النشرة البريدية

بالاشتراك في النشرة البريدية يصلك جديد الموقع بشكل أسبوعي، حيث يتم نشر مقالات في جانب تربية النفس والأسرة وقضايا الأمة والمرأة والتاريخ والدراسات والترجمات ومراجعات الكتب المفيدة، فضلا عن عدد من الاستشارات في كافة المواضيع والقضايا التي تهم المسلمين.

Subscription Form

كيف أطلب علم القيادة؟

هل عندك كتب تنصحين بها (عن القيادة)؟
وهل يمكن تحصيل هذا العلم ذاتياً ؟

نعم هو علم قائم بفصوله وأبوابه، وأولها، قراءة السيرة النبوية وتناول شخصية النبي صلى الله عليه وسلم كقائد في جميع الميادين، ولا أقصد بذلك القراءة القصصية السريعة، بل دراسة شخصية القائد وفهم مواقفه وأساليبه القيادية وأخلاقه في القيادة. فهذه أعظم مدرسة لا يوجد لها مثيل في التاريخ ولا الحاضر ولا المستقبل.

ثم سير الصحابة رضي الله عنهم القادة المتفردين، أصحاب السبق على مستوى العالم، بالطريقة نفسها، ثم كل سير قادة المسلمين والفاتحين. والقصد دراسة سيرة كل قائد بتحديد خصائصه القيادية وليس القراءة القصصية العابرة.

يمكن الاستعانة بكتب تتناول القيادة، منها كتاب الرسول القائد ﷺ لمحمود شيت خطاب. وهو قائد عسكري عراقي تفرس في السيرة وأخرج قراءته لسيرة النبي صلى الله عليه وسلم كقائد عسكري. فسلط الضوء على عظمة قيادة نبينا صلى الله عليه وسلم. وحقيقة مثل هذه الكتب لمن يقرأها، باب منفعة كبير، لأنها لا تطور معرفته القيادية فحسب، بل تزيد محبته لنبينا صلى الله عليه وسلم بمعرفة قدره ومكانته وجلال هيبته. وكذلك صحابته الكرام رضي الله عنهم.

وأنصح بكتاب فصول في الإمرة والأمير لسعيد حوى. لخص فنون القيادة بشكل أفضل من المصادر الغربية غير الإسلامية. ورتبتها ترتيبا وافيا. وهو يغنيك عن عناء البحث في الكتب الأجنبية.

هذا عند الحديث عن الرصيد النظري في علم القيادة، لكن لابد من التنبيه إلى أن القيادة علم وفن، فالعلم تتعلمه من البحث والدراسة، لكنه فن يتطلب التجربة والمعايشة في ميدان الممارسة والانخراط والعمل.

لابد من تكوين رصيد تجارب ووضع النفس في امتحانات القيادة فيعضد العلم التجربة والخبرة في الميدان. وهذه الوصفة الكاملة لصناعة القائد.

وما ينقصنا حقيقة هو دورات صناعة قيادات في الميدان، فهنا تكتشف الخصائص القيادية، فبعض الناس يكون شخصية قيادية بفطرته، فهذا يحتاج فقط لصقل وتهذيب بالقيادة الإسلامية،
وآخر يكتسبها، فيطور نفسه وباجتهاده تصقل قدراته القيادية،

وقد يكتشف ذلك في أزمة تحدث وبدون أدنى ترتيب يوضع في موقف خطير ويتولى الأمور بكفاءة. فالقيادة هي في الأخير القدرة على التعامل مع الصعب والمستعصي وحل الأزمات.

والقيادة أنواع، فهناك قيادة سياسية، وعسكرية، وإدارية، وغيره، وبعضها يتطلب لياقة بدنية، وكل نوع من القيادة يتطلب إحاطة بخصائصه، فالتعامل مع القيادة العسكرية يعني التعامل مع متغيرات ومتحرك وعقول أعداء تواجهك. فهذا يتطلب قراءة وتفرسا في طرق تفكيرهم وأدواتهم وجمع المعلومات الأوفى الممكنة عنهم، وهذا بحد ذاته يسهل على القائد مهمة القيادة. لأن القيادة هي حقيقة الإعداد الجيد قبل الأزمات والقدرة على مواجهتها بكل احتمالياتها بما فيها الأسوأ.

وهكذا، طلب هذا العلم يتطلب رباطا ودعاء واجتهادا حتى يأذن الله بالمعية والفتح.

وأنصح حقا الشباب الذي يتوق لاكتساب المهارات القيادية، أن يفتح قناة لنشر كل مصادر هذا العلم وتفريغ الدروس والفوائد وصناعة شغف بمعالي الأمور، وفتح مناقشات عليها، وحتى ترتيب رحلات ميدانية تطوعية ومشاريع مؤسساتية تتطور معها صفات القائد.

هذا على عجالة. وإلا فإنه موضوع مهم جدا يستحق سردا مطولا.

وفقكم الله وفتح عليكم.

مصابنا في ضعف التربية القيادية كبير جدا. وانعكاس ذلك يظهر جليا في قلة القيادات الفذة وضعف الفهم لحقيقة القيادة أيضا.

لذلك كل المناهج التربوية الإصلاحية يجب أن تضع في خطتها صناعة القادة. وكل من يحمل حرقة لدينه، يجب أن يتعلم هذا العلم. فلا يدري متى تكون لحظة الاستعمال.

فهو علم يتطلب تركيزا وعناية فائقة، لأنها صناعة مستمرة في الصراعات الحربية التي هي قدر هذه الأمة المسلمة المجاهدة.

نوعية التأليف أيضا لها دور عظيم في صناعة الوعي بالفكر والخلق والطموح القيادي، لكنه ثغر لا يزال مهملا، يفتقد للأقلام الملهمة، وأكثر ما انتشر فيه، نسخ ولصق للفكرة الغربية، مع أن تاريخ المسلمين، يملك رصيدا من القادة المتفردين العظماء، لا يباريه رصيد بين الأمم، ولا شك أن اهتمامات الأمة تنعكس في نوع التأليف الذي يشغلها، فابتلينا في زمن الوهن بكثرة روايات الوهم! وانحسار التأليف الذي يعزز عوامل الانبعاث في واقع الحقيقة!

لابد أن نعيد الاهتمام اللائق بصناعة القادة.

النشرة البريدية

بالاشتراك في النشرة البريدية يصلك جديد الموقع بشكل أسبوعي، حيث يتم نشر مقالات في جانب تربية النفس والأسرة وقضايا الأمة والمرأة والتاريخ والدراسات والترجمات ومراجعات الكتب المفيدة، فضلا عن عدد من الاستشارات في كافة المواضيع والقضايا التي تهم المسلمين.

Subscription Form

شارك
Subscribe
نبّهني عن
guest

0 تعليقات
Oldest
Newest Most Voted
Inline Feedbacks
View all comments
0
Would love your thoughts, please comment.x
()
x