كيف أحقق قول الله تعالى (وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة) وأنا امرأة؟

أنا كأمرأة مسلمة ..كيف أحقق قول الله تعالى ” واعدوا لهم ما استطعتم من قوة ” ؟؟
غير التحضير الإيماني…كيف استعد لما هو آت ؟!

الجواب:

سؤال مهم جدا، لكل مسلمة تريد أن تعد ما استطاعت من قوة!

اعلمي أن ثباتك على فرائض الدين وسننه والالتزام بما أمرتك به الشريعة كأمة لله تعالى، نصف الإعداد، فهذا لوحده يجعلك في موقعك الذي أراده الله تعالى لك، ويدحر حملات الأعداء التي تسعى لزعزعة موقعك وجرفك للدنو والهامش وشغلك بما يجعلك معول هدم في أمتك لا لبنة بناء. وتقديم صورة المسلمة الأبية اليوم نصر عظيم في معركة الحق والباطل، ودعوة وحجة!

بعد ذلك يأتي فقه الأولويات، فهناك حقوق وواجبات في حياة كل مسلمة، فلتؤدي حقوق من هم في دائرة مسؤولياتها، من والدين وزوج وأبناء وصلة رحم. وأوفى أداء هو أن تبقى منارة تذكرهم بالله تعالى وتنير لهم الطريق، وتسندهم وتشد عضدهم وتجبر الضعف وتسد النقص. فبرها بوالديها وزوجها وأبنائها ومحيطها هو التواصي بالحق والصبر والتعاون على البر والتقوى.

وللأمهات أولوية قصوى لا تقبل التهميش أو التأخير، بل توجب كامل الإخلاص والتخطيط والسعي، وهي إنشاء جيل مسلم قادر على حمل أمانة الإسلام بأفضل ما يكون، بقوة في دينه وجسده وخلقه وأهدافه وتأثيره في الأرض. فهذا مشروع حياة كل أم اليوم ومن الفروض التي يعد التقصير فيها خيانة!

بعد ذلك تأتي المساهمة في مشاريع الجهاد التي تناسب مكان المرأة وموقعها، بدون أن تقصر في واجباتها الأولى، أو تتعرض لمزاحمة الرجال أو منازعة لهم أو فتنة أو ما ينقض الغزل، ولأنه زمن جهاد وفريضة، فموقعها في جهاد الكلمة إن أعدت نفسها لذلك وتمكنت في ثغر الدعوة والإصلاح والنصرة الإعلامية لقضايا الإسلام والمسلمين المستضعفين في الأرض، بترسيخ الأصول وحفظ هيبة منظومة الأخلاق والعفة والأدب، وتقديم القدوة للفتيات اللاتي يشاهدن ويبحثن عن موقع لهن في هذه الحياة، بينما تتربص بهن الدعوات الهدامة والمفسدة والمنحرفة.وبالإبتعاد عن كل ما يصنع التراجع ويضعف الهمة ويفسد العمل الصالح.

والدعاء والمجاهدة والصحبة الصالحة وسيلة المؤمنة. والمعية والتوفيق والفتح، بقدر الصدق!

شارك
Subscribe
نبّهني عن
guest

0 تعليقات
Oldest
Newest Most Voted
Inline Feedbacks
View all comments
0
Would love your thoughts, please comment.x
()
x