلك بوتيرة ضعيفة، وكذلك كل عمل ينوي المرء أن تكون له فيه يد.

فلست مطالبًا بتحقيق تغيير بارز في الأمة منذ أول لحظة صدق، بل أنت مطالب بأن تعذر إلى الله بحسن إقبالك واستمرارك وثباتك وإخلاصك، (لا تُكَلَّف إلا نفسك) ثم لا تحمل همّ النتائج فهذه يكفلها الله سبحانه وقتما شاء. وسنن الله جارية، لا يمكن لبشر أن يغيرها.

وقد يعتقد بعضهم أن أي عمل خير يمكننا القيام به يكفي للمعذرة أمام الله، وهذا خطأ، بل علينا أن ندرك أنه مرهون بحجم الاستطاعة. فمن كانت لديه الاستطاعة على الإنفاق وإخراج الصدقات في سبيل الله، ثم يقارن نفسه بفقير لا يخرج إلا رغيف خبز كل ستة أشهر. فقد يتحول من مسابق للخيرات إلى مقتصد، وربما ظالم لنفسه.

بل عليه أن يسابق ذلك الذي يخرج الصدقة بحجم يليق وما آتاه الله من فضله وفي أفضل موطن ووقت. ثم تلك الاستطاعة تعني أن تحاول المسابقة بشكل مستمر يتدفق حبًا لله وخدمة الإسلام.

فتخيل أنك تسهر على عمل في سبيل الله، ثم يسهر على مثل عملك آخر مسابق، فهل يطمئن لك قلب أن تنام وهو ساهر! تخيل للحظة كيف هي همتك أمام همته، كيف هي دوافعك أمام دوافعه. هذا تمامًا ما يدفع المسلم اليوم للعمل بلا كلل ولا ملل، حين يشاهد غيره يعمل كذلك. فتحسسوا المسابقين.

الكتمان

لطالما ضرب لنا السابقون أمثلة في المسابقة لامعة، يبذل فيها المقبل بإحسان وخشية، فذاك زين العابدين يحمل على كتفيه المؤونة لبيوت الفقراء ليلًا وهو أمير المؤمنين، ولم يعلم خبره أحد حتى وافته المنية، فاختفى خيره واستفقدوه لكنهم وجدوا –عند غسله- آثار مسابقته حفرتها الأثقال على ظهره وكتفيه. فعجب الناس لحرصه وحكمته.

وما يجب أن يحرص عليه العازم على التغيير وتحقيق القفزة لمرحلة الجني، أن يقلل الكلام ويكثر من الفعال. فإن كثرة الكلام تذهب بركة العزم والإقبال، وقد تقطع له الطريق لحظة غرور أو رياء وربما حسد.

وليستذكر المؤمن (كبر مقتًا عند الله أن تقولوا ما لا تفعلون) ،وإنها لشعرة واحدة بين القول وتصديقه بالفعل، فليحذر المسابق حين ينوي عملًا أن يكون ممن يمقته الله -سبحانه وتعالى-، وليحرص على ألا يترك أمرًا صالحًا حدّث به أو أوصى به إلا وعمل به -إن أمكنه ذلك-.

التزود

لا شك أننا كنفوس مرهقة من إرهاصات الحياة وتجاذبات المشاغل، تلفح وجوهنا تيارات الغفلة والنسيان، ثم ذلك الصراع المتجذر في قلب أمتنا يدفع بأحزاننا كل يوم لتنفجر للخارج كثورة غضب أو سخط أو إحباط أو حتى كمد.

كل هذا وأكثر، يستنزف أفكارنا وهممنا وأوقاتنا وضمائرنا ولكن لا بد أن يكون بشكل إيجابي، وأن يصبح الأسى سبب الإصرار على التغيير. وأن يكون واقعنا دافعًا لنا للعمل بيقين.

وحتى نثبت، فلننظر في كتاب الله -سبحانه-، الذي جعل من ذكر الله زادًا للثبات، ثم تلك الكتابات النيّرة التي يخطها أهل العلم والحكمة، والتي ما أن تقرأها -أيها المسلم- حتى تشرق شمس الهمة في نهارك، وينير ليلك قمر التفاني.

فلا يحرم المقبل نفسه من قراءات مفيدة وصحبة صديقة، ثم بحث مواطن الخير ليستزيد منها حكمة ومعرفة؛ فلا يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون. ومن اختار لنفسه الرعي في سفاسف الأمور فلينظر لمن اختار لنفسه معاليها وازدان عطاؤه بلمعة المسابقة في سبيل الله، لعله يرقى.

إنها معركة

إن الواقع الذي يعيشه المسلم اليوم يفرض عليه فرضًا أن يكون مسابقًا، بل يعد من الواجبات الأساسية والمعالم الأولى التي علينا أن نقف عليها إن أردنا النصر، النصر على كل من يحارب الإسلام ويهدم بنيانه ويسلب المسلمين عزتهم ودنياهم.

مستضعفون في كل زاوية في الأرض، مستعبدون بشتى ألوان الرق، مستهدفون من كل درجات الظلم. فيكفي أن ينظر المرء لسهر عدوه على كيفية هدم بيته ليفر النوم من جفنيه؛ فيزداد إصرارًا على الحراسة!

الشاهد من هذا الطرح، أن المعركة حقيقة واقعة وتدور رحاها في كل يوم بشكل أكثر وضوحًا من ذي قبل، وأن المسلمين الذين أدركوا حقيقة الصراع بين الحق والباطل وأبصروا معالم طريق النجاة والفوز وبقيت حجتهم عالقة في عدم القدرة على العمل، حجتهم داحضة.

بل عليهم أن يستذكروا إصرار أعدائهم على الهيمنة عليهم وإذلالهم. (إن تكونوا تألمون فإنهم يألمون كما تألمون وترجون من الله ما لا يرجون)، ولن يغفل عاقل أو تفتر همته وهو يشاهد هذا الواقع الدامي، وفي ذات الوقت يحمل في قلبه آيات الذكر الحكيم ويقين المسلم الأبي، بل سيزداد إصرارًا على العمل في سبيل الله.

 عسى الله أن يكف بأس الذين كفروا والله أشد بأسًا وأشد تنكيلًا.

الموت

لا يمكن لبشر أن يجزم كم بقي له من عمر ليعيشه في هذه الأرض، ولا يمكن لأي طبيب ولا عالم أن يعرف تحديدًا كم سيعيش أو متى سيموت؛ فالأعمار بيد الله وحده -سبحانه وتعالى-.

ومن أبصر الموت أو أماراته يومًا، ووقف عند الخط الفاصل بين الحياة الدنيا والآخرة. سيدرك تمامًا كم هي رخيصة هذه الدنيا، سيعلم -بلا شك- أن رحلة الفناء هذه لا تساوي شيئًا فيما ينتظره غدًا بعد خط الموت ذاك.

ولأنه خط بحق فاصل، أوصانا نبينا -صلى الله عليه وسلم- بذكر هادم اللذات، واستذكار لحظة الرحيل التي لا عودة بعدها. والتي قد تكون في أي حين!

فكيف سيكون أي عمل يقبل عليه المسلم، من عبادة أو بذل، لا بد أنه سيكون من “مودّع”. والمودّع لا يفرط في لحظة ناهيك عن ساعة، ولا يهنأ له بال حتى ينجز كل ما عليه قبل أن يرحل. فمن وعى هذه لن تفتر له همة، ومن غفل فليمر بجانب مقبره لعله يذَّكر أو يخشى.

لذة الإنجاز

شعور رائع ذلك الذي ينتابنا عند الإنجاز، إنها السعادة لتحقيق النجاح، وهو المحفز أيضًا لمزيد من الإنجازات. والإنجاز في مضمار السباق للآخرة يختلف عن الإنجاز في مضمار السباق الدنيوي الداني.

ذلك أنه لا يخضع لقوانين البشر ونزعاتهم الشريرة والخبيثة، ولا ينافس على أساس مادي بحت يأسر عطاء الروح السامي. فمضمار السباق للآخرة راقي بكل ما تعنيه الكلمة من معنى، تحكمه قيم ثقيلة جدًا في ميزان الحق. هو مضمار نظيف لا يقبل إلا الطيب، جعله الله سبحانه للمسابقين بصدق والعارفين.

لهذا فرأس أمر النجاح فيه والفوز هو الصدق، والإخلاص، والحرص على الإتقان، وكل ما يدور في فلك العمل في سبيل الله لا النفس. فلا يخشى مسابق فيه من أن يهضم له حق أو يخسر صفقة؛ فالصفقات المعقودة مع الله كلها رابحة.

وحتى أقرب الصورة أكثر فإنك ما أن تقبل على عمل في سبيل الله سواء كان حجمه صغيرا أو كبيرا فإن لذة الإنجاز فيه تستشعرها بقدر صدقك وإخلاصك وإتقانك له. وهذه لذة يحققها المسلم عند كل عمل صالح، فتأمل معي أيها المثابر كم هي محطات النجاح والسعادة التي ستشعر بها خلال مسيرتك، والتي ستدفعك دفعًا لتحقيق إنجاز جديد.

إننا لا نقيس الانجازات في هذا الميدان بمقايس البشر الفانية بل نقيسها بمقاييس ربانية تبارك في مساعي الصادقين، ولهذا فالسعادة التي سيشعر بها العامل في سبيل الله مستمرة متدفقة عند كل لحظة عطاء وبذل، ولا يحكمها حجم الماديات أو تبخسها آراء البشر. وتلك حياة طيبة فطوبى لمن أحسن الاحتساب.

الاستدراك

المسابقون بشر، وهم يخطئون، قد يضعفون وقد يعيشون الكبوة، ولكنهم أصحاب قلوب حيّة نابضة لا تتوقف مهما كانت عقبات الطريق صعبة. بل تستمر مستدركة؛ لأنها تعلم يقينًا أن أي إنجاز سيحسب لصالحها، وأن أي تراجع يمكن تعويضه بمزيد بذل.

فلا تستبطئ من التقدم بإصرار وإن سقطت مرة أو مرات. فإنما هي حياة واحدة فلنحسن معيشتها في سبيل الله.

الصحبة الصالحة

كثيرة هي المشاريع التي تفشل بسبب الأرضية التي نبني عليها أسسها، أو بسبب دائرة الأشخاص الذين نعتمد عليهم في وضع لبناتها. لهذا  فإن من أهم أسباب العمل بهمة أن نتفحص العاملين معنا. وأن نحرص على انتقاء الجادين وأصحاب الشعور بالمسئولية لا المتواكلين المسوفين اللا مبالين.

التخفيف من اللهو

لم يحرّم الإسلام اللهو، بل ضبطه بشروط وقيود حتى يتزن المرء ويتزن معه المجتمع وتحقق الغاية من وجوده على الأرض. لكن بعض الأشخاص رغم همتهم التي تتقد أحيانًا بشكل ملفت يسرفون في ساعات اللهو والترويح بالضحك الكثير.

ولأن كثرة الضحك تميت القلب، ولأن اللهو الكثير يضعف الهمة ويشغل القلب عن ساعات الجدّ لابد لمن يحرص على المسابقة أن يخفف من ارتياد مواطن اللهو، ويجعلها لمامًا –إن لزم- في مناسبات الأعياد مثلًا أو أفراح العائلة أو اجتماعات الأحباب.

مع العلم أن العمل يتطلب استراحات يروح بها العامل عن نفسه، وهي ضرورية ليستمر عطاؤه مبشرًا، لكن ليكن بميزان وقدر معقول، فالشيء إن زاد عن حده انقلب إلى ضده.

وذاك صلاح الدين الأيوبي فاتح بيت المقدس، فتحه بإصرار على العمل والجدّ، لا بكثرة اللغط واللهو حتى حرم نفسه الابتسامة. وهذا لا يعني ألا نبتسم أو نضحك فهذا في صميم النفس البشرية التي خلقها خالق (وأنه هو أضحك وأبكى)، إنما يعني ألا ننشغل عن جدنا بلهونا.

النوايا

(إنما الأعمال بالنيات، وإنما لكل امرء ما نوى)، وهذه تكون قبل الشروع في العمل، وأيضًا خلال المسيرة، والتي يجب أن نراجع خلالها نوايانا باستمرار وننظف قلوبنا فيها من كل زائ،ف ونقبل بصدق سائلين المولى -عزّ وجل- أن يستعملنا ولا يستبدلنا.

فقد ينطلق المسلم بنية طيبة ثم يتذوق لذة النجاح وينقلب هدفه للعلو في الأرض؛ فيحبط سعيه وينقض غزله، والله -سبحانه- الخبير بعباده، نسأله العفو وحسن الخاتمة!

شارك
Subscribe
نبّهني عن
guest

0 تعليقات
Oldest
Newest Most Voted
Inline Feedbacks
View all comments
0
Would love your thoughts, please comment.x
()
x