سلام عليكم دكتورة لو سمحتي نصيحة لنا في التعامل في وقت هذه الحرب التي لدينا في السودان وكيف نتعامل مع الأطفال وخوفهم وصوات الضرب ترعبهم كيف نتصرف في هذا الوقت معهم ونستقل الفرصة لجعلهم مرتبطين بالله ونقويهم ونجعلهم شجعان.
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
حياكم الله وبارك بكم وحفظكم ..
بداية أسأل الله تعالى أن يحفظ أهلنا في السودان ويكفيهم شر الحرب وكل فتنة وكيد، وأن ينعم عليهم بالأمن والأمان وحكم الإسلام ..
هذا واقع أليم .. يشاهد الأطفال القصوفات وأصوات الضربات المفزعة، والأرض ترتج والشظايا تتساقط، والرعب في عيون الكبار قبل الصغار .. فنحن أمام واقع لا بد من التعامل معه بفقه وبصيرة.
وأول نصيحة أشدد عليها .. هي ثبات الأمهات، فالأمهات لا بد أن يتجلدن، لأن الأطفال يستمدون شجاعتهم منكن، فإن رأوا منكن اضطرابا وضعفا وخوفا، فسيعيشونه مضاعفا، لذلك أول الأمر رباطة الجأش وثبات الأمهات أول داعم للأطفال. وسبيل ذلك كثرة الذكر والقرآن والدعاء والاستعداد للقاء الله تعالى بحسن ظن وتوحيد راسخ وتوبة واستغفار.
وحين تبدأ الأصوات المفزعة تتجه نظرات الأطفال إلى أمهم، فإن وجدوك ثابتة تذكرين الله مستعدة للموت بيقين عظيم، تأكدي سيتشجعون بل ويذهلك صمودهم وستستمدين منهم قوة وثباتا!
وعند بداية القصف ابحثي عن أكثر الأماكن أمناً في البيت للاحتماء به، ولا تتركي الأطفال مبعثرين بل اجتمعوا معا جميعا في مكان واحد وامنعيهم من الخروج والتحرك بعيدا عنك. ولكن حدثيهم حديث الأبطال، وعامليهم معاملة الشجعان، ليزدادوا إقداما وشهامة. حدثيهم كجنود للإسلام وكأنهم في معسكر تدريب، سيستلهمون من معاملتك القوة.
وإياك والغضب والسخط أو تفريغ ذلك في الطفل بل يجب أن تضبطي أعصابك وتتصفي بالحلم وتذكري أنك قد تقبضين في تلك اللحظات فأحسني قدر المستطاع ولا تجمعي على أطفالك خوفهم وظلمك.
في لحظات القصف يجب أن تتركي كل شيء وتركزي في الذكر، وجمع الأطفال في حلقة، تذكرون الله تعالى، وترددون آياته، آيات السكينة، وهي:
( وَقَالَ لَهُمْ نِبِيُّهُمْ إِنَّ آيَةَ مُلْكِهِ أَن يَأْتِيَكُمُ التَّابُوتُ فِيهِ سَكِينَةٌ مِّن رَّبِّكُمْ وَبَقِيَّةٌ مِّمَّا تَرَكَ آلُ مُوسَى وَآلُ هَارُونَ تَحْمِلُهُ الْمَلآئِكَةُ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةً لَّكُمْ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ ){البقرة :248}
( ثُمَّ أَنَزلَ اللّهُ سَكِينَتَهُ عَلَى رَسُولِهِ وَعَلَى الْمُؤْمِنِينَ وَأَنزَلَ جُنُوداً لَّمْ تَرَوْهَا وَعذَّبَ الَّذِينَ كَفَرُواْ وَذَلِكَ جَزَاء الْكَافِرِينَ ) {التوبة : 26}
( إِلاَّ تَنصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللّهُ إِذْ أَخْرَجَهُ الَّذِينَ كَفَرُواْ ثَانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لاَ تَحْزَنْ إِنَّ اللّهَ مَعَنَا فَأَنزَلَ اللّهُ سَكِينَتَهُ عَلَيْهِ وَأَيَّدَهُ بِجُنُودٍ لَّمْ تَرَوْهَا وَجَعَلَ كَلِمَةَ الَّذِينَ كَفَرُواْ السُّفْلَى وَكَلِمَةُ اللّهِ هِيَ الْعُلْيَا وَاللّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ ) {التوبة :40}
( هُوَ الَّذِي أَنزَلَ السَّكِينَةَ فِي قُلُوبِ الْمُؤْمِنِينَ لِيَزْدَادُوا إِيمَاناً مَّعَ إِيمَانِهِمْ وَلِلَّهِ جُنُودُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيماً حَكِيماً ){الفتح :4} ،
( لَقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ فَعَلِمَ مَا فِي قُلُوبِهِمْ فَأَنزَلَ السَّكِينَةَ عَلَيْهِمْ وَأَثَابَهُمْ فَتْحاً قَرِيباً ) {الفتح : 18}
( إِذْ جَعَلَ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي قُلُوبِهِمُ الْحَمِيَّةَ حَمِيَّةَ الْجَاهِلِيَّةِ فَأَنزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَى رَسُولِهِ وَعَلَى الْمُؤْمِنِينَ وَأَلْزَمَهُمْ كَلِمَةَ التَّقْوَى وَكَانُوا أَحَقَّ بِهَا وَأَهْلَهَا وَكَانَ اللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيماً ){الفتح :26}
يقول ابن القيم رحمه الله في شرح منزلة ” السكينة ” من منازل السالكين إلى الله :
” هذه المنزلة من منازل المواهب ، لا من منازل المكاسب ، وقد ذكر الله سبحانه السكينة في كتابه في ستة مواضع :
الأولى : قوله تعالى : ( وَقَالَ لَهُمْ نَبِيُّهُمْ إِنَّ آيَةَ مُلْكِهِ أَنْ يَأْتِيَكُمُ التَّابُوتُ فِيهِ سَكِينَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ) البقرة/248.
الثاني : قوله تعالى : ( ثُمَّ أَنْزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَى رَسُولِهِ وَعَلَى الْمُؤْمِنِينَ) التوبة/26.
الثالث : قوله تعالى : ( إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لَا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا فَأَنْزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَيْهِ وَأَيَّدَهُ بِجُنُودٍ لَمْ تَرَوْهَا) التوبة/40.
الرابع : قوله تعالى : ( هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ السَّكِينَةَ فِي قُلُوبِ الْمُؤْمِنِينَ لِيَزْدَادُوا إِيمَانًا مَعَ إِيمَانِهِمْ) الفتح/4.
الخامس : قوله تعالى : ( لَقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ فَعَلِمَ مَا فِي قُلُوبِهِمْ فَأَنْزَلَ السَّكِينَةَ عَلَيْهِمْ وَأَثَابَهُمْ فَتْحًا قَرِيبًا ) الفتح/18.
السادس : قوله تعالى : ( إِذْ جَعَلَ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي قُلُوبِهِمُ الْحَمِيَّةَ حَمِيَّةَ الْجَاهِلِيَّةِ فَأَنْزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَى رَسُولِهِ وَعَلَى الْمُؤْمِنِينَ ) الفتح/26.
وكان شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله إذا اشتدت عليه الأمور : قرأ آيات السكينة . وسمعته يقول في واقعة عظيمة جرت له في مرضه تعجز العقول عن حملها ، من محاربة أرواح شيطانية ظهرت له إذ ذاك في حال ضعف القوة ، قال : فلما اشتد علي الأمر قلت لأقاربي ومن حولي : اقرأوا آيات السكينة ، قال : ثم أقلع عني ذلك الحال ، وجلست وما بي قَلَبَة .
وقد جربت أنا أيضا قراءة هذه الآيات عند اضطراب القلب مما يرد عليه ، فرأيت لها تأثيرا عظيما في سكونه وطمأنينته .
وأصل السكينة هي الطمأنينة والوقار والسكون الذي ينزله الله في قلب عبده عند اضطرابه من شدة المخاوف ، فلا ينزعج بعد ذلك لما يرد عليه ، ويوجب له زيادة الإيمان ، وقوة اليقين ، والثبات ، ولهذا أخبر سبحانه عن إنزالها على رسوله وعلى المؤمنين في مواضع القلق والاضطراب كيوم الهجرة ، إذ هو وصاحبه في الغار ، والعدو فوق رءوسهم ، لو نظر أحدهم إلى ما تحت قدميه لرآهما ، وكيوم حنين حين ولوا مدبرين من شدة بأس الكفار لا يلوي أحد منهم على أحد ، وكيوم الحديبية حين اضطربت قلوبهم من تحكم الكفار عليهم ، ودخولهم تحت شروطهم التي لا تحملها النفوس ، وحسبك بضعف عمر رضي الله عنه عن حملها ، وهو عمر ، حتى ثبته الله بالصدِّيق رضي الله عنه .
وفي الصحيحين عن البراء بن عازب رضي الله عنهما قال : رأيت النبي ينقل من تراب الخندق حتى وارى التراب جلدة بطنه وهو يرتجز بكلمة عبد الله بن رواحة رضي الله عنه :
اللهم لولا أنت ما اهتدينا
ولا تصدقنا ولا صلينا
فأنزلن سكينة علينا
وثبت الأقدام إن لاقينا
إن الألى قد بغوا علينا
وإن أرادوا فتنة أبينا
وفي صفة رسول الله في الكتب المتقدمة : إني باعث نبيا أميا ، ليس بفظ ، ولا غليظ ، ولا صخاب في الأسواق ، ولا متزين بالفحش ، ولا قوال للخنا ، أسدده لكل جميل ، وأهب له كل خلق كريم ، ثم أجعل السكينة لباسه ، والبر شعاره ، والتقوى ضميره ، والحكمة معقوله ، والصدق والوفاء طبيعته ، والعفو والمعروف خلقه ، والعدل سيرته ، والحق شريعته ، والهدى إمامه ، والإسلام ملته ، وأحمد اسمه ” انتهى باختصار من ” مدارج السالكين ” (2/502-504)
رددي وعيشي معهم قول الله تعالى (يا أيها الذين آمنوا إذا لقيتم فئة فاثبتوا واذكروا الله كثيرا لعلكم تفلحون) واشغليهم بتلاوة القرآن، واستعدي معهم عند سماع الأصوات المرتفعة لشرح ما يجري، وما هي الأسلحة المستعملة ولماذا يقتتل هؤلاء، وما قصة الصراع في السودان واربطيها بقصة الصراع الكبرى بين الإسلام والغرب وبين الإيمان والكفر.
لا تجعلي أطفالك يسمعون قصص الذعر من الكبار، أو الوصف الذي ينهار فيه الكبير، هذه مواضيع لا تذكر أمامهم.
وأجيبي على أسئلة أطفالك قدر المستطاع بما يفهمونه ولا تهمليها.
وفي أوقات الهدوء استغلي الفرصة للحديث عن قدوات الإسلام ورجالاته الأبطال، وحدثيهم عن الشجاعة وعن الموت وأنه لا يغني حذر من قدر، وهي فرصة عظيمة للحديث عن الجنة ومصير المسلم الموحد الثابت على دينه في الآخرة.
حدثيهم عن الشهادة في سبيل الله وفضل الشهيد، حدثيهم عن الملائكة حدثيهم عن العالم الآخر الذي نسعى لمراتب النجباء فيه.
حدثيهم عن النفس البشرية والخير والشر، عن الخبيث والطيب، عن كل المعاني التي هم بحاجة لسماعها، وقصي عليهم قصص الأنبياء والصراعات التي عرفها التاريخ وقصص شعوب أخرى عرفت الحروب، كالعراق وسوريا واليمن وغيرها من دول مسلمة عاشت كل هذا الفزع، وقتل أبناؤها وأصيبوا ويتّموا .. وصبروا وصابروا.
علميهم أن يتحدثوا، بأنفسهم كدرس خطابة ليعبر كل طفل عما يرى ويعيش، واجعليه بنفسه يقدم الوصايا والنصائح، ألهميه كيف يذكرها بقوة قلبه الصغير. اطلبي منه كيف سيحل الأزمة لو كان حاكما أو قائدا في البلاد، اسمعي منهم قصصهم وصححي لهم لغتهم واجعليها مسابقة بينهم.
احذري أن يشغلك الخوف عن حساب حساب الجوع! فالأطفال حين يجوعون يزداد ضعفهم لذلك وفري دائما بعض البسكويت المصنوع بالبيض والمواد المغذية والتمور واالمياه واللبن وإن أمكن توفير الوجبات التي تبقى فترة طويلة، حتى إذا ما حصل المحذور وقصف البيت أو الجوار، أو انقطعتم من المؤنة فلديك ما يشد أزرهم لمدة.
هذه فرصتك لتعويدهم على الصلاة، وعلى طاعة الله وعلى التكبير والذكر في لحظات الخطوب.
قد تضعف الأم فلتتذكر أن أعينا ترمقها وتقتدي بها، فلتخفي أي انهيار عنهم قدر المستطاع وأرى من الأفضل أن تجتمعوا معا عدة عائلات حتى تستقوون بعضكم البعض فالأم التي تنهار تجد أختها تعوضها، وهكذا تجبر الضعف الذي يحدث.
من المفيد الحديث عن تفسير الآيات كقول الله تعالى (وبلغت القلوب الحناجر) دعيهم يتعرفون على المعاني من القرآن في حياتهم .. ويرونها أمامهم .. ليتعلقوا بالله تعالى وأمره وطاعته ..
حدثيهم عن الآجال والموت عن حياة البرزخ وكل ما يشوقهم للقاء الله تعالى ..
اصنعي في قلوبهم حب البطولة وحدثيهم أن بأيديهم تغيير مستقبل بلادهم إن هم أقاموا الإسلام مثلما أقامه صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم .. وحدثيهم أن الأمر سيستتب وتابعي معهم الأخبار بدون أن تجعليهم يشاهدوا الصور المؤلمة، إنما عرض ما يكفي لفهم واقع الصراع.
ولا بد من التنبيه إلى أن ردود الأطفال تختلف، فالصغار من سن الثانية إلى الثالثة وحتى الرابعة لا يدركون ما يجري، لكنك تشاهدين القلق والتوتر في عيونهم وملامح الخوف تغلب على وجوههم عند ارتفاع الأصوات المزعجة، لذلك الحل بيدك هو احتضانهم وإعطائهم الثقة أنك بجانبهم فحضن الأم أمان للطفل، واذكري الله بصوت حتى يستأنسون به، وابقي حيويتك في هذه الأثناء لا تغفلي عنايتك بهم واهتماماتهم اليومية كتغيير ملابسهم وطعامهم وتوجيه الملاحظات لهم التي تشغلهم عما يجري.
بعد سن الثالثة إلى السادسة، يحدث للأطفال نوع من خلط للحقيقة بالخيال، فلا تفتحي الباب واسعا لخيالهم وتحكمي في حجم المعلومات والتفاصيل التي تقدميها لهم، واشغليهم بنشاط مفيد يكون جيدا،
أما الأطفال الأكبر من 5 و6 سنوات، فلابد أن يأخذوا دورهم في المشهد، بسرد ما يجري بلغتهم بالمشاركة في النقاشات والاقتراحات وكتابة فقرات وشهادتهم على ما يجري ..وأرى أن يتعلموا تلاوة القرآن ويقرؤوا السور آية آية كلما انتهى طفل قرأ الآخر، فهذا يصنع اطمئنانا وقوة وأنسا في القلب. ولا يفوتك سرد فصول من سيرة النبي صلى الله عليه وسلم فهو القدوة الأولى في حياتهم.
بعض الأطفال يظهرون مواهبهم في الأزمات، فانتبهي لها وارعيها، كقوة خطابة أو ملكة في الكتابة أو غيره .. لتنميها فيهم في فترات الأمن.
ويمكنك شغل الأبناء بالألعاب في فترات مناسبة، ولتكن ألعابا من قبيل صناعة النصر والتعامل مع الأزمات والأفكار التي تبدد كل خوف وتصنع القوة وعلو الهمة والأفكار في التعليم باللعب كثيرة جدا، من المهم استلهامها وتناقلها فهي نافعة ومفيدة.
واحذرن مع اجتماع عدد من الأطفال من أسر مختلفة أو حتى متقاربة أن يشغلكم شجار أو اقتتال بينهم للجهالة والظلم، فالولد محزنة، مجبنة، مجهلة، مبخلة وقيادة المواقف والشجارات بينهم لابد أن تكون سيدة المشهد، فألفوا بين قلوبهم وأحسنوا شغلهم بما يقوي محبتهم لبعضهم البعض.
وهكذا تتحولين من مجرد متأثرة بما يجري إلى متعايشة مع الموقف بل ومديرة للأزمة، حتى يصبح الأمر أسهل مع الأيام .. فصناعة وعي بالواقع ووعي عقدي وخلقي يجعل أطفالك أقوياء وأملا عظيم لهذه الأمة، فلطالما رأيت هؤلاء الأطفال الذين عرفوا الحروب والقصوفات كذلك وأستبشر بكل الأطفال الذين عاشوا بين أحضان القصف والتدمير وفي أجواء الإيمان والبطولة، بإذن الله ستكون لهم كلمتهم يوما ما، كلمة ليست كأي كلمة! جعلهم الله جندًا للإسلام الخالص.
سأل سائل: يا رسولَ اللَّهِ ! ما بالُ المؤمنينَ يُفتَنونَ في قبورِهِم إلَّا الشَّهيدَ ؟!
قال ﷺ: “كفَى ببارقةِ السُّيوفِ علَى رأسِهِ فتنةً”.
لن يضيع الله طفولة ربيت بين أحضان القصف والتدمير وقد أنبتها أهلها في وسط الإيمان والبطولة. فكن الأمهات القلاع، الأمهات الحصون اللاتي يخرجن هذا الجيل الذي يقوم بأمانة الدين من بعدنا.
وأنتن لها بإذن الله ما دمتن على التوحيد والسنة ثباتا وتواصيا بالحق والصبر. والله لا يضيع مؤمنا استعان به سبحانه بيده الأمر كله. فلتخرج كلماتكن ووصاياكن وحركاتكن وتصرفاتكن نابضة باليقين، و,رددن باستمرار (قُل لَّن يُصِيبَنَا إِلَّا مَا كَتَبَ اللَّهُ لَنَا هُوَ مَوْلَانَا ۚ وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ) (وَمَا لَنَا أَلَّا نَتَوَكَّلَ عَلَى اللَّهِ وَقَدْ هَدَانَا سُبُلَنَا ۚ وَلَنَصْبِرَنَّ عَلَىٰ مَا آذَيْتُمُونَا ۚ وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُتَوَكِّلُونَ).
حفظكم وثبتكم الله مولاكم.